أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا لاغة - التخطيط الاستراتيجي العربي: مهمّة تحتجب خلف مصالح الدول















المزيد.....

التخطيط الاستراتيجي العربي: مهمّة تحتجب خلف مصالح الدول


رضا لاغة

الحوار المتمدن-العدد: 6236 - 2019 / 5 / 21 - 17:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما نتابع التحولات العالمية و التي هي بصدد التشكل في المنطقة العربية ، أحلاف و محاور وفي سياق ظرف ينذر بكابوس جديد يتصل بالتهديدات الأمريكية لإشعال حرب مرعبة في المنطقة مع إيران ؛ سنحاول التفكير ــ من داخل وليس من خارج ـــ صندوق السياسات العربية ،التي تجد نفسها ، بمجرد أن تستشعر الخطر المحدق بها، تلهث وراء حتمية عقد قمة عربية استثنائية بذرائع شتى لعل أهمها الأمن الاستراتيجي العربي. وهو ما حصل من خلال الدعوة التي توجهت بها السعودية لعقد قمتين طارئتين خليجية وأخرى عربية في 30 ماي 2019.
واللافت للنظر هنا وبناء على مصدر مسئول من المملكة العربية السعودية أن الدعوة إلى القمتين " جاءت من باب الحرص على التشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة". طبعا يحدث هذا في موجة اليأس التي غمرت الشعوب العربية من القمم العربية والتي كانت بالتأكيد نتيجة القرارات الهزيلة التي اقتصرت على الشجب والتنديد فأضاعت كل منظور سياسي قومي. إن هذا اليأس الذي كان يتواكب مع انتظار الفرج ، لم يولّد سوى اتجاهات سلبية سهّلت للحركات اليمينية في شكلها الليبرالي و الديني خداع الجماهير التي تحوّل احتجاجها إلى حركة فوضوية مدمرة. و ليس مصادفة كلما كان اليأس أعمق كلما كان يترجم عن خطر يهدد وجود الدولة . رأينا ذلك في ليبيا و سوريا. بل وحتى في ألمع لحظتها لم تتوقّى الجماهير في تونس من التصديق الوسواسي بأن البورقيبية هي الحل.فكانت أزمة الانتقال هي أحدى المعضلات الأكثر أهمية .معضلة الصياغة الحاسمة للمستقبل العربي الذي تحول إلى انقلاب نحو إعادة انتاج الماضي.
إن حالة كهذه قد حضرت في التجربة التونسية التي بدل أن تسير نحو القطع الحتمي للقديم ،يعود القديم للبروز كما لو كان ابن زمنه.
هذه الاعتبارات البالغة العمومية تكفي لبيان الظروف الخطيرة التي أعقبت الربيع العربي و الذي امتص أحلام الشعوب العربية في الحرية متنازلا عنها إلى الحد الأدنى الذي يضمن له الأمن في ظل تداعي قدرات الدولة المحكومة سلفا بالعقم و التطبيع و التفريط في قرارها الوطني.

إن هذه الحقيقة المرة تمارس تأثيرها للأسف على طريقة التنسيق العربي عربي و التي تشكو من غياب القيادة الاستراتيجية، غياب الرؤية التشاركية الواضحة للقرار العربي ؛ بل إننا نذهب إلى أبعد من ذلك لنجابه تأزمات في العلاقات العربية.
و بعيدا عن الدخول في التفاصيل التاريخية و التبريرات الأيديولوجية ،و الأحكام الراديكالية التي تسفّه النظام العربي برمته ، ولها الحق في ذلك؛ فإن هدفنا لا ينحصر في ذهنية تأثيم الجامعة العربية بقدر ما سيهتم بقياس الأداء المؤسسي لإدارة سياساتية عربية شاملة تظل رهانا مؤجّلا إلى اليوم. يحدث هذا في زمن الاستحواذ الطائفي والقبلي والمذهبي وضمن سياق يقحم المنطقة العربية برمتها وبشكل قسري في لعبة التبعية الإمبراطورية الماضوية والراهنة. من يوتوبيا الخلافة العثمانية إلى المشروع التوسعي الفارسي، ومن النفوذ الأورومتوسطي الفرنكفوني إلى النفوذ الأنغلو سكسوني. وفوق كل هذا وذاك يوتوبيا دولة الكيان الصهيوني التي تحلم بالتمدد على كامل نهر دجلة والفرات.
لماذا لم ننجح كعرب في رسم خطة نموذجية تقطع مع القديم المتجدد: مزيد من الفقر والجهل والمرض والحروب الأهلية، بل وكثيرا من الحقد والعنصرية داخل البيت العربي الواحد؟
هل يغيب على النخب العربية وصناع القرار السياسي العربي بكارثية السيناريو المستقبلي المخيف الذي يتهدد المنطقة العربية؟
هل نفتقد لنخبة عربية ذات كفاءة ومهنية لتضطلع بمهمة التخطيط لمستقبل عربي مشرق؟ أم يعزى ذلك إلى تباين سلطات القرار والصراع المحموم على التموقع الجيوسياسي المضر بمصلحة الوجود العربي؟

