أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا لاغة - في مئوية عبد الناصر، هل الناصرية ماض نبكي على أطلاله أم مشروع مستقبلي نصوغ ملامحه؟















المزيد.....

في مئوية عبد الناصر، هل الناصرية ماض نبكي على أطلاله أم مشروع مستقبلي نصوغ ملامحه؟


رضا لاغة

الحوار المتمدن-العدد: 5757 - 2018 / 1 / 14 - 15:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما نتأمّل حقيقة ما يجري في عالمنا العربي ، ندرك أننا انتقلنا إلى بنائيّة لقطة التّلاشي و الوجود السياسي العارض . إننا هنا نتحدث عن زواية الانهيار التي تجسّدت في الربيع العربي كتسمية اقترحها الغرب لكي تختزن مواجهة مكشوفة بين أطياف الشعب الواحد ، تمهّد لفوضى سردية بارعة تجرّ الذات العربية نحو التعصب وما قبل الدولة ـــ الأمة حيث العشيرة و الملّة و العرق و المذهب و الطائفة .
في هذا اللحظة الموسومة بالتّعقيد ، تتأسّس سلطة الدّليل أو الوجود الفاعل للوعي العربي ضمن التجربة الناصرية.
إن فعل قراءة التجربة الناصرية يتطلّب وجوبا تحويل القراءة من فعل استهلاكي لحقبة تاريخية انقضت وولت ، إلى انتاج لتحقيق شروط ترتقي بالذات العربية في ظلّ تراجع المشروع العربي الذي نقدّر أنه في منخفض استراتيجي.إنه مشروع محاصر بخلفيّات محكومة بمنطق الاستحواذ بعدسات شتّى: عدسة المشروع الصهيوـــ أمريكي ،عدسة الخلافة العثمانية ( تركيا) و عدسة تصدير الثورة ( الفرس) و عدسة حرب المصالح و منطقية الجغرافيا ( روسيا) و عدسة الأورو متوسطية ( أوروبا).
إن علاقة العربي بالمقروء ( شخصية عبد الناصر ) هي علاقة حنين ترتسم أمام انسداد الأفق ، لأن الإطار التاريخي الذي صنعه عبد الناصر هو اسقاط مفهوم الاستحواذ.يقول الانسان العربي البسيط اليوم: ما أحوجنا أن يولد من أصلابنا و فلذات أكبادنا ناصر جديد.
إن التمحيص في قدسيّة التعلق بهذه اللحظة التي تحرّكت من جيل إلى جيل ترسم في موقعها الكياني منتوج ثقافي تاريخي تجسّد في مضامين المشروع الذي قوّض أو لنقل كان ندّا لمنازلة هذه العدسات الاستحواذية. إن شخصية عبد الناصر تشكّل خلفية نظرية حيوية لمصير الأمة العربية. إننا هنا نتحدث عن ما يشبه العملة التي تخضع للكساد و الازدهار.إن تداول المشروع الناصري من أهل الاختصاص ( الناصريين الطليعيين) و ضمن علاقة نشطة بأبناء الشعب ، هو الذي يوطّد الازدهار الذي يولد من أحشاء التخلّف. لذلك ليس غريبا أن تصبح كلمة الناصرية مرادة لكلمة السيادة القومية.و لذات السبب ، بات معنى الناصرية يتطلّب استراتيجية تأويلية لمواجهة هذا الوجود العربي المعطّل و المكسور. و ما دام زمن القراءة يقترن ضرورة بالتأويل ، فإن الإشكالية التي نثيرها تنبع من رغبة الاجابة على سؤال كيف تقرأ التجربة الناصرية؟
ما من شك أن ذلك يقتضي أن نحدّد نصيب أو لنقل دور النص ، أي التجربة الناصرية و دور القارئ ، أي ذاك الذي يجسّد معنى جديدا يخرج التجربة الناصرية من كونها ترمز إلى لحظة تاريخية ماضية إلى كونها وعاء تتشكّل منه خواص المشروع العربي. و لأن القراءة التي نرومها هي سلوك انمائي ،يتعيّن علينا تحديد القارئ. ما نقصده بالقارئ هنا هم الناصريين أنفسهم ، الذي يتعدّى دورهم حالة العشق للزعيم عبد الناصر ليشتغلوا في سياق قراءتهم على تجسيد وصيّة عبد الناصر.معنى ذلك أننا نفترض ابتداء أن ملمح قراءتنا ، أن تكتسب طبيعة حداثية تأسّيا بمنطق الحجاج القرآني وهو يقارع المشككين: " قل هاتوا برهانكم إن كنت صادقين"( سورة النمل 64 ).
