|
lhumiliation du régime -- إهانة النظام .
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6151 - 2019 / 2 / 20 - 21:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بقدر ما تعرض النظام المغربي للعديد من الإهانات ، وامتصّها بصدر رحب ، بقدر ما تجبّر واستقوى على المغاربة الاحرار، فاتحا أبواب سجونه للكُتاب ، و للمثقفين ، وللأحرار ، ولفاضحي الفساد . من منّا ينسى الاهانات التي تعرض لها الملك شخصيا في محطات عديدة ، وفي كل إهانة كان النظام يعمل على تجاوزها بطي الكتاب ، وليس طي الصفحة ، مكابرا حتى يلعب الوقت لعبته ، لتجاوز الإهانة التي مسّت شعور المغاربة ، اكثر من مسها لشعور جماعة النظام المتعودة على الاهانات ، و اكثر من مسها برأس النظام شخصيا . 1 ) اثناء انعقاد الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة ، أعلنت وزارة القصور الملكية عن زيارة الملك ، للمشاركة شخصيا في الدورة . وبعد ان تم الاستعداد للزيارة ، يفاجئ الجميع بإلغائها ، والسبب رفض الأمين العام للأمم المتحدة بانكيمون ، استقبال الملك على هامش الزيارة ، لان اجندته كما ادعى لا تسمح بذلك . انه نفس التبرير صدر عن الرئيس أوباما الذي رفض استقبال الملك ، على هامش الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة ، وتدرّع كذلك ، بكون اجندته لا تسمح بذلك . 2 ) الملك يطير بدون استدعاء الى واشنطن ، ليلتقي الرئيس أوباما بالبيت الأبيض ، والإهانة هنا ، هي في انّ من استقبل الملك بالمطار لم يكن أوباما ، ولا كاتب الدولة في الخارجية ، بل مجرد كاتبة بالبيت الابيض ، هي من استقبلته ، ورافقته الى البيت الأبيض . فدخل الملك أمريكا في جنح الظلام ، وخرج كذلك في جنح الظلام . والسؤال هنا لماذا يستقبل أوباما شخصيا نتانياهو ، وملك السعودية في المطار ؟ . 3 ) الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يرفض مرار استقبال الملك ، سواء في السعودية ، او في أمريكا بفلوريدا . ثم الكل لاحظ طريقة المصافحة التي استعملها الرئيس للملك بفرنسا ، بمناسبة الذكرة المئوية للحرب العالمية الأولى ، ولا حظ الطريقة التي كان يُحدّق فيها ، بتمعن وبتركيز في وجه الملك ، وهو نائم يتمايل من شدة التعب ، او المرض . والسبب موقف الملك المؤيد لهيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية الامريكية ، بأموال الشعب المغربي الفقير والمفقر . 4 ) السفير الفرنسي بالأمم المتحدة ، يصف النظام المغربي بالخليلة ، او العاهرة التي تنام معها ، وتضطر للدفاع عنها ، رغم انك لا تحبها . 5 ) الحرس الاسباني يوقف اليخت الملكي بمياه مدينة سبتة للتحقق من الهوية . 6 ) الكل كذلك ، لاحظ الإهانة الكبيرة التي تعرض لها الملك ، اثناء الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى ، من طرف الرئيس بوتين ، حيث كان يصافح الرؤساء المصطفين في الصف ، وعندما وصل الى الملك ، انقلب بشكل مهين رافضا السلام عليه . ودائما وفي نفس الموضوع ، أي موضوع الإهانة ، عندما سافر الملك الى روسيا للقاء بوتين بدون ان توجه له الدعوة ، لم يستقبله الرئيس الروسي ، ولا وزير الخارجية الروسي ، ولا الوزير الأول مدفديف ، بل استقبله شخص من مستوى مدير ، ومثل الزيارة بدون دعوة الى البيت الأبيض ، دخل الملك روسيا في جنح الظلام ، وخرج كذلك في جنح الظلام . 