أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - تقرير المصير















المزيد.....

تقرير المصير


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 6182 - 2019 / 3 / 24 - 20:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اين ستنتهي المفاوضات الجارية بين النظام المغربي ، وبين جبهة البوليساريو المدعمة من قبل النظام الجزائري ، والنظام الموريتاني ؟
مثل سابقاتها ، فان مآل المفاوضات الجارية بجنيف ، وتحت اشراف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ، سيكون الفشل . وهنا ولكي نكون واضحين ، فان كل الفرقاء مقتنعين بحتمية الفشل ، ومع ذلك يستمر الجميع في الكذب على نفسه ، وفي الكذب على الشعب الذي يعيش بين ظهرانيه . وهذا لا يعني في الصميم ، غير حاجة كل الأطراف للعب على الوقت ، ما دام ان أي حل ، قد يعجل بتغييرات ، او قد يسبب في اعاقات ، او مشاكل جيو-- ستراتيجية ، الجميع في غنى عنها .
فمن خلال تصريحات فرقاء النزاع ، تبيّن ان كل طرف متشبث بحله ، ويرفض حل الطرف الآخر الذي لا يرضيه . فالجبهة ومن وراءها الجزائر، تشبثا بحل الاستفتاء وتقرير المصير ، كما تنص على ذلك قرارات مجلس الامن ، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، رغم ان حل الاستفتاء ، قد اصبح اليوم متجاوزا ، بسبب اعتراف النظام المغربي الصريح بالجمهورية الصحراوية في سنة 2016 ، في حين تشبث ممثل النظام المغربي بوريطة ، بحل الحكم الذاتي الذي ترفضه الجبهة ، ومعها النظام الجزائري ، كما تجاهلته كل قرارات مجلس الامن ، وقرارات الجمعية العامة . فعند اصدار قرارات هاتين المؤسستين ، هناك فقط التنصيص على الاستفتاء ، دون الإشارة الى حل الحكم الذاتي الذي مات قبل ان يجف الحبر الذي كتب به .
إذن امام تباعد مواقف الأطراف، نتساءل : ما الجدوى من الاستمرار في مفاوضات ، عقيمة ، وعاقرة ، ومحكوم عليها بالفشل ؟
ثم ما الفائدة من استمرار المفاوضات ، دون تحديد سقف زمني لإنهائها ، وخاصة ما صرح به السيد كوهلير ممثل الأمين العام ، منْ انّ المفاوضات ستطول .
فإذا كانت المفاوضات ستطول بتصريح كوهلر ، فكم مدة زمنية ستبقى المفاوضات جارية ، وخاصة وانه منذ 1991 ، تاريخ ابرام اتفاق وقف اطلاق النار ، لم تتوقف المفاوضات بين اطراف النزاع ، ولم تنجح في إيجاد حلول ترضي الطرفين المتصارعين ؟
فهل تصريح السيد كوهلر بطول المفاوضات ، سيستغرق ثمانية وعشرين سنة أخرى ؟ وهل الصراع برمته سيستمر أربعة وأربعين سنة قادمة ؟
لكن المثير للدهشة ، هو ما صرح به ممثل النظام المغربي بوريطة ، بخصوص تفسير المعنى والقصد من الاستفتاء ، وذلك عندما اعتبر ان تقرير المصير لا يؤدي الى الاستقلال .
فهل الاستفتاء وتقرير المصير لا يؤديان الى الاستقلال ؟ .
ان مشكلة بوريطة ، انه عجز في معاجلة القضية الصحراوية ، لأنه خلط بينها ، وبين الأراضي التي تكون خاضعة للاستعمار الأجنبي والقومي . ان الاستفتاء المؤدي الى الاستقلال بالنسبة للصحراء الغربية المغربية ، كان مقبولا عندما كانت الصحراء تحتلها اسبانيا . لكن عندما استرد المغرب الصحراء ، اصبح تقرير المصير يتعارض مع القضية الوطنية ، لأنه اضحى حق يراد به باطل ، لذا فالحكم الذاتي بالنسبة للقضية الوطنية ، يبقى نوعا من تدبير السكان للشأن العام ، ضمن الوحدة القومية المغربية .
