أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - جراحات عميقة للإنسان العربي وحضارته / تتقاطع فيها الأطراف أثناء العمليات ، رغم تعارض تكويناتها















المزيد.....

جراحات عميقة للإنسان العربي وحضارته / تتقاطع فيها الأطراف أثناء العمليات ، رغم تعارض تكويناتها


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 5709 - 2017 / 11 / 25 - 00:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم إدعاء جميع الجهات ، بأن النصر حليفها ، تبقى الجغرافية بعيدة عن الحسم ، بل ، في واقع الحال ، تتوسع مناطق العداوة وتضيق مناطق التفاهمات ، على الأقل ، لا يوحي الواقع ، أن هناك خفض ، لحالة الصراع القائم أو منع الحرب التى تطل بقوة ، ومنذ ذلك الزمن ، التى رسمت فيه ، خطوط السود والخضر ، يزداد التخندق توسعاً ، وتشهد المنطقة عموماً ، استقطاب غير معهود ، بل ، يزداد لدى الأفراد والجماعة قناعة ، بالطبع ، بعد المشهد العراقي ، الذي تحول بدوره إلى نموذج ، وأيضاً ، تجربة حكم الأقلية في سوريا ولبنان ، هما واقعات ، بالحد الأدنى ، لا يبشروا بالخير ، كما أن ، النموذج الشيعي المقاوم في لبنان ، والذي تحول إلى آلة للقتل في سوريا ، والتمدد الإيراني في العراق ، والثورة التى تحولت إلى صراع في سوريا ، جميعها مؤشرات ، تقلق ، جغرافيات سنية أخريات ، من مصير مشابه .

سنُعرج بدايةً ، على النموذج العراقي ، الذي فتح الباب أمام التمدد الإيراني والتواصل المذهبي ، وشكل ، النقطة الجوهرية في تطوير الإختلاف ، كانت مسائل عالقة ، لكن مع تجدد الاشتباك ، ظهرت جملة معتقدات ، مادية ، كانت دفينة ، لكنها تحولت إلى طاقة ، وبالتالي ، الأحداث تلزم المرء ، الانتقال من الجزء إلى الكل ، نزولاً ، عند تفكير يصعب عليه التوقف ، لاستقراء الحاضر ، ونذهب بسلاسة إلى استنباط من الواقع منطق ، يعيدنا إلى الطريق ، شهدت شيعة العراق ، في العصر الحديث ، مراحل متعددة ، إبتداءً من الاستعمار البريطاني والثورة العربية ، التى جاءت بالملكية ، ومن ثم ، عاشت سلسلة انتقالات بين الشيوعية والقومية إلى البعثية ، وانخرط المكون الشيعي ، تماماً ، كجميع المكونات الأخرى ، بهذه المراحل ، لكن ، بقت فئة من الطرفين ، خارج التقلبات الفكرية ، احتفظت بالخط التقليدي الإسلامي ، ومع انتصار الحركة الشعبية الإيرانية ، التى أطاحت باستبداد الشاه ، بدأ يطغوا ، الزحف الشيعي الإيراني على التعليم والسلوك العام ، في كل من النجف وكربلاء ، فأصبح ، طالب العلم ، يتوجه إلى الحوزات الإيرانية التى كان قد اساسها ، الكليني ، مؤلف الكافي ، بعد ما كانت النجف ، هي قبلة القاصدين ، بالطبع ، في واقع الأمر ، هذا ، تطلب إلى إفراغ الساحة العراقية من أشخاص ، ذو وزن ثقيل ، كالصدرين وغيرهما، أو تحولت تدريجياً ، الحوزات في العراق ، خالية من التراتبية العلمية ، طبعاً ، نتيجة انتشار أفكار متعددة ، جميعها إنتمت إلى أفكار غربية ، بما فيها ، تلك التى أخذت طابع قومي أو بعثي ، مضمونهما غربي / معرب ، كانت آنذاك صاعدة ، هذه التقلبات ، وعلى فترات طويلة ، اتاحت للمشروع الخميني وزملائه ، لاحقاً تلاميذه ، تأسيس قاعدة ، إمتزجت بين ابتكار ، ولاية الفقيه مع الخط السياسي ، الذي كما أرجح ، جاءت نتيجةً تراكم وتمدد للفكرة ، هي ، حاصل ابتكرات ، أدت إلى تحويل الإمامية ، لحالة خاصة ، التى استدعت الخصوصية ، وجوب شيء مماثل للوحي ، جِبْرِيل عليه السلام ، فكان المهدي المغيب ، حسب أدبيات المذهب الإمامي ، بديل ، تنامى عبر القرون ، بوتيرة هادئة ، إلى أنه، بات خطاب علني ، يجاهر به ، دون أن يخضع إلى التفنيد التاريخي أو العقائدي ، بل ، خرج مؤخرًا بقوة من خلف جدران الحوزات إلى المنابر ، وهنا ، سأتناول لاحقاً ، هذه المسألة ، بشكل أوسع .

