|
بعض ( المعارضة ) تنهش لحم الامير هشام بن بعدالله العلوي
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6251 - 2019 / 6 / 5 - 22:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
Quelques oppositions dévorent la chaire du prince Hicham – بعض المعارضة تنهش لحم الأمير هشام ماذا يجري وسط معارضة الخارج ؟ الضرب من تحت الحزام ، اللجوء الى السب والشتم ، واطلاق الكلام النابي الذي يخجل الانسان سماعه ، والغريب ان يصدر مِنْ مَنْ يدعي النضال ، ويدعو الى الديمقراطية ، ويناصر الجمهورية . مناسبة هذه المقدمة ، التنابز بين معارضي الخارج ، خاصة بين السيد تاشفين بلقزيز ، والسيد مصطفى اديب . فهل هو تنابز بين شخصين ، ام تنابز بين " حركة الجمهوريين المغاربة " ، و بين " الائتلاف للتنديد بالدكتاتورية بالمغرب " . لكن الغير المسوغ عن الفهم ، ان السبب في كل ما يجري ، هو شخص هشام بن عبد الله العلوي ، الذي يتعرض لهجومات غير مفهومة من قبل ، من يدعي الجمهورية ، وهنا يستوي ، سواء مجموعة تاشفين بلقزيز ، او جمهوريو أمريكا ، بدأً من كمال الفحصي ، وانتهاء بعزوز وغيرهم مِنْ مَنْ يرفع شعارات الجمهورية . ان هذا التنابز لم يقتصر على السيدين مصطفى اديب وتشفين بلقزيز ، بل انه امتد من قبْل داخل مجموعة " حركة الجمهوريين المغاربة " ، بين مجموعة أمريكا الجنوبية ، وبين تاشفين ، بين هذا وبين جماعة المانيا دوسلدورف ، وبين جماعة إيطاليا وجماعة فرنسا ، بل سيتعمق النزاع بعد المشاكل العائلية للسيد تاشفين بلقزيز ، وصدور بيان باسم مجموعة غير واضحة ، تتكلم باسم " حركة الجمهوريين المغاربة " ، لكن دون ان يحمل البيان توقيع الأشخاص التي تقف وراءه . والمثير للتقزز ان السب والشتم ، والكلام الساقط الذي يخجل كل انسان نظيف من سماعه ، كان وحده سيد الميدان ، ولم ينجو منه حتى كمال الفحصي الذي يحاول الظهور بمظهر المثقف المغاير لمجموعة روما ، وغيرها من المجموعات الأخريات ، المحسوب أصحابها على رؤوس الأصابع . ومن خلال بعض الملاحظات ، على الأسلوب الذي مارسه بعض المحسوبين على تاشفين ، ضد امينة الرايسي ... ترديد احدهم ومرارا لجملة " جمهورية مغربية علمانية " . لكن من خلال التدقيق والتمحيص ، تبين سريعا ان الشخص ضارب حتى الاطناب في الامية ، وانه يجهل بالتمام والكمال ما تعنيه كلمة علمانية . واعتقد انه باستثناء كمال الفحصي ، وسعيد الفطواكي ، فالكل سواسية من حيث الفهم الدقيق لكلمة العلمانية ، بل وانهم ، وهم يرددون كلمة الجمهورية المغربية ، يتضح جهلهم البين في فهم النظام الجمهوري ، واسسه المادية ، والأيديولوجية ، وميكانيزمات الوصول اليه . فالجمهورية بالنسبة لهم هي سقوط النظام الملكي ، معتقدين انه بهذا السقوط ، سيصبح النظام الجمهوري في متناول تسعين بالمائة من المغاربة الجاهلة ، والتي تعيش ضمن الطقوس والتقاليد المرعية ، والممخزنة عن بكرة ابيها اكثر من المخزن ، وهذا نلاحظه في طرق احياء الحفلات ، حيث تسمع غير الجمل المخزنية من قبيل " بايع أسيدي " ، " الله ايْطول في اعمر سيدي " ، " امولاي السلطان " ، ثم اركاب الزوجين فوق عمّارية محمولة من قبل اشخاص في دور العبيد ، وترديد سمفونية المخزن " بايع امولاي السلطان " . كما يظهر التْمخْزين الشعبوي ، اثناء الاحتفال بالأعياد