أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - الجيش الحر أو الجيش الوطني السوري















المزيد.....

الجيش الحر أو الجيش الوطني السوري


محمد أحمد الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 5280 - 2016 / 9 / 9 - 10:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجيش الحر أوالجيش الوطني السوري
تعدد في الاسماء ووحدة في الهدف
21:08:2014
محمد أحمد الزعبي
يدور عنوان هذه المقالة ، حول موضوع ، قرأت عنه في بعض وسائل الإعلام ، دون التأكد من صحته ، ولكن هذا لا يمنع من أن نتوقف قليلاً عند ماسمعناه وما قرأناه ، بغض النظر عن درجة صحة هذا الماسمعناه والماقرأناه ، وذلك على قاعدة لادخان بلا نار. وقبل ان أدخل في دهاليز ومتاهات هذه الإشكالية ، أحب أن أذكر الواقعتين التاليتين من موقعي ليس كمحلل سياسي فقط ، وإنما كشاهد عيان أيضاً :
الواقعة الاولى هي أنني قد التقيت ذات يوم بالأخ العقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر ، في مقر إقامته في تركيا . سألته يومها كيف ومتى يمكن برأيكم أن يتوقف نزيف الدماء في سوريا ، أجاب الاخ رياض الأسعد دون تلكؤ أو تردد : عندما تقرر أمريكا ذلك .
الواقعة الثانية هي أنني التقيت بالأخ اللواء محمد حسين الحاج علي ذات مرة ، وكان من بين ما سمعته من الاخ اللواء، شكواه من حالة الفوضى العسكرية والسياسية التي تنتاب الثورة السورية ( ثورة آذار ٢٠١١ ) ، والتي أدت الى تبعثر وبالتالي تعثر القرارين السياسي والعسكري ، وأطالة مدة النزيف ، وحالت دون الانتصار السريع للثورة على نظام الأسد ، ومن الواضح انه كان يشير الى وجود خلل ما في مسيرة الثورة ، ينبغي تصحيحه ، ولاسيما في الجانب العسكري من هذه المسيرة .
بعد ذكرنا لهاتين الواقعتين الواضحتي الدلالة السياسية والعسكرية ، يمكننا ان ندخل الى ما أسميناه دهاليز/ متاهات هذه الإشكالية ، لنشير بصورة أساسية الى :
1. موافقتنا المبدئية - كمعارض سوري - على الموقفين اللذين أوردناهما أعلاه ، لكل من الأخوين العقيد رياض الأسعد ، واللواء الحاج علي ، ذلك ان كلا من هذين الرأيين المتعلقين بالموقف الخارجي ( من الثورة ) و بالخلل الداخلي ( للثورة ) ، يمتلك بنظرنا قدرا كبيرا من المشروعية والصحة .
2. لايمكن لاحد أن ينكر أو يتنكر لخلل الممارسة الذي أصاب جناحي المعارضة الرئيسيين ، المدني والعسكري ، والذي أدى عمليا ( الخلل ) من جهة الى إطالة حرب الاستنزاف بين الثورة والنظام ، وبالتالي إراقة الدماء بالحق وبالباطل ومن جهة اخرى الى تقلص حجم ومساحة المواقع التي سيطرت عليها المعارضة الوطنية والجيش الحر ، ومن جهة ثالثة الى برود همة بعض الثوار ، وابتلاعهم الطعم ( السم في الدسم ) الذي وضعه لهم أعداء ثورات الربيع العربي ، من العرب وغيرالعرب ، ولا سيما طعم فوبيا الديموقراطية والإخوان المسلمين .
