أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رضا لاغة - المشهد الثالث ، رواية ريح من داعش















المزيد.....

المشهد الثالث ، رواية ريح من داعش


رضا لاغة

الحوار المتمدن-العدد: 5778 - 2018 / 2 / 5 - 13:11
المحور: الادب والفن
    


ولد يزيد في مدينة وهران ثاني أكبر مدن الجزائر بحي المنور .وهي ولاية تقع شمال غرب الجزائر على بعد 432 كيلومترا عن العاصمة.تطل على خليج وهران غرب البحر الأبيض المتوسط. تعتبر مركزا اقتصاديا متميزا و ميناءا بحريا هاما وتزخر بالفنادق الفخمة و المنتجعات السياحية . تركه أبوه وحيدا و رحل عن الدنيا وهو لا يزال ابن الثلاثة أشهر . كان يوما عصيبا على أمه حين قررت المحكمة بإعدامه بسبب مكانته الرفيعة ضمن جبهة الإنقاذ الإسلامية و تحميله قدرا من المسؤولية في الحرب الأهلية التي اجتاحت الجزائر في بداية التسعينات.كانت أمه لا تستطيع منع نفسها من البوح لولدها بما يعتريها من مشاعر الشوق و الودّ لوالده؛ فقد كان يضرب به المثل لرجاحة منطقه و رؤيته المتوازنة التي يلوذ في كنفها أبناء عشيرته. اعتنى بتربيته خاله مفتاح الذي رأى في طفولته ما أدهشه. فهو هادئ تبدو عليه اللامبالاة للعب مع أقرانه من الأطفال. يعيش عزلته بلا كدر فقد منحه خاله حيزا خاصا يقضيه أمام التلفاز . كان يزيد لا يضيع هذه الفسحة ليستمع إلى تلاوة القرآن . بدأ خاله يلاحظ أن هذا التحفز الذي بدأ يتسلل إلى وجدان ابن أخته يجلب له النشوة و الطرب. فقرر أن يلحقه بالكتاب و هو في سن الثالثة فذاع تفوقه و نبوغه و حفظ القرآن وهو لم يغلق السنة الخامسة. و على الرغم من تفوقه و اعتزازه بورعه كان يحب بوعي مرهف ابن عمه حسان الذي لا يكف عن منازلة كل من يحاول الاعتداء عليه ممن لا يشاطره ميوله العلوية . كان حسان يختلف عن يزيد فقد شقّت المبادئ الاشتراكية طريقها إليه لتأتلف بينهما صداقة متعاكسة . كان يزيد يشفق على حسان و يخشى عليه من طمع الدنيا الذي يتسلّط عليه بتناظم مخيف.
كان يركن إلى التأمل و يعاني شتّى ضروب الضيق من مادة الفلسفة لطبيعة أستاذه القلـــــقة و قدرته على إثارة الشكوك لدى الآخرين. و حتى حين كان أستاذه يسخر من بعض البداهات الخادعة كان يحاوره بطباع دمث. لقد بدت شخصيته مخالفة و متمردة عن الصورة النمطية لرجل الدين التقليدي فقد اختزن شغف أمه و مبعث أحلامها المتحمس لكي تراه طبيبا ناجحا. إنه يستمع إلى صوتها متسائلة: >
إنه يذكر ذاك اليوم الذي جاء فيه خاله يركض إلى البيت قائلا: >. كانت هذه الإطلالة من المرات النادرة التي يرى فيها خاله مزهوا . لقد اكشف ذلك من دمعة حب تساقطت على وجنته و هو يعانقـــــــه و صفحة وجهه التي أضحت ملونة بحمرة أشرق منها انتعاش رقيق. تحلقت به أمه و زوجة خاله مريم التي يعتبرها بمثابة أمه الثانية. فقد حرمت من نعمة الأولاد و شبابها لا يزال يرفرف ؛وأسبابه باتت واضحة بالنسبة لها منذ ما يقرب عن سنتين من تاريخ زواجها . لقد فهمت من الفحوصات الطبية التي واظبت على القيام بها أنها لا تعاني من العقم . و بطبيعة الحال يصعب كثيرا على الرجل أن يناقش السبب بوصفه مصدرا له. كان ذلك يمثل ضربا من الاستنزاف لرجولته. لقد عرض عليها زوجها مفتاح أن يسرحها سراحا جميلا ، فهي لا تزال في ريعان شبابها و لكنها أبت بأنثوية المرأة الوفية و المؤمنة إلا أن تمضي حياتها معه. يعتبر خاله مفتاح رجلا ميسورا ، فهو من ألمع موردي الحديد بالجزائر فقد احتلت مخازنه المنطقة الصناعية بوهران.
