أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - خواطر على هامش الأضحى















المزيد.....

خواطر على هامش الأضحى


محمد أحمد الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 5631 - 2017 / 9 / 5 - 15:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خواطر على هامش الأضحى
ا محمد أحمد الزعبي
1/9/2017
1.
وقعت هذا اليوم ( 1/9/17) على مقال لأحدهم يحمل عنوان " دفاعا عن جمال عبد الناصر " . قرأت المقال بإمعان ، فلفت نظري فيه أمران متداخلان ، أحدهما كان وصفا دقيقا وأمينا وصادقا للإيجابيات التي مثلها الرئيس جمال عبد الناصر عربياً ودوليا وعالم ثالثياً خلال فترة حكمه في مصر ( من 1952ـ 1970 ) ، ولا سيما : تأميمه لقناة السويس 1956 ، والإصلاح الزراعي ، والوحدة المصرية السورية ، ومؤتمر باندونغ ، والوقوف في وجه الإمبريالية العالمية دفاعا عن الأمة العربية كلها ، أما الثاني فكان هجومه ( صاحب المقال ) على جماعة الإخوان المسلمين بصورة عامة ، وعلى الرئيس محمد مرسي بصورة خاصة ، متجاوزا بذلك مبادئ الديموقراطية وصندوق الإقتراع ، بما يسمح بالاستنتاج بأن صاحب المقال يقف إلى جانب الديكتاتور عبد الفتاح السيسي الذي أطاح بمحمد مرسي بانقلاب عسكري دموي كما بات لا يخفى على أحد ، ناهيك عن تعاونه الكامل ( السيسي )مع إسرائيل في إغلاقه معبر رفح بعد إطاحته بمحمد مرسي .
لقد قرأت في أحد المراجع ، أن الرئيس جمال عبد الناصر قد زار بنفسه الشيخ مصطفى السباعي مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في سوريا ، عندما كان يتعالج في مستشفى المعادي العسكري في الجمهورية العربية المتحدة ، وأن الشيخ السباعي رجاه أن يفرج عن مسجوني الإخوان في مصر، فأجابه عبد الناصر، أن إخوان مصر يختلفون عن إخوان سوريا . ( آنظر : عدنان سعد الدين ، الإخوان المسلمون في سوريا من 1945 - 1963 ، مذكرات وذكريات ، الجزء الثاني / عمان 2007 / ص 223) .
إن مانراه فيما يتعلق بهذا الموضوع هو أن الدفاع الضروري والمشروع عن المرحوم الرئيس جمال عبد الناصرلا يستلزم بالضرورة مهاجمة الإخوان المسلمين في مصر .
2.
هذا الصباح ( الجمعة الفاتحة من سبتمبر ) هو اليوم الأول من أيام عيد الآضحى المبارك ، تطلعت حولى في البيت فلم آجدآحداً من الصغار يطالبني ب " العيدية " ، ولم آجد أحداً من الكبار يشرب قهوة العيد معي و يقول لي " كل عام وانتم بخير " عندها عرفت أنني لست في وطني وإنما أنا في بلد آخر لا معرفة ولا علاقة له بعاداتنا وتقاليدنا ، ومنها عيد الآضحى .
فتحت التلفزيون لآسمع ترديد الحجيج في مكة المكرمة وفوق جبل عرفات : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لاشريك لك لبيك .... " ، سمعت ترديد الحجيج نعم ، ولكنني سمعت أيضاً قبله وبعده التهم المتبادلة بين أبناء الوطن الواحد والعيد الواحد والآمة الواحدة والخليج الواحد فيما بات معروفا ب" أزمة الخليج " . وسمعت أيضاً خطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة وهو يردد آية من القرآن الكريم ، بدا لي أنه يحفظها جيدا لكثرة مارددها ، ألا وهي أية " وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الآمر منكم ( النساء / 59 )" ، ومخافة أن يكون قد التبس أمر هذه الآية على بعض مستمعيه من ضيوف الرحمن الأكثر من مليوني حاج ، فقد ذكرهم ( بتشديد الكاف ) بضرورة أن يتقربوا إلى الله بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين ولنجله وولي عهده ( وذكرهما بالإسم ) ، عندها وجدتني أقول في نفسي : يبدو أن قصيدة عنترة لنزار القباني إنما تنطبق أيضاً على كافة الحكام العرب من المحيط إلى الخليج ،وليس فقط على زيد أو عمرو منهم ، وإن التسميات الناعمة لهذا الحاكم العربي أو ذاك ، ماهي إلاّ الإسم الحركي ل " عنترة " نزار التي يقول فيها : : هذي البلاد شقة مفروشة يملكها شخص يسمى عنترة .
3.
في خطبته الأخيرة آما جمع من المؤيدين السوريين ، والتي بدا فيها لمشاهديه حضوريا وغيابياً أنه كان ، " مرتبك الوجه واليد واللسان " ، قال سيادة رئيس حارة " سورية المفيدة " فيما بدا كما لو أنها خطبة " الإنتصار "!؟ على ثورة الشعب السوري ضد نظام عائلته الذي كان يجمع منذ 1970 بين الفساد والاستبداد ، قال بشار : ( لقد خسرنا خيرة شبابنا ، والبنية التحتية ، ولكننا ربحنا مجتمعا متجانسا " (!!) . إذن فقد ربح سيادته بعد أن قتل أكثر من مليون إنسان ، وشرد أكثر من عشرة ملايين من " سورية غير المفيدة " ربح مجتمعاً متجانساً (!!) .
لايحتاج المرء لأن يكون حماراً حتى يفهم أبعاد هذه الأطروحة الطائفية الوقحة عن التجانس المعني بكلام هذا " الوريث " ، بل هذا الكائن العجيب ، الغائب عن المشهد السوري برمته ، ذلك المشهد الذي لم يعد خافيا حتى على أطفال العالم ، والذي بات مشهداً سوريا سريالياً واضحا وصريحاً . إنه مشهد ، وحيد اللون ( الدم ) ، ووحيد الصوت ( إرحل ) ووحيد الشعار ( الشعب يريد إسقاط النظام ) ، فمن اين يأتي التجانس ياابن "الأسد " (!!) ، آم أن الأمر لايعدو أن يكون ( اسمع كلامك يعجبني أشوف فعالك أستعجب / بلهجة الرئيس جمال عبد الناصر ) .
4.
في بعض الحالات و في بعض الأوقات يشعر المرؤ آن مفهوم " المستبد العادل" يمكن أن يكون مقبولا كبديل لديموقراطية صندوق الاقتراع . إن هذا المفهوم ( المستبد العادل ) كما يشير اسمه ، يقتضي أن يكون المستبد عادلا ، ذلك أن غياب العدالة يعني - تطبيقياً - غياب النصف المضيء من المفهوم والإبقاء على النصف المعتم ( المستبد ) منه . في توقف الكاتب عند هذا المفهوم ذات يوم كان يدور في ذهنه رئيسين عربيين اثنين لأثالث لهما ، هما : جمال عبد الناصر وصدام حسين ، واللذان حاولا - حسب رؤية الكاتب - المزج بين العدالة والاستبداد بقدر الإمكان ، بيد أن هذا المزج ـ واقع الحال ـ لم يكن متساوياً ولا متكافئاً ، بحيث تتغلب صورة العدالة فيه على صورة الاستبداد ، وإنما العكس هو ما طبع - مع الأسف الشديد - بعض الحالات التي غلب فيها لون الاستبداد على لون العدالة في مجال الممارسة ، الأمر الذي كان بالتأكيد مدعاة للأسف . ومهما يكن أمر هذه الممارسة ( والكلام هنا عن المرحوم الرئيس جمال عبد الناصر ) فإن تزاحم خمسة ملايين إنسان للسير في جنازة أبي خالد ، عند وفاته رغم خسارته لحرب 1967 التي لم يكن دم شهدائها قد جف عند وفاته بعد ، انما هي - واقع الحال - شهادة شعبية صادقة له ، تشير بوضوح لالبس فيه إلى أن عنصر العدالة لم يكن غائباً في مفهوم " المستبد العادل " عند هذا الرئيس ،
5.
منذ أن سقطت حلب الشهباء بيد الروس والإبيرانيين ( النظام وحزب الله متضمنان في مفهوم الإيرانيين ) بدا وكأن ثورةآذار 2011 السورية قد وصلت إلى حالة من الإستعصاء ، التي ترتب عليها عدد من السلبيات في صفوف الثورة والثوار ، والتي استغلها النظام وأعوانه وسجلوا بعض الانتصارات الجغرافية هنا وهناك ، بما بدا للمشاهد الخارجي ، وكأن الثورة قد انتهت ، وأن النظام ( يتضمن مفهوم النظام هنا كل من قاتل ويقاتل مع بشار من الداخل والخارج) قد انتصر(!!
إن ما يرغب الكاتب أن يشير إليه هنا ، هو أنه للهزائم والانتصارات قوانينها الداخلية التي لإيراها المرء بالعين المجردة ، وإنما هي عملية مركبة ومعقدة وطويلة الأمد ، لايراها إلا الثوار أنفسهم .
وما نراه نحن في هذا الموضوع ،هو أن نظام حافظ الأسد الطائفي والذي ورثه ( بتشديد الراء ) لابنه بشار عند وفاته عام 2000 قد انتهى ( نظام عائلة الأسد ) بالضبط يوم رفعت الثورة السورية شعار ( الشعب يريد إسقاط النظام ) . ودون أن ننكر ـ بطبيعة الحال ـ إن عوامل موضوعية وأخرى ذاتية قد وضعت العصي في عجلة الثورة فأبطأت وأربكت مسيرتها ، وأخرت انتصارها ، بما بدا لضعفاء الإيمان بحق الشعوب في أن تحكم نفسها بنفسها عبر صندوق الاقتراع ،وليس عبرجنازيرالدبابات ( بدا لهم ) كما لو أن الثورة قد انتهت ، وما على من بقي من الثوارعلى قيد الحياة في هذه المحافظة أو تلك سوى أن يلقى عصاه ويكتفي بقراءة الفاتحة على قبر ابنه أو حفيده أو حفيدته أو أمه أو أخته أو زوجته أو أبيه أو عمه أو خاله ، أو ....أو... الخ .
إن ماربحته في هذه الحرب ياسيادة ( الرئيس!! ) لا يعدو أن يكون نوعاً من أحلام اليقظة ، لا تلبث أن تتبدد ، عندما يصيح ديك الصباح ، وتصدح مأذن دمشق بأذان الفجر ، و ينهض الثوار لمتابعة مسيرتهم في " إسقاط النظام " .
إن طريق ثورتنا السورية طويلة يابشار ويابوتين وياخامنئي وياحسن نصر الله وياترامب ، بيد أن النصر في نهاية النفق هو أمر لاتخطئه العين ، ولا يخطئه القلب ولاالعقل ، وقريبًا لن تخطئه الوقائع إنشاء الله..
إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر . وليرحم الله أبا القاسم الشابي .



#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهة نظر في حل الدولتين
- المجتمع الدولي المعنى والمبنى
- الرئيس الوريث أو الكذبة الكبرى
- الذاكرة السياسية الحلقة الخامسة
- كلمة صغيرة في إغلاق نتنياهو لقناة الجزيرة
- أزمة الخليج المفتعلة والهرولة إلى واشنطن
- من وحي أزمة الخليج
- مكافحة الإرهاب نعم ...ولكن
- الذكرى الخمسون لاحتلال الجولان
- الخامس من حزيران 1967 الذكرى الخمسون
- حلب القدس ومحمود درويش
- في الذكرى 69 لنكبة فلسطين
- قراءة لوثيقة حماس الجديدة
- داعش والإرهاب أو جدلية الدين والسياسة
- إنهم يحلون مشاكلهم على حساب دماء أطفالنا
- وقفة نقدية مع الماضي
- ثلاث وقفات مع نزار قباني
- تستور ياشيخ لافروف
- سوريا ليست للبيع يابشار
- المسألة السورية في مرحلة مابعد حلب


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - خواطر على هامش الأضحى