3. يمثل الخلاف السني الشيعي ، والموقف المتباين لكلا الطرفين من ثورات الربيع العربي ، الفخ الأكبر والأخطر الذي نصبه أعداء هذه الثورات لوقف دومنو الربيع الديموقراطيفي في الوطن العربي عامة وفي سورية والعراق خاصة ، ولحفرهوة عميقة بين القومية العربية والدين الاسلامي ، من جهة ، وبين الأقلية والأكثرية داخل الوطن الواحد من جهة أخرى ، تلك الهوة التي زاد في عمقها وخطرها المتطرفون من كلا الطرفين ( داعش البغدادي ، وقاعدة الظواهري ، وشبيحة الأسد ، ومليشيات المالكي وولي الفقيه ) ، ولا سيما بعد وصول حافظ الأسد الى السلطة في سوريا عام ١٩٧٠ ، والخميني في إيران 1979، والغزو الأمريكي للعراق عام ٢٠٠٣ ، وهو ماانعكس سلبا على اداء الثورتين السورية ( منذ ٢٠١١ وحتى اليوم ) والعراقية ( منذ ٢٠٠٣وحتى اليوم ) .
4. لايمكن لاحد أن ينكر وجود العلاقة الجدلية ( التأثير المتبادل أفقيا وعموديا ) بين ثورة آذار السورية ، وبين ماجرى ويجري في كل من مصر والعراق ، الامر الذي يعني أن الموقف السلبي للقوى والأطراف المعادية لثورة الشعب السوري الديموقراطية سوف يظل على حاله ، سواء في إطار الجيش الحر أو في إطار أية تسمية أخرى ، من حيث استمرار أعداء الربيع العربي ، في الداخل والخارج ، بالعزف على نغمة مكافحة الإرهاب ، وتدعيش الحراك الوطني الديموقراطي المرتبط بهذا الربيع ، ولاسيما في مصر وسورية والعراق ، وبالتالي الحفاظ على الأنظمة الموالية للخارج ( المالكي والأسد والسيسي ) المقبولة من روسيا وامريكا وإسرائيل وإيران ، وبغض النظر عن التصريحات التضليلية لهذا الطرف او ذاك ، من الاطراف العربية والاسلامية والدولية ، و التي ظاهرها الرحمة وباطنها الكذب والعذاب .
5. ان سحق وتدمير القوى الوطنية والقومية والإسلامية الفاعلة ، في الوطن العربي عامة ، وفي سورية والعراق خاصة ، ومنع وصول لهيب ثورات الربيع العربي الى الأنظمة التابعة لهم ، والحامية لمصالحهم ، هو الهدف الحقيقي الكامن وراء هذا الموقف المتفرج للدول الكبرى ، على مذابح أطفالنا ، وتدمير بيوتنا ، والفتك بأرواح رجالنا ونسائنا ، وليس موقف الأنظمة القزمة الأخرى ، العربية منها وغير العربية ، سوى الانعكاس الكاريكاتوري المؤسف والمضحك لموقف تلك الدول الكبرى بصورة أساسية . إن التذرع بداعش مرة ، وبالنصرة أخرى ، إن هو الّا الذريعة الواهية ، بل ورقة التوت التي تحاول تلك الدول المعنية التابع منها والمتبوع ، ستر عوراتها الأخلاقية والسياسية بها .
6. إن الصورة القاتمة التي ذكرناها أعلاه ، تسمح لنا بأن نقول بصوت عال وواضح ، والكلام هنا موجه بصورة أساسية للمعارضة السورية ، في الداخل والخارج : إذا كان الخيار بين التوافق أو المواجهة بين أطراف وأطياف هذه المعارضة ، فنحن ننصح كافة هذه الأطراف والأطياف ، أن يكون خيارهم جميعاً ، ودو ن استثناء ، التوافق فيما بينهم ( ولو في إطار الحد الأدنى) ، والمواجهة المشتركة مع النظام القمعي الديكتاتوري الوراثي لعائلة الأسد ، وذلك دون أن ينتظروا شيئا من الاخرين ، العرب منهم وغير العرب ، وهو ما يعني - عملياً- ضرورة تأجيل الخلافات السياسية والحزبية والأيديولوجية بينهم ، ( وهي خلافات موجودة ومشروعة ) إلى مابعد تحرير الوطن من براثن هذا النظام الفاسد ، وإقامة البديل الديموقراطي ، حيث ستكون عندها الأبواب مشرعة للتنافس الوطني السلمي الشريف بين كافة مكونات هذه المعارضة ، دونما استثناء .
