أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - من الحمام الزاجل إلى القمر الاصطناعي ..














المزيد.....

من الحمام الزاجل إلى القمر الاصطناعي ..


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 5910 - 2018 / 6 / 21 - 14:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الحمام الزاجل إلى القمر الاصطناعي ..

مروان صباح / لا يتجلى صرف الرياح ، إلا بإعادة فصل ما آتَّ منها من عذابات وأخرى برحمة ، بالفعل ، بهذه الطريقة استطاع الإنسان بجدارة تفكيك جزء منها ، ثم أنتج التواصل الإجتماعي ، كما يحلو تسميته ، ممن أرادوا تخفيف وطأة انعكاساته بالقياس على جميع الوسائل السابقة ، لهذا ، مجرد أن يقرر المرء ، ممارسة التأمل ، سيكتشف بالطبع ، حجم التجسس الواقع على الرسائل المرسلة عبر الأجهزة النقالة وايضاً البرامج التى تحملها أو الشبكة العنكوبتية ، وبالتالي أزاح الابتكار الجديد ما كان قديماً ، الحمام الزاجل ، بطبيعة الحال ، يتوقف المرء عند هذه المقارنة ، كيف خطط الإنسان وإبتكر وسائل أخرى لكي يحّل ابتكاره مكان الحمام الزاجل ، طبعاً ، الهدف كان ومازال ، ليس كما يعتقد سليم القلب ، التقارب ببن البشر ، بل الهدف الأعلى ودائماً، هو التجسس ومعرفة كل شاردة وواردة ، لأن بالأصل ، جميع هذه الوسائل ، قبل ما تُطرح في الأسواق الشعبية ، إستخدمتها الأجهزة الاستخباراتية ، أي طبيعتها ، ليست معرفية من أجل تسهيل التواصل الإنساني بقدر أنها ابتكارات لأجل التجسس والسيطرة ، وبالتالي هذا الابتكار استطاع إنشاء أكبر رصد في التاريخ للمعلومات البشرية ومعرفة الطرق التى تفكر بها .

لم يكن بالطبع ، طريق الحمام سليم مائة بالمائة ، بل سعى الإنسان إلى رصده ثم ترويضه في منتصف الطريق من خلال إطعامه أو سقايته أو إغرائه عبر أصوات متعددة من أجل توقيفه ومعرفة ما يحمل من أخبار ثم إرساله مرة أخرى لإكمال مهمته ، وهذا يظهر حجم شغف الإنسان لمعرفة ما يدور بخاطر الأخر ، فهو منذ بدأ بالتعامل مع الأرض لم يكف عن محاولته الدؤوبة ، بالتمكن منها وبكل ما فيها ، والمثير أن تاريخ البشري يحفظ سجلاً عارماً بهذا التقدير والانقسام ، وهيهات أن يتوقف العقل عن السعي وراء القدرة والتحكم ، وبالتالي ، تنامى لديه ذلك، كلما زاد اكتشافه للمعرفة ، وعلى الأخص ، عندما أدرك امتلاكه نظام مزدوج للتفكير، السرعة والمرونة، وهذا ايضاً أوقعه بغرور الإعتقاد ، حيث ، أعتقد أنه ظل الله على الأرض ، لكن ، شتان بين الاعتقاد والحقيقة ، لأن ، هناك فارق بين التكليف بخلافة الخالق على الارض وبين ظله ، أي عندما يهيأ للإنسان ، أنه ظل ، يعني في نهاية الأمر هو الحقيقة ، ومادام يمكن للظل ، أن يصبح حقيقة ، أي يمكن له ، أن يكون هو الله ، وهذا يكشف سعيه الدائم لمعرفة الأسرار التى تمكنه من السيطرة على الأخر .

في العادة ، يتساءل المرء ، عن ما يخطر ببال الاخر ، أين وصل بتفيكره ، لكن في الواقع ، يسبق هذا التساءل حقيقة من الصعب التصريح عنها ، آلا وهي ، ياريت هناك طريقة تمكن المتساءل التسلل إلى عقل الاخر ، بالكامل ومعرفة بما يفكر ، تماماً عند هذا الخلط ، يستطيع الإنسان معرفة الفارق بين الحقيقة والخداع والذي أجبر المبتكر، لابتكار جملة أساليب ، إلتّف بهم على قوانين الحدود والتجاوز ، تماماً أيضاً ، كما هو حاصل مع من أعتقد بأن استئجار قاتل يقوم بمهة قتل إنسان ، هي بمثابة مهمة عزرائيل ملك الموت ، الذي يقوم بتنفيذ أمر إلالهي بإنهاء حياة الأخر .