بعد حصار الطويل لنظام صدّام ، ثم إجتثاث نظامه ، تبقى هناك حقيقة دامغة ، بأن أغلب أطراف المنطقة ، شاركت في اسقاطه ، جزء ، لم يكن يعي النتائج ، والآخر ، لا يملك قرار الرفض ، قد لا نجد طرف ، بَرِيء من ذلك ، لكن ، الأهداف وراء الإسقاط ، واضحة ، حيث انقسمت الأطراف إلى جزئين ، العرب ، كان همهم التخلص من رجل ، لا أحد يتنبأ إلى ردات أفعله ، أما الجزء الأخر ، الأمريكان والإيرانيون ، انطلقوا من قاعدة صريحة ، واتضح سطوتها ، بعد احتلال واستلام أدوات طهران العراق ، لقد نفذَّ الطرفان ، ضربات للعراق ، توصف بالجراحية ، وأصابت عمقه الحضاري وألاجتماعي ، وفككت ما تبقى من اقتصاده ، بل ، ذهبت الضربات إلى أبعد من ذلك ، صهرت البنية التحتية ، العسكرية ، فأصبحت الأرض ، لا تشبه العراق ، لا الحديث أو القديم ، الذي حوله ، مع مرور الوقت ، وبمدة زمنية قصيرة ، إلى أكبر جغرافيا ، للقتل والفساد وإنتاج الفكر المتطرف ، وهنا ، نتحدث عن تنامي متوازي ، بين السنة والشيعة ، لكن هناك تطرف ، بحاضنة نظامية وإقليمية ودولية ، من أجل الاحتفاظ على التوازن ، وآخر ، فآلت ، كل ما يتوسع ويقوى ، يعاد تحجيمه ، مع إبقاء بذوره ، وهذا يشير عن خلو الذكاء والبراغماتية في تركيبته .

على الإطلاق ، المنطقة تواجه برمتها ، فلسفة التبريرّ ، هي قائمة على التعاقد ، يبدو لأصحابها ، أنه تعاقد سري ، لكن ، في واقع حاله ، مفضوح ، وحسب التجربتان ، العراقية والسورية ، التى إنعدمت فيهما ، الحد الأدنى من الأخلاق ، بل ، تحرص والولايات المتحدة الأمريكية مع من تتعاقد معهم ، سراً ، إقامة حالة غير مستقرة ، التى تُخضع الجميع إلى إرادتها ، وهذا ، حاصل في المنطقة العربية ، وهنا ، نحول السؤال إلى تلاميذ الخط الخميني ، كيف يحل التبرير ، مكان العقيدة ، وتصبح الفتوى أهم من النصوص ، بل ، هناك تشكيك يلازم المراقب ، حول تجاوب التبريري ، عن سؤال مشروع ، رغم إدراك السائل ، بأنه، يطرح سؤاله على متفلسف ، يُؤْمِن بالأصل ، في فلسفة ، قائمة على التبرير ، كيف يمكن ، تبرير كل هذا القتل ، وما هي الغاية من السيطرة على الجغرافيا العربية ، وهل كان الوجود الإيراني في العراق ، تطبيق لما نص عَلَيْه ، الخطاب التقليدي الإيراني ، بل ، ما طُبق فعلياً على الأرض ، مطابق لكل تلك الشعارات المناهضة ، لأمريكا وإسرائيل ، في واقعها ، لا تحمل صدقية ، كونها فاقدة للقدرة ، وعقيدتها تجتاحها البراغماتية ، بل ، ما جرى في العراق ويجري في سوريا ، وأقل شأناً في لبنان ، ليس سوى ، عمليات عميقة ، أشبه بالانتقامية ، حيث ، توالت الضربات ، إلى أن وصلت ، لتفكيك عمق العراق ، حضارياً واجتماعياً ، فالهجرة وصلت إلى حد كبير من أبناء أهل الجماعة والسنة ، وإنشغل خلال السنوات العشرة ، الأخيرة ، على تحطيم بنيته الثقافية والاقتصادية والخدماتية ، بالاضافة ، العسكرية والأمنية ، رغم أن العراق ، يتفوق بالموارد والخامات على أغلب الدول المحيطة به ، وهنا يكشف التغاضي الإيراني ، للعمليات النهب التى قامت بها الولايات المتحددة الأمريكية وشريكاتها ، عن تعاقد متين ، بالطبع ، يهدف إلى تكبيد العربي ، جراح عميقة ، تصيب العمود الفقري لحضارته ، الذي يجعله خالي من أي قواعد ، تسمح له النهوض مرة أخرى .

من يعيد النظر في ما جرى ، منذ احتلال العراق ، ويلتفت الي جواره السوري ، يقف عند عوائق ، كُبرى ، تشكلت وأخذت أسماء ، لا يمكن المساس فيها ، كالمقاومة ، وحدة الجغرافيا ، الدولة ، وغيرهم ، لكن ، حجم القتل والتنكيل والهدم ، وتجريد المنطقة العربية من ثقافتها ، يتطلب من المرء ، تحطيم هذه المقدسات ، من أجل تظهير المضمون الحقيقي ، لهذا التعاقد ، رغم وجود عِداء تاريخي بين المتعاقدين ، لكن التلاقي ، يشير بوضح عن وحدة الهدف ، وهذا ، ظهر بشكل جلي ، أثناء حكم الشيعة في العراق ، دُمرت البلد ، وفي لبنان ، توقفت عجلة التجارة والسياحة ، وتحول إلى حالة مستنفرة ، مهيأ ، لحرب أهلية ، وفي سوريا ، عندما طالب الشعب بالتغير ، كان الجواب ، تدميري ، حافظ المتعاقد ، على حليفه ، رغم فساد نظامه ، وتكوينه الإرهابي / المجتمعي والسياسي والثقافي ، وقبل ، بالعملية الجراحية ، التى أصابت حضارة سوريا ، مع تفتيت اجتماعي وتحطيم اقتصادي ، وخلق تجانس ، هو في خلفيته ، معارض لطبيعة المجتمع والجغرافيا . بينما ، سكت مؤسس التعاقدات ، عن سلوك همجي ، يفوق بمرات ، لسلوك داعش ، الَّذِي يستوجب الإقرار ، بأن ما يحصل في العراق وسوريا ولبنان ، مخالف لأدبيات السيد موس الصّدر والسيد محمد حسنين فضل الله والسيد عباس الموسوي ، بل ، كل ما جرى من اغتصابات وقتل وتنكيل وتهجير ، وهدم للحضارة العربية ، وإعادة تشكيل كيانات سياسية جديدة ، على أساس مذهبي ، متشبع بالأسطورة ، يعيدنا إلى تلك الحلقة ، التى رأت في إبعاد السيد موس الصدر ، ضرورة لاستكمال المشروع ، لأن ، شخص مثل الصدر ، المغدور ، في مركبه الوعيّ ، لا يقبل ، بالمنطق التبريري ، السائد ، الذي أنتج أفعال وخطاب ، يندى لها الجبين ، بل ، لو كان ، في هذا الصراع ، الوعيّ حاضر ، كانت الحالة الجامعة ، طغت على المشهد السياسي .

