أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - بعض ( المعارضة ) تنهش لحم الامير هشام بن بعدالله العلوي















المزيد.....

بعض ( المعارضة ) تنهش لحم الامير هشام بن بعدالله العلوي


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 6251 - 2019 / 6 / 5 - 22:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


Quelques oppositions dévorent la chaire du prince Hicham – بعض المعارضة تنهش لحم الأمير هشام
ماذا يجري وسط معارضة الخارج ؟ الضرب من تحت الحزام ، اللجوء الى السب والشتم ، واطلاق الكلام النابي الذي يخجل الانسان سماعه ، والغريب ان يصدر مِنْ مَنْ يدعي النضال ، ويدعو الى الديمقراطية ، ويناصر الجمهورية .
مناسبة هذه المقدمة ، التنابز بين معارضي الخارج ، خاصة بين السيد تاشفين بلقزيز ، والسيد مصطفى اديب . فهل هو تنابز بين شخصين ، ام تنابز بين " حركة الجمهوريين المغاربة " ، و بين " الائتلاف للتنديد بالدكتاتورية بالمغرب " .
لكن الغير المسوغ عن الفهم ، ان السبب في كل ما يجري ، هو شخص هشام بن عبد الله العلوي ، الذي يتعرض لهجومات غير مفهومة من قبل ، من يدعي الجمهورية ، وهنا يستوي ، سواء مجموعة تاشفين بلقزيز ، او جمهوريو أمريكا ، بدأً من كمال الفحصي ، وانتهاء بعزوز وغيرهم مِنْ مَنْ يرفع شعارات الجمهورية .
ان هذا التنابز لم يقتصر على السيدين مصطفى اديب وتشفين بلقزيز ، بل انه امتد من قبْل داخل مجموعة " حركة الجمهوريين المغاربة " ، بين مجموعة أمريكا الجنوبية ، وبين تاشفين ، بين هذا وبين جماعة المانيا دوسلدورف ، وبين جماعة إيطاليا وجماعة فرنسا ، بل سيتعمق النزاع بعد المشاكل العائلية للسيد تاشفين بلقزيز ، وصدور بيان باسم مجموعة غير واضحة ، تتكلم باسم " حركة الجمهوريين المغاربة " ، لكن دون ان يحمل البيان توقيع الأشخاص التي تقف وراءه .
والمثير للتقزز ان السب والشتم ، والكلام الساقط الذي يخجل كل انسان نظيف من سماعه ، كان وحده سيد الميدان ، ولم ينجو منه حتى كمال الفحصي الذي يحاول الظهور بمظهر المثقف المغاير لمجموعة روما ، وغيرها من المجموعات الأخريات ، المحسوب أصحابها على رؤوس الأصابع .
ومن خلال بعض الملاحظات ، على الأسلوب الذي مارسه بعض المحسوبين على تاشفين ، ضد امينة الرايسي ... ترديد احدهم ومرارا لجملة " جمهورية مغربية علمانية " . لكن من خلال التدقيق والتمحيص ، تبين سريعا ان الشخص ضارب حتى الاطناب في الامية ، وانه يجهل بالتمام والكمال ما تعنيه كلمة علمانية .
واعتقد انه باستثناء كمال الفحصي ، وسعيد الفطواكي ، فالكل سواسية من حيث الفهم الدقيق لكلمة العلمانية ، بل وانهم ، وهم يرددون كلمة الجمهورية المغربية ، يتضح جهلهم البين في فهم النظام الجمهوري ، واسسه المادية ، والأيديولوجية ، وميكانيزمات الوصول اليه . فالجمهورية بالنسبة لهم هي سقوط النظام الملكي ، معتقدين انه بهذا السقوط ، سيصبح النظام الجمهوري في متناول تسعين بالمائة من المغاربة الجاهلة ، والتي تعيش ضمن الطقوس والتقاليد المرعية ، والممخزنة عن بكرة ابيها اكثر من المخزن ، وهذا نلاحظه في طرق احياء الحفلات ، حيث تسمع غير الجمل المخزنية من قبيل " بايع أسيدي " ، " الله ايْطول في اعمر سيدي " ، " امولاي السلطان " ، ثم اركاب الزوجين فوق عمّارية محمولة من قبل اشخاص في دور العبيد ، وترديد سمفونية المخزن " بايع امولاي السلطان " .
