أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا لاغة - يا ناصريين... ثمة شيء إسمه اليمن...














المزيد.....

يا ناصريين... ثمة شيء إسمه اليمن...


رضا لاغة

الحوار المتمدن-العدد: 4810 - 2015 / 5 / 18 - 12:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدون شك الناصرية نص متجدد ، من يمتلك الجرأة لكتابته بعيدا عن متاهة الاتهام و التملّك التي تتصدّر خطابات اعتدنا على كتابتها في محافلنا( خصوصا ونحن نستعد لعقد المؤتمر القومي العربي) ؛ هو من ينتج وجودا نشطا و فعالا يتجاوز حالة الانتهاك التي تقدّم لنا صورة لأمة منسحقة . في هذا المنحى سنحاول مساءلة المشهد العائلي المتضارب ( المواقف الناصرية ) لما يحدث في اليمن مثلما هو الحال في سوريا و في مصر...
الحكاية ستكون موطنا لتقلّبات استنتجنا منها مواقف و ملفوظات متناقضة لشخوص نفترض أنهم من عائلة واحدة. و بشكل منهجي أنا أتحدث عن لحظة محددة نراجع فيها موقفا ولد ميّتا من مناضل مثل كمال شاتيلا في التغطية التلفزية التي أجراها مؤخرا في قناة الميادين.
المنبت الأصلي للموقف أنه ليس هناك حرب في اليمن و لا أحد يزايد عن دور آل سعود في دعم القضية الفلسطينية.
عندما يصدر موقفا من رمز في النضال القومي بهذه الصورة الملتبسة يصبح المعنى التضامني للناصرية ينطوي على مؤدّيات لا يمكن أن تكون متكافئة للمقام التقدمي للفكر الناصري ذاته.
نحن هنا مضطرّون أن ننقد و بشكل نسقي ناتج هذا الموقف الذي يناقض مكتسبات نعتبرها بديهية في تفكيك بناء الجغرافيا السياسية التي هي بصدد التشكل في منطقتنا العربية. و لأسباب تقدمية يعتبر الفكر الناصري كتعبيرية منتشرة في وجدان المواطن العربي ، قبل أن نتحدث عنها كإيديولوجية سياسية، دليل تاريخي يحمل في ذاته معنى صارما لا يقف عند حدود إعلان شجب التغول الإمبريالي الأمريكي و الاستيطان الصهيوني بل ينخرط في مهمة المواجهة و المقاومة . طبعا الحروب التي خاضها عبد الناصر تمثّل أدلة كافية تظهر عبد الناصر لا فقط كزعيم قومي و إنما بالإضافة إلى ذلك كمقاوم على مقربة مما نسميه اليوم بتكريس المواطنة العالمية المتحررة من كل ضروب الاستعمار و الاستغلال و الاستعباد. من هذا المنظور إذا أردت أن تعرف مكان عبد الناصر أسئل قبل ذلك عن مكان أمريكا و الصهيونية. إن مكانه يتحدد في المقام النقيض.
إذن الفخ الذي تنمحي أمامه كل الذرائع ، ينكشف متى وضع الفكر الناصري في سياق تأويلي يوائم بين متناقضات هي في واقع الحال تتبدّى للناصرية كشكل من أشكال التواطؤ . و لأن الملفوظ من ناصري يشهد له بالوفاء سنتفادى الظن بأن الموقف فيه حوافز محددة، مكتفين بالقول بأن الاجتهاد حول حرب اليمن كان خارج تشابك الفكر الناصري.لذلك قلنا بكونه ولد ميّتا.
إن ما نستطيع التدليل عليه ، أن الناصرية هي ضد كل مسعى لانتزاع الحضور الأصلي لأمة قدّر لها أن تبذل الغالي و النفيس من أبنائها للتخلص من كل سلطة تجثم على إرادتها و تكرهها بطيش سافر أن تمتثل لها.
و بعيدا عن منطق الفرضيات ، هناك طائفة لم تفتر من الاحتجاج ضد الامبريالية رغم كونها ليست متجانسة مذهبيا. من الواضح مثلا أن السواد الأعظم من الأحزاب الناصرية تعتبر حزب الله ، بصرف النظر عن مذهبه، حزبا مقاوما و متعاضدا في ممارسته مع قوى الممانعة ضد مشروع الشرق المتوسط الكبير في نسخته الصهيوــ أمريكية. إنها مهمة مستمرة يتآزر في أدائها كل من يؤمن بثقافة المقاومة بعيدا عن الشكلانية المذهبية المفتعلة التي تنشط من قبل الأعداء و العملاء لإنهاك الجبهة الداخلية للنفس المقاوم. و بموازاة ذلك يسقط البعض من أبناء العائلة في تعضيد هذا المضمون الواهي لفهم ما يجري في اليمن. أجل مفهومية الوحدة الوطنية تظل حاملا لمضمون تسوية مرتقبة و لكن انشطار الفهم و الانصياع القهري للاصطفاف المذهبي هو مقاربة مهمشة تبرز تمظهرات مغايرة لطبيعة الصراع القائم على النفي الإستئصالي لملّة على حساب أخرى وهو ما لم يحدث في التاريخ.
إن رهان الناصريين هنا ضخم لأنه مجاور لإستراتيجيا تؤكد شرعية إشعال فتيل هذا الصراع بدل اخفاته و تجميده. تتابعية الصراع بالنسبة لنا كناصريين هي مع الصهاينة و كل من يكرّس بنائيّة التجزئة و يفجّر الصراع في الداخل القومي.
لذا فإن موقعنا كناصريين و صفته جاهزة: إن التناظر بين أمريكا و الصهاينة و آل سعود و تشريد و قتل أمهاتنا و آبائنا و أطفالنا في اليمن يشكل حدثا ممسرحا يعرّي النظم الخليجية . إنها لا تفعل سوى ما فعلته الدولة عند نيتشه حين تكذب بصفاقة و تقول: أنا الشعب و كل ما تملكه تسرقه و كل شيء فيها زائف. في حربهم ضد اليمن يقولون لأنفسهم : حربنا هي إجراء حذر ضد القوة المنظمة التي تنال من أمننا القومي العربي. الحرب إذن وفق منطقهم المزعوم تسير في وجهة محددة أي باعتبارها حدث يتم تصويره في مصلحة الأمة . و لكن ما الذي فعلوه عندما كانت تقصف غزة و جنين . نحن هنا نتحدث عن عدوان نمطي يرتدّ إلى سنوات غائرة في تاريخنا المؤلم . نتحدث عن دير ياسين و صبرا و شاتيلا و كفر قاسم ... عرفنا من خلال المثال أنه لم يعد ممكنا التلاعب بعقولنا لستر بشاعة ما اقترفه آل سعود ضد شعبنا العربي في اليمن. إن سذاجة بعض من نخبنا متّسمة بالغلو في الدفاع عن آل سعود ، هي نتيجة حتمية تؤدّي و توصل إلى حقيقة محددة تجبر المثقف أن يتحاشى نقد ملوك الخليج . حافزهم الأساسي التذيّل الذي تترعرع على تخومه الزبونية البغيضة التي تجرّنا بعيدا عن الالتزام بقضايا أمتنا.
يبدو الشر طافحا في ما أقترفه ملوك الخليج من جرائم ضد أهلنا في اليمن . والوقوف في وجهه يبدو أيضا ، و من منطلق فهمنا البسيط للناصرية، هو ما يجب غرسه عند عموم شعبنا . من هذا التناقض تتولّد الرؤية الناصعة للناصرية. نتحمّل فيها المخاطرة المذهبية لنقول أن اعتناق هذا الموقف الإثباتي بلا أخلاقية الحرب الغاشمة ضد اليمن يشكّل تماهيا ظافرا مع قوى المقاومة . إننا لا نتورّع ، مثلما المقاومة، لخوض معارك ضد الحرب المنحطّة التي رجم بها اليمن بدعم لا مشروط من القوى الصهيونية و الامبريالية.
يجب أن نكون على قدر من الكمال يا كمال في صياغة رؤية جريئة للقوى الناصرية مما يجري في اليمن. إنها حرب بالوكالة مطمحها تسديد طعنة في خاصرة محور المقاومة . و لم يعد بإمكاننا ألا نستهجن و نواجه هذا العالم المصطنع.



