|
العراق بعد تحجيم داعش ونتائج الانتخابات / مقتدى الصدر امام انحيازات مذهبية واقليمية ودولية .
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 5879 - 2018 / 5 / 21 - 00:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العراق بعد تحجيم داعش ونتائج الانتخابات / مقتدى الصدر امام انحيازات مذهبية واقليمية ودولية ...
مروان صباح / لكي تكتمل الصورة على نحو أفضل تظهيراً ، بتحديد ، مع احتلال الامريكي للعراق ، أول ما أقدم عليه أنصار مقتدى الصدر ، التخلص من بعض الرموز الشيعية ، على رأسهم عبد المجيد الخوئي ، كان الخوئي قد أبدى رغبته بالإصلاح لكنه مشروط بالخروج عن المرجعية التقليدية وهو بالمناسبة أخ لمحمد تقي الخوئي ، الذي تم اغتياله في عهد حكم حزب البعث العراقي ، منذ ذاك اليوم ورغم أنه كان صعود الصدر لافت ، إلا أنه ، حسم مسألة انتمائه للفقراء الشيعة ، واليوم بعد تصدره الانتخابات العراقية ، من الصعب إقناع رجل مثل الصدر ، التخلي عن محاولة محاربة الفساد أو التنازل عن برنامجه الإصلاحي ، وهنا تكمن رؤيته ، فالرجل يعي جيداً ، أن التركيبة الامريكي والايرانية خالية من الإصلاحيين ، لم تكن هذه القناعة لديه جديدة أو لأن ، العراق شهده عبر السنوات الفائتة أكبر عمليات فساد في الكوكب ، بل عمل مقتدى الصدر مبكراً على استيعاب رجال اصلاحيين ، تكنقراطيين ، فكيف لا ، وهو من الذين يتبعون نهج والده محمد صادق الصدر المغدور ، قد اطلق الاب على نهجه ، بالحوزة الناطقة امام الحوزات الصامتة ، يرجح بأن الصدر الاب ، قد تم اغتياله على اثر خلافه مع الحوزات في قم بتحريض واضح من معارضيه في النجف ، الآن ، يواجه الصدر الابن ذات الخصوم ، لصوص ومخبرين الحوزات من جانب ، ومجرمين واللصوص النظام الجديد في المقابل ، المطلوب اليوم ، ولكي لا يعاقب كما عوقب الاب ، من الجدير اعادة رسم خريطة التحالفات الإقليمية معه من أجل تمكين مساره الإصلاحي وإخراج العراق من محور الانحيازات المذهبية التى صنعته إيران بدعم من إدارة بوش الابن ، وهنا لا يفوتنا ، أن الصدر الابن ، سجل حالتين بالغتين الأهمية ، عندما كانت المناطق السنية تخوض معارك مع الامريكي ، اشعل معارك مع الاحتلال في المناطق الشيعية، سُميت لاحقا بالتخفيفية ، وايضاً ، عندما بدأ الحراك ضد الفساد في بغداد وعلى الأخص ، في المناطق السنة ، انضم إلى الحراك ، كشريك وطني ، لكن الامريكي تعامل مع دوائر السنية ، بالهمجية الكاملة وأبقى الأبواب مواربة للمناطق الشيعية .
