أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - خاطرتان حول الثورة السورية















المزيد.....

خاطرتان حول الثورة السورية


محمد أحمد الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 5711 - 2017 / 11 / 27 - 09:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خاطرتان حول الثورة السورية
25.11.2017
محمد إحمد الزعبي
الخاطرة الأولى ، الثورة السورية بين مطرقتين :
تتمثل المطرقة الأولى المعنية في عنوان هذه الخاطرة بالمجرمين الثلاثة : بشار وبوتين وولي الفقيه ، بينما تتمثل المطرقة الثانية بنظام عائلة الأسد . إن المتتبع لما جرى ويجري في سوريا منذ اندلاع ثورة آذار 2011 السورية وحتى اليوم ، ولا سيما التدخل الروسي ( 30 سبتمبر 2015 ) وقبله تدخل قاسم سليماني وحسن نصر الله ، وبعده التدخل الأمريكي ، يدرك ويعرف أن كل ماجرى ويجري وسيجري سواء في أستانا ، أو في منتجع سوشي على البحر الأسود ، لن تزيد قيمته عن الصفر إلا قليلاً .
إن أي حل حقيقي للأزمة السورية المستعصية منذ عدة سنوات ، إنما يستلزمـ بنظرنا ـ بداية رحيل القوات الروسية ، والقوات الإيرانية ،وقوات حزب الله اللبنانية ، بوصفهما قوات محتلة ، وبغض النظرعن ادعاءأصحابها المضحك في أنهما إنما جاءت إلى سوريا بطلب رسمي من الرئيس الشرعي الوريث بشار الأسد (!!) . إن هذا الإدعاء الذي وصفناه أعلاه بالمضحك ، يذكرني بوعد بلفور عام 1917 ، حيث أعطى من لايملك من لايستحق .
إن ماتراه الثورة السورية ، أيها السادة المحتمون ، هو أن وجود " الوريث بشار" الذي تستظلون بعباءة شرعيته المزعومة، والذي تدعون أنه هو الذي استدعاكم ، هو نفسه غير شرعي ،لأنه جاء إلى السلطة عن طريق التوريث ، وجاء من ورثه ( بتشديد الراء ) إلى السلطة بدوره على ظهر دبابة وليس عن طريق صندوق الإقتراع ، أي أنه هو بدوره ليس شرعياً ، وبالتالي فإن وجود عساكركم في سوريا هو بالتبعية غير شرعي أيضاً ، وعليها إذن أن ترحل من سورياعلى الفور. إن التواجد غير الشرعي للقوات الروسية والإيرانية واللبنانية في سوريا إنما يعني منطقياً استبعاد كل من ( روسيا وإيران )من كافة لقاءات ومؤتمرات حل الأزمة السورية سواء في أستانا أو في سوشي أو في جنيف أو في غيرها . لأنهما أصبحا جزءاً من المشكلة وليس جزءاً من الحل .
أما بانسبة لنظام عائلة الأسد ، فيقتضي بداية استبعاد بشار من سدة الحكم في سوريا ،سواء بالتي هي أحسن أو بالتي هي أسوأ ، ونهاية إحالة كل من تلطخت يداه من نظامه وشبيحته وأتباعه ، بدماء أطفال ونساء وشيوخ سوريا،الى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي .
هذا هو الحل الحقيقي للأزمة السورية ، إذا ماأردنا أن لا تظل هذه الإشكالية تدور في الحلقة الصفرية المفرغة هنا وهناك ياسيد بوتن وياسيد روحاني وياسيد بشارالأسد .
إن وصول الكاتب الى هذه النتيجة لم يكن دونما سبب ، وإنما لأن منطق الأحداث ومنطق الثورة هو من يقول ذلك ، ولاسيما بعد أن بلغ السيل الزبى وجاوز الحزام الطبين ، حيث وصل عدد شهداء الثورة وجرحاها ومعاقيها ومغييبيها قسرياً ومعتقليها ومهجريها أرقاماً عجزت حتى الأمم المتحدة نفسها عن ملاحقتها ومتابعتها ، والذين كان معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ ، ناهيك عن التدمير الممنهج لمعظم مدن وقرى سوريا ولاسيما البنية التحتية لهذه المدن والقرى ، تدميراً ممنهجاً كاملاً وشاملاً ، لم يسلم منه لا الزرع ولاالضرع ، بل ولا حتى الحمير .