هناك مسلمات ، لا بد أن يعترف المرء فيها ، بأن من يدير الصراع والحروب ، ويخطط إلى هدم الحضارة العربية ، ويهدف إلى استبدالها بأقليات ، في جوهرها ، تفتقد القدرة على مواجهة المشروع الغربي ، وعاجزة على فهم المخاطر التى تحاك للمنطقة ، وما يترتب لاحقاً ، على عاتقها ، لأن ، من يقود أعقد عمليات استئصال ، للحضارة العربية ، يتفوق بالوعي ، وليس فقط بالتكنولوجيا ، على جموع من هو في المشهد السياسي العربي ، وهنا ، أطرح مقارنة ، ليست ببعيدة ، وتبتعد كلياً ، عن جوهر الأسباب التى سعت في إسقاط النظام البعثي في العراق أو تحجيم لظاهرة داعش ، بل ، نعيد ماضي قريب ، ليس ببعيد ، حرب اجتياح لبنان ، عام 1982 م ، تعارف عليها بمصطلح ، الاجتياح ، في المقابل ، حرب 2006 م ، حزب الله وإسرائيل ، خذ عندك ، الأولى ، كانت تهدف إلى حسم وجود المسلح ، للحركة الوطنية في لبنان ، والتى يقودها ، مراجع سنية ، وقد حققت إسرائيل هدفها ، بحشد أكثر مِنْ مائة ألف جندي ، واحتياطي ، يشابه ذاك العدد ، بقيادة مناحيم بيغن ، يصنف ، أحد ماكرون العصر الحديث ، وتلميذه شارون ، الَّذِي أُطلق عليه ، بالبلدوز ، بيغن هو ، قائد منظمة إرجون ، المسؤولة عن مذبحة دير ياسين ، وعضو سابق في منظمة بيتار ، الذي إبتداء عمله العسكري من خلالها ، بالبطع ، حرب الاجتياح ، في عمق أهدافها ، كانت ضرورة ملحة ، لإنهاء التهديد الفلسطيني المسلح ، ومن أجل ، إخضاعه لعملية تجريد ، ثم وضعه على طريق السّلام ، لاحقاً استسلام ، لكن نلاحظ ، في حرب 2006 م ، جاءت إسرائيل أولاً ، برئيس بلدية القدس ، إيهود أولمرت ، خلفية خدماتية ، شخصية فاقدة للسجل العسكري ، ليقود الحرب ، واتبعتها بوزير دفاع ، خلفيته نقابية ، عُمير حالوتس ، ليقود هزيمة إسرائيل ، وحشدت حكومة أولمرت ، عشرة الألف جندي ، فقط ، الخلاصة ، كان الهدف ، التضخيم والتقليم ، وزرعت بذور الأولى ، للمواجهة العربية / العربية ، على أساس مذهبي ، أنتجت الحرب قناعة لدى حزب الله في لبنان ، وأيضاً ، الأقلية الحاكمة في سوريا ، بأن الخطاب الإيراني ، هو الأصح ، بل ، تعززت هذه القناعة ، أثناء الثورة السورية ، التى حددت الدول الكبرى خياراتها ، في المحافظة على بعث السوري ، لأنه ، يقاد من الأقلية ، حيث يعي الغرب جيداً ، أنه بمقدوره ، متى شاء ، الانقلاب عليها وشطبها ، وأيضاً يعلم ، أنها تبقى رهينة تهديدات الوجود ، في المقابل ، كان حاسم وصارم في اقتلاع ، بعث العراق ، وإحلال مكانه أقلية عربية في الإقليم ، ترتبط مع إيران بشكل وجودي ، طبعاً ، يهدف من ذلك إلى استكمال الاستدراج ، وأيضاً من أجل ، تقليص خطوط المواجهة .