كما يظهر التْمخْزين الشعبوي ، اثناء الاحتفال بالأعياد الدينية والوطنية، من خلال اللباس المخزني ، الذي يعتقدون انه رمز التقليد ، الذي يعطي للابسيه شأنا ، وسط مجتمع بتريركي بامتياز .
حركة الجمهوريين المغاربة لم تبق مجرد حركة كما كان الحال عند النشأة ، بل ستصبح تنظيما سياسيا ذا هدف جمهوري مسجلا بوزارة الداخلية الإيطالية ، لكنها لم ترقى الى مستوى جمعية عامة ليصبح لها الحق في جمع الاموال ، انها جمعية لا تهدف الى الربح كجمعيات المجتمع المدني ، وبهذا الوضع فهي تعتمد على اشتراكات المنخرطين فيها ، ومساهماتهم المختلفة ، حتى تحتفظ بالاستقلال والتبعية عن الحكومة الإيطالية .
وبالرجوع الى التدقيق في مختلف النزاعات الحاصلة ، سنرى انها ليست سياسية / ولا أيديولوجية / ولا عقائدية ، كما انها ليست تنظيمية ، بل هي نزاعات حيوانية مختصة في نهش لحم هشام بنعبدالله العلوي ، الذي لا علاقة له بأصل وأسباب النزاع .
ان هذا الانحطاط ، يبين قصور الفهم عند صاحبيه ، كما يوضح ان اصل جميع المداخلات في حق هشام ، هي بدافع عنصري وقبلي ، فقط لان الشخص ينمتي الى أصول العلويين ، وكأن هشام هو من اختار ان يكون علويا ، هذا إذا سلمنا مثلهم ، ان المشكل يكمن في العلويين كأشخاص وعرق ، وقبيلة ، وليس في نظام كمبرادوري ، بتريمونيالي ، بتريركي ، مستبد ، وطاغية ، وبعيد ان يكون نظاما ديمقراطيا .
والسؤال : هل العلويون ، واعني الأكثرية الساحقة منهم ، يعيشون في النعيم ؟ ان القاء نظرة ولو بسيطة على هذه القبيلة ، ستنطق بما لا يظنه من يعادي العلويين فقط لاسمهم العلوي ، والحال ان الأغلبية الساحقة منهم تعيش الفقر المدقع ، بل ان اكثريتهم تعيش دون المستوى العادي لعيش المغاربة .
فهل في أي نزاع ، وكيف ما كان اصله ومفصله ، يرمي باللائمة على هشام ؟ وهل كل فشل لأي حركة ، او فعل سياسي، يجب رده الى هشام ؟
وهل الثوري الحقيقي ، والديمقراطي الحقيقي، هو من يجب عليه ، معاداة كل علوي ، فقط لأنه ينتمي الى قبيلة العلويين التي تحتكر الحكم فيها اقلية ، تهين كل المغاربة علويين وغير علويين ؟
وهل صاحب النظر الثاقب ، هو من يحلل ويستعمل العقل ، قبل اصدار الاحكام الجاهزة بدافع عنصري ، ام انه هو ذاك الشخص الذي يجب ان يعادي الناس ، فقط بسبب انتماءهم الى قبيلة لا يرضى عليها ، ويعاديها دون معرفة سبب ، واصل العداوة الحقيقي ؟
ثم ما العلاقة بين مناقشة الطرح السياسي ، ومناقشة المفاهيم الأيديولوجية ، ومناقشة البرنامج العملي ، او المشروع العام الذي يهم المجتمع ، وبين تشخيص الصراع في شخص الشخص ، او في عائلته ، وليس في برنامجه ، او في مشروعه العام ؟
وهل من الاخلاق السياسية ، ان يكون أسلوب الحوار والنقاش ، هو السب ، والشتم ، والكلام الساقط من تحت السرة والحزام ؟
فإذا كان الامر كذلك ، فكيف سيكون التعامل مع المغاربة سكان الأرض ، ولا أقول الشعب ، غدا انْ فرضنا جدلا ، ووصل أصحاب هذا الأسلوب الى الحكم ؟
لماذا لا يؤخذ هشام بالنتائج المتوقعة لمشروعه ، ويؤخذ بسبب انتمائه الى القبيلة العلوية ؟
بل هناك من يطرح بعض الأسئلة الافتزازية الغير مقبولة على الاطلاق ، كتخلي هشام عن الثروة التي ورثها عن والده ، مع العلم ان السياق الذي يجب ان يطرح فيه مثل هذا السؤال غير متحقق الآن ، ومن جهة فالسؤال يجب ان يكون عاما ، وليس خاصا يخص فرد لوحده من المجتمع ، وهنا ولكي يكون الحساب عادلا ، يجب الرجوع الى بداية الاستقلال ، ومحاسبة كل من اثرى على حساب الشعب بطرق غير مشروعة ، وحتى لا نذهب بعيدا اطرحوا على وزراء العدالة والتنمية ، وعلى وزراء الاتحاد الاشتراكي ، وحزب التقدم والاشتراكية ، وغيرهم من اين لك ، هذا حتى يتضح ان الامر يتعلق بمافيا ، وليس فقط بشخص او مجموعة اشخاص ..
