أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - جائزة نوبل للسلام














المزيد.....

جائزة نوبل للسلام


رحمن خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6015 - 2018 / 10 / 6 - 09:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جائزة نوبل التي نالتها العراقية الإزيدية نادية مراد ، كانت بمثابة انتصار للضحية على جلٌادها الإرهابي ، الضحية العزلاء والتي لا تمتلك سوى إنسانيتها ، وإيمانها بعدالة موقفها . فقد استطاعت الصمود بوجه القتلة وحقدهم الأسود. وإسلحتهم الفتّاكة ووحشيتهم التي تنتمي إلى عصور همجية موغلة بالتوحش والقتل والتدمير. لقد انتصرت نادية عليهم جميعا. ورغم أنهم حاولوا تلويث جسدها النبيل. واستعبادها وبيعها كجارية في مزادات النخاسة.
ولكن روحها بقيت عصيّة على بذاءاتهم وفقر روحهم ورذالة عقائدهم.
كانت نادية في قريتها جوكو التابعة لقضاء سنجار ، مع أهلها وأقاربها ومعارفها وإصدقائها. كانت شابة صغيرة تعمل وتحلم وتتهجى حروف الدراسة ، لتتلمس معاني الحياة مع أهلها المسالمين. الذين يلوذون حول أنفسهم ومعتقداتهم التي ورثوها منذ نشوء الأديان. هؤلاء الإزيديون الذين لم يقتلوا أو يظلموا أحدا من خارج ديانتهم. ولم يجبروا الناس على أن يؤمنوا بما يعتنقون. كانوا يمجدون الله والطبيعة والإنسان. ويميلون الى التسامح. ويتعايشون مع جميع الناس من مسلمين وآشوريين وكلدان وشبك ، وبقية الإثنيات والمعتقدات التي يزخر بها العراق.
وفي تلك اللحظة الرخوة في تأريخ العراق ، حيث كان الجيش العراقي في أسوء حالاته . وحيث الفساد الذي يعشعش فيه. وحيث الاحتراب الطائفي على أشدٌه ، وحيث المنطقة الخضراء في بغداد مشغولة بتقاسم المغانم.
في تلك اللحظة ، اجتاحت قطعان داعش تلك البقاع من شمال العراق الغربي حيث الموصل الحبيبة. وكانت الكارثة.
حيث حدثت مجزرة رهيبة راح ضحيتها الألاف من الشعب العراقي بجميع طوائفه. ولكن العبء الأكبر وقع على الإيزيديين في سنجار وما يحيط بها.
لقد تمٌ إعدام ستمائة شاب وطفل وشيخ ايزيدي في زمن وجيز ، مشحون بالرعب والظلم والتعسف . لنادية مراد وحدها ستة ضحايا من عائلتها.
أما النساء الأخريات من ازيديات سنجار والقرى المتاخمة، فقد تمّ اغتصابهن بشكل جماعي، ثم بيعهن وجعلهنٌ عبيدا وجواري في دولة الخلافة ! في أسوأ انتهاك للانسانية في العصر الحديث.
الفنان السينمائي العراقي نوزاد شيخاني ، استطاع أن يكشف هذه المأساة من خلال فلميه الفرمان الاسود، وفيلم تورن. هذان الفلمان حازا على جوائز قيّمة في محافل سينمائية عالمية ومنها مهرجان كان السينمائي.
ولكن الجائزة الحقيقية هي طرح القضية العراقية الايزيدية أمام العالم المتحضر المنغمس بملذاته وشؤونه.
لقد استطاعت نادية أن تهرب من مغتصبيها وسجانيها ومعذبيها ، لتروي للعالم ما حدث. ولتصبح سفيرة للنساء المعذبات في هذا العالم الهمجي.
ولكن الشيء الذي لم تِفصح عنه هو خذلان العالم جميعا للإزيديين خاصةً ومجمل العراقيين عامةً. لأن حجم الصدمة كان أكبر من قدرتها.
لقد كانت جائزة نوبل للسلام لهذا العام اعترافا من قبل العالم المتحضر بعذابات المرأة العراقية سواءً أكانت أيزيدية أو مسيحية أو مسلمة أوصابئية. سواءً كانت عربية أو كردية أو تركمانية . لذلك فرسالة نادية مراد يحب أن تبدأ وبقوة. للدفاع عن ضحايا الاستعباد وضحايا الاغتصاب.
الدفاع عن الاطفال العراقيين المشردين
الدفاع عن النساء العراقيات اللواتي أصبحن هدفا للتطرف .
الدفاع عن الوطن.
مبروك للرائعة نادية.
ولتكن جائزة نوبل للسلام حافزا أمام الجميع ، لمحاربة الكراهية والظلم والاغتصاب في كل العالم.



#رحمن_خضير_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام
- العراق.. دولة المنظمة السرية
- راموس ومحمد صلاح
- هيفاء الأمين
- مابين متحف ابو ظبي ومتحف بغداد
- أغاني ناراياما
- الاستفتاء. بين الحق والقطيعة
- مليكة مزان .. والذبح العرقي
- الخيمة
- قمة النهي عن المنكر
- أحكام الجهاد في الاسلام
- الحرب البرمائية
- مطار الناصرية الدولي
- العبادي.. ومظاهرات جامعة الكوت
- Pinacchio والوزير صولاغ
- بين عصا ترامب وجزرة اوباما
- سلاح الكاريكاتير يحاصرهم
- البوركيني والبكيني
- الفتنة... ملاحظات عابرة
- سيلفي ..ناصر القصبي


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - جائزة نوبل للسلام