رئيس كوريا الشمالية السيد كيم جونگ _ Le président de la Corée du nord Kim joung - un

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)

الحوار المتمدن-العدد: 6159 - 2019 / 2 / 28 - 19:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

رئيس كوريا الشمالية السيد كيم جونگ - Le président de la Corée du nord Kim Joung – un
أولا تحية طيبة لك وللشعب الكوري الشمالي قاهر الحضر والمعاناة .
منذ مدة ليس بالقصيرة ، تجرون مفاوضات مع الرئيس دونالد ترامب ، بخصوص نزع اسلحتكم النووية والهيدروجينية ، التي صنعتموها بفضل حنكة ، وصبر ، ومعاناة الشعب الكوري الشمالي ، بسبب الحضر الظالم المفروض باسم مجلس الامن ، من قبل الولايات المتحدة الامريكية .
وهنا لا ادخل في صرد التضحيات الجسام ، التي ابداها الشعب الكوري في خمسينات القران الماضي ، اثناء حرب الكوريتين . لأنه منذ ها والتوتر بين الدولتين الكوريتين ، ظل سيد الموقف ، بفعل الدور الذي لعبته ، ولا تزال تلعبه واشنطن بالمنطقة .
لقد وعدكم الرئيس الأمريكي بمستقبل اقتصادي زاهر ، إن انتم تخليتم عن اسلحتكم النووية والهيدروجينية ، وتوقفتم عن تجارب الصواريخ البالستية العابرة للقارات .
فهل انتم مقبلون على العرض الخادع الذي قُدم لكم ؟ وهل انتم تتقون بالوعود الكاذبة التي بشركم بها الرئيس الأمريكي ، انْ انتم تخليتم عن اسلحتكم التي وحدها تحفظ وجودكم ، وتضمن استمراركم كدولة ذات نظام خاص بالمنطقة .
لا اخفيكم القول ، ان مصدر التهديدات الموجهة لدولتكم ، منبعها فقط الفقاقيع ، ان انتم تمسكتم بما راكمتموه منذ عقود في المجال العلمي النووي .
ان الوضع المريح الذي وصلته كوريا الشمالية ، وكدولة تملك توازن الرعب ، ما كان ليكون لولا التحام القيادة بالشعب . فما حققتموه ، ليس ملكا لكم لوحدكم حتى تتصرفوا فيه بطيش ، بل هو ملك للشعب الكوري الذي تحمل كل أنواع المقاطعات المفروضة عليه ، بدل الانصياع ، وبدل الاذلال . لذا فأسلحة كوريا الشمالية النووية والهيدروجينية ، هي ملك للشعب الكوري قبل ان تكون ملكا لكم .
فعلى ماذا ستتفاوضون سيدي الرئيس ؟ هل ستتفاوضون على الحق المشروع الذي بناه الكوريون منذ الحرب الكورية في خمسينات القرن الماضي ؟
وهل انْ انتم سقطتم في المقلب المصنوع باسم الازدهار الاقتصادي ، ستكونون بمن يعجل في تحقيق ما فشلت في صنعه الحرب الكورية الشمالية الجنوبية ؟
وهل تعرفون مع من تتفاوضون حول حقوقكم التي بنيتموها بالسواعد ، وبالمطرقة ، والمنجل الكوري ؟
سيدي الرئيس ، اياكم واياكم السقوط في المتاهات ، واياكم وايّاكُم الثقة بالوعود الزائفة ، والمشاريع الكاذبة ؟
ان توقيع المعاهدات مع واشنطن ، ليس ضمانة اكيدة تحفظ ما اتفق عليه اثناءها ، لان واشنطن وفي ظل إدارة يمينية ، لا تعير أهمية ، ولا قيمة لشيء اسمه المعاهدات ، بل ما يهم الإدارة الامريكية ، هو مصالحها بالأساس وفي المقدمة ، وليذهب بعد تحقيق هذه المصالح ، كل شيء الى الجحيم .
واسألوا الرئيس فلادمير بوتين ، واسألوا الرئيس حسن روحاني ، واسألوا الرئيس مادورو ، واسألوا عن تخلي واشنطن عن كل الاتفاقيات والمعاهدات الخاصة بفلسطين .
الم تُخل واشنطن ، ما وقعت عليه مع موسكو من معاهدات ، تخص الصواريخ النووية القصيرة والمتوسطة ؟
الم تخل واشنطن بما وقعته مع ايران من معاهدة بخصوص الاتفاق النووي الإيراني ، وبحضور كل دول مجلس الامن وألمانيا ؟
الم تهدد واشنطن بغزو فنزويلا ، لأنها لا تملك أسلحة رادعة ؟
الم تغزو واشنطن دولة گرينادة ؟
الم تهدد بتغيير النظام في كوبا ؟
الم تتنكر واشنطن لاتفاق كْيوطو حول الاحتباس الحراري ؟
الم تنسحب واشنطن من اتفاق المناخ الذي وقعته بباريس ؟
سيدي الرئيس . إنْ انت تخليت عن إنجازات الشعب الكوري ، تكون قد خنت الشعب ، وخنت العهد ، وخنت والدك وجدك .
وانْ انت سقطت في الفخ الأمريكي ، باسم الازدهار الاقتصادي ، تكون بمن انتحرت عن طيب خاطر ، وتكون انت من وجه رصاصة الرحمة لرأسه .
فعندما ستتأكد واشنطن من انكم لم تعودوا تملكون أسلحة الدمار الشامل ، من نووية وهيدروجينية ، تأكد سيدي الرئيس أن ايامكم ستكون معدودة ، وان محو دولة كوريا الشمالية ضمن دولة كوريا الجنوبية ، سيكون حتمية اكيدة ، وتيقن سيدي الرئيس انهم سيقدمونك الى المحكمة بدعوى ارتكاب جرائم ضد الإنسانية .
ومرة أخرى ادعوك سيدي الرئيس ، الى الاستفادة مِمّا قاله محامي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، السيد مايْكْ كوهينْ ، عندما وصفه ب " المحتال " ، " المخادع " ، " العنصري " ، " الكذاب " .
واسأل نفسك : لماذا نزع سلاح كوريا الشمالية النووي والهيدروجيني ، وليس نزع سلاح أمريكا ، وروسيا ، والصين ، وإسرائيل ، وفرنسا ، وانجلترا ، والهند ، وباكستان ... من هذه الأسلحة الفتاكة ، والتي تملك منها الآلاف .
وتقبلوا سيدي الرئيس فائق الاحترام والتقدير .

#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل