أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا لاغة - اليمن و تجاذب القوى في الداخل و الخارج















المزيد.....

اليمن و تجاذب القوى في الداخل و الخارج


رضا لاغة

الحوار المتمدن-العدد: 4800 - 2015 / 5 / 8 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جرت نقاشات حامية حول تأثير التدخل الإيراني و التهديدات التي يثيرها في المنطقة العربية ، فهي تسهل نشاطات المليشيات و الشبكات الأكثر انفتاحا على التشيع أكثر من أي وقت مضى و التي انتشرت كما الفيروسات مما ينبئ بكارثة تضرب الأمن القومي و تضعف الطموحات المشتركة لدينامية سياسية لها شغف لتعاون عربي مؤسساتي ، فبدت فكرة سحق اليمن كما لو كانت فرصة ناتجة عن ابتكار يتدفق صوب تحول عميق لكوكبة تنوء بأعباء الوحدة و تجاوزا لحالة التمزق الذي نعيش فيها اليوم. حلل كلاب الحراسة من المتكسبين طبيعة الصراع فذهبوا إلى أبعد من ذلك و اعتبروا أن السنة في خطر و أن الترابطات البينية التي تجمع محور المقاومة ، التي لا يختلف الأحرار حول دورها ، تشكل مصدرا للقلق و تلوّح بهواجس هائلة لاستدرار وهن الأمن القومي . من هذا المنطلق سمعنا أن دك اليمن يهدف إلى تحرير أهل السنة من استبداد الجغرافيا وهلم جر من الخزعبلات المسطحة التي يبحث أصحابها عن أجور منخفضة تعزز تذيّلهم .
إن لعبة تسوية الملعب في اليمن تتم بطريقة تجتذب قوى من الخارج تبذل الغالي و النفيس لأجل جعل العدوان أكثر اشتمالا للمنازعة المذهبية الحادة ، فأنشأت صفقات محفّزة منحت فيها أسلحة فتاكة باهظة الثمن تستنسخ باستمرار القتل المتعاقد في إيذاء الشعب الذي فرض عليه أن يقتل و يقتل.
دعني أطرح سؤالا مبتذلا : لماذا يحرص الغرب على نشر الديمقراطية في بلدانهم و يبتاعوننا السلاح بطرق لا نفهمها؟ لماذا تمثّل حروبنا مصدرا لإيرادات عالية تجعل الرجل العادي عندهم يتفتق في سواحلنا الغير مألوفة لنا ؟
إن هذه الشكوى اللصيقة تثير تبرما متوارثا للبحث عن بديل شكلي لمأزقنا و أزمتنا و التي تتكاثر تفاصيلها . إننا لا نفكر كثيرا في هذا الهذيان الذي يفسر لحظة تأخرنا المنظورة سوى بمجادلات تبعدنا عن تفسير واضح لسر هذا التأخر و التطاحن المستفحل في ساحتنا العربية. نعم تكابد أمتنا ضربا من التحلل الهووي ينتفض فيه الفكر التكفيري و الصراع المذهبي و يأتي كل ذلك ليحجب عنا حقيقة تقهقرنا . و لكن لا يجوز الوقوف هنا موقف المتفرج و ربما نكون ميالين للبحث عن تفسير ما ، عن بداية ما تمحو ظلمات هذا الاعتقاد الساذج بأننا أجبرنا على دهس و قتل و سحق اليمن و نحن محكومين بمقتضيات هذا المتغير الخطير الذي يتربص بأمننا القومي. و عليكم أن تعترفوا أن خطواتنا تدلل منطقية فعلنا المتغاير مع منزع التقسيم لوحدتنا العربية. أنظروا إلى الطريق الذي فتحه أفق عاصفة الحزم . أليس هناك اتساع ظاهر لشمولية عربية؟
هناك تضييق في قراءة اللوحة . هكذا يعلّق آل ذلول لندخل في مهاترات بالية تخفي الصورة الشبكية لنظم حاكمة استشرى عندها الخوف من التقدم نحو الديمقراطية لأن الأحداث لا يمكن أن توصف متفرقة عن وحدة مصير الشعب العربي. فحسب قوانين تكونه التاريخي لا تستطيع الأنظمة العربية أن تستمر في الوجود أكثر مما استمرت ؛ مما يدلل على وجود تناقض بين التطور الاجتماعي و البنية الاستبدادية للنظم. لذلك تجد الشعوب العربية بين وضعيتين: إما أن تشق طريقها في إطار دمقرطة الدولة القطرية أو أن نتقهقر إلى ما دونها. إن آل سعود اختاروا دون تردد إعلان الحرب على اليمن لتصدير الأزمة التي تسيل في الداخل الخليجي. الحرب إذن فرضت على آل ذلول كإجراء استباقي لمكافحة وضع بدأ يصنع و يتشكل في الحاضنة الاجتماعية التي استجابت شعوريا لما حدث في تونس و مصر بصرف النظر عن تقييم الخبرة العيانية لهذا الحراك. الخوف إذن هو ما صنع الحرب بخلاف اليافطة التي تبدو مرفوعة من قبيل حماية الأمن القومي. و لعل الصورة الحية قد أجابت وفقا للأسلحة التي حلّقت في سماء اليمن : صنع أمريكي و فرنسي و صهيوني ...إن الدعم اللوجستي المقدم من قبل جلادي الأمس و اليوم يضع موضع شك مغزى هذه التبريرات الواهية للعدوان الغاشم.