لماذا بقينا سجناء الماضي وعجزنا على توقّع إجابة استراتيجية ناجعة وحيوية لسؤال: ما عسانا نكون في المستقبل؟
إن الحرص على رص الصفوف ضمانا لوحدة القرار العربي في ظل متغير سياسي دقيق تمر به المنطقة العربية هو المبدأ الذي يوجه عملنا لصياغة مبادرة عربية / عربية
إن التوقيت الذي نتحيز فيه يؤشر إلى عدة مخاطر تهدد الأمن العربي ، ربما يبدو للبعض بعيدا و لكنه يبدو كأحدث صورة من صور تفكك القرار السياسي العربي.
وهو ما يحتم تغيير الكيفية التي نخطط بها وبالتالي وضع استراتيجية فعالة تتسم بقدرتها على توجيه القرار العربي وفق أولويات تنسجم والمتغيرات الحادثة في الساحة العربية والعالمية.
هذا التحدي يبرز بقوة على ضوء المنافسة الضارية بين الدول العربية ضمن أوضاع عالمية تدفع باتجاه خيارات سياسية متناقضة. والمثال الأكبر على ذلك النزوع نحو تموقعات وأحلاف نستشف منها ضرر هيكلي لمصلحة الأمة العربية.
لا شك إن وجود تمايزات حول قراءة الأحداث بالنسبة للشأن العربي وتعددية الفهم تعد معطى موضوعي لا يمكن التغاضي عنه. صحيح أن العوائق والصعوبات موجودة أكثر من أيّ وقت مضى. غير أنه يحدونا أمل صادق في أن هذه المبادرة ستعزز سياسة مدمجة وشاملة بين الأشقاء العرب. وهو ما يستدعي إعادة الاعتبار لدور الجامعة العربية في ظل التمزّقات الداخلية العربية / عربية.
إنا نريد أن نتطرق إلى الأزمات كنهج صريح يهدف للمساهمة في وضع خطة تقودنا جميعا نحو المستقبل كبديل مناسب لحالة الصراع والتصدع الحاصلة.
الإطار المرجعي للمبادرة
يمكن تعريف هذه المبادرة بكونها محاولة عملية لصنع قرار سياسي عربي يتوخّى المرونة في بلورة تفاهمات بينية بين الأشقاء رؤساء الدول العربية من شأنها أن ترسي مبادئ سياساتية تشاركية.إنها تهدف إلى إعادة صياغة القرار العربي حول القضايا الخلافية الحارقة.
وبناء عليه فإن خلفية المبادئ التوجيهية للمبادرة تعزيز التعاون والتكامل العربي من خلال برنامج عمل يحتوي على مجموعة من الأهداف التي من شأنها صياغة فرضيات واقعية وإيجابية حول نظرتنا للمستقبل العربي على المدى المتوسط والبعيد وملء الفجوة الحرجة في التنسيق المرجعي العربي على المدى الراهن والمنظور.
المبادئ التوجيهية للمبادرة
1 ــ أن تقدم القمة العربية الطارئة دليل إجراءات لعودة الدولة السورية للجامعة العربية.
2 ــ أن يتم الاتفاق على صياغة وثيقة لإنهاء الحرب في اليمن وليبيا.
3ــ تجديد مفهوم الحماية المشتركة للأمن العربي في محاربة الإرهاب
4ــ حل المشكلات المتصلة بتوسع النفوذ الإيراني والتركي بالمنطقة برؤية يراعى فيها النظرة المستقبلية بمصالح الأمة العربية.
5ــ وضع ميثاق شرف للتعامل بين الدول العربية في إدارة خلافاتها.
6ـــ تشجيع التعاون الاقتصادي والعمل على إعادة اعمار سوريا واليمن وليبيا.
7ـــ التوقّي من هجرة البطالة و الكفاءات .
8ـــ رسم مشروع فلاحي غذائي لمقاومة التصحّر و تحقيقا للاكتفاء الذاتي.
9ـــ تطوير الشعور بالانتماء العربي من خلال المساهمة في الحفاظ على التراث الحضاري.
10 ــ تطوير استراتيجيات وبرامج وطنية للتعليم
11 ــ تشجيع ونقل و توطين التكنولجيات القائمة على الكفاءات العربية الخاصة



#رضا_لاغة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرجع الهووي و رنين ملاعق التطبيع
- التفجير الإرهابي بشارع حبيب بورقيبة: رسالة مشفّرة تحتاج إلى ...
- المشروع الوطني لحركة الشعب و نظرية الثورة العربية
- المشروع الوطني لحركة الشعب: جدلية التفاعل بين الديمقراطية و ...
- حركة الشعب : الناصرية في تونس و أسس المشروع الوطني
- دقائق متكاسلة
- كش مات ... حكومة يوسف الشاهد و شهوة المتناقضات في فلك الاتحا ...
- المشهد السابع ، رواية ريح من داعش
- المشهد السادس ، رواية ريح من داعش
- المشهد الخامس ، رواية ريح من داعش
- المشهد الرابع، رواية ريح من داعش
- المشهد الثالث ، رواية ريح من داعش
- المشهد الثاني من رواية ريح من داعش
- المشهد الأول - رواية ريح من داعش-
- في مئوية عبد الناصر، هل الناصرية ماض نبكي على أطلاله أم مشرو ...
- ديمقراطية في عصر الكوسموبوليتيكا
- العولمة و انشطار مفهوم السيادة
- مكانة عصمت سيف الدولة في بلورة فهم تقدمي للفكر القومي
- حين تكون قوميا تقدميا
- استقالة محسن مرزوق : صناعة التحولات و كسر النموذج المقفل لحز ...


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا لاغة - التخطيط الاستراتيجي العربي: مهمّة تحتجب خلف مصالح الدول