ان من ينسب هشام بن عبدالله الى القبيلة العلوية ، يضرب اخماساً في اسداسٍ ، ومن ثم فهو يسلط على الرجل ، كل الحقد كشخص لا كفكر ، بل هناك من ذهب بعيدا حين اعتبر ان هشام ، هو من يقف وراء زيارة جاريد كوشنير الى الرباط ، وان وجود هشام بأمريكا ليس بريئا ، وان الخلافات داخل القصر هي سينما ملعوبة ، وان الدور الحقيقي الذي يلعبه هشام ، هو خدمة النظام الملكي العلوي في شكله الاستبدادي ، و بالأخص نظام ابن عمه محمد السادس ، وهو ما يسميه تاشفين بالمخطط ( ب ) .
لذا وبسبب خيالهم الفضفاض ، اعتبروا ان الملكية البرلمانية التي طرحها هشام ، بأساليب اعتبروها ملتوية ، هي تأبيد بشكل آخر للملكية المطلقة لمحمد السادس ، ومن ثم رفعوا مطلب الجمهورية ، لكن دون تحديد تعريف دقيق لنوع الجمهورية المقبلة .
والسؤال ، وهنا بالنسبة لأصحاب الملكية البرلمانية على الطريقة الاوربية ، فباستثناء أحزاب الفدرالية ( حزب الطليعة ، وحزب الاشتراكي الموحد ، وحزب المؤتمر الوطني ) التي تدعو الى ملكية برلمانية بخصوصية مغربية ، أي ملكية تجمع بين الاصالة ( التقاليد المرعية و على راسها امارة المؤمنين ، والسلطة الدينية للأمير ) ، والمعاصرة ( التخفيف من سلطات الملك ) ، مع الملك محمد السادس ، وهم واضحين في اختيارهم ، فمع من سيبني أصحاب الملكية البرلمانية الاوربية ملكيتهم ، ان لم يكن الشخص المعني هو هشام الذي يتحفظون منه ؟ فهل هناك عائلة أخرى يفكر هؤلاء في تنصيبها بدل اي عنصر آخر ، بسبب انتاءه الى القبيلة العلوية ؟
فان كانت تلك العائلة موجودة ، فحبّذا لو تم التعريف بها امام الجمهور المغربي ، ليكون على بينة من امره ، ومن اختياره .
وإنْ سجلنا الغموض ، وعدم الفهم للأكثرية التي تدعي نوع الملكية البرلمانية ، والأكثرية التي تدعوا الى نوع الجمهورية البرلمانية ، فان هشام بن عبدالله العلوي طرح من جهة ، الملكية البرلمانية في حلتها الاوربية ، لكنه لم يستبعد حتى أطروحة الجمهورية لطرحها على طاولة النقاش ، فهو هنا وبخلاف أصحاب الملكية البرلمانية الذين يجهلون الحقل المغربي المغلف بالتقاليد المرعية ، وبخلاف أصحاب نظام الجمهورية الذين يُنظّرون خارج الطقوس البتريركية المغلفة للعقلية المغربية ، فهشام فوّض امر التقرير والاختيار ، للمعنيين بالشأن العام ، والذين من المفروض ان يكونوا مساندين ، ومدعمين من قبل الشعب الغائب والمغيب ، والجاهل ، والامي في الحقل ، والميدان السياسي .