كان ينظر لمواقفه بمعاني الرجولة حيث لا يتوان عن خير إلا و فعله . وقد اختير في أواخر التسعينات كأحد أبرز الوجوه الممثلة للرأس مال الوطني الشريف.
فيما كان يزيد يقبّل يدي خاله تقديرا لمقامه المرموق رمق وجه أمه الساطع كبدر السماء . كانت تحدّق فيه و قد بزغت خواطر غير معلنة يسهل عليه قراءتها.إنه يفهم هواجســـــــــها و يراها مجلوّة حين تتجنب تثبيت نظرتها في عينيه.إن لهذه المرأة إيمان متفائل و اقتناع حتى الأعماق بجدارة ابنها.إنها تعرف أن قراره يتخذ بعد موافقتها. وهو لا يعبأ بأي نصر ويتغلب على أي ضغط مقابل راحتها. إن هذا التبجيل يظل كما هو لا يزعزعه ظرف أو مآل. فليس هو من تغيره رغبات تستبعده عن مرضاة أمه و يعزله عن بر خاله . وقد وجد أن في هذه اللحظة تتسرمد أضداد مميزة: متعة الأهل التي تتضح بجلاء في ما يقال من ثناء و تقريض لخصاله و لوعة الفراق التي بدأت تسري في كيانه لتوقظ الطفل الذي يسكنه فيشق عليه الافتراق عن الأهل.
على أية حال لقد كان يعرف أنه مقدم على مغامرة فصولها الأولى تمّت كتلبية لأمنية أمه . ذات مساء و هي غارقة في الدعاء و طمأنينتها الآسرة لا تفارقها استرق لها السمع وهي تناجي ربها: <<إلهي لقد انقطعت همتي عن سواك و انصرفت رغبتي إليك فأنت ســــؤلي و شغلني و رجائي أن تنجّح ولدي و تطرد عنه أهل السوء و تزده بسطة في الجسم و العــــلم و تلحقه بجامعات المشاهير من العلماء>> .
و إني أذكر يوم مناقشة رسالة الدكتوراه طاقته المتحفّزة وعقله الذي لا ينضب معينه في ملاحقة الطب الحديث منتقدا لزوم العقاقير بروح تذرف مساجلة . يقول وهو يشرح رسالته بلكنة فرنسية ساحرة:
« Je présuppose , avec certitude , qu’il ya une potentialité immanente
dans l’être humain qui lui procure la vivacité substantielle . Et c’est pour cette raison je suis tout a fait convaincu que la remède ne résulte pas dans les médicaments mais dans la raison lui-même. »
كان يؤمن أن قوام الاعتدال يكمن في التلاحم بين الذات و الطاقة التي تخبئها في جوانيتها ، فالدواء ليس بحد ذاته مفيدا أو ناجعا لأن من يستسيغه يبذر لديه ضمور الطاقة التي يخزّنها ليحلّ عوضها ضرب من التراخي هو أقرب إلى الإدمان من الشفاء. لم أعر أية أهمية لرجاحة حدس العرافة عندما ساقتنا الرغبة إليها ونحن نودّع ثانوية العقيد لطفي الرائعة عقب ختم الدروس الثانوية و نجاحنا في البكالوريا. كان مصعب قد ألح في الطلب على قراءة أكفّنا و نحن نتجوّل في الميناء المتاخم لها بفرح عنفواني. لقد أوغلت فيما يشبه النفق وهي تمعن في كف يزيد الذي لم يكن يبالي بما تفعله. قالت و تنهدات أنفاسها في أجواء الغرفة التي تعبق بالبخور: <<إن مراتب الدنيا ستكون في حوزتك عاجلا أم آجلا و ستكون لك حياة صافية و نقيّة من شوائب الفشل>>. كانت تتحدّث بروح التشويق مستجلبة ينابيع خيالها . و ببراعة غنية بالغرابة قالت لحسان: <<يأتلف بينكما حب جارف و صداقة لا تخور>>. يا بني أحفظ عني ما أقول :<<إن القلوب أوعية و قلبك كريم الجوهر وسليم من كل فاحش و اعلم أن مرض القلب و علّته سببه الشهوة و الجاه و حب المال و السلطة؛ فإذا رأيت في نفسك ابتهاج ناشب لهذه الظنون الفاسدة ،فاغنم الطاعة التي تحجب عنك كل اشتباه>>. في تلك الآونة لا زلت أذكر جيدا علامات الضيق التي بدت على مصعب حين صرخت في وجهه: <<شخصيتك قاسية و متسلطة>>. و على الرغم من اقتناعنا بأنه لا قيمة لما تكهّنت به ، إلا أنّ مصعب ندم على هذه المجازفة الطائشة . فقد أمضى يومه بمزاج عكر. و الحق أنني أنا نفسي كنت مأخوذا بحديثها الغاوي و هي تكشف جوانب غائبة من سيرتنا حين أذاعت لي بتقريرية فجّة: <<مروءتك أن تسهر على خدمة إخوانك>>.
نجح يزيد في فظ الجدال الذي دار بيننا قائلا: <<التنجيم حدوده مبهمة و خلائطه عجيبـــــــة و لكنه من صنيع الشيطان ، يتبجح فيه العارف بوعد صادق باطنه دجل و بهتان. إنه لطخة عمياء تجر صاحبها إلى هلاك محقق و تلقي به في أقبية معرفة كسيحة >>.
كان حسان أقل اهتماما بلحظتنا الآنية؛ من الممكن أنه لم يحتمل التخمينات المستقبلية لصداقتنا . كانت هناك مشكلتان تربك ذهنه. تتعلق أولاها بنمط الحياة الجديدة التي تنتظره باعتبار أن مراد والده ما فتئ يحثه أن الخيار الدراسي الأكثر ملائمة هو الهندسة المعمارية. كان يقول باستمرار لأبيه في خضم مواجهته الحجاجية انه ليس مجبرا لتحقيق ما يريده هو. كان يقدّر في سياق المناقشة أن خياره متمركز حول الملاحة الجوية . إلا أنه لا يود خدش الرابطة المتينة التي تربطه بأبيه.
أما المشكلة الثانية ، فهي نفسية . ففي بعض الأحيان تمارس هذه الخواطر تأثيرها عليه . فالأمر يتعلق بصحبة الصبا .إن أكثر ما يخشاه هو تقطيع أوصال هذه الصداقة المنسوجة منذ سنين غابرة. لا يدري ماذا سيفعل حين يغادر إلى هامبورغ بألمانيا لدراسة الهندسة. حقا كان يتمنى أن يكون في مقدوره المكوث في الجزائر . وهو يعلم أن الوقت متأخر فوالده أقدم على كل الإجراءات و لم يبق له سوى بضعة أيام. و مع أنه كان في أعماقه مغتاظ و غير مكترث بما استحق من ثناء و إعجاب لتألقه ، فإن أمر انتقاله إلى ألمانيا قد يسمح له بتحقيق افتتانه الطفولي باللغة . كان لا يجد مشقة في تعلم اللغات. و ها قد جاء اليوم الذي عليهم أن يفترقوا فيه . تكلّم يزيد بصوت كان فيه ما يشبه الغصة وهو يودعه في المطار: <<إن الصداقة التي جمعتني بك بصمتها موشومة بشكل لا يمّحي. تذكّر ذلك و أنت تقبل على محيطك الجديد و اقبل مني هذا المصحف فقد يصادف أن يستيقظ في ضمائرنا مصائر فظيعة و التجربة تدلّ أن عدتنا هي هذا>>.
حسان: <<ستستمر صداقتنا و سنستزيد منها ، و هذه الهدية السخية ستظل موطنى الذي أنصب خيامي فيه حيثما اعترضت سبيلي أفران الحياة المتأججة بشموس الحداثة>>.
