أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أكرم شلغين - أما كفانا موتاً ودماراً؟















المزيد.....

أما كفانا موتاً ودماراً؟


أكرم شلغين

الحوار المتمدن-العدد: 5570 - 2017 / 7 / 3 - 00:24
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


نمتُ واستيقظت على أخبار الألم والدم والدمار في سوريا، مع وعلى السوريين أينما كانت مواقعهم. لا أتكلم هنا حصراً عن النار التي اشتعلت، بشكل أو بآخر، في مخيم للاجئين السوريين في لبنان فقط؛ كما ولا أتكلم بالتحديد عن القصف الإسرائيلي لمواقع للجيش السوري في موقع قريب من الجولان المحتل ـ وقد أصبح هذا القصف متكرراً ويُمارس مثل أي هواية رياضية للإسرائيليين؛ ولا أتكلم كذلك قاصداً فقط التفجير في إحدى ساحات دمشق التي خلفت الكثير من القتلى والجرحى وغيرها من الأخبار العسكرية والموت في هذه المكان أو ذاك فقط، بل أقصد معاناة السوريين برمتها والتي لا يمتلك أحداً إلماماَ تاماً بها أو معرفة بتفاصيلها اليومية، فهذا الصباح أخبرني أحد المسنين من الداخل السوري عما يشاهده بأم عينه ويعيشه، لقد أخبرني أنه يرى صبية صغيرة يخجل الفقر لأنه مسها تأتي كل صباح إلى حاوية القمامة وتجمع منه ما تعثر عليه من بقايا الأكل التي رماها البعض...ويفكر إن كانت تأخذه لأطفالها! أم لأهلها وأخوتها! أين وصلنا؟
لم يخطر ببالي يوماً أنني سأكتب بما يتعلق بالشأن السوري بهذه الطريقة. كما ولن يمنعني الخوف من إساءة فهمي لأنني أعي أن الأصدقاء وخاصة في الداخل سيدركون أنني أقول هذا ليس فقط من منطلق الحرص على ما تبقى من اشلاء وطن يتمزق بل ومن باب الاستغاثة لأن الناس، بعد سنوات الحرب الدائرة في سوريا، أصبحت بوضع بائس على كافة الصعد.
أعرف أن الحرب أصبحت مدارة عالمياً ولسنا إلا ساحة قتال فرضت علينا وأصبحنا في واقع ابتعدنا فيه كثيراً عما بدأ الحراك في سوريا بسببه بالأساس، ولكن بالمقابل ماذا نفعل نحن جميعاً غير أن نضع أنفسنا وقوداً للحرب بدلا من السعي على إخماد لهيبها وإيقاف دمارها وقتلها؟
لو كان بإمكاننا، سابقاً، التغيير وتوانينا لكان ذلك بمثالة خيانة تاريخية. اليوم لا توجد جهات دولية تريد إيقاف الحرب بل تهلل للحرب الدائرة وتغذيها. أما علينا كسوريين فالحرب مدمرة للجميع ولن يوجد رابح بالمطلق فالجميع خاسرون، والفقراء هم من يدفعون الثمن وضريبة حرب لم يتسببوا بنشوبها في الأساس ولم يكن لهم ضلعاً في افتعال أي شيء كان مصدر أو مسيره سيفضي إلى الدم والدمار في سوريا.
المشهد السوري يدعوا لوقفة ومراجعة سريعة والتفكير بماذا يمكن أن نفعله!؟ لا أقول هنا ما فيه الانهزام ـ مع أننا انهزمنا جميعا في سوريا ـ انهزم النظام قبل الشعب، وانهزم الشعب وأُذِلّ، بل أنطلق من واقع يتطلب البراغماتية. لا أقول إن كان هناك حواراً فذلك يعني بالضرورة أن النظام هو المنتصر، وأن المنتصر سيفرض شروطه وسيصبح أكثر بطشاً من قبل وهذا ما خبرناه من النظام حين انتصر من قبل في حربه مع الاخوان المسلمين، ومهما كان من أمر فهناك واقع لا يستطيع أحد نكرانه أو تجاوزه، كما ولن يستطيع النظام أن يقول إنه انتصر فهو وكما قلت للتو انهزم قبل أن ينهزم الشعب، وهم يدركون ذلك ويعونه جيداً. لن أعود إلى الماضي البعيد او القريب لأتذكر أن هذه الحرب كان بالإمكان تحاشيها لو تصرف من يمسك بزمام الأمور السورية بعقل ووطنية وكان بإمكانه إجراء مصالحة تاريخية وإجراء تغييرات ترضي الجميع ولو نسبياً. من جهة أخرى لن أعود، إلى التساؤل والقول: أما كان بالإمكان الاستغناء عن الاستعانة بالخارج وترك الحراك سلمياَ وبدون عسكرته أو أسلمته؟ كما لا يفيدنا أن نتساءل من أشعل الحرب ومن تسبب بها، بل يفيد العمل على تجنيب أهلنا وشعبنا المزيد من الويلات. لا أعني هنا العمل على الاستسلام، بل أقصد تماماً أن على الجميع أن يدركوا أن لانهاية لهذه الحرب الا بالحوار السلمي السياسي وتقديم التنازلات من الجميع وإدراك أن منطق التاريخ سيفرض نفسه بالنهاية. ألا يكفي ما وصلنا إليه من دمار وفقر؟ هل نتلذذ بالموت والخراب؟ وإلى أين في نهاية المطاف؟ الفقراء والبسطاء هم من يعانون الأكثر في داخل سوريا، بدون كهرباء يخنقهم الحر في الصيف كما نخر عظامهم البرد في الشتاء، أصبحوا مشردين في بلادهم وفي العالم، أصبح وضعهم أسوأ من أن يوصف، الفقر والعوز في كل مكان، والنقص في كل شيء؛ الوضع الاقتصادي أصبح في الحضيض، وضع الليرة السورية مزري (وبالمناسبة تم طباعة وإصدار قطعة نقدية من فئة الألفين ليرة سورية وهذا يعني ما يعنيه على الصعيد الاقتصادي وانعكاساته على المواطن البائس في سوريا، بعدد أن كانت ليرتنا الفضية تعادل ما تعادله فقد كانت الليرة السورية موضع فخر مسبوكة بالفضة (أتذكر ما كانت تفعله الليرة الواحدة في الماضي، وأتذكر أيضاً أن قيمة الليرة السورية كانت تساوي 48 ليرة تركية على سبيل المثال). ألا يكفي جوعاً وقتلاً واذلالاً وتشرداً؟ ألا يكفي ما تعانيه الأرامل من إذلال بعد أن قتلت الحرب أزواجهن؟ ألا يكفي شغور سوريا من الشباب فجميعهم إما ذهبوا للحرب أو هربوا منها؟ ألا يكفي ما يفعله ذا الواضع بالواقع التعليمي؟
قبل أن أختم استغاثتي هذه أود القول إنني لا أدعوا إلى الاستسلام بل أتمنى الحوار الجدي من قبل الأطراف المعنية. ليس لي مصلحة إلا ما يتفق وينسجم مع مصلحة الوطن. ولا يفوتني هنا أن أذكر وأكرر أن لامصلحة لي ولست من أنصار أحد إلا الشعب السوري المسكين.
وقعت عليّ مظالم كثيرة وغبن لا مثيل له، فلا أنسى ما حييت كيف أن عميد كلية الآداب بجامعة تشرين (أحمد العيسى) وقف يحاربني بدون سبب ويتباهي تليفونياً مع شريك له في السوء كان حينها عميد كلية الزراعة (محمد يحيى معلا) وقد أصبح لاحقاً وزيراً للتعليم العالي كانا مغرقان في التباهي عمن بينهما الأكثر رجولة بمنعي من عملي في جامعتي، علماً أن الجميع في الجامعة، (كلية الآداب، مجالس الجامعة، وزير التعليم العالي (حسان ريشة)