فما برهان الناصريين على أن المشروع الناصري هو الحلّ رغم أنّ عبد الناصر الانسان سلّم أمانته ؟ كيف تكون مقبوليّة التيار الناصري متعدّية و مستقلّة عن شخص عبد الناصر رغم صعوبة ملأ الدور الذي كان يلعبه عبد الناصر؟
أجل لقد صدم الشعب العربي برحيل عبد الناصر فترك الأمة لمصيرها الغامض و لكنه ( أي الشعب العربي )، لم يتخيّل العواقب المدمّرة حين يراق المشروع الناصري ، حين تتبدّل نظرتنا نحو تفاصيل سردية طوعت الاسلام السياسي من حيث السعة و الامتداد مما أضرّ بوحدة الأمة وجعلها تدور في فراغ واسع.
لم يحدّثنا التاريخ العربي عن أمّتنا العربية وهي تسابق غيرها من الأمم ، سوى من خلال التجلّي المباشر للتجربة الناصرية كحدث فارق أدّى إلى بروز علاقات دولية جديدة . يجب هنا أن نعطي الدليل وهو موجود: إن العدوان الثلاثي يترك انطباعا ذهنيا بأن ثورة الضباط الاحرار تمثّل مدخلا حيويا لتدرّجات في شبكة العلاقات الدولية تنهدم بمقتضاها مصالح دول استعمارية ( فرنسا و انجلترا و الكيان الصهيوني ).
إن العدوان الثلاثي يؤطّر القارئ على نحو يجعل من شخص عبد الناصر ذات تاريخية خالدة ، لأنها اتّسمت بسمة تحررية نتج عنها عدوان .إن الواقع العربي يقرأ اليوم للأسف من غير الناصريين ، بطريقة تخلع عنه وحدة المصير ، فالإسلام السياسي يقفز عن الوجود الموضوعي للأمة العربية و يحوّل منطق الصراع إلى كافر و مؤمن بطريقة تجعل أبناء الجلدة الواحدة و المصير الواحد و التاريخ الواحد يتقاتلون . لذلك ليس غريبا أن يتّخذ مسار الثورات العربية قوة هجومية لاختراق مبدأ التجانس المجتمعي و تضخيم دور الانتماء الديني على الانتماء القومي. من هنا يبدو لنا أن أزمة المجتمع العربي ، هي أزمة فعل التطوير الاجتماعي الحضاري ضمن مرحلة تحوّل دقيقة تتمرّد على قيم الحكم التسلّطي التقليدية.
نحن اذن إزاء حقيقة سلطة الحدث التي تهدف إلى خلخلة و تفكيك النظام السياسي العربي الرسمي ( لعوامل بنيوية و أجندات امبريالية تريد اعادة صياغة جغرافيا جديدة في المنطقة العربية ) ، بينما هناك مقاربات متباينة و متناحرة حول توصيف سلطة الحدث نفسها ( ثورات ، مؤمرات ...) و مرجعيات تتحصّن بمخرجات تستفيد ممّا يحصل و لا تقود بالضرورة إلى نسج حلول تنسجم مع استحقاقات الواقع العربي المتأزم ؛ و بالتالي القطع مع واقع التخلف و التجزئة و الاستبداد.فصحّ بذلك أن يكون الربيع العربي ، عصر المواجهة مع تأصيل نظري لفكر قومي رسخ و استمر في مرحلة تاريخية متميزة دشّنها الراحل جمال عبد الناصر و استمرّت مع الناصريين. لنوضّح كيف؟
يكتشف عبد الناصر أن معيار النجاح و التقدّم في أيّ مشروع عربي ، يتوقّف على دور الطليعة العربية التي يجب أن تتفاعل ثقافيّا و مهنيّا و سياسيّا و اقتصاديّا لينشأ لديها ما يسمّى بالوعي الاستراتيجي الفعّال الذي تنبني عليه عقيدة الفكر القومي. فعرفنا تغلغلا كشف في مجمله حقيقة ما تحفل به الطلائع العربية كمركز ثقل في ساحات الفعل العربي . لا بدّ هنا من تحديد مقومات هذا الفعل.إذ أن التبدّلات في العلاقات البينية العربية اثّر على القوى القومية التي زادها تشرذما و فرقة فاختلفت حول ما يحصل في مصر ( ما الموقف من السيسي ؟) و دور حزب الله المزدوج في سوريا ( الذود عن دولة الممانعة و الخشية في ذات الوقت من الأجندة الايرانية التي تأكل من الأمن القومي على شاكلة ما حدث في العراق) ومحاور التحالفات في اليمن و ليبيا ( الناتو و الخليج و الحوثيين و القاعدة ).
