أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا لاغة - صراعات مكشوفة














المزيد.....

صراعات مكشوفة


رضا لاغة

الحوار المتمدن-العدد: 4989 - 2015 / 11 / 18 - 12:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ننتقل الآن ، عبر عملية معقدة تتشكّل ببطء على إثر ارتدادات الصراع الهمجي الذي استحوذ على الأذهان بين الإخوة الأعداء في نداء تونس ، إلى تراجعيّة إيجابية تتضافر فيها علائم منذرة بوئام هو في الواقع عاجز عن أن ينمّي نفسه بسبب تطور الانشغالات الفكرية التي تلوح في الأفق لكتابة مستقبل الحزب.
إن التهرّب من المواجهة و هذا الوئام المزيّف يشعرنا بأن الحزب عالق . إنه عبارة عن جسد غير متبلور من الصور و الأفكار العائمة التي لا تمتلك أي نوع من التماسك البنيوي . لأجل ذلك نقول إن الهدنة تفتح حقلها على جرعة اقتطافية بلغت حافة الانهيار. إن المخاصمة التي حازت موضعها في هذه الهدنة تكتفي بحراسة حضور الحزب في مسار ينتج بغير شك توابع مهمة تكون فيها البلاد عرضة للتهديد .
إن المواطن وهو ينظر إلى الإخراج المسرحي لعملية الإقناع لمنع سريان هذا التردّي الجماعي بغية أن يفلت الحزب بأعجوبة من موجات التسريح يفهم دونما اجتهاد ، فهو قد تعلم بالممارسة ، أنه لا أثر للفخر بهذا الحزب الذي استسلم عميقا لنضال تقطيع الأوصال المصنوع من سجّاد رخيص محشو بمنازعات خرساء تكشّر في وجه الخصم: أين منصبي؟
هنا يحدث الشجار و الاستفزاز و التقاذف فيهجم كل طرف و لا يدع شيئا يمر و قد يتمكن البعض من البقاء في الخلف للمشاهدة فقط متظاهرا بالحياد، منتظرا الفرصة كالقطط قائلا: علينا التعايش. و الحق أن مناوبة سوق السلطة ستدفع شق الدستوريين للقبول على مضض بكنس حكومة السيد الحبيب الصيد. أظن أن المتابع للشأن السياسي يعرف أكثر من اللازم أن انقشاع كرب الشق اليساري داخل الحزب تقوم على مهاتفة رئيس الجمهورية بمساومة تقع خارج العملية الرسمية التي فرضتها هيبة مؤسس الحزب سابقا . بمعنى آخر إن الهدنة بما هي كلام أو تحاور ذا نمط سياسي يضع سلطة السيد الحبيب الصيد موضع اتهام كحل بدونه سيطلق العنان لمقاربات متنافرة تولّد البلبلة من جديد داخل الحزب.
إن المهمة الأسهل التي يتعيّن على رئيس الجمهورية قبولها ، على وجه التخصيص ، تقديم نوايا سياسية جريئة تهدّأ من انشغالات الصّيغ المختلفة لمسئولي الحزب. إن الوظيفة الوحيدة لشق السيد الباجي قايد السبسي لا تتمثل في واقع الحال في الذود عن تدبير صنعه فأفرز حكومة السيد الحبيب الصيد بل في ترويض الفئة التي يتعيّن إقناعها لكي لا تغذّي النزاعات الداخلية للحزب المهدد بالانقسام. إن القيمة الوحيدة لهذا النمط من التفاوض الداخلي تكمن في حشد حكومة جديدة تقوم ــ بغير التقارير البيرقراطية التي تشيد بحكومة السيد الحبيب الصيد ــ و هي التي تتحيّز خارج سياق التوازنات الجديدة للحزب. وهو ما يعنى أن الحلول ليست موجودة في ضواحي الحزب بل في قلب الحكومة نفسها .
إن كلفة التنازل عن هذا الشرط هو زيادة الأرباح لشق الدستوريين و خسارة لليسار و تشخيص لا ينطبق لهكذا وضع من طرف الدستوريين هو انقسام لحزب تضرره محتملا و وشيكا.





#رضا_لاغة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقاب مكرور
- تقادمية حالة حرب
- في مكان ما خارج حزب ما
- فقدان الاتجاه أم واقع سياسي جديد في تونس؟
- تونس ما بعد أزمة النداء
- أحزاب تونسية مفخّمة و مفتولة العضلات، تهوي و تنال دفنا جميلا
- النهضة و النداء يضعان أقدامهما في مرحلة ما بعد التاريخ
- في أروقة النداء: تهجير اليسار أم قصف الحكومة؟
- هل نتجه إلى فراغ سياسي في تونس؟
- مصالحة أم مضاجعة لثورة الكرامة في تونس؟
- تمثلات نقابية و سياسية رابضة في قلب الهوية
- أي مستقبل نريد؟
- اليمن و الكذب المقصود
- و انتصرنا
- يا ناصريين... ثمة شيء إسمه اليمن...
- اليمن و تجاذب القوى في الداخل و الخارج
- هايدغر و الإنتقال من الميتافيزيقا إلى فلسفة الوجود
- آل سعود و النازية الجديدة
- الدولة الوطنية و المصالحة القومية
- العمل النقابي و سلطة الوساطة: قوة كلمة أم قوة نضال؟


المزيد.....




- -كمين في الظلام-.. كيف استخدمت باكستان -السرّ الصيني- لإسقاط ...
- ألمانيا تطالب إسرائيل بضمان إيصال المزيد من المساعدات إلى غز ...
- هل يمكن احتواء التوتر بين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ورئيس ...
- ملخصات الذكاء الاصطناعي تضعف حركة المرور بمواقع الأخبار
- سؤال صعب خلال فعالية: -مليونا إنسان في غزة يتضورون جوعًا-.. ...
- كيف تبدو تصاميم الحدائق والمناحل الجديدة المنقذة للنحل؟
- ماذا يعني قرار ترامب نشْر غواصتين نوويتين قرب روسيا على أرض ...
- ويتكوف: لا مبرر لرفض حماس التفاوض، والحركة تربط تسليم السلاح ...
- ويتكوف يتحدّث من تل أبيب عن خطة لإنهاء الحرب.. وحماس: لن نتخ ...
- فلوريدا: تغريم تيسلا بأكثر من 240 مليون دولار بعد تسبب نظامه ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا لاغة - صراعات مكشوفة