أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - مطار الناصرية الدولي














المزيد.....

مطار الناصرية الدولي


رحمن خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5461 - 2017 / 3 / 15 - 09:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مطار الناصرية
رحمن خضير عباس
عاتبني بعض الأصدقاء – بمحبة- عن سخريتي على مطار الناصرية. منطلقين من نيّة صافية. في أن الدعاية عن بدائية المطار وسوء معماريته مبالغ فيها. وان هناك صالات وبنايات. وتأكيدا لذلك فقد بحثت عن الفيديوهات المنقولة عن بعض القنوات الفضائية. وهي تدخل الى الصالة الرئيسية لدحض( الافتراءات ) التي قيلت عن المطار. كما ان الكثير من الطيبين انطلقوا من فكرة ان الناصرية بحاجة الى مطار.
ورأيت مقابلة مع محافظ الناصرية الذي حاول ان يدافع عن بناية المطار. وفسر معارضة الاخرين لهذا الإنجاز سيصب في صالح مطارات أخرى مثل الكويت والإمارات
- ولا أدري لماذا لم يذكر ايران او تركيا أيضا ؟-
لان مطار الناصرية سيؤثر على هذه المطارات سلبا من الناحية الاقتصادية. وسأتجاوز تصريحات المحافظ لسذاجتها. ولكني أتحدث مع الأصدقاء الحريصين على مدينتهم والذين فرحوا بالمطار منطلقين من فكرة ( أحسن من الماكو )
وإني اتفق مع الجميع في حاجة مدينة الناصرية الى مطار. يلبي حاجاتها الاقتصادية والسياحية ولاسيما سياحة الاثار السومرية. وإستقطاب العالم المسيحي الذي يتمنى الحج الى بيت النبي إبراهيم. وهذا سيغير من وجه المنطقة إقتصاديا. وذلك حينما يقوم المستثمرون سواءً أكانوا عراقيين او أجانب ببناء منتجعات وفنادق فخمة وتعبيد الطرق وبناء الأسواق العصرية لتلبي حاجات السائح والمواطن.
ولكن ليس هذا المطار البائس. وانما مطار يخضع لمواصفات عالمية .
المطار ليس هو قاعة انتظار وسونار تفتيش وقاعة للزوار المهمين
- كما أظهرته قناة العراقية وهي تصور ثلاثة من الموظفين ذوي ربطات العنق والبدلات الأنيقة ، وهم يتكلمون بعصبية عن نظرية المؤامرة لتشويه معمارية المطار-
بل هو مؤسسة متكاملة. اقتصادية وسياسية وإجتماعية. تمثل وجه البلد وحضارته وطبيعة نظامه السياسي وقوانينه .
ولذا فقد صدمنا به كما صدمنا بغيره من المشاريع الكاذبة والتي يتم الاتفاق بين المسؤول الذي يوفر الغطاء القانوني للمقاول ، الذي بدوره يبيعه الى غيره. وهكذا يأتي لنا مشروع هجين وفقير. ولكنه أشبع الفئات الطفيلية وأغرقها بالثراء الفاحش .
وتبعا للفيديو التصويري الذي صوروه لقاعة الانتظار والاستقبال فان هذه القاعات البائسة لا يساوي بناؤها مع الأجهزة على خمسة مليون دولارا في أكثر التقديرات خيالا. وذلك بإعتبار ان المدرج يعود الى قاعدة ( علي بن ابي طالب) العسكرية والتي كانت في عهد النظام المقبور. ولايحتاج سوى الى بعض الصيانات و الصباغة والإضاءات. ولا أدري ماهو المبلغ المرصود له. سواءً من الفاتيكان او من الحكومة ؟ لذا فان روائح الفساد تحوم حول مشروع البناء.
ثمة أمر آخر اكثر أهمية. وهو أن المطار يحتاج الى أعداد كبيرة من الموظفين وشرطة الكمارك وشرطة الحدود وعمال النظافة والصيانة وعمال الحمل وعمال الصيانة والمهندسين. إضافة الى تكلفة حمايته من العمليات الإرهابية المُحتملة وحراسته من السراق او من الاعمال التي تخل بأمنه وهذا يحتاج الى إعداد ليست قليلة من العسكريين. إضافة الى فاتورة الكهرباء والماء والاتصالات.