في مقابلة له مع الصحفي البريطاني روبرت فسك بتاريخ (28.11.2016 )، أخبر الجنرال جميل حسن (مدير مخابرات القوى الجوية ) روبرت فسك ، أنه عند بدايات ثورة آذار ٢٠١١( تعبير ثورة للكاتب) قد طلب من سيادة (!!) الرئيس بشارالأسد ، أن يسمح له بقتل مليون شخص من المواطنيين السوريين الذين كان يطلق النظام الطائفي ومرتزقته وشبيحته عليهم ، مرة " العصابات المسلحة " ومرة " الإرهابيين " (!!) ، ولكن سيادة الوريث لم يأذن له بذلك . ان ماينبغي قوله لجميل حسن اليوم والآن ، لقد تم لك ماأردت ياجميل ، فقد زاد عدد شهداء الثورة اليوم عن المليون وزادد عدد جرحاها ومغيبيها ومعاقيها عن المليون أيضاً ، بيد أن الثورة ماتزال صامدة ، ولم ينطفئ أوارها، بل أن أطفال درعا الذين استشهدت فيما كتبوه على جدران مدرستهم لروبرت فسك ، قد كبروا الآن ، وانضموا إلى آبائهم وأمهاتهم في ثورة الحرية والكرامة وباتت الثورة اليوم أكثر تصميماعلى المضي في مسيرتها حتى النصر ، ومعنى النصر هنا هو أن تكون أنت وبشاروكل من تلطخت يداه بدماء الأبرياء في لاهاي تحاكمون أمام القضاء العادل على جرائمكم وخيانتكم وفسادكم .
ونذكرك ياسيد جميل أن بوتن الذي تعسكر قواته الجوية والبرية اليوم في حميميم وفي ميناء طرطوس ، وبطلب مؤسف منكم ( وأنت تعرف من أعني بالضمير المتصل " كم " ) أعلن ان هذه القوات سوف تنجز مهمتها في حماية النظام وإنهاء الثورة خلال بضعة اشهرفقط ، ثم تقفل راجعة من حيث أتت ، بيد أن الأمور، وبعد مرورعدة سنوات وليس عدة أشهرلاتشي بمثل هذه النتيجة المأمولة من قبلكم ، ولا من قبل بوتن نفسه أيضاً . بل إن دوما ( برلمان ) بوتن قد صادق بتاريخ 14تموز 2017 على البروتوكول الملحق بالاتفاقية المبرمة بين بوتن وبشار الأسد ، والتي تسمح للقوات الجوية الروسية أن تبقى في سوريا لمدة (49 ) عاماً قابلة للتمديد (25 ) عاماً أخرى (!!). إن المسكوت عنه في هذا الاتفاق ، هو أن رقم ال49 عاماً ،القابل للتمديد 25 عاماً أخرى ، إنما ينطوي ضمنياً على إشارة واضحة لا يخطؤها العقل ، في أن نظام عائلة الأسد سوف يبقى في عهدة الجيش الروسي مدة 75 عاماً من الآن . إنه لعمري استعمار القرن التاسع عشر بشحمه ولحمه ، وعش رجباً ترى عجباً .