إن خصوصية هذا الإطار المضغوط بمضامين الصراع ، ولّد فينا كناصريين إرادة صنع المستقبل . إن جهة التّوطين لمعرفة كيفية التقاء الناصريين تبلورت استباقيا مع ما طرحه عصمت سيف الدولة .
إن فضل عصمت سيف الدولة كمنّظر للفكر القومي التقدمي يكمن هنا : التأسيس الموضوعي للمشروع القومي التقدمي تأسيسا نقديا تأصيليا تجديديا بما يتفق مع الروح العلمية . نحن هنا نتحدّث عن نقطة ارتكاز قوية يفتخر بها الناصريون: القطع مع منهج التجربة و الخطأ و اكتشاف قوانين الجدل التي لا تتحيّز في المادة كما توهّمت الماركسية بل في الإنسان كوحدة نوعية و عجيبة من المادة و الذكاء.هذا لا يعني طبعا تنزيه ما طرحه عصمت سيف الدولة عن آلية النقد المؤسس. إذ يجب على الناصريين أن يباشروا بشجاعة هذا النقد في مستويات لاحقة انسجاما مع مقاصد الفكر الطليعي التي خطها و تفعيلا للجدل الاجتماعي وفق متغيرات العصر و وفق نزعة تقويمية لتجربة لطالما نادت بالإعداد دون أن تراكم في طريقها ما يصلح أن يكون مرتكزا للأجيال القادمة. قلنا النقد الذي يؤصل و ليس التهجّم و الابتذال و التسطيح ، ليكن هذا معلوما للجميع.
الحديث عن الناصرية اذن يستلزم تثمين الدور الذي باشره عصمت سيف الدولة من جهة كونه يمثّل منعطفا تاريخيا ألهم القوى الطلائعية مناسبة محظوظة لتفرز ذاتها بما يؤهلها للفعل الثوري المتجانس بعيدا عن الاختراقات التي تعمل لحساب بعض الدول القطرية ذات التوجّه القومي و بمعزل عن التطاحن العقائدي الذي ينتصر فيه المتخاصمون لهذه المرجعية أو تلك.
في هذا المستوى يمكن أن نتحدث عن الإعداد كطرح فريد في نظرية التغيير السياسي ، إذ لم يعد من الجائز الحديث عن الانقلابات السياسية بل الاشتباك مع مختلف قضايا الواقع في مختلف الساحات العربية بما يضاعف من إمكانية الانتصار للمضامين القومية التي تخدم مشروع الوحدة. وهو مدخل تحديثي لمراكمة الفهم الديمقراطي في الفكر القومي. معنى هذا أننا عندما نطرح مسألة فرز القوى الناصرية ، فإننا نقصد من وراء ذلك إعادة ترتيب عناصرها و إعادة إرساء علاقتها بالنحن في ظل التحدّيات التي تواجهها. يقول الجابري:" ما من شكّ في أن شعوب العالم العربي تجتاز اليوم ظروفا صعبة: تواجه تحديات تتهددها ليس فقط في هويتها كشعوب تتطلع إلى تحقيق نهضتها وتقدّمها واستقرارها، بل تواجه تحدّيات وأخطارا تهدّد كثيرا منها في كيانها كوجود. ومن هنا هذا السؤال الذي يفرض نفسه على كل شعب أو طائفة، سؤال: من أنا؟ من نحن؟ وهذا السؤال المقضّ للمضاجع لا يتعلّق بالحاضر، بل يتعلّق أكثر بالماضي والمستقبل! ". إذا كان هذا يسري على الشعب العربي بأسره فإنه يسري ابتداء على الناصريين أنفسهم.
المشكل اذن الذي واجه الناصريين في هذا الصدد هو أن كل بناء للمستقبل يتطلّب بالضرورة اعدادا.من هنا تبدأ ملامح رسم معالم النحن. وهو ما يعني تأسيس علاقة جديدة بين ثقافة التغيير و محاور النضال التي ينبغي أن تتبع ثقافة ابتكارية مقاومة للدولة الاقليمية و مؤسساتها ، و معززة لبناء هيكل جامع هو التنظيم القومي. إن هذا التقدير يعيدنا عمليا إلى التركيز على مقولة الاعداد التي سنكتفي بذكر بعض الملاحظات حول ما صاحبها من احراجات وليدة عدم تجانس نمو الفكر الاعدادي في الأقطار العربية و انزياح دولة الإقليم ( مصر ) عن دورها الريادي.