كل هذا من أجل رحلة يتيمة واحدة في الأسبوع؟
هل هناك جدوى إقتصادية لكل هذه الخسائر والتعيينات من أجل رحلة واحدة في الأسبوع ؟.
عادة ان أكثر المطارات تعتمد على التمويل الذاتي. أي ان المطار الذي يعتمد على العائدات التجارية والرسوم والضرائب وأيجارات الأسواق الحرة. ورسوم مرأب السيارات وغيرها. ولكن هذا المطار الذي ينتظر أسبوعا لاستقبال ستين شخصا او أقل. هل يمكن تمويل نفسه بنفسه. فما هي الجهة الحكومية التي تنوء بحمل مصاريفه ورواتبه. ؟.
لقد كانت مونتريال تمتلك مطارين احدهما يسمى مطار دورفال الذي يختص بالطيران الى أوربا وأمريكا. اما المطار الثاني فهو ميرابيل والذي اختص بالطيران عبر البحار. وحينما وجدت بلدية مونتريال ان المطارين يشكلان ضغطا إقتصاديا. قامت بإغلاق ميرابيل. ووسعت مطار دورفال. وقد صُدم الكنديون لاغلاق ميرابيل. ولكن المصلحة الاقتصادية اهم من رغبات الناس.
جميع العراقيين يحلمون بان يكون لديهم مشاريع كبقية بلدان العالم. لذلك فسلاحنا الوحيد هو السخرية التي تعبر عن شر البلية. والذي يؤجج سخريتنا هؤلاء المسؤولون الذين قادتهم إلينا الصدفةالمؤلمة. وحتى حينما نفرح بمجيء شخص منهم نعتقد بانه تكنوقراط نصاب بخيبة أمل منه. فهو يصرّح امام الملأ عن طريق سريع (هاي وي) يبنى تحت البحار والمحيطات فيربط العراق بأوربا وكأن هذا الوزير قد أكمل إنجاز جميع الطرق التي تربط مدن العراق. وحينما أكمل البر. إتجه الى البحر. !وهاهو يقدم للناس الغلابة مطارا يضاهي مطارجون كيندي في نيو يورك.
ومن حقنا أن نسخر حينما يقارن محافظ ذي قار بين قاعة إنتظار المطار الجديد وبين مطار ديغول ويقول بانها أكبر من قاعة انتظار المطار الفرنسي .
ومن حقنا أن نسخر حينما يُستدعى كادر قناة العراقية لتُظهر لنا ثلاثة أشخاص يتكلمون بعصبية أمام الكاميرا ويقولون بان الصحفي الذي جاء من البصرة له مآرب أخرى في عدم قول الحقيقة لان اهل البصرة لايريدون لمطار الناصرية ان ينافسهم ! وكأن هذا الصحفي يمتلك نصف عائدات مطار البصرة ! لذا فقد قام بتشويه صورة مطار الناصرية!!
لم يبق للناس سوى السخرية التي لايمتلكون غيرها.
ولذا فشكرنا موصول الى هؤلاء المسؤولين الذين يوفرون لنا سخرية مجانية كل يوم.



#رحمن_خضير_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبادي.. ومظاهرات جامعة الكوت
- Pinacchio والوزير صولاغ
- بين عصا ترامب وجزرة اوباما
- سلاح الكاريكاتير يحاصرهم
- البوركيني والبكيني
- الفتنة... ملاحظات عابرة
- سيلفي ..ناصر القصبي
- خطوات متعثرة في أزقة مألوفة
- بستان الليل
- العصيان البرلماني
- تكنوقراط المالكي
- مقداد مسعود..والبحث عن كائن لغوي..في (هدوء الفضة )
- متحف منتصف الليل.. وإشكالية الفعل الإنساني
- أضواء على فيلم جاري الإتصال
- فقاعة ساحة التحرير أم فقاعة سعدي يوسف
- إبراهيم الجعفري بين زيارتين
- مخيم المواركة..واستحضار الماضي
- معركة تحرير الأرض
- حقوق الإنسان العراقي ..وفخامة الرئيس
- القناص الأمريكي.. ولعبة التشويه


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - مطار الناصرية الدولي