وهنا َمنِ المتقدم في الأفكار وفي الممارسة ؟ هل أصحاب الملكية البرلمانية ، وأصحاب الجمهورية الذي يبحثون عن سياسة الاسقاط من فوق ، ام هشام الذي ربط الاختيارين بالنقاش ، وبمساندة التنويريين ، والتقدميين ، والمشتغلين بالشأن العام ؟
لذا فعوض تركيز النقاش حول شخص الشخص ، او حول عائلته ، او قبيلته العلوية ، يجب الارتقاء لنقاش المشروع العام الذي يطرحه كبديل عن المشروع الرسمي ، كما يجب نقاش أفكاره وتصوراته ، حتى يكون الحوار او النقاش ، ضمن سيرورة الشأن العام المغربي ، لا خارجه .
ان كل التنظيرات التي تُنظّر لمستقبل المغرب ، سواء منها تلك التي تدعو الى ملكية برلمانية بخصوصية مغربية ، يحتفظ فيها للملك بالسلطة الدينية ، وبإمارة امير المؤمنين ، وهو كل ما يتعلق بالمجال الضارب للمشروعية الحقيقية للنظام ، وبخلاف المشروعية الدستورية ، رغم ان دستور 2011 ، هو استمرار للدساتير السابقة التي كلها ممنوحة ، بحيث يصبح الملك سلطة فوق السلط ، لان سلطته مستمدة من الله ومن القرآن ، ومن العقلية البتريركية السائدة ، المغلفة بالأسطورة والتقاليد المرعية ...
او تلك التي تدعو الى ملكية برلمانية على شاكلة الملكيات الاوربية ، وحتى ولو كانت سويدية ، او هلوندية ، او بلجيكية ، وليس فقط اسبانية ، او انجليزية ...
او تلك التي تدعو الى جمهورية برلمانية على غرار الجمهورية الإيطالية ، الأكثر ديمقراطية من غيرها من الجمهوريات الاوربية ، كالجمهورية الفرنسية الشبه الرئاسية مثلا ...
او تلك التي تدعو الى جمهورية العمال والفلاحين ، وهي الجمهورية التي لم يسبق في التاريخ ان تم تطبيقها في جميع الدول بأوربة الشرقية ، او بالاتحاد السوفياتي السابق ، حيث ما شاهدناه ، هو دكتاتورية البرجوازية الصغرى ، وليس دكتاتورية البروليتارية ، وانّ من كان يتصدر الواجهة ، هي الأحزاب التي فرضت استبدالية مقيتة ، باسم العمال والفلاحين ، الذين تحولوا الى أعداء طبقيين، لهؤلاء البرجوازيين الذين سرقوا الحكم ، وبسطوا دكتاتورية على كل الشعب ، وليس فقط على الطبقة العاملة التي كانوا يتصرفون باسمها ....... لخ
يكون جاهلا للعقلية المغربية ، وجاهلا للموروث الأيديولوجي والعقائدي المتحكم ، والمجسد في الثقافة الشعبية ، كما يكون بمن يُنظر لمجتمع من داخل غرفة ضيقة معزولة عن المجتمع ، وجاهلة بقوانينه الغير المرئية ، التي تتحكم في السلوك اليومي للمغاربة ، بحيث ان تصرفاتهم ، ونوع تفكيرهم ، وميولاتهم ، وتصرفاتهم ، بعيدة كل البعد عن أي فعل ينشد دولة عصرية بكل شروطها .. فهل في بلاد تشهد المواسم ، ويزور سكاناها الاضرحة ، ويؤمنون بالسحر ، ويمارسون التسول ، ويؤمنون بان الفقر مكتوب إلاهي ، وليس بسبب سرقة الحكام للثورة ، ويهبّون قطعانا ، وزرافات لصلاة التراويح ... يصلح الحديث عن الملكية البرلمانية الاوربية ، او الملكية البرلمانية بالخصوصية المغربية ، او يصلح الحديث عن الجمهورية البرلمانية ..... لخ .
ان الحديث عن هذه الأنواع من الأنظمة السياسية ، في بلد كالمغرب ، هو انتحار عن طيب خاطر ، لأنه سيقود الدولة والمجتمع نحو الفتنة مرة ، ونحو الحرب الاهلية مرة ، ونحو الانقلابات العسكرية مرات ومرات ...
