أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحمن خضير عباس - سيلفي ..ناصر القصبي














المزيد.....

سيلفي ..ناصر القصبي


رحمن خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5190 - 2016 / 6 / 11 - 10:12
المحور: الادب والفن
    


سيلفي ناصر القصبي
رحمن خضير عباس
ناصر القصبي فنان كوميدي موهوب . استطاع أنْ يؤكد حضوره في الكوميديا العربية الفقيرة والشحيحة . واقول ذلك لأنّ الفنانين الكوميديين العرب ، قد جعلوا من الكوميديا فنا رخيصا ، يعتمد على الطرائف التي تلامس العامة من الناس ، دون أنْ ترتقي بوعيهم . لذلك فقد أغرقت الكوميديا العربية نفسها في التهريج ، لإنتزاع الضحكة الغبية الصفراء من مدمني الشاشة الصغيرة . التهريج لايصنع إبتسامة لأنه مفتعل ، بينما البسمة الجميلة تأتي إستجابة لمعطى فكري ومغزى شعوري ، وإنها تفترض درجة معينة من الوعي كي تصبح طريفة أو نكتة .وعليه فالطريفة / الكوميديا هي معطى حياتي فيه من العمق مايجعله يتحاور مع الأسس الحياتية المعمقة . لقد كانت الكوميديا العربية إهانة لخصائص الذكاء البشري . تلك الكوميدية التي تحولت الى تجارة رخيصة .
عادل إمام وحسين صالح وغيرهم كانوا موهوبين في الكوميديا العفوية ، ولكن الفكر المسرحي التجاري حولهم الى موميات يعتاشون على نجاحاتهم المبكرة . تحولوا الى التهريج بوصفه وسيلة النجاح . لكنهم لم يدركوا انهم فشلوا في أنْ يسجلوا أسماءهم في كتاب الكوميديا الذهبي .
ناصر يختلف عنهم تماما . فالرجل يمتلك قدرات كوميدية هائلة ، تعتمد على التعبير الذي إختطه شارلي شابلن . وهو الإيماء الذكي ، والذي يتغلغل بين الناس . ناصر قادر على إضحاك الناس من خلال الإيماء فقط لأنه إمتلك موهبة كبيرة في التعبير الكوميدي . . ولكن المشكلة التي واجهها ، أنه يعيش ضمن مجتمع يعتبر النكتة خروجا على القبيلة ، ونوعا من الإستهانة بالقيم المألوفة. في مجتمع متحجر ، يعتقد أن المسلمات التي يؤمن بها غير قابلة للحوار ، أو غير قابلة حتى للتنويه أو ألإشارة .
إزاء هذه المطبات صعد نجم شخص إستطاع أنْ يؤسس فهما شاملا لمعنى الكوميديا ، من خلال ترصد الأوضاع في بلد يتأرجح بين الصرامة الدينية وبين متطلبات الحياة . وقد إشتغل ناصر على هذه الثيمة وأغرقنا في ضحكات هادفة ، تجاوزت التأزم في حدود معينة وكأنه يجسد بحركاته العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه ، وذلك من خلال مسلسلاته الشيقة ( طاش ما طاش) معتمدا على قدرته التعبيرية الهادئة والهادفة . وقد إستطاع أنْ يستفز أساطنة الفكر المتحجر من ناحية ، وإستطاع من الناحية الثانية أنْ ينتصر للمهمشين والمغلوبين على أمرهم . وقد أثارت مسلسلاته الكهنوت الديني في السعودية ممثلا بمشايخها وساستها ، لذلك فقد إعتبروه خارجا على الملة وأهرقوا دمه بإعتباره زنديقا .
لكن ناصر تحداهم ، وبقي وفيا لفكره التمثيلي الذي يجعله وسيلة للتغيير . أورفضا للأأفكار المدانة . وقد قبل التحدي وكانت سلسلة مسلسلاته المعنونة ب( سلفي) التي استطاع من خلالها ، أن يضع أصابعه على أكثر الجروح ألما في جسد أمة تدّعي أنها أمة واحدة ، وإنها خير إمة !
الذي جعل ناصر خارجا عن قيم الجماعة ، هو أنه عالج بعض المناطق الرخوة التي صدّعت الأمة . الا وهي استخدام الصيغ المذهبية والتي تدعي أنها على الصراط المستقيم ، وغيرها على ظلال مبين .
الذي جعلني أنحني له إعجابا ، أنه سفّه آراء الفريقين المتناحرين ، واللذين يكفر أحدهما الآخر ، دون أن يفصح عن ذلك . بل ترك المشاهد هو الذي يحكم من خلال كوميديا ملتزمة عمدت الى وضع يدها على الجرح الذي يدمي أوطاننا .
سلفي ناصر القصبي إنتصر بإنسانيته وبحياده على منابر الكراهية والتكفير .
صالح القصبي فنان مطلوب للحرق او الذبح أو الإعدام . يجب عليى كل المثقفين العرب أنْ يقفوا سندا لمواقفه الإنسانية في سبيل بناء جيل لايعرف الكراهية



#رحمن_خضير_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطوات متعثرة في أزقة مألوفة
- بستان الليل
- العصيان البرلماني
- تكنوقراط المالكي
- مقداد مسعود..والبحث عن كائن لغوي..في (هدوء الفضة )
- متحف منتصف الليل.. وإشكالية الفعل الإنساني
- أضواء على فيلم جاري الإتصال
- فقاعة ساحة التحرير أم فقاعة سعدي يوسف
- إبراهيم الجعفري بين زيارتين
- مخيم المواركة..واستحضار الماضي
- معركة تحرير الأرض
- حقوق الإنسان العراقي ..وفخامة الرئيس
- القناص الأمريكي.. ولعبة التشويه
- رالي باريس .. والكاريكاتير
- مجزرة شارلي إبدو
- ألمنطقة الخضراء ببغداد
- المقارنة بيني وبين خضير الخزاعي
- بؤس الأنثى وعذاباتها
- ألبوح الساخر في (قريبا سأحبك)
- لا ..لاتحرقوا كتب سعدي يوسف


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحمن خضير عباس - سيلفي ..ناصر القصبي