7. ان الاختلاف في الرأي بين الناس ، أيها الأخوة الثوار ، هو أمر مشروع ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) ولكن هذا الخلاف يجب ان يحمي الارض ( المجتمع / الوطن / الامة ) من الفساد ، لا أن يكون هو نفسه سببا لهذا الفساد ، فالأرض هي بستان الإنسان ، وكلما تعددت ألوان الورود والزهور في هذا البستان كلما كان اجمل وأكمل ، دعونا نختلف ، ولكن دون ان نفترق ، لتتعدد الورود والزهور ، ولكن في اطار وحدة البستان ، فالمجتمعات البشرية ، - أيها الإخوة - تشبه يد الإنسان التي تتمايز أصابعها ، ولكن هذا التمايز ( هذه التعددية ) هو شرط عمل هذه اليد في تأديتها لوظيفتها في خدمة هذا الإنسان .
8. لايهم أن يكون اسم الجناح العسكري من الثورة ، الجيش الحر ، أو الجيش الوطني السوري ، أو أي اسم اخر ، وإنما المهم هو أن يكون الثائر للثائر سواء أكان مدنياً أو عسكرياً ، من الثوار السابقين أو اللاحقين ، كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ، وأن يكون هدف الجميع واحداً ، هو إسقاط النظام الديكتاتوري الطائفي الراهن ، بكل مرتكزاته ورموزه ، وإقامة نظام وطني ديموقراطي تعددي .
9. يمكننا ان نجسد الصراع الدائر اليوم حول ثورات الربيع العربي عامة ، وثورات مصر وسورية والعراق خاصة بالصراع بين مثلثين : مثلث عسكري قاعدته السيسي ، وضلعاه الآخران المالكي وبشار الأسد ، ومثلث مدني قاعدته مبدأالمواطنة ، وضلعاه الآخران الدستور وصندوق الاقتراع النزيه والشفاف ، ومن المؤسف أن نرى بعض المثقفين العرب يطبّلون ويزمرون لمثلث الديكتاتوريات العسكرية ، على حساب مثلث الديموقراطية المدنية ، وتحت ذرائع واهية ماأنزل الله بها من سلطان . ويبدو أن الصمت في بعض الحالات أبلغ من الكلام ، والله أعلم .
==================



#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة السورية بين العاملين الداخلي والخارجي
- خاطرة حول بوادر تقسيم سوريا
- شنفرى داريا : وداعاً بني قومي!
- داريا بين فك بشار ومخالب بوتين
- الثورة السورية ولعبة شد الحبل بين إيران وتركيا
- الأخوان داعش وبشار وأكذوبة الأولوية
- جدل الدين والسياسة بين الأمس واليوم
- الذين لايخجلون من الكذب
- الهجرة من الجنوب إلى الشمال - مقدمة لبحث ميداني
- الهجرة من الجنوب إلى الشمال
- بين بشار الأسد ودي مستورا شعرة معاوية
- البرهان على تحرير الجولان
- الثورة السورية بين مطرقة بشار وبوتن وسندان أوباما
- ملاحظات عامة على ورقة دمستورا ( جنيف 3 )
- الثورة السورية وجدلية التراث والمعاصرة
- حزب البعث السوري والصعود إلى الصفر
- من جنيف 1 إلى جنيف 3 وبالعكس
- التآمر والكذب وجهان لعملة واحدة
- أين الخلل ؟
- جنيف 3 بين مضايا وشيخ مسكين


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - الجيش الحر أو الجيش الوطني السوري