أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الضحية والنجاة














المزيد.....

الضحية والنجاة


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 5521 - 2017 / 5 / 15 - 08:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الضحية والنجاة

خاطرة مروان صباح / تنقسم البشرية إلى مدرستين ، الضحية و النجاة ، فهناك من يخرج من المعركة ، ويطلق على نفسه بالضحية ، وأخر يعتبر ، من شروط الاستمرار في الحياة وليس العيش ، أن تؤمّن أنك ، بمجرد خروجك حي ، هو نجاة بحد ذاته ، وهنا الفارق كبير ، فالضحية ، لا تُجيد، سوى البُكاء على اطلال الخسارة أو العذابات ، لهذا، ضمنياً تُعلن لعدوها ، أنها على استعداد تام ، التنكيل بها مرّات ، أما الناجي ، يضع لعدوه نصب تذكاري في ذاكرته ، ويكتب تحته ، أنت ضحية نجاتي .

لقد استوقفني في الانتفاضة الثانية ، حادثان تحولا إلى موقفين ، رغم إن أصحابهما ، أولاد ، لا تتجاوز أعمارهم العاشرة ، لكنهما ، اعتبرتهم معلمين من طراز خاص ، الموقفان تحولا أيضاً إلى درسين ، أهم من جميع الدروس التى تُعطى في الكليات العسكرية والجامعات المدنية ، فارس عودة ومحمد الدرة ، فالثاني ، تضامن معه العالم ، وقد تكون عائلته جمعت أموال طائلة ، بسبب همجية الرصاص المصبوب التى أطلقها جندي الاحتلال ، باتجاه الأب والابن ، وهنا ، أظهر فعل الجلاد ، عزلية الضحية وضعفها ، الذي جعل العالم بأكمله ، أن يتعاطف مع الصورة المفضوحة ، دُون أن يتعاطف مع حقه التاريخي المسروق ، تماماً ، كما هي حكاية اللجوء ، فالعالم نظر للفسطنيون على أنهم حالات إنسانية ، وعندما يُطرق باب حقوقه التاريخية ، تكون منقوصة إلى درجة العدم ، لكن ، فارس عودة ، وهنا المرء ، عندما يراجع شريط المسجل بين فارس والجندي الإسرائيلي ودبابته ، على مدار أيّام ، يجدالمراقب ، أن الاشتباك يحمل إختلاف عن السائد بين الطرفين ، حيث ، استعان فارس بالحجر والمقلاع لمقارعة المحتل ، بل ، المشهد يحمل أبعد من ذلك ، لقد أجبر الدبابة مرات على التراجع وأجبر أيضاً ، الجندي لأكثر من مرة على الهروب ، بينما كان فارس ، يتقدم مصوب حجره باتجاه الجندي تارة وأخرى إلى الدبابة ، كأنه ، كان لا يرّ الدبابة أكثر من ذبابة .

إذا اخذنا المسألة هكذا ، الشيء الوحيد الذي سيشمل الجميع ، دون استثناء ، هو الموت ، وهذا الحق حتى لو تأخر بعض الشيء ، قادم لا محالة ، لهذا ، الإنسان لديه الحرية الكاملة في إختيار شكل الرحيل ، هل سيندرج في سياقات الضحية ، أم أن المرء ، أعد العدة من أجل تفادي الوقوع في مصيدة الضحية ، الذي يجعل موته بطعمة الكرامة ، بهذه الطريقة ، طرح فارس سؤال للبشرية ، وتحول هذا التساؤل إلى درس ، كيف عليك أن تموت ، مُسمن ، تنتظر في طابور الجلاد مِنْ أجل الذبح ، تماماً ، كما هو الحال في العراق ، أو مقارعاً ، مقداماً ، رافض أن تكون ضحية ، قد سمنها الجلاد ، فإذا ، كان خالد بن الوليد ، وهو على فراش الموت ، قد انتقد نفسه قبل أن ينتقده النقاد ، قال لقد شهدت مائة زحف أو نحوها وما في بدني موضع شبرٍ إلّا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، وهـا أنا أموت على فراشي، فلا نامت أعين الجبناء ، فماذا ستقول هذه المجاميع التى تنعصر في كل يوم داخل معاصر الموت ، دون أن تعرف لماذا تُقتل ، رحمك الله يا فارس ، على الأقل ، لقد عرفت لماذا قُتلّت . والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا إبراهيم دون الآخرين .
- مروان صباح / ابو محمود الصباح ، صلاح خلف ، محمود درويش ، ابو ...
- الهتيف والسحيج والعريف
- حذف الأصل لصالح الصدى .
- هي والمرآة
- مراجعة سياسات الاخوان المسلمين في مصر
- بين الأدنى والأعظم ، حروب يقودها الإنسان ضد الحقيقة والمعرفة
- التعليم والغذاء
- إدارة ترامب منذ اللحظة الأولى تكشف عن كسلها الذهني .
- أشباه مانديلا وجيفارا
- الشيخ كشك وعادل إمام
- مقارنة بين مغنيات الماضي والحاضر
- الصحفي والطوبرجي والمقاتل
- أسباب تراجع الهيمنة الأمريكية على العالم
- القرن الأفريقي ، الصومال نموذج مبكّر ودائم التجدد .
- الدولتين بين الاحتمال والمستحيل ، مخرجات مؤتمر فتح من السادس ...
- مائة عام من الفشل والافشال ، جغرافيا مسموح استباحتها .
- استبدال قطرة النفط بحبة الذرة ، انتقال من مرحلة الاستخراج وا ...
- فرز محور الشر ، بين نوايا الأمريكية الحسنة والنوايا السيئة.
- لبنان على حاله ، رئيس الجمهورية والحكومة ، خيبة اللبنانيين و ...


المزيد.....




- -يخطئ دائمًا-.. ترامب يهاجم ماكرون بعد تصريحه عن -وقف إطلاق ...
- خطة محتملة لاستهداف خامنئي مباشرة.. شاهد كيف علق نفتالي بيني ...
- 8 رسوم بيانية توضح سياق الضربات الجوية الإسرائيلية ضد إيران ...
- الدفاع الإيرانية تعلن استخدام أحد صواريخها للمرة الأولى في ه ...
- كيف تكون مستعداً في حال حدوث انفجار نووي؟
- السماء السورية.. ساحة جديدة في المواجهة بين إيران وإسرائيل
- رونالدو يريد -اللعب- مع ترامب والرئيس الأمريكي يوافق
- الوحدة الشعبية: ندين العدوان الصهيوني على إيران ونؤكد على حق ...
- لأول مرة.. إثبات تأثير الضوء في علاج الدماغ
- الوجه الآخر لعرض ترامب العسكري


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الضحية والنجاة