لذا فان نوع النظام الذي يدعو اليه الأمير هشام ومن معه ، وسواء ملكية برلمانية ، او جمهورية برلمانية ، هو مرفوض رفضا تاما في الوقت الحاضر .
ان القول وفي الحالة المغربية ، بالديمقراطية الغربية عن طريق الانتخابات الحرة والنزيهة ، وعلى الشاكلة الغربية ، سيفتح باب جهنم على المغرب .
انّ الديمقراطيات التحتية الشعبوية التي تشكل أساس مشروع الأمير ، وتشكل أساس جميع المشاريع التي ينظر لها في الغرف المقفلة ، وليس في الشارع ووسط الشعب ، ومن قبل جميع الفاعلين السياسيين ، تسببت في اشعال الحرب العالمية الأولى ، والحرب العالمية الثانية ، وتسببت في تصدر اليمين العنصري المتطرف ، انتخابات البرلمان الأوربي ، والانتخابات المحلية والوطنية ، مع ما سيتبع ذلك من إجراءات ضيقة تصب في الدولة الواحدية بدل الاتحاد الأوربي ...
لذا فان الانتخابات التحتية ، عندما تكون ستأتي بأحزاب وجماعات ، مناهضة وعدوة للديمقراطية ، التي تستعملها كمطية ، ووسيلة ، وليست كغاية ، هنا فان الحفاظ على الدولة ، والمجتمع المهددان بالابتلاع ، يفرض تدخل الجيش ، للحفاظ على سلامة الدولة ، وسلامة المجتمع ، ومن ثم الحيلولة دون كل اشكال الفاشية التدميرية للنظام الديمقراطي ، الذي استعملوه نفاقا قبل السيطرة على الدولة .
إذن هنا مكمن خطأ تنظيرات الأمير ، وهنا مكمن خطأ التنظيمات والجماعات التي تصبوا الى نفس المشروع ، وهنا مكمن نقاش المشروع العام للأمير ، ومناقشة فكره وتصوره ، بدل التحجج بالسب والشتم ، عوض تناول الشأن العام بطريق غاية في الخلق والاجتهاد .
ان تناول شخص الأمير ، وعرضه ، وقبيلته ، وعائلته ، وتجنب مناقشة مشرعه ، او برنامجه العام ، هو تصرف ، وأسلوب عالم ثالثي مغربي بسبب العقلية ، وبسبب الحقد الاعمى ، الذي سببه النقص والجهل ، والفقر الذي يجعل من صاحبه لا ينظر في الأمير غير أمواله ، لا أفكاره ومعتقداته .
ومن خلال تحليل كل المعطيات السابقة والحالية ، فأي دعوة للنظام الديمقراطي بحلته الغربية ، هي دعوى مرفوضة أصلا ، لان القاعدة الشعبية المغلفة بالأساطير ، وبالتقاليد المرعية ، وحيث سيادة العلاقات القبلية ( القبيلة ) ، وانتشار دعوات الانفصال بدعوى الاثنية والعرقية ، هي مخاطر على وحدة الشعب ووحدة الأرض .
ان أي حل لخروج المغرب من تخلفه ، ومن ازماته ، يتطلب نظاما دكتاتوريا منتجا وايجابيا ، يبني المغرب ، ويبني المواطن ، ويقضي على الدعوات القبلية ، والاثنية ، ويحارب الانفصال ، ويتمسك بالوحدة ، وبالدولة الأحادية القوية ، كما ينظف البلد من العيّاشة ، والعبيد ، والرعايا ، ويخلق المواطن الحر ، الشاعر بحقوقه وبمسؤوليته .
وعندما نتوصل الى القضاء على البرامج الفاشية بدعوى الاسلاموية ، ونتخلص من الانقلابية ، ومن كل نظريات المؤامرة ، وهذا العمل الجاد يحتاج الى أربعة أجيال ، آنذاك يمكن ان نتساءل عن ماهية ، ونوع النظام السياسي الذي يستحقه المغرب ، هل الملكية البرلمانية الاوربية ، ام الجمهورية البرلمانية الاوربية كذلك ؟
اما الحديث عن هذه النماذج وفي الظرف الحالي ، فهو مضيعة للوقت ، ودليل ان أصحابه في واد ، والمجتمع بكل طقوسه في آخر .
