أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أحمد الزعبي - ثلاث وقفات مع نزار قباني















المزيد.....

ثلاث وقفات مع نزار قباني


محمد أحمد الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 5418 - 2017 / 1 / 31 - 17:28
المحور: الادب والفن
    



يعود تاريخ وقفتين من هذه الوقفات الثلاث إلى عام ١٩٦٧ ، أما الوقفة الثالثة فيعود تاريخها إلى عام ٢٠١٥ وقد تم نشرها في بعض وسليل الإعلام تحت عنوان " دفاعا عن نزار قباني " .

تتمثل وقفتي الأولى مع الشاعرالكبير نزار القباني ، وكنا يومها على مشارف حرب حزيران ، بنشري لصورة رمزية عبرت فيها من خلال بيتي شعر لنزار عن تصوري للنهاية المأساوية لتلك الحرب ، وذلك من خلال مارأيت وما سمعت ، وكنت يومها مسؤولا من الدرجة الثانية ، ( إن لم أقل الثالثة ) في القيادة السياسية بدمشق . نشرت فكرتي في صورة مربعين وضعت في أحدهما صورة للمرحوم الملك عبد الله الأول ( قائد جيوش تحرير(!!) فلسطين ١٩٤٨ ) وكتبت تحت هذا المربع ١٩٤٨، ووضعت في المربع الثاني إشارة إستفهام كبيرة ، للإشارة إلىالمسؤول الجديد عن الهزيمة الجديدة التي كنت أتوقعها ( والذي تبين لاحقاً أنه حافظ الأسد ) وكتبت تحت تحت هذا المربع ١٩٦٧١/٢ باعتبا ر أن الحرب الجديدة ستكون في منتصف عام ١٩٦٧، وبما أن الفرق بين التاريخين هو ٢٠ عاما ، فقد ذيلت هذين المربعين بصورة شعرية رمزية أستعرتها من إحدى قصائد نزار القباني رغم أن هذه القصيدة لا تنتمي للشعرالسياسي لنزار :

عشرون عاما يا دروب الهوى وما يزال الدرب مجهولا
عشرون عاما يا كتاب الهوى. ولم أزل في الصفحة الأولى

وتتمثل الوقفة الثانية مع نزار القباني ، بتوقفي مع قصيدة " هوامش على دفتر النكسة " والتي كتبها بعد
النكسة ( او قل هزيمة حرب حزيران ٩٦٧ ) منتقدا بشدة وبقسوة المسؤولين عن هذه الهزيمة . اطلعت على هذه القصيدة في ساعة متأخرة من ليالي الهزيمة ، ولأني كنت أوافق الشاعر في كل ماقاله حول موضوع هذه الهزيمة ، فقد أمرت ( كوزير إعلام يومها ) بنشرها في الصفحة الأولى من جريدة البعث ، ورفضت كل طلبات " رفاق " الدرجة الاولى والثانية بعدم نشرها ، كونها موجهة أساسا ضد الحزب ، وقد تم نشرها كما أمرت في الصفحة الأولى من جريدة البعث ، ويمكن لمن يرغب التأكد ، أن يبحث في أرشيف جريدة البعث في فترة مابعد الهزيمة . وذلك لأني لاأتذكر تاريخ أو رقم العدد الذي نشرت فيه القصيدة .

وتتمثل الوقفة الثالثة بأنني عندما استمعت لبشار الجعفري ممثل النظام السوري في الأمم المتحدة ذات يوم
وهو يقتطع بيت شعر لنزار القباني من قصيدته عن دمشق " من مفكرة عاشق دمشقي " ويخرجه عن سياقه في القصيدة ، بحيث يبدو وكأن نزار يتفق مع الجعفري حول موقفه من النظام السوري ، وهو تشويه لنزار مابعده تشويه ، الأمر الذي دفع بي أن أكتب في اليوم التالي مقالة بعنوان " دفاعاً عن نزار قباني " ،حيث نشرت في بعض المواقع الإعلامية . إن بيت الشعر الذي استشهد به الجعفري ، هو ( إذا لم تخني ذاكرتي ) :
ياشام إن جراحي لاضفاف لها فمسحي عن جبيني الحزن والتعبا
ولقد كان هذا الجعفري يريد من هذا الاستشهاد الخادع بنزار أن يوهم مستمعيه ، أن نزاراً يرثي دمشق التي
دمرها " الإرهابيون " وليس النظام (!!) ، فكان لابد من رد مزدوج عليه ، يتمثل الأول منهما بإيراد
وخالد ابن الوليد الأبيات التالية في القصيدة والتي يستصرخ فيها نزارمعاوية ابن آبي سفيان ،
وأسباده في طهران لكي يعيدوا لدمشق وجهها آليا سميني العربي والإسلامي الذي شوهه هذا الجعفري
: ودمشق . يتساءل نزار بحرقة العاشق الدمشقي في نفس القصيدة