الدينية والوطنية، من خلال اللباس المخزني ، الذي يعتقدون انه رمز التقليد ، الذي يعطي للابسيه شأنا ، وسط مجتمع بتريركي بامتياز . حركة الجمهوريين المغاربة لم تبق مجرد حركة كما كان الحال عند النشأة ، بل ستصبح تنظيما سياسيا ذا هدف جمهوري مسجلا بوزارة الداخلية الإيطالية ، لكنها لم ترقى الى مستوى جمعية عامة ليصبح لها الحق في جمع الاموال ، انها جمعية لا تهدف الى الربح كجمعيات المجتمع المدني ، وبهذا الوضع فهي تعتمد على اشتراكات المنخرطين فيها ، ومساهماتهم المختلفة ، حتى تحتفظ بالاستقلال والتبعية عن الحكومة الإيطالية . وبالرجوع الى التدقيق في مختلف النزاعات الحاصلة ، سنرى انها ليست سياسية / ولا أيديولوجية / ولا عقائدية ، كما انها ليست تنظيمية ، بل هي نزاعات حيوانية مختصة في نهش لحم هشام بنعبدالله العلوي ، الذي لا علاقة له بأصل وأسباب النزاع . ان هذا الانحطاط ، يبين قصور الفهم عند صاحبيه ، كما يوضح ان اصل جميع المداخلات في حق هشام ، هي بدافع عنصري وقبلي ، فقط لان الشخص ينمتي الى أصول العلويين ، وكأن هشام هو من اختار ان يكون علويا ، هذا إذا سلمنا مثلهم ، ان المشكل يكمن في العلويين كأشخاص وعرق ، وقبيلة ، وليس في نظام كمبرادوري ، بتريمونيالي ، بتريركي ، مستبد ، وطاغية ، وبعيد ان يكون نظاما ديمقراطيا . والسؤال : هل العلويون ، واعني الأكثرية الساحقة منهم ، يعيشون في النعيم ؟ ان القاء نظرة ولو بسيطة على هذه القبيلة ، ستنطق بما لا يظنه من يعادي العلويين فقط لاسمهم العلوي ، والحال ان الأغلبية الساحقة منهم تعيش الفقر المدقع ، بل ان اكثريتهم تعيش دون المستوى العادي لعيش المغاربة . فهل في أي نزاع ، وكيف ما كان اصله ومفصله ، يرمي باللائمة على هشام ؟ وهل كل فشل لأي حركة ، او فعل سياسي، يجب رده الى هشام ؟ وهل الثوري الحقيقي ، والديمقراطي الحقيقي، هو من يجب عليه ، معاداة كل علوي ، فقط لأنه ينتمي الى قبيلة العلويين التي تحتكر الحكم فيها اقلية ، تهين كل المغاربة علويين وغير علويين ؟ وهل صاحب النظر الثاقب ، هو من يحلل ويستعمل العقل ، قبل اصدار الاحكام الجاهزة بدافع عنصري ، ام انه هو ذاك الشخص الذي يجب ان يعادي الناس ، فقط بسبب انتماءهم الى قبيلة لا يرضى عليها ، ويعاديها دون معرفة سبب ، واصل العداوة الحقيقي ؟ ثم ما العلاقة بين مناقشة الطرح السياسي ، ومناقشة المفاهيم الأيديولوجية ، ومناقشة البرنامج العملي ، او المشروع العام الذي يهم المجتمع ، وبين تشخيص الصراع في شخص الشخص ، او في عائلته ، وليس في برنامجه ، او في مشروعه العام ؟ وهل من الاخلاق السياسية ، ان يكون أسلوب الحوار والنقاش ، هو السب ، والشتم ، والكلام الساقط من تحت السرة والحزام ؟ فإذا كان الامر كذلك ، فكيف سيكون التعامل مع المغاربة سكان الأرض ، ولا أقول الشعب ، غدا انْ فرضنا جدلا ، ووصل أصحاب هذا الأسلوب الى الحكم ؟ لماذا لا يؤخذ هشام بالنتائج المتوقعة لمشروعه ، ويؤخذ بسبب انتمائه الى القبيلة العلوية ؟ بل هناك من يطرح بعض الأسئلة الافتزازية الغير مقبولة على الاطلاق ، كتخلي هشام عن الثروة التي ورثها عن والده ، مع العلم ان السياق الذي يجب ان يطرح فيه مثل هذا السؤال غير متحقق الآن ، ومن جهة فالسؤال يجب ان يكون عاما ، وليس خاصا يخص فرد لوحده من المجتمع ، وهنا ولكي يكون الحساب عادلا ، يجب الرجوع الى بداية الاستقلال ، ومحاسبة كل من اثرى على حساب الشعب بطرق غير مشروعة ، وحتى لا نذهب بعيدا اطرحوا على وزراء العدالة والتنمية ، وعلى وزراء الاتحاد الاشتراكي ، وحزب التقدم والاشتراكية ، وغيرهم من اين لك ، هذا حتى يتضح ان الامر يتعلق بمافيا ، وليس فقط بشخص او مجموعة اشخاص .. ان من ينسب هشام بن عبدالله الى القبيلة العلوية ، يضرب اخماساً في اسداسٍ ، ومن ثم فهو يسلط على الرجل ، كل الحقد كشخص لا كفكر ، بل هناك من ذهب بعيدا حين اعتبر ان هشام ، هو من يقف وراء زيارة جاريد كوشنير الى الرباط ، وان وجود هشام بأمريكا ليس بريئا ، وان الخلافات داخل القصر هي سينما ملعوبة ، وان الدور الحقيقي الذي يلعبه هشام ، هو خدمة النظام الملكي العلوي في شكله الاستبدادي ، و بالأخص نظام ابن عمه محمد السادس ، وهو ما يسميه تاشفين بالمخطط ( ب ) . لذا وبسبب خيالهم الفضفاض ، اعتبروا ان الملكية البرلمانية التي طرحها هشام ، بأساليب اعتبروها ملتوية ، هي تأبيد بشكل آخر للملكية المطلقة لمحمد السادس ، ومن ثم رفعوا مطلب الجمهورية ، لكن دون تحديد تعريف دقيق لنوع الجمهورية المقبلة . والسؤال ، وهنا بالنسبة لأصحاب الملكية البرلمانية على الطريقة الاوربية ، فباستثناء أحزاب الفدرالية ( حزب الطليعة ، وحزب الاشتراكي الموحد ، وحزب المؤتمر الوطني ) التي تدعو الى ملكية برلمانية بخصوصية مغربية ، أي ملكية تجمع بين الاصالة ( التقاليد المرعية و على راسها امارة المؤمنين ، والسلطة الدينية للأمير ) ، والمعاصرة ( التخفيف من سلطات الملك ) ، مع الملك محمد السادس ، وهم واضحين في اختيارهم ، فمع من سيبني أصحاب الملكية البرلمانية الاوربية ملكيتهم ، ان لم يكن الشخص المعني هو هشام الذي يتحفظون منه ؟ فهل هناك عائلة أخرى يفكر هؤلاء في تنصيبها بدل اي عنصر آخر ، بسبب انتاءه الى القبيلة العلوية ؟ فان كانت تلك العائلة موجودة ، فحبّذا لو تم التعريف بها امام الجمهور المغربي ، ليكون على بينة من امره ، ومن اختياره . وإنْ سجلنا الغموض ، وعدم الفهم للأكثرية التي تدعي نوع الملكية البرلمانية ، والأكثرية التي تدعوا الى نوع الجمهورية البرلمانية ، فان هشام بن عبدالله العلوي طرح من جهة ، الملكية البرلمانية في حلتها الاوربية ، لكنه لم يستبعد حتى أطروحة الجمهورية لطرحها على طاولة النقاش ، فهو هنا وبخلاف أصحاب الملكية البرلمانية الذين يجهلون الحقل المغربي المغلف بالتقاليد المرعية ، وبخلاف أصحاب نظام الجمهورية الذين يُنظّرون خارج الطقوس البتريركية المغلفة للعقلية المغربية ، فهشام فوّض امر التقرير والاختيار ، للمعنيين بالشأن العام ، والذين من المفروض ان يكونوا مساندين ، ومدعمين من قبل الشعب الغائب والمغيب ، والجاهل ، والامي في الحقل ، والميدان السياسي . وهنا َمنِ المتقدم في الأفكار وفي الممارسة ؟ هل أصحاب الملكية البرلمانية ، وأصحاب الجمهورية الذي يبحثون عن سياسة الاسقاط من فوق ، ام هشام الذي ربط الاختيارين بالنقاش ، وبمساندة التنويريين ، والتقدميين ، والمشتغلين بالشأن العام ؟ لذا فعوض تركيز النقاش حول شخص الشخص ، او حول عائلته ، او قبيلته العلوية ، يجب الارتقاء لنقاش المشروع العام الذي يطرحه كبديل عن المشروع الرسمي ، كما يجب نقاش أفكاره وتصوراته ، حتى يكون الحوار او النقاش ، ضمن سيرورة الشأن العام المغربي ، لا خارجه . ان كل التنظيرات التي تُنظّر لمستقبل المغرب ، سواء منها تلك التي تدعو الى ملكية برلمانية بخصوصية مغربية ، يحتفظ فيها للملك بالسلطة الدينية ، وبإمارة امير المؤمنين ، وهو كل ما يتعلق بالمجال الضارب للمشروعية الحقيقية للنظام ، وبخلاف المشروعية الدستورية ، رغم ان دستور 2011 ، هو استمرار للدساتير السابقة التي كلها ممنوحة ، بحيث يصبح الملك سلطة فوق السلط ، لان سلطته مستمدة من الله ومن القرآن ، ومن العقلية البتريركية السائدة ، المغلفة بالأسطورة والتقاليد المرعية ... او تلك التي تدعو الى ملكية برلمانية على شاكلة الملكيات الاوربية ، وحتى ولو كانت سويدية ، او هلوندية ، او بلجيكية ، وليس فقط اسبانية ، او انجليزية ... او تلك التي تدعو الى جمهورية برلمانية على غرار الجمهورية الإيطالية ، الأكثر ديمقراطية من غيرها من الجمهوريات الاوربية ، كالجمهورية الفرنسية الشبه الرئاسية مثلا ... او تلك التي تدعو الى جمهورية العمال والفلاحين ، وهي الجمهورية التي لم يسبق في التاريخ ان تم تطبيقها في جميع الدول بأوربة الشرقية ، او بالاتحاد السوفياتي السابق ، حيث ما شاهدناه ، هو دكتاتورية البرجوازية الصغرى ، وليس دكتاتورية البروليتارية ، وانّ من كان يتصدر الواجهة ، هي الأحزاب التي فرضت استبدالية مقيتة ، باسم العمال والفلاحين ، الذين تحولوا الى أعداء طبقيين، لهؤلاء البرجوازيين الذين سرقوا الحكم ، وبسطوا دكتاتورية على كل الشعب ، وليس فقط على الطبقة العاملة التي كانوا يتصرفون باسمها ....... لخ يكون جاهلا للعقلية المغربية ، وجاهلا للموروث الأيديولوجي والعقائدي المتحكم ، والمجسد في الثقافة الشعبية ، كما يكون بمن يُنظر لمجتمع من داخل غرفة ضيقة معزولة عن المجتمع ، وجاهلة بقوانينه الغير المرئية ، التي تتحكم في السلوك اليومي للمغاربة ، بحيث ان تصرفاتهم ، ونوع تفكيرهم ، وميولاتهم ، وتصرفاتهم ، بعيدة كل البعد عن أي فعل ينشد دولة عصرية بكل شروطها .. فهل في بلاد تشهد المواسم ، ويزور سكاناها الاضرحة ، ويؤمنون بالسحر ، ويمارسون التسول ، ويؤمنون بان الفقر مكتوب إلاهي ، وليس بسبب سرقة الحكام للثورة ، ويهبّون قطعانا ، وزرافات لصلاة التراويح ... يصلح الحديث عن الملكية البرلمانية الاوربية ، او الملكية البرلمانية بالخصوصية المغربية ، او يصلح الحديث عن الجمهورية البرلمانية ..... لخ . ان الحديث عن هذه الأنواع من الأنظمة السياسية ، في بلد كالمغرب ، هو انتحار عن طيب خاطر ، لأنه سيقود الدولة والمجتمع نحو الفتنة مرة ، ونحو الحرب الاهلية مرة ، ونحو الانقلابات العسكرية مرات ومرات ... لذا فان نوع النظام الذي يدعو اليه الأمير هشام ومن معه ، وسواء ملكية برلمانية ، او جمهورية برلمانية ، هو مرفوض رفضا تاما في الوقت الحاضر . ان القول وفي الحالة المغربية ، بالديمقراطية الغربية عن طريق الانتخابات الحرة والنزيهة ، وعلى الشاكلة الغربية ، سيفتح باب جهنم على المغرب . انّ الديمقراطيات التحتية الشعبوية التي تشكل أساس مشروع الأمير ، وتشكل أساس جميع المشاريع التي ينظر لها في الغرف المقفلة ، وليس في الشارع ووسط الشعب ، ومن قبل جميع الفاعلين السياسيين ، تسببت في اشعال الحرب العالمية الأولى ، والحرب العالمية