بالرجوع الى نص القرار 1514 الذي أصدرته الجمعية العامة في سنة 1960 ، ومن خلال التصريح الأخير للأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو گتريس ، حول الحاجة الماسة لسبعة عشر إقليما ، لممارسة حقها في تقرير المصير ، لا نجد ما يفسر نتيجة الاستفتاء ، بالانفصال عن الدولة الام ، ومن جهة سنجد السيد گتريس يؤكد فقط على الحكم الذاتي ، ليس فقط لسكان الصحراء الغربية ، بل لسكان ستة عشر اقليما لا تزال تنتظر الحكم الذاتي . وهنا يمكن الرجوع الى تصريح الأمين العام ، وهو موجود بحائطي الفيسبوكي .
ان تقرير المصير والاستفتاء المؤدي الى الاستقلال ، وحسب ما ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة ، يخص السكان والاقاليم المحتلة ، من قبل استعمار اجنبي قومي ، والحال ان هذه الحالة لا تنطبق على الصحراء الغربية ، وانتمائها التاريخي ، والقانوني ، والجغرافي الى المغرب .
كما ان لينين حين اعترف بتقرير الشعوب لمصيرها ، فهو كان يعني الشعوب المستعمرة من قبل الدول الامبريالية ، ولم يقصد انفصال السكان عن اوطانها ، لتشكل دويلات قزمية ، وكنتونات تخدم الاستعمار القديم والجديد ، وتشكل قواعد خلفية له .
ان الخلط بين تقرير مصير الشعوب التي يستعمرها استعمار اجنبي قومي ، وبين المطالب الانفصالية باسم تقرير المصير المنصوص عليه في الميثاق الاممي ، هو ما اربك الفهم بين الاستفتاءين معا ، فتم اسقاط الحل الأول على الثاني ، رغم الفوارق الشاسعة بينهما ، ورغم الحجج التاريخية ، والقانونية ، والجغرافية .
انّ تركيز القرار 1514 الصادر في سنة 1960 عن الجمعية العامة ، وانّ ما صرح به مؤخرا السيد أنطونيو گتريس على منح الأقاليم السبعة عشر حكما ذاتيا ، ليفند جملة وتفصيلا ، كل تأويل يذهب باتجاه الانفصال . والاّ ماذا منع الأمين العام للأمم المتحدة ، من ان يفسر تقرير المصير بالانفصال ، ومنْ اجبره على تفسير الهدف من الاستفتاء بمنح الحكم الذاتي للأقاليم السبعة عشر .
نعم ان الحكم الذاتي بالمعايير الأممية والدولية ، الذي يجري بناءه تحت اشراف الأمم المتحدة ، هو نوع من تقرير المصير ، لان الوصول اليه ، كان بفضل رغبات السكان ، والدولة التي ينتمي اليها هؤلاء ، وبتشجيع من الأمم المتحدة ، لتثبيت الامن ، والسلام الدوليين .
ولنا ان نتساءل . اين كانت الجزائر عندما أصدرت الجمعية العامة قرارها 1514 في سنة 1960 ؟
الجزائر لم تكن بعد قد تشكلت كدولة ، كانت لا تزال تخضع للاستعمار الفرنسي . واستقلالها كان في سنة 1962 .
وأين كانت جبهة البوليسرايو التي تأسست في سنة 1973 .
وأين كانت الجمهورية الصحراوية التي اسستها الجزائر وليبيا في سنة 1976 .
وأين كان الشعب الصحراوي الذي تم اكتشافه في غشت 1977 .
وكيف نفهم ونفسر ، كون النزاع قبل 1974 ، كان ثنائيا بين المغرب واسبانيا منذ 1960 ، وبقدرة قادر سيصبح بعد 1974 ، ثلاثيا ، ورباعيا ، الجزائر وموريتانية التي كانت جزءا من المغرب .
ان ادعاء الاستفتاء وتقرير المصير في حالة الصحراء المغربية ، هو حق يراد به باطل .
ان التغليط في تفسير بعض المصطلحات كتقرير المصير ، للنيل من وحدة الشعوب ، ووحدة ارضها ، هو سياسة عنصرية مقيتة ، تلعب على الفوارق الجغرافية ، والاثنية ، والعرقية ، والقبائلية لترسيخ التجزئة السرطان المعرقل لوحدة الأرض ووحدة الشعب ، والاّ كيف نفهم انّ الغرب الذي يتمسك حرباءيا بالاستفتاء وتقرير المصير ، يرفضهما في شبه جزيرة القرم ، وفي فلسطين ، وفي كتالونية، وفي إقليم الباسك ...لخ ؟
ان المفاوضات الجارية اليوم بين النظام المغربي ، والنظام الجزائري وجبهة البوليساريو ، هي مضيعة للوقت ، لأنه محتم عليها الفشل ، بسبب تباعد المواقف .