و في غضون أيام معدودات كلها انغماس في قوارب الصيد التي تعد تجارة عائلية مربحة لحسان، فعلنا الشيء نفسه مع يزيد . فها نحن نقترب من تقاطع الطريق الحاسم الذي يفضي إلى المطار. كانت الساعة تشير إلى التاسعة صباحا. لم يبق لإقلاع الطائرة سوى نصف ساعة و بكلمات عابرة فقط حاول يزيد أن يحافظ على انتظام هدوئه وهو يقبل جبين أمه التي حضنته و هي تقول: <<الموت أهون عندي من أن تكون شقيا>>. انتزع يدها و قبّلها قائلا: <<أنت درّة القلب و سؤدد الفؤاد يا أمي ، و ما كنت لأستحب السفر لولا تحرّقكما أنت وخالي على ذلك>>.
قالت له ناصحة: <<استعن بالله على غربتك و عد إلينا مظفّرا بعلم يقض في المهد على آلام المعتلّين من شعب الجزائر العظيم>>.
كنت أقف خلفهما أتابع اللحظات العصيبة التي تكاد تثقب رأسي لتتولد الصداقة المخبّأة منذ سنين. اقترب منّي يزيد و بكلمات هادئة. قال: <<ما كنت لأتخيّل أنه من الممكن أن نفترق. لقد تأثرت بأفكارك و نمط حياتك و ستبقى صورتك أروع ما في الذاكرة>> .
قلت: <<كنت أعيش في حمى هذه الصداقة التي جمعتنا و من الممكن أن تجيء صداقات أخرى و لكن أقول لك بصراحة قد تبدو سخيفة : لقد كنت دوما بالنسبة لي أخا فذا من طراز الأقوياء الذين يشـــــقّون لبلادهم طــــــريقا جديدا غير التي ألفـــــها و أدّت بها إلى الضعف و الاضطراب>>.
يزيد: <<هل تدري ما يعجب الناس فيك؟>>.
قلت: <<و ما ذاك؟>>.
يزيد: <<وطنيتك و قدرتك العجيبة على إخفاء قوّتك من عيونهم . هم يحــبّونك بلا ضــــغط و بلا تكلّف>>. ضحكت و قلت: <<من أجل هذا كله اقبل منّي حفنة من تراب الجزائر الحبيبة كنت قد خطتها في كيس صغير>>. تناولها بلهفة قائلا: <<من المهم أن نستنشق ريح الوطن و لو من وراء جدران سجن الغربة>>.
لم تكد تمضي بضع أيام حتى بلغتنا الأنباء عن اضطرابات خطيرة غمرت العراق و صدّرت الصحف في صفحاتها الأولى و بأضخم العناوين عن الحصار الأمريكي. لقد تطورت الأمور سريعا فصارت العراق و كأنها رقعة معزولة عن العالم و كثّفت قوى التآمر الصهيونية من أنشطة التخابر فعملت على اقتناص العقول العربية .
تلقى الشارع العربي في دهشة بالغة هذه الأنباء فانتظمت مظاهرات حاشدة منددة بالتخاذل العربي . فعرفت حينها الجامعات العربية كثيرا من الاضطرابات و المواجهات الدامية التي اعتبرتها الأنظمة العربية ثورات خطرة يجب أن تجابه بالحزم و الصرامة ففشلت قوى البوليس في إخمادها رغم قسوتها اللامتناهية. سرعان ما عقبتها حملات اعتقال واسعة . و قد أتاحت لي الظروف ذات صباح أن أشاهد أحد الطلبة ممن اعتقل معي و هو يزحف على ركبتيه في زنزانته . كانت تغلي في صدري براكين من السخط و الحقد و صدى عويله المتأجج بسبب ضربات السجان القاسية بعصاه الغليظة حتى خر على الأرض ممزقا. لم يفلت السجان بفعلته. هذا على الأقل ما سمعته ، فقط سقط قتيلا و في جسده أربعة رصاصات . و أعلنت الصحف أن القاتل هو واحد من الطلبة الذين حوكموا في الاشتباكات الأخيرة و أن البوليس نشر صورته في و سائل الإعلام و دعا جميع المواطنين إلى الوفاء بالتزاماتهم الوطنية و مساعدتهم في إلقاء القبض عليه.