الثانية ، وتسببت في تصدر اليمين العنصري المتطرف ، انتخابات البرلمان الأوربي ، والانتخابات المحلية والوطنية ، مع ما سيتبع ذلك من إجراءات ضيقة تصب في الدولة الواحدية بدل الاتحاد الأوربي ... لذا فان الانتخابات التحتية ، عندما تكون ستأتي بأحزاب وجماعات ، مناهضة وعدوة للديمقراطية ، التي تستعملها كمطية ، ووسيلة ، وليست كغاية ، هنا فان الحفاظ على الدولة ، والمجتمع المهددان بالابتلاع ، يفرض تدخل الجيش ، للحفاظ على سلامة الدولة ، وسلامة المجتمع ، ومن ثم الحيلولة دون كل اشكال الفاشية التدميرية للنظام الديمقراطي ، الذي استعملوه نفاقا قبل السيطرة على الدولة . إذن هنا مكمن خطأ تنظيرات الأمير ، وهنا مكمن خطأ التنظيمات والجماعات التي تصبوا الى نفس المشروع ، وهنا مكمن نقاش المشروع العام للأمير ، ومناقشة فكره وتصوره ، بدل التحجج بالسب والشتم ، عوض تناول الشأن العام بطريق غاية في الخلق والاجتهاد . ان تناول شخص الأمير ، وعرضه ، وقبيلته ، وعائلته ، وتجنب مناقشة مشرعه ، او برنامجه العام ، هو تصرف ، وأسلوب عالم ثالثي مغربي بسبب العقلية ، وبسبب الحقد الاعمى ، الذي سببه النقص والجهل ، والفقر الذي يجعل من صاحبه لا ينظر في الأمير غير أمواله ، لا أفكاره ومعتقداته . ومن خلال تحليل كل المعطيات السابقة والحالية ، فأي دعوة للنظام الديمقراطي بحلته الغربية ، هي دعوى مرفوضة أصلا ، لان القاعدة الشعبية المغلفة بالأساطير ، وبالتقاليد المرعية ، وحيث سيادة العلاقات القبلية ( القبيلة ) ، وانتشار دعوات الانفصال بدعوى الاثنية والعرقية ، هي مخاطر على وحدة الشعب ووحدة الأرض . ان أي حل لخروج المغرب من تخلفه ، ومن ازماته ، يتطلب نظاما دكتاتوريا منتجا وايجابيا ، يبني المغرب ، ويبني المواطن ، ويقضي على الدعوات القبلية ، والاثنية ، ويحارب الانفصال ، ويتمسك بالوحدة ، وبالدولة الأحادية القوية ، كما ينظف البلد من العيّاشة ، والعبيد ، والرعايا ، ويخلق المواطن الحر ، الشاعر بحقوقه وبمسؤوليته . وعندما نتوصل الى القضاء على البرامج الفاشية بدعوى الاسلاموية ، ونتخلص من الانقلابية ، ومن كل نظريات المؤامرة ، وهذا العمل الجاد يحتاج الى أربعة أجيال ، آنذاك يمكن ان نتساءل عن ماهية ، ونوع النظام السياسي الذي يستحقه المغرب ، هل الملكية البرلمانية الاوربية ، ام الجمهورية البرلمانية الاوربية كذلك ؟ اما الحديث عن هذه النماذج وفي الظرف الحالي ، فهو مضيعة للوقت ، ودليل ان أصحابه في واد ، والمجتمع بكل طقوسه في آخر . وقبل الختام ، وهنا أتوجه الى أولئك الذين ينهشون لحم هشام ، بسبب علويته التي لم يخترها ، ويجهلون ، او يتفادون نقاش برنامجه المرفوض بسبب خطورته على المغرب ، لأنه سيشرعن الطريق للإسلام السياسي الذي سيبتلع الدولة والمجتمع ، ان ما قام به هشام ، لم يقم به امير من قبل ، باستثناء الأمير نورودوم سيهانوك الذي تخلى عن لقبه ، ليتعايش مع الحزب الشيوعي الكمبودجي . وهنا . الا يعتبر هشام ثوريا وليس علويا ، لان اكثر جيناته لبنانية ميّالة الى امه ابنة الزعيم اللبناني سليم الحص ؟ اليس الدم اللبناني من كان ولا يزال ثائرا على إسرائيل ؟ اليس الدم اللبناني من انتصر الى الفلسطينيين في مدبحة 1975 ، وكانت الحرب الاهلية التي دامت خمسة عشر سنة ؟ ماذا عندما يدعو هشام الى الملكية البرلمانية الاوربية ، ويقبل بطرح حتى فكرة ونظام الجمهورية على الطاولة ؟ ماذا عندما يتنازل هشام عن لقب الأمير ، ويعتبر نفسه واحدا من الشعب ؟ ماذا عندما يلقي محاضرات علمية ، حول الإصلاح السياسي بالمغرب ، وبالوطن العربي ، ويدعو ويناصر الديمقراطية في حلتها الكونية ؟ ماذا عندما يكسر الطابو ، وكمثقف يصدر كتابه الشهير الممنوع في المغرب وعنوانه " الأمير المنبوذ " ؟ ماذا عندما تدخل شخصيا في الاضراب المفتوح عن الطعام ، الذي شنه الصحافي المقتدر علي لمرابط ، الذي تم منعه من الكتابة عشر سنوات ، وهو حكم لم يسبق لأي دولة في العالم ان اصدرته ؟ ماذا عندما ايد حركة 20 فبراير ؟ وماذا عندما انتقد احكام الريف ؟ وماذا عندما بشر بثورة الكامون ؟ .... .......لخ فهل الآن دم هشام العلوي من جهة والده ، هو دم علوي ، ام انه من جهة امه ، ابنة الزعيم اللبناني سليم الحص ، هو دم لبناني وليس علوي ؟ وهل سيتمر " الجمهوريون " ، وغير الجمهوريين في نهج لحم هشام ، لا لشيء ، فقط لا دعاءهم انتسابه للقبيلة العلوية ، ام انهم سيتجنبون التشخيص في شخص الشخص ، وفي عائلته او انتمائه ، ليناقشوا مشروعه العام المرفوض ، بسبب المخاطر التي سيأتي بها للمغرب ، حيث عوض الديمقراطية ستكون الفاشية الإسلامية ، وعوض التقدم ، سيكون التراجع الى القرون الغابرة ؟
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية
-
La visite du conseiller principal du président Donald Trump
...
-
شروط الإمام المفتي في السعودية
-
عصر الشعوب / Le temps des peuples
-
خلفيات استقالت هرست كوهلر المبعوث الشخصي للامين العام للامم
...
-
10 مايو 1973 / 10 مايو 2019 / تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير ال
...
-
جبهة البوليساريو ومحكمة العدل الاوربية
-
الرئيس دونالد ترامب -- حماس -- قطر -- تركيا : Le président D
...
-
تحليل قرار مجلس الامن 2468 بخصوص نزاع الصحراء الغربية
-
ضابط سلاح الجو سابقا مصطفى اديب ، والامير هشام بن عبدالله ال
...
-
مسيرة الرباط الثانية
-
الحركة النقابية المغربية
-
الجيش
-
تأكيد الاحكام في حق معتقلي حراك الريف وفي حق الصحافي حميد ال
...
-
تصريح الامين العام للامم المتحدة حول نزاع الصحراء الغربية
-
لماذا يجب مقاطعة الانتخابات ؟
-
تقرير المصير
-
هل المغرب فعلا مقبل على هزّة شعبية ؟
-
تنظيم وقفات احتجاجية امام قصور الملك -- النقد الذاتي --
-
حراك الجزائر
المزيد.....
-
هنغاريا تهدد بعرقلة عقوبات الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي
...
-
-أكسيوس-: كارين جان بيير تعيق مشاركة جون كيربي معها في الإحا
...
-
نظام ثاد الصاروخي: لماذا تمنح الولايات المتحدة إسرائيل نظاما
...
-
برلماني أوروبي: الروس ليسوا أعدائي وانضمام أوكرانيا للناتو ا
...
-
إنقاذ 78 مهاجرا قرب السواحل اليونانية
-
صفارات الإنذار تدوّي في 8 مقاطعات أوكرانية
-
دوري الأمم الأوروبية: ألمانيا تتأهل وإيطاليا وفرنسا على بعد
...
-
مناشدات لإنقاذ أطفال ونساء من مبنى يحترق بجباليا جراء القصف
...
-
صحف عالمية: الحرب الإسرائيلية غيرت مفهوم -أخلاق الحرب-
-
ترامب وهاريس يسعيان لـ-استمالة- الأميركيين من أصول أفريقية
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|