وقبل الختام ، وهنا أتوجه الى أولئك الذين ينهشون لحم هشام ، بسبب علويته التي لم يخترها ، ويجهلون ، او يتفادون نقاش برنامجه المرفوض بسبب خطورته على المغرب ، لأنه سيشرعن الطريق للإسلام السياسي الذي سيبتلع الدولة والمجتمع ، ان ما قام به هشام ، لم يقم به امير من قبل ، باستثناء الأمير نورودوم سيهانوك الذي تخلى عن لقبه ، ليتعايش مع الحزب الشيوعي الكمبودجي .
وهنا . الا يعتبر هشام ثوريا وليس علويا ، لان اكثر جيناته لبنانية ميّالة الى امه ابنة الزعيم اللبناني سليم الحص ؟
اليس الدم اللبناني من كان ولا يزال ثائرا على إسرائيل ؟
اليس الدم اللبناني من انتصر الى الفلسطينيين في مدبحة 1975 ، وكانت الحرب الاهلية التي دامت خمسة عشر سنة ؟
ماذا عندما يدعو هشام الى الملكية البرلمانية الاوربية ، ويقبل بطرح حتى فكرة ونظام الجمهورية على الطاولة ؟
ماذا عندما يتنازل هشام عن لقب الأمير ، ويعتبر نفسه واحدا من الشعب ؟
ماذا عندما يلقي محاضرات علمية ، حول الإصلاح السياسي بالمغرب ، وبالوطن العربي ، ويدعو ويناصر الديمقراطية في حلتها الكونية ؟
ماذا عندما يكسر الطابو ، وكمثقف يصدر كتابه الشهير الممنوع في المغرب وعنوانه " الأمير المنبوذ " ؟
ماذا عندما تدخل شخصيا في الاضراب المفتوح عن الطعام ، الذي شنه الصحافي المقتدر علي لمرابط ، الذي تم منعه من الكتابة عشر سنوات ، وهو حكم لم يسبق لأي دولة في العالم ان اصدرته ؟
ماذا عندما ايد حركة 20 فبراير ؟
وماذا عندما انتقد احكام الريف ؟
وماذا عندما بشر بثورة الكامون ؟ ....
.......لخ
فهل الآن دم هشام العلوي من جهة والده ، هو دم علوي ، ام انه من جهة امه ، ابنة الزعيم اللبناني سليم الحص ، هو دم لبناني وليس علوي ؟
وهل سيتمر " الجمهوريون " ، وغير الجمهوريين في نهج لحم هشام ، لا لشيء ، فقط لا دعاءهم انتسابه للقبيلة العلوية ، ام انهم سيتجنبون التشخيص في شخص الشخص ، وفي عائلته او انتمائه ، ليناقشوا مشروعه العام المرفوض ، بسبب المخاطر التي سيأتي بها للمغرب ، حيث عوض الديمقراطية ستكون الفاشية الإسلامية ، وعوض التقدم ، سيكون التراجع الى القرون الغابرة ؟








#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية
- La visite du conseiller principal du président Donald Trump ...
- شروط الإمام المفتي في السعودية
- عصر الشعوب / Le temps des peuples
- خلفيات استقالت هرست كوهلر المبعوث الشخصي للامين العام للامم ...
- 10 مايو 1973 / 10 مايو 2019 / تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير ال ...
- جبهة البوليساريو ومحكمة العدل الاوربية
- الرئيس دونالد ترامب -- حماس -- قطر -- تركيا : Le président D ...
- تحليل قرار مجلس الامن 2468 بخصوص نزاع الصحراء الغربية
- ضابط سلاح الجو سابقا مصطفى اديب ، والامير هشام بن عبدالله ال ...
- مسيرة الرباط الثانية
- الحركة النقابية المغربية
- الجيش
- تأكيد الاحكام في حق معتقلي حراك الريف وفي حق الصحافي حميد ال ...
- تصريح الامين العام للامم المتحدة حول نزاع الصحراء الغربية
- لماذا يجب مقاطعة الانتخابات ؟
- تقرير المصير
- هل المغرب فعلا مقبل على هزّة شعبية ؟
- تنظيم وقفات احتجاجية امام قصور الملك -- النقد الذاتي --
- حراك الجزائر


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - بعض ( المعارضة ) تنهش لحم الامير هشام بن بعدالله العلوي