هناك مسألتان من الضرورة المرور عليهما ، الأولى ، أن العرب السنة ، خسروا جغرافيتان ، الأولى ، تشكل جزء من الحزام الطوقي ، المتاخم لإسرائيل ، لبنان وسوريا ، والأخرى ، تمتد وتتاخم الوسط الجغرافي ، للثقل السني ، طبعاً ، ما كان هذا ليحصل ، إلا بقتل عبدالناصر ، وتحيد مصر مِنْ قيادة الصّراع وإعدام مشروعها الاستنهاضي ، اتبعها ، تصفية صدام ونظامه ، بخطوة غير محسوبة ، وضعت جغرافية العراق ، كلها ، على المقصلة ، بهذه الخطوتان ، تراجعت المواجهة بين دول الطوق وعمقها مع إسرائيل ، وضمنت إسرائيل حزام ، الأقلية ، وغذت صراع مذهبي ، في منطقة العراق والشام ، تجتهد تحويله الي حرب مباشرة ، وبدأت مصر ، بمسابقة الزمن ، في إعادة مكانتها ، حيث ، تواجه في عمقها ، ثلاثة تيارات ، جميعها بتمويل غربي ، غزة وليبيا ومنابع النيل ، وهنا ، لا يختلف الصراع المذهبي في جوهره ، عن الصراع على السلطة ، بل ، في مضمونه يُصب في صالح ، المصلحة العليا ، لمن يريد سحق الحضارة العربية بعد طمسها طويلاً .

الأن ، كما دعوت من قبل ، الإخوان المسملون ، بالقبول بنتائج الربيع العربي ، أجدد دعوتي إلى حسن نصر ، مسؤول حزب الله ، وأيضاً ، شيعة عرب العراق والحوثي في اليمن ، إلى مراجعة القتال الجاري ، هو قتال ، مذهبي في ظاهره ، لكنه ، قومي في مرجعه ، المراجعة تبدأ ، منذ حرب الخليج الأولى ، إلى يومنا هذا ، ما هي الخلاصة التى توصلتم إليها ، إيران تمتلك قوة نووية بمستوى أقل من ايّام الشاه ، والعراق ، قوته العسكرية والاقتصادية وحالته الوطنية ، صفر ، أمام قوة صدام حسين ، وحزب الله ، فرع لبنان ، لقد خسر عمقه السوري ، وربح ما تبقى من نظام الأسد ، وهذه الخسارة ، حسب المنطق ، أخرجته من معادلة الصمود ، لأي مواجهة مستقبلية مع إسرائيل ، إذا افترضنا بأن الحرب ، ستخاض بسلاح تقليدي ، لأن سوريا ، فقدت الجامع الوطني ، بالاضافة ، للخراب والتقسيم ، الغير معلن ، الذي يسعى الرئيس بوتين إلى ترسيخه من خلال إتحادية الدولة ، وهنا الاتحاد ، لا يصلح ، إلا مع مشروع ، يرغب بدولة عظمى ، أما مع شبه الدول ، يعني يراد منه ، فقط ، تفتيت الجغرافيا ، لكن على مراحل ، وكل هذا ، يستدعي إلى التوقف بشكل فوري ، للمهزلة القائمة ، التى تُصدر خطاب الانتصار ، ومن ثم ، التوقف مرة أخرى ، عن قضية بالغة الأهمية ، هي ، فقهية بحتة ، من هو المسؤول عن كل هذه الدماء التى سقطت ، وهنا ، سأتنالوا بصراحتي المعهودة ، كيف تطورت السردية المذهبية ، إلى أن حولت عنصر من ذات الديانة ، هدف للقتل ، والمستعمر ، رغم التعارض التاريخي ، يتم التقاطع معه .