و لأننا في نهاية المطاف نعتبر آل ذلول بحد ذاته يندمج مع الخيارات المعادية للشعب العربي فليس هناك مأوى للحقيقة ترى في الحرب على اليمن كمحاولة يائسة للحفاظ على الوجود . أمن آل سعود و ليس أمن الأمة العربية. و قد رأينا كيف أن غريزة القتل عندهم تتأخر في إحراز مسيرتها بالرجوع الواعي أن الشعوب لا تقهر. و لأنه لم يعد هناك خطوة متوقعة غير نكس الراية و خذلان الحيلة في تحقيق المأرب زوّق المشهد بزيارة وزير الخارجية الأمريكي لندخل فصول الإخراج المسرحي الذي يقوم على قرينة الرفق بالأبرياء.
إن الحقيقة المتماسكة اليوم ، تنساب من خلال صمود اليمن ، بل و ربما تسيّد اليمن على الخليج لأنهم الأقدر على الحضور داخل العالم كمقاومة للخيارات التركيعية للأمة. و ليس متخيلا اليوم أيضا أن نخب العالم تفهم بجلاء منابع النقص الأخلاقي لآل سعود كصخرة خزفية تمنع تدفق ماء الكرامة و الحرية لشعبنا العربي الذي نهبت ثروته في بلاطين السلاطين.
يتبدد الوهم اليوم بسقوط اليمن. هل في ذلك انتصار لإيران؟ هكذا يوسوس الخبثاء من مثيري الفتنة داخل أمتنا. بلا شك أن انتصار محور المقاومة سيعم بالفائدة على كل القوى المحركة له و لكن اختصار ذلك في إيران تلميح لفكرة واهمة. أجل هناك تنازع في المنطقة العربية بين القوى الإمبريالية و دولة أردوغان التوسعية ؛ أما بالنسبة لإيران فالقول بأنها في محور المقاومة يحدد صلتنا بها وفق منطق التقاطع الذي يكرس تعاون متبادل يعزز المصلحة المشتركة. هناك من يتمنى تشظي اليمن من أجل تسديد طعنة في خصر المقاومة كخطوة ماكرة لإسقاط سوريا و بعد ذلك اجتثاث حزب الله المناضل. كل ما في الأمر إذن أن هناك من يبحث دون جدوى لخلق هشاشة في المنطقة . هذا لاحظناه في الحرب على العراق و الدور المشبوه الذي لعبه آل ذلول . اليوم هم يواجهون إخفاقات متكررة في سوريا و لبنان و البحرين و اليمن ... و سيكون الجواب دون شك في الأزمة التي ستكتسح الخليج العربي . فهو وفق معايير موضوعية يعيش أزمة حكم نورها سينقذف بعد انتصار اليمن. أقول اليمن و ليس الحوثيين لأن متطلبات التاريخ علمتنا أن الشعوب الجريحة سرعان ما تتعافى حين تمتلك ناصية إرادتها.
تضامننا مع اليمن إذن ليس تشيعا ، بل هو لا يهتم بهذه الخصيصة لأننا ندرك أن التنوع العرقي و المذهبي هو سنة مصاحبة لتاريخ تشكل هذه الأمة . و لن تستطيع أي قوة رغم كل شيء أن تجتث هذا على حساب ذاك. ما تستطيع الشعوب أن تفعله هو أن تطوّق بخبرتها كل معالم التفكك طالما أن رايتها وطنية و قضيتها عادلة.
في هذا الاتجاه نرى أن اليمن يبدو جبهة حصينة و الكذبة التي روج لها المعتدون كشرخ لنسيج أمتنا تفرط في ميوعتها لأنها تخفي من حساب التأمل الاحتلال الصهيوني الذي يجثم على فلسطين، الاحتلال الذي يبارك عاصفة الحزم تثبيتا للوظيفة الفعالة لنظام بني ذلول في تأبيد وجوده.
لن نستطيع تصور تطاول أكثر بربرية و فظاظة من تطاول آل ذلول على اليمن الحبيب ، تطاول مجرد من كل أخلاق و إنسانية. لا يوجد اعتداء فج أكثر من الاعتداء على فلسطين سوى الاعتداء على اليمن . اعتداء ينساب بعيدا عن مصالح الشعب العربي لارتباطه بأمريكا و المتحالف في أبنيته مع الصهاينة . و إنه بواسطة استبصار كهذا على القوى القومية التقدمية أن تبني نقطة التقائها كوجود متعارض بشدة مع آل ذلول.
سننفجر ضدكم و المغمرة الوحيدة الممكنة أن تخلّو سبيل اليمن . لم يعد هناك من جدل حول نهايتكم ز ولن نضيف سوى عبارة واحدة: إننا نغبط أنفسنا لزوالكم و نحن جاهزون للتفكير بجدية لما بعد آل ذلول.



