أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - بين الاهتداء إلى الذات والتيهة داخل الذات .














المزيد.....

بين الاهتداء إلى الذات والتيهة داخل الذات .


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 5818 - 2018 / 3 / 17 - 00:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين الاهتداء إلى الذات والتيهة داخل الذات .

مروان صباح / عندما أعتذرت ميَ زيادة عن طلب الزواج من جبران ، خلصت أسباب اعتذارها ببضع كلمات ، قالت / قل لي ما إذا كنت على ضلال أو هدى / فإنني أثق بك وسواء أكنت مخطئة أو غير مخطئة / فإن قلبي يسير إليك ، وخير ما يفعل ، هو أن يظل حائماً حواليك / يحرسك ويحنو عليك . بهذه الكلمات ، كانت قد حسمت موقفها من الإرتباط من جبران أو بالزواج عامةً ، في البداية ، بيدو وهكذا أرجح ، فاجأها طلب جبران الصريح ، الذي أكدت له ، بأنه كان وسيبقى المعلم والأب والصديق ، لكنها لاحقاً ، أعترفت بأن مشروعها الأدبي يمنعها من ممارسة العشق المتلاصق ، في المقابل ، يسمح لها بالعشق عن بعد ، إلا أن ، رحيل جبران عن الحياة ، كشف للمراقب عن مراوغة ثقيلة غير قابلة للظهور ، بل ، ما كان لديها راسخ في الماضي وجدته في حاضرها ، قرار غير صائب ، وهي لا سواها ، اعترفت لاحقاً ، أن قرارها كان إنتحاري بإمتياز أو أنها أرادت أن تصل إلى حياة فردية من أجل الوصول إلى إنتاجات أدبية معقدة ومرهقة ، ثم إبداعية ، بل ، إذا دقق المرء ، بين قرارها بالرفض والمدة التى أعقبت على رحيل جبران ورحيلها ، يجد بجوابها ، تسرع يحمل مراوغة قريبة إلى المراهنة ، بالبطع من واثق ، لكنه ، لا يضمن الثبات على الوثوق ، كما أنها ، لم تخفي عن حجم ذاك المقدار الساخط ، الذي كشف عن حسها بالمظلمة الأنوثية في مجال الأدب .

برأي وهكذا أزعم ، كان جبران بمثابة العمود الفقري لمي زيادة ، بالفعل ، هو التوازن الثقافي وطريق المعبد لمسيرتها الأدبية ، الذي جعلها تفقد برحليه ، الإستمرار بمشروعها الأدبي أو الحياتي ، فنتقلت من المراوغة إلى الفراغ ومن الفردية إلى الإقصاء الذاتي ، الذي أوقعها في غربة داخلية بعد ما كانت اهتدت إلى أول الطريق ، ولأن ، لم تكن يوماً ما خارج داخلها ، بل ، لم يكن الخارج يعني لها الكثير ، بل كما أرجح ، كان جبران يشكل الحيّز الأكبر فيه ، دون إدراكها لهذه الحقيقة ، فمع رحيله حصلت التيهة ، فلم تكن مؤهلة للخروج إلى الخارج وأيضاً غيّر قادرة على المواظبة بإنتاج أعمالها ، بل ، توقفت عند منطقة واقعة بين الإبداع والجنون ، ثم مالت بخفة إلى الجانب الصمتي ، لأن الجنون بذرة قابلة للنمو ، بل ، هو رفيق المبدع ، فالكاتب في نهاية الأمر ، حالة مريضية ، مستعصية على الشفاء ، لا ينفع مداواة جرحه العميق ، إلا بالدخول إلى ذاته ، أي يعني باختصار ، إصلاح المجتمع ، وهيهات هيهات يحصل هذا ، لهذا ، عندما فقدت ميّ المطبب لجرحها ، أخفقت في الاعتماد على ذاتها ، لكن مفارقة المفارقات ، بالرغم من اهتداءها إلى جرحها ، اكتفت بالنظر إليه حتى الموت . والسلام
كتاب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة اللصوص
- تحالفات ما قبل القيامة .
- تغير نمط التفكير ..
- الانحياز الكامل
- السادة معهد غوتة المحترمين ..
- نبيه بري يأسف وباسيل يفشل في تقمص شخص بشير الجميل .
- الحقيقة ليست خيانة للحق .
- الاستفادة من الماضي ، يعطي نفس أطول للانتفاضة الحالية
- إيقاع القوة والخوف
- توازن القوة / يكفل الخروج من دائرة التخبط والابتزاز
- ترمب يغرق بالمحاباة ..
- عدم استفهام ما يطرحه الشعب
- بين التظلم والتميز / تجتمع حضارات العالم عند أبواب القدس
- تدخل روسي في المنطقة / تحول إلى واقع / هل المنطقة على كفاءة ...
- لا مكان للمحنطون بين الأحرار ..
- ما أبعد وأعمق من القدس ...
- مصير الإنفتاح على إسرائيل ، بين الإستيعاب والإبتلاع
- جراحات عميقة للإنسان العربي وحضارته / تتقاطع فيها الأطراف أث ...
- أطول اغتصاب في التاريخ ...
- تنظيف خطوط المواجهة مع إقتراب ساعة السفر


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - بين الاهتداء إلى الذات والتيهة داخل الذات .