أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أكرم شلغين - ولكتبي الضائعة حكايات














المزيد.....

ولكتبي الضائعة حكايات


أكرم شلغين

الحوار المتمدن-العدد: 5785 - 2018 / 2 / 12 - 22:38
المحور: سيرة ذاتية
    


لأن الكتب والأشرطة كانت يوماً مستمسكات فقد تعمدت تهريبها من طريق من ينتظر الدليل على فقدان "طهرانيتي السياسية" ولأن الكتب كانت الدليل القاطع ضدي فقد تعمدت أن أخفيها بعيدة عن الأنظار كي لا تتكرر المأساة التي رأتها عيني مراراً مع أبناء جيلي وأقاربي وأبناء حارتي وترافقت مع تنهيدات الآباء ودموع الأمهات والحسرة للشعور بالعقم والعجز إزاء ما يقع من ظلم ولا تستطيع فعل شيء أي شيء لتوقفه...وهكذا حملت كتبي تباعاً خلال الليل إلى سطح بيتنا وتركتها هناك مطمئناً أن زوار الليل وضيوف الفجر* لن يعرفوا إليها طريقاً لأنهم سيفتشون داخل البيوت فقط. بعد أن اطمأن قلبي أن كتبي في أمان ذهبت إلى حلب وبقيت هناك لأيام بعدها عدت لأعرف أن السماء أمطرت في غيابي وأغرقت كتبي بالماء والتصقت الصفحات ببعضها البعض وأصبحت الكتب بحكم التالفة. بين غير مصدق وراغب في أن يكون التلف محدوداً ومن لا يريد أن يصعد إلى سطح "العليّة" في وضح النهار كي لا يكون الهدف الواضح لعين من قد يشي بحركتي وبين من يفكر بالواقع تباطأت بالصعود إلى السطح لأتفقد كتبي وأعرف لأي حد تلفت!
عدت ذات يوم إلى البيت لأُصدم بأن أحد أفراد أسرتي يحرق براميل من الورق والكتب! سألته عما يفعله فمسك كتابا من تلك الكتب وقال لي تصفحه! لقد أراد وقتها أن يثبت لي أن الصفحات التصقت ببعضها البعض ولا فائدة منها بعد ذلك الحين.
(طويت صفحة)
في بريطانيا، كان لي هوس خاص بشراء الكتب وفي كل مكان انتقلت إليه وعشت فيه كان ذلك هدفا رئيسياً لي. بعد خمس سنوات رغبت بمغادرة بريطانيا وانتقلت للعيش في ألمانيا فتبرع أحدهم ـ عربيا ـ بوضع كتبي لديه...وهكذا ملأت كتبي في ثلاثة عشرة صندوقاً من الكرتون بأحجام متفاوتة الأحجام ووضعتها في بيته. بعد عام ونصف اتصلت برقمه فأجاب شخص إنكليزي استغرب أن أتصل وأسأل عن شخص باسم (A.H.A.) وأكد لي أنه يستخدم ذلك الرقم منذ أكثر من عشر سنوات وان العنوان طريق لندن القديم منزل رقم 13(Old London Road, 13) والذي أتصل به هو نفسه الذي يسكنه منذ سنوات لكنه لم يسمع من قبل بالاسم الذي أسأل عنه..(بالطبع لم أصدق ما قاله لأنني كنت أزور ذلك البيت وأتصل بذلك الرقم بشكل مستمر. ولكنني لا أستطيع فعل أي شيء...!
(طويت صفحة أخرى)
في ألمانيا، بجنوب برلين حيث عشت لفترة ما أردت التعويض عما خسرت، فصار أن اقتنيت وقرأت من الكتب ما بطّن جدارين من صالوني بالكتب. لقد احتفظت بحب الكتب....عندما غادرت ذلك البيت ـ ولا أرغب هنا في الكلام عن كيف حصل ذلك وتفاصيل ـ بقيت الكتب في مكانها ولم أعرف إليها سبيلاً فيما بعد.
(صفحة أخرى طويت)
في ألمانيا، بشمال برلين، وفي آخر سكن لي قبل مغادرتي ألمانيا بدأت أجمع الكتب من جديد.... بعد عام ونصف على مغادرتي ألمانيا نُقِلت كتبي إلى قبو سكن سيدة لمع وجهها وهي تسأل عن ثمن بعض من الكتب... وأما عيني فلم تتكحل برؤية أي من تلك الكتب بعد نقلها...وحين أحتاج لكتاب أعرف أنني أمتلكه في مكان ما أشتريه من جديد...!
أحزن ولكنني أكرر في نفسي أن أياً منا لن يستطع ذات يوم حمل كتبه أو أي شيء آخر..معه في الرحلة الأخيرة!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* بزائر الليل وضيف الفجر أقصد المخابرات



#أكرم_شلغين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رشيد
- نسوية، ونسوية خاصة
- عشق القيود!
- هناك تأتيه الأفكار!
- بر الأمان
- انتبه فجوة (Mind the gap!)
- أما كفانا موتاً ودماراً؟
- طال التفكير
- هروب معنون بالأخلاق العامة
- من يستحق المساعدة!؟
- وجاء الفارس
- دنيا ودين!
- هلوسات وحدة ووحشة
- هل تغلبت العاطفة في نظرة سعيد !؟
- الرجل المناسب
- لو كان له جنّته!
- لقد فاتني أنه وقت دفن الموتى!
- لعله يأتي من المجهول!
- رحلة في البحث عن الدفء والحنان
- عروس وعريس


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أكرم شلغين - ولكتبي الضائعة حكايات