#رضا_لاغة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هايدغر و الإنتقال من الميتافيزيقا إلى فلسفة الوجود
- آل سعود و النازية الجديدة
- الدولة الوطنية و المصالحة القومية
- العمل النقابي و سلطة الوساطة: قوة كلمة أم قوة نضال؟
- العمل النقابي و التحزب: تسامح أم تنافس؟
- القوى الناصرية : مستلزمات البناء و مهام عاجلة
- حرب اليمن و الغموض الإستراتيجي
- التقاطعية و جسر الهويّات
- شقوة مخبّأة في قفا خربشة جريئة
- هابرماس و اجتراح مكانة لسوسيولوجيا ذات معنى
- يمنيّ حانق أنا
- الإرهاب و استدرارالطاعة بين - إدارة التوحّش - أو الهيمنة و - ...
- من قانون الدول إلى قانون الشعوب، جون رولز نموذجا
- هجوم باردو بين المنطق و اللامنطق
- الاغتيال السياسي : تنظيم داخل التنظيم
- أضواء ساطعة حول الإغتيال السياسي: الرفيق شكري بلعيد و الأخ م ...
- قتل بإستيطيقا غامظة
- حيز يقطن فيه الأمل : تبيئة للفضاء العمومي الهابرماسي
- إلي أيقونة القلب: فلسطين
- احتمالات معاكسة لليقين و اللايقين


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا لاغة - اليمن و تجاذب القوى في الداخل و الخارج