7 ) الكل يتذكر العلاقات الثنائية بين المغرب وبين مصر ، حيث كان ينعقد لقاء سنوي في عاصمة احدى الدولتين ، وبالتناوب ، مرة تحت اشراف الراحل الحسن الثاني في الرباط ، ومرة تحت اشراف حسني مبارك في القاهرة . لمّا مات الحسن الثاني ، عمد مبارك الى الغاء ذاك اللقاء الثنائي بين مصر والمغرب ،لأسباب هو من يعلمها . ونظرا لما خلفه قرار مبارك المقصود ، ومن خلال جمع معطيات عن طريق الانصات على هاتف الناس ، وجّهوا له دعوة شيطانية لزيارة المغرب ، وهي دعوى عائلية ، فجاء هذا رفقة عائلته مُلبيا الدعوة ، لكن عندما وصل الى الرباط ، تم تحويل الزيارة ، من زيارة عائلية ، الى زيارة عمل ، حيث تم التوقيع على العديد من المعاهدات والاتفاقيات ، التي ماتت بمجرد مغادرة مبارك الربط عائدا الى القاهرة . ومُنْذُ ها ماتت اللجنة الثنائية بين الرباط والقاهرة ، وكأن شيئا لم يكن قد حصل في السابق .. ان موت اللجنة يعود لقرار شخصي لمبارك ، الى ان حصده الربيع العربي . 8 ) رغم شعارات الوطن العربي ، والوحدة العربية ، صوتت العديد من الدول العربية ، لصالح الملف الأمريكي ، الكندي ، والمكسيكي لكأس العالم . ان هذه الدول هي : السعودية ، قطر ، لبنان ، الكويت ، عمان ، الأردن ، مصر ، العراق ... 9 ) تجرأ السعودية من خلال قناتها العربية ، على الطعن في مغربية الصحراء ، حين قدمت برنامجا يقدم الصحراويين ، كشعب ، وجبهة ، وجمهورية ، واعتبرت ان التواجد المغربي بالصحراء ، هو تواجد احتلال ، وركزت على حل الاستفتاء وتقرير المصير . 10 ) زيارة الملك الى هولندة دون ان يستقبله أي مسؤول ، سواء ملك هولندة ، او رئيس حكومتها ، وكأنه لم يحل بالديار الهولندية . 11 ) الصحيفة الإسرائيلية الذائعة الصيت " جيروزاليم بوست " تصف الملك ، بالملك الافتراضي ، أي غير موجود . وهنا لو لم تأخذ الصحيفة الاذن من الحكومة الإسرائيلية ، هل كان لها ان تصف الملك بالافتراضي ؟ 12 ) وتبقى اكبر إهانة يتعرض لها الملك ، تلك الصادرة من المحيطين به ، وعلى رأسهم صديقه ومستشاره فؤاد الهمة ، الذي عرف مكامن ضعفه ، فلبسه مثل قميش يوظفه في خدمة مصالحه ، ومصالح الزمرة المتنفذة المحيطة به ، وعلى رأسها وزير الداخلية لفتيت ، والمدير العام للبوليس عبداللطيف الحموشي ، وقبلهما الوزير المنتدب في الداخلية المدعو الشرقي ضريس ، والوالي المدعو نور الدين بن ابراهيم ....الخ . فإذا كان المدير العام للمديرية العامة للدراسات والمستندات ياسين المنصوري ، قد تشكى من غربال فؤاد الهمة الذي يخفي عن الملك تقارير الادارة العامة ، وإذا كان هذا ، أي الهمة وراء كل المشاكل التي اعترضت مدير الديوان الملكي السابق رشدي الشرايبي ، والمشاكل التي اعترضت حسن اوريد بسبب الحسد ، وشعوره بالدونية امامهما ، وهو من يقف وراء تظلمات تعرض لها العديد من الأطر التي تم رميها الى الهامش ...لخ ، فكيف سيكون الامر بالنسبة لمنْ هم دون مرتبة ياسين المنصوري ، ورشدي الشرايبي ، وحسن اوريد والقائمة طويلة . وحتى لا نطيل وبالحجة والبرهان ، فان التجسيد العملي للإهانات التي يتعرض لها الملك من قبل صديقة ، وبطريقة غير مكشوفة ، خاصة وانه هو المسؤول عن الشؤون السياسية ، والامن ، هو ما جرى مؤخرا في مستشفى مراكش ، وقبلها في مستشفى سلا ، وما يجري في كثير من ( التدشينات ) التي تتم عبر ربوع الوطن . وكما تلاحظون ، يأتي الملك ليدشن عمل مرفق من المرافق الاجتماعية ، وتحضر الكاميرا والاعلام العمومي ، ويتم اجبار الناس الفقراء على الحضور بواسطة المقدمين والشيوخ ، وتنقل وسائل الاعلام العمومية الوقائع كحدث تاريخي قل نظيره ، فيتم ابراز المستشفى او المرفق الذي دشنه الملك كمؤسسة تتوفر على احدث التجهيزات ، ومؤطرة بعدد من الأطباء والمهنيين ، لكن بمجرد ذهاب الملك يتم إعادة التجهيزات الى أصحابها ، ويختفي الأطباء في العيادات والمصحات ، ويتم اغلاق المستشفى مثله مثل الأشجار ، والنخيل ، وعمليات التزيين التي ترافق الزيارات الملكية تتبخر بمجدر المغادرة . ان ما تتعرض له ممرات شارع النصر من تخريب من قبل إدارة " معهد الابحاث الزراعية " ، حيث تمت إزالة زليج رفيع ، ومن مستوى عالي الجودة ، وغالي الثمن ، وتم تعويضه بزليج رديء لا يصلح لأي شيء ، وما زالت الجريمة مستمرة رغم نشرنا عنها تغريده في الفيسبوك ، وان ما يحصل لزليج مدينة الرباط القديمة ، وما يحصل عند تزفيت الطرق .......