ياشام أين هما عيني معاوية وأين من زحمموا بالمنكب الشهبا ؟
فلا خيول بني حمدان راقصة زهوا ولا المتنبي مالئ حلبا
وقبر خالد في حمص تلا مسه فيرجف القبر من زواره غضبا
يابن الوليد ألا سيف تؤجره فكل أسيافنا قد آصبحت خشبا ؟


وأخيرا فإنني في وقفة رابعة جديدة مع نزار و بعد قراءتي مؤخراً لعدد من مطولاته الشعرية وجدت أنه
يدمج ويمزج في كل قصيدة من قصائده ، غزلية كانت أو سياسية بين سبعة عناصر مختلفة ، ولكن على أساس " التغليب " الذي يتعلق بعنوان القصيدة ، ودوافعه الذاتية لكتابتها . هذه العناصر السبعة هي : المرأة ، الطبيعة ، الحداثة المجتمع العربي ، الحاكم العربي ، الحرية ، فلسطين . علما أن المرأة في شعر نزار ، وبما في ذلك شعره الغزلي ، هي لوحة فنية ، هي " موناليزا " وليست امرأة الجنس والفراش كما كان يحلو
للبعض أن يدمغ نزاراً اعتمادا على شعره النسوي . وهذه بعض الأمثلة على عملية الترابط الفني عند نزار بين هذه لعناصر السبعة ، كلا أو بعضاً .

مآذن الشام تبكي إذ تعانقني وللمآذن كالأشجار أرواح ) : المزج بين المكان والمرأة والدين والطبيعة ،
فكل صفصافة حولتها امرأة وكل مئذنة رصعتها ذهبا ) المزج بين الطبيعة والمرأة ،
أيا فلسطين من يهديك زنبقة ؟ ومن يعيد لك البيت الذي خربا ؟ ) المزج بين الطبيعة وفلسطين والمرأة
تلفتي .. تجدينا في مباذلنا من يعبد الجنس أو من يعبد الذهبا ) نقد الأثرياء العرب ،
هذي البلاد شقة مفروشة يملكها شخص يسمى عنترة ) نقد الحكام العرب عامة ونظام الأسد خاصة ، ( ماذا سأقرأ من شعري ومن أدبي حوافر الخيل داست عندنا الأدبا ) نقد النظام العربي العسكري
يا وطني الحزين حول تني بلحظة من شاعر يكتب شعر الحب والحنين لشاعر يكتب بالسكين) إىشارة إلى أثر هزيمة ١٩٦٧ عليه ، وتحوله إلى الشعر السياسي
خلاصة القضية توجز في عبارة : لقد لبسنا قشرة الحضارة والروح جاهلية ) الدعوة للحداثة
وختاما : اريد أن أضم صوتي إلى نزار في قوله : :
ياإخوتي .. جربوا أن تقرأوا كتاب ... أن تكتبوا كتاب ... فالناس يجهلونكم ... والناجس يحسبونكم ... نوعا من الذئاب (!!) ) ، وكأن نزار كان يرى ويسمع ما يقوم به ترامب هذه الأيام .
فليرحم الله نزاراً .



#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تستور ياشيخ لافروف
- سوريا ليست للبيع يابشار
- المسألة السورية في مرحلة مابعد حلب
- عشرة أيام حيّرت العالم
- من وحي حلب الشهباء
- الثورة السورية بين رؤيتبن
- الديموقراطية بين الحل والإشكالية
- خواطر حول الطائفية وأخواتها
- الدرس المغربي لثورات الربيع العربي
- حلف الثوريين في الربيع العربي
- ماهكذا تورد الإبل ياجون كيري
- الجيش الحر أو الجيش الوطني السوري
- الثورة السورية بين العاملين الداخلي والخارجي
- خاطرة حول بوادر تقسيم سوريا
- شنفرى داريا : وداعاً بني قومي!
- داريا بين فك بشار ومخالب بوتين
- الثورة السورية ولعبة شد الحبل بين إيران وتركيا
- الأخوان داعش وبشار وأكذوبة الأولوية
- جدل الدين والسياسة بين الأمس واليوم
- الذين لايخجلون من الكذب


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أحمد الزعبي - ثلاث وقفات مع نزار قباني