بتوضيح المعنى اللغوي لكلمة إعداد ، يمكننا أن نستخلص السمات العامة للعقل الاعدادي ذاته من حيث أنه يقوم على استراتيجيا تشتمل على أبعاد رمزية كانت محددة لظهور التيار القومي الذي تتلخّص أطروحته في رفض شعار العلنية و بالتالي الطعن في مشروعية المواقف التي تنمو ضمن الطبيعة المعاشة للأحزاب. وهو موقف يحظى بالتقدير . و لعلّ شرف القوميين الاعداديين أنهم ظلّوا يحملون شارة مقاومة الأنظمة العربية المستبدة.و لكن ما آل إليه الوضع العربي الراهن استدرج فريق من الناصريين و الاعداديين إلى التسليم بضرورة تجاوز النمط المألوف للإعداد الذي نما ضمن هذا التحيّز للعمل السري ، على نحو جعل من الفكر الاعدادي ممركزا على ذاته . إن السؤال الموجّه للناصريين في هذا الصدد: ألا نحتاج إلى مراجعة بعض المفترضات البديهية لمفهوم الاعداد ؟ يجدر بنا هنا أن نبيّن الأفق الكوني لهذا المصطلح . هذا ما أكده عز وجل في قوله: "و أعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة و من رباط الخيل ترهبون به عدوّ الله و عدوّكم و آخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ، وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوفّ إليكم و أنتم لا تظلمون" (الأنفال 60 ) .
ما نفهمه هنا أن من مقتضيات البناء الذاتي للإعداد هي تشكيل نظم القوة المادية و المعنوية التي تتيح بلوغ الغايات المضبوطة و بمعايير الفعل المبني على التخطيط. إن ما يهمّنا هنا ليس الصيغة العقدية التي خاطب بها المولى عزّ و جلّ عباده فحسب بأن أمرهم و حثهم على اكتشاف قيمة الإعداد ؛ و إنما بالإضافة إلى ذلك الطريقة المميزة في رسم وعي استراتيجي مبكّر لضمان أداء ناجع يستوعب الأفعال و المقاصد لعباده الصالحين.
لنتحدّث قليلا عن مضمون هذه الكلمة من زاوية حركيّة.
إن أوّل مسألة تثير الطليعة العربية وهي تتّخذ من الاعداد مرحلة تحضيرية لبناء التنظيم القومي ، هي تفكيك مقولة الاعداد إلى مهام : من ينفّذ ؟ وفق أية ضوابط؟ و من يصدر التعليمات؟ و من هي الجهة التي تقيّم؟ لا مجال للخوض في التفاصيل ولكن لنجمل هذه الأسئلة وفق صيغة جامعة:هل من طريقة مخصوصة ينبغي وضعها لضبط هذا الجسد البشري من الاعداديين الذي دأبت الطليعة على كبته طوال التاريخ ضمن عالم سرّي؟
هناك حقيقة معلومة في الساحات العربية مفادها أن تجارب الاعداد التي خيضت و تخاض تتخذ شكل الحراك السري من حيث هو مشروع إيديولوجي مناقض للنظام العربي الرسمي.إنها تجارب مجرّدة تستنكف من الانخراط في المؤسسات الرسمية القائمة بحجّة أنها تنبذ كل ما هو اقليمي و لا تستهدف سوى التنظيم القومي. و لكنها في الوقت ذاته تنخرط ضمن جمعيات اقليمية.هذا التراوح بين تأثيم العمل الحزبي و تبريره كان يرتكز على سندات نظرية صلبة قبل الربيع العربي و لكن صلابتها لم تنتج تقدّما يذكر في الواقع المعيشي ؛ حتى أن الناصريين تجدهم ذوات لامعة كشخوص غير أن تركيبهم الممأسس يبيّن أنهم غير ذا تأثير في مسرح الأحداث . في مصر مثلا ، الأحزاب الناصرية لم تحظى بالمكانة التي تستحق رغم أن حمدين صباحي كمرشّح رئاسي حاز على حيز مشرّف من الأصوات. و في تونس أيضا رغم دور الناصريين في الاطاحة ببن علي لم يتصدّروا المشهد السياسي بما يتناسب مع منسوب البذل. إن هذا الخلل يدلّ على أحد أمرين: إمّا لوجود قصور ما في تجربة الاعداد وبالتالي تأكيد الحاجة إلى تطويرها و مراجعة بعض مسلّماتها لاحتواء التمزق و الفشل الذي منيت به الطليعة العربية. أو أننا لم نفهم المجال الذي ينبغي أن تمارس فيه الطليعة العربية نشاطها. وهو ما يستدعي تكوين فكرة أشمل عن المقاصد التي دعا إليها عصمت سيف الدولة . اسمحوا لي هنا بالقول أن المشروع الناصري يجب أن يطرح و بشكل مسؤول:
1 ـــــ مسألة التحزّب داخل مؤسسات الدولة القطرية .