المعرفة البشرية تنقسم إلى جزئين ، الأولى ، البحث عن المعرفة من أجل تطوير الحياة البشري ، أما الأخرى ، تهدف للسيطرة على الأخر بشتى الطرق ، وهذا نابع من عدم ثقة الناس بعضها ببعض ، بل ، عندما يتوسع المجتمع وفي ظل غياب الأخلاق وأيضاً عندما يتعثر الخطاب القادر على تغير الهويات التى تشكلت منذ الصغر ، وعند هاذين الغيابين ، وإذا ما استعان المرء ، بحبل للهبوط من رأس الهرم إلى القاعدة الأوسع ، يجد حال القواعد البشرية مستباحة ، بل الراصد للقواعد ، سيكشف عن الحجم الهائل لممارسات التجسس داخل البيوت الصغيرة ، لا تقل وتيرتها عن المؤسسات الاستخباراتية ، هناك حالة متضخمة من التجسس ، والسبب بالطبع ، الثقة مضروبة ، لكي لا نقول معدومة، بل من الجانب الاخر ، هناك من يرغب بجمع معلومات عن الآخرين ، احياناً من أجل فقط ، معرفة صدقهم من كذبهم أو كما يقال ، هو نوع من الإسقاطات لغايات لا اخلاقية .

في النهاية ، يتوجب تحذير الفاعل عن فعلته وارسال له رسائل محددة ، ليس بهدف تذكيره بما يلزم ، بل من أجل التوضيح أنه مكشوف ، وإذا كانت الأمور ، أصبحت على ماء بيضاء ، فأن الخداع لم يتوقف عند الحمام الزاجل بل شمل كل ما يُعرف بالاتصالات ، لكن يبقى الأدهى من كل ذلك ، وهي خلاصة القول ، بات الإنسان يدفع من محفظته مقابل مراقبته التى تصل إلى أخص خصوصيته . والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيتاني والحاج بين قواعد العِشْق والتلاعب بأجهزة الدولة ..
- رسالة إلى الملك عبدالله الثاني / ملك الأردن ..
- الحرية والخبز ...
- من يحدد الرحيل أو البقاء
- مفارقة بين من عرف قدره ومن يخون صوته ..
- إيقاع المسحراتي واخر مطبلاتي ...
- دول فاضلة وأخرى شريرة وواحدة بينهما فاصلة
- تحديات تنتظر سعد الحريري / أمل بين حقول من الكاذبين ..
- الشرق يغرق في التقليد والأمريكي يركض في المريخ الأحمر
- العراق بعد تحجيم داعش ونتائج الانتخابات / مقتدى الصدر امام ا ...
- الانتقال بمهارة من تمزيق الحضارة العربية إلى الاسلامية
- يَوْم زفافي للإسرائيليون ومأتمي للفسلطينيين ...
- فضائل تيار المستقبل ...
- تسول شوارعي وأيضاً عقلي ..
- ذكرى الخامسة لرحيل ابو محمود الصباح / ياسر عرفات ابو صالح اخ ...
- في ذكرى رحيل ابو محمود الصباح .
- البقرة والملك مفتاح المملكة اليهودية ...
- بين الاهتداء إلى الذات والتيهة داخل الذات .
- دولة اللصوص
- تحالفات ما قبل القيامة .


المزيد.....




- رغم الهدنة.. الحوثيون يهددون باستهداف بوارج وسفن أمريكا في ه ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل.. هجمات جديدة وتداعيات وردود فعل
- غزة: 12 قتيلا بنيران إسرائيلية معظمهم قرب مراكز توزيع مساعدا ...
- صور للجزيرة تظهر تمركز قاذفات بي-52 في قاعدة دييغو غارسيا
- مختص بالشأن الإسرائيلي: تذمر من الحرب وبوادر مساءلة يتوقع ات ...
- مدير مكتب الجزيرة بطهران: حراك إسطنبول مهم لإيران ويؤسس لمظل ...
- عاجل| المتحدث باسم أنصار الله: في حال تورط أميركا في العدوان ...
- الاحتلال يهدم عشرات المباني بمخيم جنين وتصاعد اعتداءات المست ...
- رئيس وزراء قطر يبحث مع عراقجي العدوان الإسرائيلي ويشدد على ا ...
- زيلينسكي يتهم موسكو بتسليم جثامين 20 جنديا روسيا بدلا من الأ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - من الحمام الزاجل إلى القمر الاصطناعي ..