أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - وزارة التنظيف ..!














المزيد.....

وزارة التنظيف ..!


علي فهد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 5730 - 2017 / 12 / 17 - 18:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وزارة التنظيف ..!
قبل أن يأخذك العنوان الى ملف ( تنظيف الفساد ) الذي لازال في دائرة التصريحات الاعلامية، دعني أُعيدك الى قصده ( تنظيف المدن من النفايات )، فقد أصبح هذا الملف المزمن عصياً على الحل في العاصمة والمحافظات، على الرغم من تأثيراته الخطيرة على صحة المواطنين أولاً، وعلى المظهر الحضاري للمدن العراقية، المنتشرة في ساحاتها وشوارعها اكداس النفايات، ناهيك عن سوء اختيارمواقع الطمر الصحي والنقص الكبيرباعدادها وبدائية تنفيذها وادارتها وادامتها، اضافة الى فوضى القاء النفايات خارجها .
معلوم أن مهمة تنظيف المدن من النفايات واحدة من المهام الاساسية لامانة العاصمة والبلديات في المحافظات، ولم تكن هناك أزمة في ذلك على مدى تأريخ الدولة العراقية الحديثة، حتى في سنوات الحصار، لغاية سقوط النظام الدكتاتوري، قبل أن تتخلى تلك المؤسسات الرسمية عن هذه المهمة لصالح شركات خاصة بعقود مليارية، دون مبررقانوني ولا اقتصادي، ولا بهدف تحسين الكفاءة وضغط النفقات، لتقديم اداء أفضل لخدمة المواطنين .
احدث ازمات ( تنظيف المدن ) تبرز اليوم في مركز مدينة البصرة، المحافظة التي تساهم برفد ميزانية العراق بـ ( 90% ) من الايرادات، بعد أن امتنعت شركة التنظيف الخاصة من العمل بسبب عدم دفع استحقاقاتها (40 مليار دينار) لتسعة أشهر، أي أن عقدها السنوي يتجاوز (50 مليار دينار ) !!، عجزت الحكومة المحلية عن تسديده ..!.
وزارة البلديات اعلنت عن (تسليف ) حكومة البصرة ( 6 مليارات دينار) لحلحلة الازمة، بناءاً على توجيهات رئيس الوزراء، ووزارة النفط اوعزت بمشاركة اليات تابعة للوزارة للمساعدة في مهمة التنظيف، وهي اجراءات مؤقته تدور في فضاء الأزمة ولاتعالج أسبابها الحقيقية، التي هي بالمطلق ناجمة عن تخلي بلدية البصرة عن مسؤوليتها ومهمتها الاساسية في تنظيف مركزالمدينة .
في سنوات الوفرة المالية التي اعقبت سقوط الدكتاتورية، كانت الكثيرمن الحكومات المحلية في المحافظات تعجزعن اكمال صرف ميزانياتها السنوية، وتعيد مبالغاً منها الى خزينة الدولة، وبدلاً من أن تبادرالبلديات الى تشكيل فرق فاعلة وكفوءة للخدمات على مستوى الافراد والتجهيزات لتادية مهمتها الاساسية في خدمة المواطنين، فانها اعتمدت على اسلوب التعيين المؤقت للعمال الاجراء لقاء اجور منخفضة لاتتناسب مع طبيعة عملهم المهم والشاق، لتعود الى تسريحهم الكيفي لاحقاً بعد اشتداد الازمة المالية، وهو اسلوب تمهيدي لاعتمادها شركات النظافة الخاصة، تحقيقاً للعمولات المدفوعة لاصحاب القرار .
اذا اعتمدنا عقد الـ (50 ) ملياردينارلتنظيف مركز مدينة البصرة قياساً، سيكون المبلغ الاجمالي لتنظيف المدن العراقية اكثرمن (ترليون دينار)، وهورقم كبيروكاف لتغطية حاجات البلديات لتقوم بواجباتها كما ينبغي، ويمثل أضعاف ميزانية البلديات العراقية في العهود السابقة، عندما كانت الفرق البلدية تقدم خدماتها للمواطنين ضمن واجباتها الاساسية على أفضل مايكون، قبل خصخصتها لصالح الشركات التي تمثل أذرعاً للفساد الناشط تحت مظلات الحماية المفتوحة من مراكزالقرار .
اذا كانت الحكومات المحلية غير قادرة على ادارة ملف (تنظيف المدن) بكفاءة ومهنية طوال السنوات الماضية، فمابالك بالملفات السياسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية التي تحتاج الى رؤى واساليب اداء ومبادرات وحوارات انسانية وعلمية واجتماعية لتحقيق افضل النتائج والانجازات لخدمة المواطنين ؟!.
يبدو ان ملف (تنظيف المدن) يحتاج الى وزارة جديدة باسم (وزارة التنظيف)، لتكون سابقة عراقية جديدة في ( تطوير ) الديمقراطية ..! .
علي فهد ياسين




#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النزاعات العشائرية واحدة من صور الفساد
- نقل السفارة ( معادلاً ) لسقوط داعش
- قانون ( رعاية ) المسؤولين ..!
- وزارة الداخلية .. فضيحة وتحية !!
- صهاريج ( الحيتان ) من خانقين الى افغانستان
- خصخصة مجلس النواب العراقي ..!
- أين ( جيش ) المستشارين ..!
- خلاف خليجي .. توافق فلسطيني
- استفتاء الاقليم كشف المستور
- العلاج في الخارج دليل على فشل الحكومات
- حملة وطنية لاقرارقانون مزدوجي الجنسية
- المحافظ ( مواطن استرالي ) لايجوز اعتقاله ..!!
- اعتماد البرلمان ( سانت ليغو 1.9 ) عصيان سياسي ضد الشعب
- حق الأبطال ( شقق ) لعوائلهم وليس قطع أراض سكنية
- انتهاء ( لعبة ) بوابات داعش في القدس
- الرئيس ( ينضح ) مافيه .. !
- اليوم تحرير وغداً عوائل الشهداء بلا نصير ..!
- البحث عن فندق ( قمة الجبل ) ..!
- ملف تدمير ( المنارة ) في السفارة
- فيلق ( توسيع الذمم ) في العراق


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - وزارة التنظيف ..!