|
هل البكاء أمام سُوَر البُراق / استبدل البراق إلى مبكى / أما الاعتماد على الاصطفاف الرباني ، يشرعن حق اليهود ، بالارض والمقدس .
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 5569 - 2017 / 7 / 2 - 02:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ بادئ ذي بدء ،إذا كان الوقوف والبكاء على جدران الكعبة ، هو يمثل في جوهره ، البكاء على أول بيت أُقيم بقرار إلهي على الأرض ، فإن البُكاء على حائط البراق ، ساعد في تكوين فكرة الاستبدال ، عند جموع واسعة من البشر ، بأن على هذا الجبل ، كان أول بيت لليهود ، وبالتالي ، تحول مع مرور الزمن ، إلى رمز ديني خاص باليهود ، بالطبع ، المتغير الذي كان من المفترض يبقى ثابت ، تبين أنه حادث وكل حادث قابل للتغير ، فكثرة البكائون على الحائط، على اختلاف علو اكعابهم ، جعل من الصورة المنقولة إلى العالم ، واقع وحق ، وهذا النزاع ، لم يبدأ اليوم أو موخراً ، بل له تاريخ وأقدم من الإحتلال ، حيث ، صنعته الحركة الصهيونية العالمية ، عندما بدأت بترويج ، ضرورة ، زيارة لما تبقى من هيكل النبي سليمان، ومن ثم ، باشرت في إرسال حجاج من اليهود العالم إلى الحائط ، أي أن البكاء ، في مضمونه ، ليس كما يعتقد السطحيون ، على بعض حجارة أو سُوَر ، وايضاً ، ليس على ما وراء الحائط ، بل ، البكاء في عمقه ، يأتي على إبقائه تحت سيطرة أشخاص ، يعتبرهم البكائون ، في التصنيفات العقائدية والأصول العرقيات ، خارج التاريخ البشري ، لكن ، تغيب دارسون التاريخ والقوميات والأديان والاعراق. عن المشهد السياسي والاعلامي ، يسمح لهذا الخلط القائم في الإعلام ، أن ينتشر ويتوسع ويصبح واقع وحقيقة .
في القران الكريم ، الله عز وجل ، يقول في سورة ال عمران ، إن الله اصطفى أدم ونوحاً وال إبراهيم وال عمران على العالمين ، وهذا الاصطفاء ، يعتبرونه اليهود ، العرب خارجون منه ، لأنهم لا يعترفون بنسب إسماعيل لإبراهيم ، أي الحكاية كلها ، أصول واعراق ، ومن يجهل فقه الأديان والاعراق والقوميات ، لا يمكن له أن يخرج بتحليل سليم ، وهنا الواقع يظهر ، أهمية شخص كالمسيري ، عبد الوهاب المسيري ، عندما وضع بين أيدي الأمة ، موسوعته ، اليهود واليهودية والصهيونية ، فاليهود ، عندما استولوا علَى الجبل ، عسكرياً وأمنياً ، باشروا في البناء تحت المسجد الأقصى ، لم تكن خطوة قاصرة أو ضعيفة ، بل ، الأهمية الدينية ، قدمت تلك الخطوة ، عن آخرى تتأخر ، لكنها ستأتي حسب الجدول الزمني ، فبناء غرفة الكاهن الأعظم الذي يرتبط بالمسيح العائد ، أهم من بناء هيكل سليمان فوق الجبل ، وهذا بالفعل تحقق ، فالغرفة بنيت والكاهن الأعظم ، يمارس عمله اليومي ، وينتظر قرار بناء الهيكل ، تماماً كما هو الحال في قم ايران ، هناك غرفة يتصل المرشد مع المهدي الغائب ، ويتلقى التعليمات ، وما قام به نتنياهو وحكومته في الآونة الأخيرة ، عندما عقد جلسة الحكومة من تحت الجبل ، وعلى بعد قصير من الغرفة ، فالاجتماع ، دلالة كبيرة ، على اقتراب بناء الهيكل .
طبعاً ، إسرائيل استولت على فلسطين ، فالمسألة ليست مسألة أماكن مقدسة أو سياحية ، وبالرغم من كلّ إجراءتها ، تمكّنت سابقاً ، من تقسيم الحرم الابراهيم ، ومع مرور الزمن ، أصبحت تتحكم بإدارته بشكل كامل ، وهناك كثير من الأماكن التى حولتها إلى امكان مقدسة لليهود ، كقبة راحيل ، المكان الذي يُعتقد، بأن والدة النبي يوسف مدفونة فيه ، وبقدر ابتعادنا عن الأماكن ، نقترب اليوم ، من شرعنة إسرائيلية جديدة تحت الأقصى ، لقد عقد نتنياهو ، إجتماع لوزارته تحت الأقصى وبجانب غرفة الكاهن الأعظم ، وهذا الفعل ، دلالته أبعد من الصورة التى شاهدها العالم ، هناك موافقة أمريكية ، دولية معاً ، على هذه الشرعنة المبطنة ، ولكي ، يعي القارئ ، من أين كل هذه القوة التى تتمتع ويتمتع بهما الحركة الصهيونية واليهود ، لا بد أن تكون هناك ، مسألة ثابتة حول الحروب التى بدأت من الاندلس حتى الحرب العالمية الثانية ، ومن ثم لاحقا ، حروب متفرقة في العالم ، كانت كلها بتمويل اليهود وتخطيطهم ، ليس فقد هذا ، بل ، جميع ما شهده العالم ، من تطور في تكنولوجيًّا السلاح ، كان ورائه الحركة اليهودية العالمية ، التى تحولت بعد ذلك ، إلى مسماها الأشهر ، الصهيونية ، خذ عندك ، على سبيل المثال وليس الحصر ، لأن الحكاية طويلة وقديمة ، خرجت فرنسا من الحرب العالمية الثانية ، منكسرة ، لكن إسرائيل ، أدخلتها النادي النووي ، باشرت إسرائيل ، بعد اعلان عن كيان دولتها ، أوائل الخمسينات ، بالتحديد عام 1953 ، بإرسال علماء ذرة ، من أصل يهودي، من أمريكا وألمانيا ، من أجل التفاوض مع الفرنسين على البرنامج النووي والتجارب ، لأن ، كانت تبحث عن أرض لتجاربها النووية ، مع توقيع الاتفاق ، مولت الحكومة الإسرائيلية ، الحكومة الفرنسية ب 260 مليون دولار ، وأُِطلق على التجربة الأولى ، اسم اليربوع الأزرق ، تيمناً بلون علم دولة إسرائيل ، لكن ، الأخطر من تنفيذ المشروع والتمويل ، الدولتان اتفقا، على أن يكون العرب والجزائر على الأخص ، حقل للتجارب النووية ، في منطقة رقان بالجنوب الغرب الجزائري ، عام 1960 م نفذت أول تجربة ، استيقظ أهل المدينة الصحراوية على صوت انفجار ضخم ، انحرق وتفجر أكثر من 42 الف مواطن جزائري في ذاك اليوم ، حسب التقارير الدولية ، تشير ، أن فرنسا وإسرائيل ، نفذوا في صحراء الجزائر ، مايقارب ل 117 تجربة نووية ، بمختلف المقاييس .
هناك تقاطع بين الإسرائيليون ونخب عالمية وكثير من الدول وشعوب العالم ، في مسألة التصنيف الفلسطينيون ، هنا التقاطع يشير ، أن لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني ، وكان ومازال الاسرائيليون يطلقون على الفلسطينين ، بالعرب ، وهذا ، في حيثياته له بعد أكبر ، من حائط هنا ومقدس هناك ، فالإسرائيلي لا يعترف أصلاً ، بالإنسان وهويته ، فكيف له أن يعترف بمقدساته ، وهذا ، ليس مجرد مفهوم قابل للنقاش أو البحث بقدر أنها عقيدة ، راسخة ، حيث ، تدلنا عن حجم كره التى كانت المؤسسة الإسرائيلية تخفيه وتعلنه ، احياناً، لشخص محمود درويش ، فدرويش نقل بشعره ، النضال المسلح من ظاهرة ، كانت الصهيونية تروج ومازالت على أنها ، ظاهرة ارهابية ، إلى شعب يحمل هم تحرير بلده المحتل ، وأسس موقعاً لفلسطين ، تحول إلى مركزي بين المثقفين وشعوب العالم .
طالما اليهود يمتلكون ، بل ، يحتقرون التكنولوجيا العلمية ، أعني ، المؤسسات ، أما الفرد ، أين كان ، يتم التفاوض معه واستدراجه لمؤسساتهم ، سيبقى النصر حليفهم ، وهذا العمق ، كان شكسبير بروايته ، تاجر البندقية ، أسهب في شرحه ، عندما وضع فلسفة اليهودي شايلوك بين جمع المال عن طريق المرابة والقوة والانتقام ، فاليهود لديهم عبارة يرددها أصحاب الأموال ، وهنا عندما أشير إلى المال ، اقصد ، البنوك العالمية والتحكم بمساراتها الدولية ، تقول العبارة ، إذا حصلت على المال ، يعني انت ، حصلت على القوة ، وإذا حصلت على الاثنين ، حصلت على كل شيء ، وبالفعل ، قد حصلوا على كل شيء ، لأن في النهاية ، كل شيء في هذا العالم ، يعود نفعه لهم ، هنا لا بد للمرء ، إدراك على غرار إدراك البديهي الساطع ، أن الصهيونية اليهودية ، تسعى إلى تقسيم المنطقة ، على أساس اصطفافي معتقدي ، وتراتب بشري ، فأين أنتم يا احفاد اسماعيل من هذه المعادلة ، فأنتم لا تصنعوا حتى إبرة ، هل يليق لمن هو عالة على اصحاب التكنولوجيا ، ويتخندق ببندقية من صنع عدوه ، أن يتصدى للمشروع الصهيوني العالمي ، عجبي كم هو حجم التضليل . والسلام كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بين العَلَمُ والشارب فقد العربي ذاته .
-
تحالف المفكر وراعي البقر، والتحكم بشعوب العالم
-
القوة الفكرية مقابل النارية
-
نصيحة من كاتب عربي إلى الملك محمد السادس
-
الدولة الفلسطينية بين التجميد والتحجيم
-
الضحية والنجاة
-
لماذا إبراهيم دون الآخرين .
-
مروان صباح / ابو محمود الصباح ، صلاح خلف ، محمود درويش ، ابو
...
-
الهتيف والسحيج والعريف
-
حذف الأصل لصالح الصدى .
-
هي والمرآة
-
مراجعة سياسات الاخوان المسلمين في مصر
-
بين الأدنى والأعظم ، حروب يقودها الإنسان ضد الحقيقة والمعرفة
-
التعليم والغذاء
-
إدارة ترامب منذ اللحظة الأولى تكشف عن كسلها الذهني .
-
أشباه مانديلا وجيفارا
-
الشيخ كشك وعادل إمام
-
مقارنة بين مغنيات الماضي والحاضر
-
الصحفي والطوبرجي والمقاتل
-
أسباب تراجع الهيمنة الأمريكية على العالم
المزيد.....
-
الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
-
لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
-
مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال
...
-
في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار
...
-
الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
-
وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات
...
-
لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
-
البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا
...
-
المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م
...
-
تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|