الخ لهو ناطق بما فيه . والسؤال : لماذا لم يكن احد من رؤساء اوربة ، وامريكا ، والعالم العربي ، وروسيا ... لخ ، يجرأ على إهانة الحسن الثاني ، ومنه إهانة المغرب ؟ الم يكن جميع الساسة الكبار يأتون صاغرين لأخذ المشورة من المغرب ؟ الم تكن اهم المؤتمرات العربية والإسلامية تنعقد في الرباط ؟ ثم لماذا لم يكن احد من أعوان الحسن الثاني يجرأ على النبس بكلمة امامه ، فأحرى ان يهينه او يستبلده ؟ واعتقد ان جنازة الحسن الثاني التي حضرها رؤساء دول كبيرة ، غنية عن البيان . كما ان من مشى في جنازته ، كانوا الفقراء الذين ادقاهم الزقوم ، وجوعهم وافقرهم ، ولم يمشي في جنازته من تركهم يعيثون في الأرض خرابا وفسادا . النظام الحالي رغم انه يتلقى الاهانات من قبل الساسة الدوليين ، فهو يهضمها ، ويتظاهر كأن شيئا لم يقع . لكن بقدر ما يتقبل النظام اهانات الخارج ، فهو لا يتردد في إهانة واذلال المغاربة ، حين يرسلهم الى السجن ليعانوا من صاديته المريضة ، ويطبق عليهم شرائعه القهرية . لكن المشكل ليس في النظام المتعود على ابتلاع اهانات الخارج ، بل المشكل في الشعب المسكين الذي يتقبل ويهضم اهانات وإذلال النظام له . بل ان الشعب اضحى يتلذذ بهذا التعذيب والاذلال ، كتلذذه بكسرة خبز جافة ( حرفية ) مع كأس شاي ، وكلما ضاعف النظام من اهانته وإذلاله ، كلما زاد هذا هياما في الإهانة والاذلال ، الى درجة انه حين يكون النظام يوجه هراوته فوق رؤوس الشعب ، تزغرد نساءه ، ويرفع رجاله شعار " عاش سيدنا ، عاش سيدنا ...." . فإلى متى " عاش سيدنا ، عاش سيدنا ، والهراوة تنزل فوق الرؤوس ؟ " . والى متى يبقى النظام يعوض عن اهانات الخارج ، بإهانته وإذلاله للمغاربة المفقرين والمغلوب على امرهم .. ورميهم في السجون ؟ مفارقات غريبة لا تفسير لها .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جمال عبدالناصر . معارضو الناصرية . ( 3 )
-
زيارة ملك اسبانيا الى المغرب
-
تحليل . البرلمان الاوربي يصادق على تجديد اتفاقية الصيد البحر
...
-
إذا دهبت الصحراء حتما سقط النظام
-
اربعة واربعون سنة مرت على نزاع الصحراء الغربية
-
حول مداخلة مستشار الامن القومي السيد جون بولتون بنزاع الصحرا
...
-
هل سيزور بنجامين نتانياهو المغرب ؟
-
جمال عبدالناصر . معارضو الناصرية . ( 2 )
-
ألم أقل لكم أن جبهة البوليساريو اصبحت مثل الناقة العمياء تخب
...
-
جبهة البوليساريو تُصاب بالاكتئاب
-
جمال عبدالناصر --- ابعاد النظرية الناصرية . ( 1 )
-
عبداالاله بنكيران ومقاضاة الملك .
-
أول حكم ذاتي لمواجهة النعرة القبلية والمذهبية في الدولة الاس
...
-
الحرب على ايران على الابواب . خطييييييييييييييييييييييييير .
-
ماذا انتم فاعلون ؟ ماذا انتم تنتظرون ؟
-
مساهمة بسيطة كي تخرج جبهة البوليساريو من الجمود .
-
الاطار الاجتماعي للنعرة القبلية والمذهبية ( 5 )
-
سؤال وجيه الى قيادة جبهة البوليساريو
-
رسالة الرئيس الامريكي دونالد ترامب -- الانسحاب من سورية الأب
...
-
النعرة المذهبية الدينية في تشتيت الوحدة الشعبية ( 4 )
المزيد.....
-
التوقيت بعد ساعات على تهديد ترامب.. خامنئي يشعل ضجة بتدوينة:
...
-
مصر.. عمرو موسى يشعل ضجة بدعوة عاجلة تفعيل المادة 205 بسبب ص
...
-
التقارب بين بيونغ يانغ وموسكو يزعج سيئول
-
مكون بسيط في أغذية شائعة قد يقلل خطر النوبات القلبية
-
آبل تخطط لإطلاق ساعات ذكية مزودة بمقياس لسكّر الدم
-
أطعمة تزداد فائدتها عند تبريدها
-
مقتل شخصين وانتشال 5 ناجين حتى الآن إثر انهيار مبنى في منطقة
...
-
حلم الشباب الدائم يقترب!.. مركبات بكتيرية في دمائنا تمنحنا ا
...
-
اكتشاف بركان مريخي ظل مخفيا عن أعين العلماء 15 عاما!
-
إسرائيل بدأت الحرب، فمن سيربح؟
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|