رئيس مجلس الورزاء رئيس مكتب التعليم العالي القطري وافقوا على عملي وقالوا عن حاجة الجامعة والقسم لاختصاصي، ولكن
أحمد العيس الذي كان يعلم ابنة أحد ضباط القصر الجمهوري كان يأتي إلى اجتماعات مجالس الجامعة ليخوف الجميع أنه استقى معلوماته من القصر الجمهوري بمنعي من التعليم فيخاف الجميع ويكررون من جديد محاولة السماح بوضعي في مكاني وعملي وفي كل مرة كان العيسى يحمل بوجههم سلاح عنوانه "القصر الجمهوري غير موافق". اكتفيت بعد مرارة بالقول من داخل البلد أنهم سيقودونها إلى الدمار وكررت ذلك عبر شاشات تلفزة عالمية بعد أن استطعت أن أخرج من بين براثن وحوش يتحدث باسمها أويكذب مستخدماً اسمها دجال اسمه أحمد العيسى (ولقد أثبت الحاضر والذي كان مستقبلاً في وقت قولي إنهم سيقودون البلد إلى الدمار وإلى مصير مجهول، وللأسف صدق توقعي). سردت ذلك وأنا أعرف أن معاناتي أقل من معاناة غيري بكثير، ولكنني كررت ما حصل معي وبنفسي شيئاً واحداً أقوله إن كلامي لا مصلحة لي فيه إلا تلك التي تنصب في مصلحة الوطن والشعب السوري. عانيت وتجاوزت ذلك، ولكنني لا أستطيع أن أتعامى عن أن شعب بأكمله يعاني ويباد، لا أستطيع التعامي وأنا أرى بلداً هناك من يلمح أن تلاشيه بات يلوح في الأفق، لا أستطيع أن أتعامى والجراح تنزف وشبح الموت والقتل يمشي بين فقراء بلادي.



#أكرم_شلغين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طال التفكير
- هروب معنون بالأخلاق العامة
- من يستحق المساعدة!؟
- وجاء الفارس
- دنيا ودين!
- هلوسات وحدة ووحشة
- هل تغلبت العاطفة في نظرة سعيد !؟
- الرجل المناسب
- لو كان له جنّته!
- لقد فاتني أنه وقت دفن الموتى!
- لعله يأتي من المجهول!
- رحلة في البحث عن الدفء والحنان
- عروس وعريس
- عالمه الكبير
- رماد
- ليتها كانت حبيبة شاكر!
- بقع سوداء على القميص الأبيض
- لعب في العالم الافتراضي
- وتاريخها يبدأ بظهوره
- إن الحظ شاء


المزيد.....




- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أكرم شلغين - أما كفانا موتاً ودماراً؟