الخاطرة الثانية ، لاتحلوا مشاكلكم ياسادةعلى حساب دم أطفالنا :
لابد بداية من تحديد المعنيين بالضمير المتصل " كم " المثبت أعلاه . نعم إنهما جماعتان سياسيتان ، واحدة تمثل " الشاهد " وأخرى تمثل " الغائب " . أما مجموعة الشاهد فهم مثلث سوشي بوتن ولافروف والذي تمثل روسيا قاعدته ، بينما يمثل ضلعاه الأخران إيران وتركيا . وأما مجموعة المشاركين " غيابيا " فهم مثلث الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل و بشار الأسد ، ذلك المثلث الذي تمثل الولايات المتحدة الأمريكية قاعدته ، بينما يمثل ضلعاه الآخران إسرائيل ونظام بشارالآسد .
ومن الواضح الجلي هنا ، أن مجموعتي الحضوروالغياب قدغاب لقاءاتهم جوهر الموضوع ، ألا وهو الشعب السوري والثورة السورية التي تطوي هذه الآيام عامها السادس ، لتدخل عامها السابع . والتي لايمثل رحيل بشارالأسد ونظامه إلاّ أحد مطالبها فقط ، أما المطالب الآخرى والتي لاتقل ضرورة وأهمية بالنسبة لثورة آذار 2011 ، فتتمثل برحيل كافة القوات الأجنبية التي استدعاها " الرئيس الوريث " لتحول دون سقوط نظامه ، وبالتالي دون رحيله، وعلى رأسها الطيران الروسي الذي بات يتخذ من مطار حميميم قاعدة ومنطلقا لعملياته الحربية ، في مهامها المدروسة والممنهجة في تدمير المدن والقرى السورية التي لاتخضع لسلطة بشار ، وعلى رأسها مدينة حلب الشهباء وغوطتي دمشق الشرقية والغربية، وذلك بالتنسيق الكامل مع قوات قاسم سليماني وحسن نصر الله الطائفية التي تسرح وتمرح على الأرض السورية ، والتي إنما جاءت ( نظرياً ) لحماية مقام السيدة زينب فقط لاغير .
إن مقولة المتنبي عن سيف الدولة الحمداني " فيك الخصام وأنت الخصم والحكم " لايمكن أن تكون مقبولة في سوريا الثورة ياأبطال سوشي ، الحاضرمنكم والغائب ،ولهذا فإن إعطاء (أو أخذ ) كل من روسيا وإيران وأمريكا لنفسهم هذا الدورالمزدوج ( دور الخصم والحكم ) هو أمر مدعاة للابتسام ، قبل أن يكون مدعاة للألم .
إن الكاتب ليستغرب مواقف هؤلاء " الكبار" (الدول العظمى) من الثورة السورية ، بل من الربيع العربي عامة ، وكيف أنهم أعطوا لنفسهم الحق في أن يشخصوا أمراض المجتمع السوري والمجتمعات العربية ، على هواهم ، وأن يحددوا أمراضها وبالتالي الدواء الذي يرونه ( هم ) مناسبا لعلاجها ، كما لو كانوا أطباء أو علماء اجتماع ، بل إنهم أعطوا لأنفسهم الحق في أن ينوبوا عن الشعب السوري حتى في وضع دستور دائم ( أكرر دائم ) له يحدد رؤيتهم (هم ) لمستقبل بلده ( هو ) السياسي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي . فلا حول ولا قوة إلاّ بالله .
وأرغب أن أختتم هذه الخاطرة ، ببيت شعرللشاعرالمرحوم نديم محمد يقول فيه :
أيها المشفقون لاتلمسوا الجر ح بنفسي فتوقظوا كبريائي



#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهجرة الإضطرارية ، الأسباب والنتائج
- مؤتمر الرياض وتعويم بشار
- الأزمة اللبنانية المتجددة
- لغز استقالة سعد الحريري من السعودية
- دور داعش في دعم بشار
- وجهة نظر حول مؤتمر ماسوتشي
- خواط حول الثورة السورية وشلة الكذابين
- قراءة نقدية لكتاب فلينت ليفريت وراثة سوريا
- حكاية خرائب أندرين
- نظام الأسد بين الإنكسار والإنتصار
- خواطر على هامش الأضحى
- وجهة نظر في حل الدولتين
- المجتمع الدولي المعنى والمبنى
- الرئيس الوريث أو الكذبة الكبرى
- الذاكرة السياسية الحلقة الخامسة
- كلمة صغيرة في إغلاق نتنياهو لقناة الجزيرة
- أزمة الخليج المفتعلة والهرولة إلى واشنطن
- من وحي أزمة الخليج
- مكافحة الإرهاب نعم ...ولكن
- الذكرى الخمسون لاحتلال الجولان


المزيد.....




- رغم إعلان ترامب لوقف إطلاق النار.. شاهد كيف كانت الدفاعات ال ...
- وسط إرباك حول توقيته.. وسائل إعلام من إيران وإسرائيل تُعلن س ...
- ترامب يُعلن دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ ويوجه -رجاءً- ...
- إسرائيل.. الكشف عن حصيلة قتلى الهجوم الإيراني على بئر السبع ...
- -فُرض على العدو بعد مهاجمة العُديد-.. شاهد كيف وصف التلفزيون ...
- رضا بهلوي من باريس: أنا مستعد لحكم إيران وعلى خامنئي أن يرحل ...
- ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على وقف لإطلاق النار
- فيما تتصاعد حرب الإبادة في غزة: المهمّات المباشرة لإسناد فلس ...
- حادثة الطفلة غيثة تشعل المغرب.. موجة غضب وتضامن
- ثمرة واحدة قبل النوم تُحسّن جودة نومك بشكل ملحوظ


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - خاطرتان حول الثورة السورية