#رضا_لاغة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمن و تجاذب القوى في الداخل و الخارج
- هايدغر و الإنتقال من الميتافيزيقا إلى فلسفة الوجود
- آل سعود و النازية الجديدة
- الدولة الوطنية و المصالحة القومية
- العمل النقابي و سلطة الوساطة: قوة كلمة أم قوة نضال؟
- العمل النقابي و التحزب: تسامح أم تنافس؟
- القوى الناصرية : مستلزمات البناء و مهام عاجلة
- حرب اليمن و الغموض الإستراتيجي
- التقاطعية و جسر الهويّات
- شقوة مخبّأة في قفا خربشة جريئة
- هابرماس و اجتراح مكانة لسوسيولوجيا ذات معنى
- يمنيّ حانق أنا
- الإرهاب و استدرارالطاعة بين - إدارة التوحّش - أو الهيمنة و - ...
- من قانون الدول إلى قانون الشعوب، جون رولز نموذجا
- هجوم باردو بين المنطق و اللامنطق
- الاغتيال السياسي : تنظيم داخل التنظيم
- أضواء ساطعة حول الإغتيال السياسي: الرفيق شكري بلعيد و الأخ م ...
- قتل بإستيطيقا غامظة
- حيز يقطن فيه الأمل : تبيئة للفضاء العمومي الهابرماسي
- إلي أيقونة القلب: فلسطين


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا لاغة - يا ناصريين... ثمة شيء إسمه اليمن...