خطورة المذهب الشيعي ، أنه قام على بنيوية ، اجتزائية ، وأيضاً ، حدد البدايات والنهايات في أدبياته ، وهذا في واقع الحال ، ليس فيه حرج ، لكن ، الشرخ الذي تقصد به المعدل ، الربط بين الإمام الأول / والحالي / والمغيّب ، وهنا ، لا ضير في مسألة ، الربط في النسب ، بل ، المكر في التعديل ، جاء ، عندما اقتبس المعدل من المسيحية ، موت السيد المسيح عليه السلام ، وعودته المؤكدة ، وهنا القرأن ، أكد على الموت والصعود إلى السماء ، أي ، استثناه من الدفن ، فالدفن يرتبط بالبعث ، فقط ، اما بالنسبة للمهدى ، ولادته مجهولة ، كما هو حال ، الساعة ، لكن ، الأحاديث ، تناولت وأكدت على قدومه ، كما تناول القرآن ، الثانية ، وقدما للبشرية ، سلسلة من العلامات ، هي ، إشارات لظهوره وظهورها ، الأن ، في مراجعة بسيطة ، لكنها ، تحمل دلالات عميقة ، جميع الفرق التى أخذت إستقلالية عن جموع المسلمين ، وميزت مذاهبها بكتب ، تفوق المضمون على النص السماوي ، تعتقد أن المهدي ظهر ، جزء منها ، تعتقد أنه مات ، وآخرى ، تعتقد أنه مغيب ، لكنه ، على اتصال مع الإمام ، ومادام الإعتقاد هذا، انتشر في أرباع جدران الجمهور الشيعي ، يصبح حال الجمهور بين إعتقدين ، جميع النصوص والتفسيرات التى وضعها أصحاب هذه المذاهب ، وأيضاً ، ما يصدر عن الإمام الحاضر ، مقدس ، حَيْث انقسم الطرفين بين مربعين ، إحلال السلام بين البشريّة ، الذي يتوجب بناء تحالفات مباشرة مع الديانة اليهودية ، دون تحفظ ، والمذهب ، الأكثر توسعاً بين الأقليات ، يتقاطع بالعمل مع الديانات الأخرى ، من أجل تهيأت الأرض لحضور المهدي أو المسيح ، كشرط أساسي للظهور ، هنا تفسر التقاطعات ، حالها بحالها ، وتظهر الخلاصة ، على رغم ، من عمق الخلاف بين الأطراف ، فهي تحمل أمرين ، أن الكائن الوحيد في هذه الدنيا ، المغيب والحبيس ، هو الدجال ، والأمر الأخر ، أن مسلمون السنة ، على الأخص العرب ، مطلوب قتل أكبر عدد منهم والتنكيل بهم ، تحت عناوين متعددة ، باسم ، العروبة تارة ً، والمقاومة والتمذهب والإنسانية ، أطواراً ، وبالتالي ، كل ما أسلفنا له ، يبرر هذه العمليات الحراجية ، للحضارة العربية ، من أجل تصفيتها ، دونها ، سيظل المهدى مغيب والمسيح بلا عودة ، كأن الحضور والعودة ، لا يحصلان ، سوى بامتصاص دماء من هو رافض عقيدة الطرفين ، بل يُؤْمِن ، بأن المهدى والمسيح أمرهما ، كأمر الساعة .



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطول اغتصاب في التاريخ ...
- تنظيف خطوط المواجهة مع إقتراب ساعة السفر
- العربية : بين الملكة والصناعة ..
- التفكير والقراءة ، يُسَقِطان الطُفيليون عند أبواب العزلة
- المثقف بين التعذيب والإنصاف ..
- إشكالية الإنسان التاريخية في الوصول للإنسانية / تاريخ بشري م ...
- تغيب الفكر عن مؤسسات الدول الإقليمية ، تأرجح طويل بين ردة ال ...
- متغيرات على الأرض ، تحديات مطلوب مواجهتها ، مصر السعودية وال ...
- برنامج اغتيال ابو حسن سلامة / قناة الجزيرة / اشكالية الاستقص ...
- القدس / تآكل الهوية الإسلامية وتعاظم الهوية اليهودية .
- غسان كنفاني ووديع حداد وبرنامج قناة الجزيرة بين إعادة الذاكر ...
- البداوة العربية تتفوق على المدنية الإسلامية
- هل البكاء أمام سُوَر البُراق / استبدل البراق إلى مبكى / أما ...
- بين العَلَمُ والشارب فقد العربي ذاته .
- تحالف المفكر وراعي البقر، والتحكم بشعوب العالم
- القوة الفكرية مقابل النارية
- نصيحة من كاتب عربي إلى الملك محمد السادس
- الدولة الفلسطينية بين التجميد والتحجيم
- الضحية والنجاة
- لماذا إبراهيم دون الآخرين .


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - جراحات عميقة للإنسان العربي وحضارته / تتقاطع فيها الأطراف أثناء العمليات ، رغم تعارض تكويناتها