ناخب فطن يبوح بأسرار عميقة

رضا لاغة

الحوار المتمدن-العدد: 4989 - 2015 / 11 / 18 - 17:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حين ذهب لوي فردينان ديتوش إلى إفريقيا لم يجد هناك غير المرض ، كتلة سكانية مهلوسة بالمرض . ثمة اللثة الجسدية و الفساد الأخلاقي و الجنون . هكذا أشار انطونيو نيغري إلى الخطر المظلم الذي لا يتضمن مؤشرا مفرطا للحياة . جغرافيا ممتلئة دوما بالحواجز الصحية .
كان لا بد أن تبرز في الساحة المدنية العالمية صيغ صادقة معبرة عن درع الحماية لأفراد يدمرهم المرض . هل تستطيع أن تتصور لماذا يموت رجلا بالإيبولا النزفي أو بالسيدا أو بالايفلونزا...يموت لاهثا من غير أن يشهق . وفي الجانب الآخر تسمع هتافات الفرح التي لا تحصى لانسان يتفجر ثراء .
هكذا نحن في مجلس نواب الشعب ، موسيقى الانشاد بين النهضة و النداء و التي لا تجتذب إلا المرضى أو العقول المليئة بمساحات فارغة بدون حذق مستنزفين أو ربما مبلبلين . هل تعلم إن أدنى ما كنا نتمناه هو عدالة تحافظ على كرامة إنسان يعترف أنه لم يعد يطيق صبرا. ثنائية جلبتها حماسة الانتخابات بعبارات ساخنة فضفاضة مدوّخة للناخب الذي أذعن لها فسقط في هاوية أمكنة خطرة تعجّ بالمرض و الفقر و الإرهاب فتمحق الذات بلا عزاء.
لا شك أنه اليوم يلقي اللوم على حماسته فوقع في مطب لم يستطع أن يتجنبه ربما لأنه محروم من البصيرة النافذة ، أو بسبب عظمة انجاز الإعلام . فهو يعلم أنه غير محصّن و انجراحاته لا عدّ لها و لكنه يعتقد أنه آن الأوان أن ينغمس بجدية جريئة في لهوه السعيد احتفاء بنقطة انعطافه و ها هم من طنطنت أجراس فشلهم يستغيثون. هكذا أهدى تحرره للمعارضة و هو يستعد للانتخابات البلدية المقبلة.

#رضا_لاغة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل