أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكرم شلغين - دنيا ودين!














المزيد.....

دنيا ودين!


أكرم شلغين

الحوار المتمدن-العدد: 5254 - 2016 / 8 / 14 - 23:43
المحور: الادب والفن
    


لم تعرف بريطانيا اليانصيب حتى عام 1994. في ذلك الوقت شرعت وسائل الاعلام والميديا تروج له على أنه حدث كبير في تاريخ بريطانيا الحديث. بدأت الناس في بريطانيا تتهافت بحماس منقطع النظير على اعتماد أسس ما في اختيار الأرقام، فهناك أصبح للتواريخ أهمية خاصة، يوم الولادة ويوم التعرف بالصديقة ويوم ولادتها، يوم الزواج، الحصول على عمل الخ... وجاء اليوم الذي سيتم فيه تعيين الفائزين وفق أسس بعيدة عن التلاعب....ولكن لم يفز أحداً...في اليوم الذي تلا راح البعض يتحدث مع مدرسي الرياضيات ومع من يفهم بالاحتمالات وراحوا يدفعون من النقود أكثر من قبل بقصد تعدد الحقول المملوءة بالأرقام اللازمة في الاختيار...ومن جديد جاء يوم تعيين الأرقام الفائزة ....ولكن، مرت أخرى، لم يفز أحدا بجائزة لها قيمة كبيرة...وراحت تتكوم الجائزة الكبرى ومجموعة الكاميلوت تعلن ذلك مشجعي الناس لتأخذ فرصتها وتلعب اليانصيب.... وراح المشهد يتكرر والجائزة الكبرى تتجمع وتكبر وتصبح عشرات الآلاف من الجنيهات السترلينية....و أصبح حديث الناس الجائزة الكبرى (الجاكبوت). مرت أسابيع على هذا الحال...وفجأة تم الإعلان عن ان أحدهم فاز بالجائزة الكبرى التي كان البشر ينتظرونه وقدرها 18 مليون استرليني...... لم تنته القصة هنا.. بل بدأت حيث أصبح الحديث يدور عن ذلك الشخص المحظوظ الذي ربح المبلغ الحلم!
في الأيام التي تلت، كتبت الصحف خبرا عن أن الذي فاز بالجائزة الكبرى يسكن في شمال إنكلترا...! بعد يومين أضافت صحيفة أن الرابح ليس ممن ولدوا في إنجلترا...! بعد أيام زادت الصحف في التشويق حين قالت انه من أقلية دينية تعيش في إنكلترا.... وبعده جاء في الصحف أن الرابح يسكن في منطقة تبعد 20,9 ميل عن مانشستر.... فعرف المهتمون أن الرابح يسكن في بلاكبيرن.... وبعدها بيومين قالت الصحف انه يعمل في مصنع.... إضافة التقاطع بعض الملاحظات مع التسريبات الصحفية لم يعد هناك أدنى مجال للشك لمن يسكن تلك المنطقة أن الرابح هو مختار محي الدين، ذلك الآسيوي المسلم الملتزم والمعروف بتدينه الزائد عن الحد المعروف! وهنا بدأت الأسئلة تطرح.
سأل جار انجليزي: هل اليانصيب حرام أم حلال في الإسلام!؟
- قطعاً إنها حرام! أجاب مالك
- هل كان يكذب علينا أم لى نفسه بزعمه انه مؤمن!؟ سأل صديق باكستاني
- بل كان يكذب على الله! أجاب سيد مجيب.
- لماذا يطلق العنان للحيته الكثيفة...!؟ تساءل أحدهم
- لماذا يشاركنا في الصلاة...!؟
- بماذا فكر عندما لعب اليانصيب....!؟ ألا
- الخ....الخ....
لعدة أيام لم يستطع مختار ان يواجه الناس وكلما لمحه أحدهم أصبح يخاف ان الأسئلة التي تناهى إلى سمعه ستتكرر ولكن هذه المرة وجهاً لوجه...! من الصعب التكهن عما دار في رأس مختار حينها....! ولكن من المؤكد أنه لم يفكر بأنه خرق العرف الديني حين لعب اليانصيب وهذا لا يتبعه لاحقا أي نوع من مراجعة الذات حول أن ما فعله بشكل خاص وسري بعيداً عن أعين الناس يتنافى مع ما يريده كشخص بصرف النظر عما تفكر به الناس... لقد لعب اليانصيب لأنه دون أن يفكر بالحلال والحرام ودوما مراقبة شخصية لذاته...... وذات يوم تفاجأ الناس انه حلق لحيته متخذا بذلك خطوة يبتعد بها عن الصوة النمطية للمسلم التي كان قد جهد طيلة سنوات ليقدم عن نفسه! دارت الأحاديث في الخفاء والعلن عن امتحان الاختيار ما بين الدين والدنيا...و كان حديث الجميع أن الامتحان لم يكن صعباً له فقد اختار الدنيا ومالها... وبالرغم من أن ما فعله يخمد جميع الأسئلة حول اختياره إلا أن الأسئلة ن تدينه وعمق ايمانه بقيت تقرع المسامع....هل كان مسلماً بحق؟ إلى أي حد يستطيع الإنسان أن يكون مرناً بقضايا الحلال والحرام...؟ الخ.. أيهما أحب إلى القلب مبلغ 18 مليون إسترليني أم أن يقول الناس أن المرء مؤمن!؟ لا أحد يعرف إن كانت نظرة من حول مختار له قد دفعته وزوجته سعيدة وأولادهم الثلاثة إلى تغيير أسمائهم وترك المنطقة وشراء بيت في منطقة أخرى (هوم كاونتيز) بمبلغ 350 ألف إسترليني أم أن الوضع الاقتصادي الجديد يفرض هيبة وهيئة مختلفتان! ربما أتى الجواب مبطناً حين كان مختار بعد عام بالضبط من تاريخ امتياز على مبلغ 18 مليون يترافع أمام المحاكم مع سعيدة لأنها افترضت أنها شريكتها ليس فقط بدافع أنها زوجته بل لأنهما لعبا اليانصيب سوية! الق آسيوي آخر على الخبر بقوله هناك نعود الله نعم ولكننا مستدين لنعبد الملايين أيضا لو توفرت لنا! نريد أسرة لكن المال أقرب إليك من أي إنسان! إنها الدنيا والدين!



#أكرم_شلغين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هلوسات وحدة ووحشة
- هل تغلبت العاطفة في نظرة سعيد !؟
- الرجل المناسب
- لو كان له جنّته!
- لقد فاتني أنه وقت دفن الموتى!
- لعله يأتي من المجهول!
- رحلة في البحث عن الدفء والحنان
- عروس وعريس
- عالمه الكبير
- رماد
- ليتها كانت حبيبة شاكر!
- بقع سوداء على القميص الأبيض
- لعب في العالم الافتراضي
- وتاريخها يبدأ بظهوره
- إن الحظ شاء
- خردة عشق من تمضى السنين
- وللشرق سحره*
- إنه منا وفينا!
- ما أجمله ذلك الصيف!
- باقة ورد مرفوضة


المزيد.....




- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكرم شلغين - دنيا ودين!