أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - شنفرى داريا : وداعاً بني قومي!














المزيد.....

شنفرى داريا : وداعاً بني قومي!


محمد أحمد الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 5269 - 2016 / 8 / 29 - 22:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شنفرى داريا : وداعا بني قومي !

اديروا بني قومي ظهور" حمير كم " فإني إلى قوم سواكم لأميل
30.08.2016
د. محمد أحمد الزعبي
سمعت ذات يوم من على شاشات التلفاز ، أحد العشرينيين من شباب سوريا ( وسأسميه في هذه المقالة حسين ) يقول وهو يتهيأ للصعود إلى أحد القوارب الذي سينقله من تركيا إلى اليونان ، يقول بغضب وبصوت مسموع " خلاص أنا ماعاد بدي ثورة ، ماعاد بدّي أكون عربي ، أنا بدي أعيش " (!!) . لم يكن كلام هذا الشاب الغاضب يعني ، في حقيقته وفي بعده الوطني و القومي والإنساني سوى احتجاج صارخ على السلبيات المؤسفة التي رآها ، وربما عايشها في بلده ووطنه سوريا ، وبالذات على ممارسات قيادات وعناصر ثورة آذار و٢٠١١ من مدنيين وعسكريين والتي أي (الممارسات ) القت به بداية في أحضان مخيمات اللجوء في تركيا ، ونهاية في قوارب الموت المتوجهة إلى اليونان فأوروبا ، وهو يبحث عن " الأمل " و عن الأمن والأمان ، بل عن المجتمع الذي يسمع صوت غضبه ، ويسمح له بتنمية قدراته النظرية والعملية كشاب في مقتبل العمر ، وتوظيفها في خدمة حاضره مستقبله ، ولكن أيضاً في خدمة حاضر ومستقبل شعبه وامته ، وخدمة المجتمع الذي يعيش فيه ، إنه يبحث عن حقه في الحياة . إنني لاأعرف الآن شيئا عن هذا الشاب ، الذي لم أره ولم أسمع منه أوعنه منذ أن ركب البحر إلى المجهول . من جهتي ، تفهمت موقفه ، ولست ألومه عليه .

إن مارأيته وما سمعته في داريا ، بل وما زلت أراه وأسمعه اليوم عنها ومنها وفيها ، قد زاد من تفهمي لموقف وغضب ذلك الشاب وسمح لي أن أحوّر قليلا ببيت شعر شنفرى القرن الخامس الميلادي ، أو قل شنفرى العصر الجاهلي الذي فضل أن يعيش بين الوحوش والضباع ، على العيش في ظل أهل لايريدونه بينهم ، على ما تقوله " لامية العرب" لهذا الأزدي الشهم ، و التي مطلعها ( أديروا بني أمي ظهور مطيكم فإني إلى قوم سواكم لأميل ) .

لقد وقفت داريا كالعملاق ، ليس في وجه المجرم "أبو البراميل " فقط ، وإنما أيضاً في وجه وجه مايسمى " المجتمع الدولي ؟!" ، بل وفي وجه " مجلس الفيتو ؟! " ، المسمى " مجلس الأمن الدولي " والذي كان يصدر القرارات الكاذبة تحت " الفصل السابع ؟!" ( حول بلدان الربيع العربي خاصة )، ثم يعطي أصحاب القنابل الذرية فيه ( من تحت الطاولة ) أوامرهم السرّية بتجاهل وبعدم تنفيذ هذه القرارات (!!) ، وخاصة القرار 2216 حول اليمن , والقرار 2254 حول سوريا .
لقد كان" حسين " يرى ويسمع ويعرف جيداًعلى ما يبدو ماذا يجري على الأرض في سوريا ، في الوقت الذي كان ينشغل فيه المثقفون والكتبجية من أمثالي بالبحث في قواميس اللغة العربية عن الكلمة المناسبة لهذه الجملة أو تلك ، وتنشغل فيه القيادات السياسية والعسكرية لثورة آذار ٢٠١١ بعدّ الدولارات واليوروات التي أنعمت الثورة بها عليهم (!!) .

لا عليك ياداريا ، ولا عليك ياحسين ، فما زالت الثورة محمولة على أكتاف ورؤوس الشرفاء ، الذين باتوا يعرفون الحقيقة ، واصبحوا يفرقون بين العدو والصديق ، وبين الحق والباطل ، بل وبات حتى أطفالهم يفرقون بين الميراج والميغ والسوخوي من خلال أصواتها المدوية ليل نهار فوق رؤوسهم . إن أفعالهم وتضحياتهم اليوم في حلب الشهباء تشير بوضوح إلى إنجازاتهم .

يعلق البعض الآن على تركيا وعلى أردوغان ، بعد تحرير جرابلس ، بعض الأمل ، كيما يساعدهم على الخروج من عنق الزجاجة ،ولا سيما في حلب الشهباء ، فعسى ألّا يخيب أردوغان أملهم .

أما أنتم يااهلي وياإخوتي في محافظة درعا ( حوران ) ، فلا أملك سوى أن أقول لكم : إن الناس وأنا واحد منهم ، يحملونكم قسطاً كبيراً من المسؤولية عن سقوط داريا التي لا تبعد عنكم سوى " مقرط العصا " ولكنكم لم تفعلوا شيئا لإنقاذها. إن سقوط داريا في فك الأسد الطافح بدماء الأبرياء ، ومخالب بوتن الهمجية هو " دين " ( بفتح الدال ) لأطفال داريا في أعناق أطفال درعا وعليكم ياإخوتنا ، أن تسددوه ، دون أن تنتظروا الأوامر من خارج الحدود .



#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داريا بين فك بشار ومخالب بوتين
- الثورة السورية ولعبة شد الحبل بين إيران وتركيا
- الأخوان داعش وبشار وأكذوبة الأولوية
- جدل الدين والسياسة بين الأمس واليوم
- الذين لايخجلون من الكذب
- الهجرة من الجنوب إلى الشمال - مقدمة لبحث ميداني
- الهجرة من الجنوب إلى الشمال
- بين بشار الأسد ودي مستورا شعرة معاوية
- البرهان على تحرير الجولان
- الثورة السورية بين مطرقة بشار وبوتن وسندان أوباما
- ملاحظات عامة على ورقة دمستورا ( جنيف 3 )
- الثورة السورية وجدلية التراث والمعاصرة
- حزب البعث السوري والصعود إلى الصفر
- من جنيف 1 إلى جنيف 3 وبالعكس
- التآمر والكذب وجهان لعملة واحدة
- أين الخلل ؟
- جنيف 3 بين مضايا وشيخ مسكين
- ثورة 2011 السورية تطوي عامها الخامس وبوتين يطوي شهره الرابع ...
- رحم الله أبا جابر
- وقفة مع قرار مجلس الأمن 2254


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - شنفرى داريا : وداعاً بني قومي!