النظام المغربي يفاوض على بقاءه من خلال رفض أي حل يؤدي الى الانفصال ، لأنه يعلم علم اليقين ، انّ ذهاب الصحراء يعني سقوطه الحتمي ، والجبهة تفاوض مُعوّلة على المجتمع الدولي ان يلبي مطالبها بالانفصال ، والجزائر الطرف الرئيسي في الصراع ، يناور لكي تصبح له حدود بالمياه الأطلسي الباردة ، والنجاح في تطويق المغرب .
إذن الى متى استمرار حالة اللاّحرب ، وحالة اللاّسلم . والى متى استمرار هذا الخلط ، المغرب يسيطر على ثلثين الأرض ، ولا توجد دولة تعترف له بمغربية الصحراء ، والجبهة تسيطر على الثلث ، ولا دولة تعترف لها بسياسة الامر الواقع ، والجزائر التي كان لها نفود محترم طيلة السبعينات والثمانينات ، فقدته اليوم في عهد الدولة الضعيفة التي تبحث عن استعادت قوتها على حساب المغرب .
الجميع متضرر من هذا الوضع الشاد ، والحل الذي يرضي كل الأطراف يبقى معلقا ، ومن دون حل يفرضه مجلس الامن ، او تفرضه الحرب بعد سنة 2020 ، فاحتمال استمرار الستاتيكو يبقى أكيدا ، في انتظار المعجزة التي قد تبطل كل التنظيرات .
والسؤال الى الجبهة : الى متى المراهنة على الحلول الخادعة والكاذبة . لقد مر النزاع من محطتين :
-- المحطة الأولى ، وكانت مرحلة حرب ، ودامت ستة عشر سنة .
-- المحطة الثانية ، وتبتدأ من 1991 ، وهي مرحلة المفاوضات ، فشلت في إيجاد حل يرضي الجميع .
فهل انتم راغبون في الانتظار أربعة وأربعين سنة ، منها ثمانية وعشرين سنة كلها مفاوضات عقيمة وعاقرة ؟
عودوا وكونوا وحدة مع الشعب المغربي ، وبعدها من حقكم ان تناضلوا ، وتطالبوا باي نظام سياسي يعبر عن طموحاتكم ، التي ستكون هي طموحات كل المغاربة ، في بناء الدولة الديمقراطية التي تتسع للجميع وبدون عنصرية ولا تمييز .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل المغرب فعلا مقبل على هزّة شعبية ؟
- تنظيم وقفات احتجاجية امام قصور الملك -- النقد الذاتي --
- حراك الجزائر
- دور الاتحادات النسائية في الدفاع عن حقوقهن
- هل بدأت فرنسا تنحاز الى امر الواقع في نزاع الصحراء الغربية ؟
- رئيس كوريا الشمالية السيد كيم جونگ _ Le président de la Coré ...
- الدستور -- La constitution
- lhumiliation du régime -- إهانة النظام .
- جمال عبدالناصر . معارضو الناصرية . ( 3 )
- زيارة ملك اسبانيا الى المغرب
- تحليل . البرلمان الاوربي يصادق على تجديد اتفاقية الصيد البحر ...
- إذا دهبت الصحراء حتما سقط النظام
- اربعة واربعون سنة مرت على نزاع الصحراء الغربية
- حول مداخلة مستشار الامن القومي السيد جون بولتون بنزاع الصحرا ...
- هل سيزور بنجامين نتانياهو المغرب ؟
- جمال عبدالناصر . معارضو الناصرية . ( 2 )
- ألم أقل لكم أن جبهة البوليساريو اصبحت مثل الناقة العمياء تخب ...
- جبهة البوليساريو تُصاب بالاكتئاب
- جمال عبدالناصر --- ابعاد النظرية الناصرية . ( 1 )
- عبداالاله بنكيران ومقاضاة الملك .


المزيد.....




- قتلى وجرحى بخيرسون.. كييف تواصل الإرهاب
- هل إسرائيل في مأزق إستراتيجي؟ محللون يجيبون
- دوجاريك: وضع غزة مفزع وإدخال المساعدات يجب ألا يخضع لأي شروط ...
- احتمال الصراع الأهلي في سوريا يزداد
- الجالية الروسية بعمّان تحتفل بيوم العمال
- نائب وزير الخارجية التركي لبي بي سي: -حرب غير مسبوقة تُشنّ ض ...
- إقالة أم استقالة؟ مستشار الأمن القومي يغادر منصبه على وقع تس ...
- قاضٍ أمريكي يفرج عن الطالب الفلسطيني محسن مهداوي ويؤكد حقه ا ...
- سوريا: أنباء عن اتفاق بتسليم السلاح الثقيل ودخول الأمن إلى ا ...
- مركبة فضاء سوفيتية ضلت طريقها وتعود إلى الأرض بعد نصف قرن


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - تقرير المصير