اما وقد أسلفنا العناصر الرائعة للسيد الصدر ، هناك عناصر آخذة لا تقل أهمية من سابقتها ، لم تكن خاطفة ، لكنها ، بالنسبة لي شخصياً أضعها في سياق الخلافات بين البيت الواحد ، ويتمنى المرء ، أن يكون الصدر قد انتهي اليوم منها ، في بدايات الاحتلال ، ظهر جيش المهدي كقوة بديلة عن الجيش العراقي ، تماماً ، كما هو حال قوات الحشد اليوم ،ارتكب جيش المهدي الفظائع بالمناطق السنية ، تحديداً ، عندما دخلوا مقاتلين جيش المهدي إلى احياء السكنية لمناطق السنة في بغداد ، توزعوا في تشكيل عشوائي وفعلوا كما فعل التتر في التاريخ ، هنا ، لا بد أن لا يتناس المرء ، بأن علاقة الصدر الابن وكذلك الاب بالنظام الخميني غير مفهومة وغير واضحة ، بل ، غير كاملة لدى الأطرف العربية ، وقد يخلط المرء ، بين مجموعة صغيرة من الإصلاحيون / الوطنيون / المدنيون في تياره ، يرغبون باستقلال العراق عن ايران ويردون إصلاح ما أفسدته أدوات طهران وواشنطن وبين الأغلبية الساحقة المرتبطة بالتشيع الايراني ، الذين لم ينفكوا يوماً عن تمسكهم بولاية الفقيه ، كايمان خالص بإلامامية وبالتالي ضرورة استكمال العمل لإخضاع المنطقة لها ، بشرط اقتلاع كل ما هو قائم من الجذور حتى لو كان صالح ، مقولة تعود للخميني كان قد تفرد في ابتكارها ، اقتلع من الجذور لا تبقي من الماضي شيئاً ، لأن في نهاية الأمر ، الصدر الأب واحد من أهم تلاميذ الخميني ، أي أن العلاقة بين التشيع الايراني والعراقي أمر مركب ، ليس من السهل تفكيكه أو الارتكاز عليه بشكل كامل أو كبير ، ويبقى السؤال ، هل تغير الصدر إلى درجة سيفاجيء العراقي اولاً ، قبل العربي ، أم ستكون مرحلته حلقة جديدة من حلقات قديمة في تطهير أهل السنة وتدمير وتفكيك البلد أكثر ، الأيام كفيلة في الكشف عن نواياه ومدى حقيقة وصدقية أقواله التى تتلخص بخوض معركة حاسمة من أجل تحرير العراق من الانحيازات المذهبية والإقليمية والدولية والفساد .
هناك خلاصة قد تكون صاعقة مدوية للبعض ، هي علائم مكرورة على مشهد معتل قديم مفضوح ، يقابله ، مشهد محتشم متجدد ، لكنه أخبث ، فالذي انتصر في الانتخابات العراقية جيش المهدي والحشد الشيعي ، ومن يرغب بتفكيك مركباتهما ، لا بد من البحث عن جذورهما ، لأن في الظاهر ، الذي انتصر على داعش وأعلن عن محاربة الفساد وأوقف تقسيم الجغرافيا ، الحكومة العراقية ، الذي يمثلها العبادي ، فأين ترتيب حيدر العبادي في الانتخابات . والسلام كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الانتقال بمهارة من تمزيق الحضارة العربية إلى الاسلامية
-
يَوْم زفافي للإسرائيليون ومأتمي للفسلطينيين ...
-
فضائل تيار المستقبل ...
-
تسول شوارعي وأيضاً عقلي ..
-
ذكرى الخامسة لرحيل ابو محمود الصباح / ياسر عرفات ابو صالح اخ
...
-
في ذكرى رحيل ابو محمود الصباح .
-
البقرة والملك مفتاح المملكة اليهودية ...
-
بين الاهتداء إلى الذات والتيهة داخل الذات .
-
دولة اللصوص
-
تحالفات ما قبل القيامة .
-
تغير نمط التفكير ..
-
الانحياز الكامل
-
السادة معهد غوتة المحترمين ..
-
نبيه بري يأسف وباسيل يفشل في تقمص شخص بشير الجميل .
-
الحقيقة ليست خيانة للحق .
-
الاستفادة من الماضي ، يعطي نفس أطول للانتفاضة الحالية
-
إيقاع القوة والخوف
-
توازن القوة / يكفل الخروج من دائرة التخبط والابتزاز
-
ترمب يغرق بالمحاباة ..
-
عدم استفهام ما يطرحه الشعب
المزيد.....
-
بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية
...
-
مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد
...
-
بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر
...
-
ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ-
...
-
رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع
...
-
-حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر قيادة بثكن
...
-
-لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي
...
-
سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا
...
-
طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار
...
-
أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|