فوجئت حين رأيت صورته . كان ينظر إلي نظرة حذرة و لم يكف طوال السنتين المتعاقبتين التي أمضيناها في السجن يخفي تأييده و انبهاره بأسامة بن لادن . و قبل أيام قليلة من العفو قال لي: <<لا تترك الفرصة تفلت من يديك>>.
قلت و بالكاد أخطو حذوه: <<فتحت السجون أبوابها فدع ما تود قوله عندما يفرج عنا>>. لم يكن مسموحا لنا الكلام خصوصا أولئك الذين حامت حولهم شبهة القيادة. كانوا يضعوننا في زنزانات متجاورة لا تفتح سوى مرتين في اليوم نسحب فيها إلى المطعم. كنا نغتنم الفرصة خلال فترة قصيرة من الزمن لنعلّق على خبر في عتمة الأخبار التي نشاهدها في التلفاز .حاولت ذات مرة إثارة أحد الحراس الذي اقتحم صحن المطعم قائلا:<<استعداد، انصراف>>. انتزع كل المساجين أنفسهم من مقاعدهم و اصطفوا بشكل مؤدّب. استولت الدهشة على ألسنة الحراس و هم يشاهدونني أتناول إفطاري بهدوء. إن مثل هذا الموقف كان مستغربا . يصرخ السجان:<<سجين رقم 11 هل فقدت عقلك؟>> قلت بلا مبالاة: <<لم أنته بعد من تناول وجبتي>>.
كان غضب السجان مدوّيا لدرجة لم أتوقّعها فأدركت أن التورّط في هذا الموقف ستكون نتائجه رادعة.اقتلعني من مقعدي و انهال علي ركلا و لكما ثم جرّني دون أن أدري إلى مدير السجن الذي تحدث إلي بنوايا خبيثة كانت أم طيبة ، لا أدري: << اسمع يا فتى ،السجن قلعة لها قواعدها و ضوابطها المشددة و الامتثال للأوامر قليل من كثير. و لن تنتهي التفاسير حول جرأتك المصممة . هل يعقل أن تكون تمرّدا؟ طبعا الأمر غير ذلك و لا يختلف أحد في كونك كنت جائعا و لكن الأوامر هي أوامر. هل فهمت؟ أنت تمرّدت على الأوامر و مضيت في مغامرتك غير المضمونة لأنك تكره الأوامر؟ هل هذا صحيح؟>>
قلت بإصرار و حزم: <<أجل>>.
قال:<< لعلك متضايق من هذه العلبة الكبيرة؟>>
قلت بعناد:<< ليس من العسير أن تثبت عداء الأحرار للأسر>>.
قال بحزم :<<بالتأكيد ، ذاك عمل لا يتطلب كثيرا من المشقة. الأسر مؤلم و لكن أحذرك من خرق سور علبتنا . سنحاسب كل من يتعرض لعلوية الأوامر. مفهوم؟>>
أجبت على الفور:<<أجل سيدي>>.
كشف عن ابتسامة سرعان ما أخفاها و قال:<< لا تكن عنيدا مهمتك ألا تخطئ من جديد>>.



#رضا_لاغة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشهد الثاني من رواية ريح من داعش
- المشهد الأول - رواية ريح من داعش-
- في مئوية عبد الناصر، هل الناصرية ماض نبكي على أطلاله أم مشرو ...
- ديمقراطية في عصر الكوسموبوليتيكا
- العولمة و انشطار مفهوم السيادة
- مكانة عصمت سيف الدولة في بلورة فهم تقدمي للفكر القومي
- حين تكون قوميا تقدميا
- استقالة محسن مرزوق : صناعة التحولات و كسر النموذج المقفل لحز ...
- رمال القحط
- معقولية خطاب غير خلاّق
- رسالة مفتوحة إلى فخامة رئيس الجمهورية التونسية
- القمع الفتّاك للفكر
- صرخة في مشهد
- ناخب فطن يبوح بأسرار عميقة
- صراعات مكشوفة
- عقاب مكرور
- تقادمية حالة حرب
- في مكان ما خارج حزب ما
- فقدان الاتجاه أم واقع سياسي جديد في تونس؟
- تونس ما بعد أزمة النداء


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رضا لاغة - المشهد الثالث ، رواية ريح من داعش