2 ـــــ التمييز بين الدولة الاقليمية و الدولة الوطنية. دون ذلك لا نفهم جزع الناصريين من اسقاط النظام في سوريا سوى لكونه نظام يحيل إلى دولة وطنية.أي نعم لا توفّر حياة ديمقراطية و لكنها لبنة في جبهة الممانعة للذود عن مقدّرات الأمة العربية.
3 ـــــ تغيير آليات العمل السياسي و التخلّي عن النظرة المثالية و المتعالية في خضم المستجدات الخطيرة التي حوّلت الأمة العربية إلى منخفض استراتيجي لمشاريع استعمارية. نقول ذلك لأن إدانة الواقع قد تكون مقدّمة لتغييره ، و لكنه حتما لن يتغيّر ما دمنا نبقي على هذا التصور المغلق لمفهوم الإعداد دون تبيئته وفق المنعرج الخطير الذي استباح الأمن القومي .أي أنه يتعيّن على الطليعة العربية أن تأخذ على عاتقها من جديد انجاز مهام اعدادية بمنطق يستند الى أعمال تمكّنها من احداث قطيعة مع الافعال الاداتية التقليدية المتعلقة بإرساء مبدأ الفهم النظري كبناء مجرّد لا يظهر في حقل الممارسة. إن الناصرية اليوم يجب أن تسعى نحو واقع تروم كشفه و حلّ رموزه بانتاج عمل نضالي مضاف على الأرض يجسّد وضعية بديلة لإرادة جامعة و ليس لأفراد ، يتكامل فيها العمل الحزبي و الجمعياتي و حتى الأمني و الاقتصادي عبر روابط محرّكة و خالقة للفعل بدل اكتفائها بردود الفعل التي تحوّلها إلى طاقة طيّعة تخدم أغراضا و أجندات تتقاطع معها مرحليا و لكنها مناقضة لها استراتيجيا. فلا مجال للتعويل على أي طرف و إن كان حزب الله لدرء المخاطر المحدّقة بأمتنا العربية سوى عن طريق الناصريين كقوة ضاربة بوسعها أن تتحالف مع من تشاء و فق تقاطع مرحلي لا يصب إلا في خدمة الأمة العربية. هذا هو ميثاق الناصرية و دونه محض ادّعاء.
بعد كل هذا ، نقول بكل فخر :إن رقّة الجماهير تحمل في طيّاتها بصمة الحلم الناصري و ما على الناصريين سوى أن يقوموا باستدعاء المعطّل في فعلهم النضالي: التخطيط و القدرة على الانجاز و المناورة .












#رضا_لاغة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطية في عصر الكوسموبوليتيكا
- العولمة و انشطار مفهوم السيادة
- مكانة عصمت سيف الدولة في بلورة فهم تقدمي للفكر القومي
- حين تكون قوميا تقدميا
- استقالة محسن مرزوق : صناعة التحولات و كسر النموذج المقفل لحز ...
- رمال القحط
- معقولية خطاب غير خلاّق
- رسالة مفتوحة إلى فخامة رئيس الجمهورية التونسية
- القمع الفتّاك للفكر
- صرخة في مشهد
- ناخب فطن يبوح بأسرار عميقة
- صراعات مكشوفة
- عقاب مكرور
- تقادمية حالة حرب
- في مكان ما خارج حزب ما
- فقدان الاتجاه أم واقع سياسي جديد في تونس؟
- تونس ما بعد أزمة النداء
- أحزاب تونسية مفخّمة و مفتولة العضلات، تهوي و تنال دفنا جميلا
- النهضة و النداء يضعان أقدامهما في مرحلة ما بعد التاريخ
- في أروقة النداء: تهجير اليسار أم قصف الحكومة؟


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا لاغة - في مئوية عبد الناصر، هل الناصرية ماض نبكي على أطلاله أم مشروع مستقبلي نصوغ ملامحه؟