أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلهام مانع - -الدعوة- و-الدُعاة- هو ترويج للفكر الإسلاموي السياسي














المزيد.....

-الدعوة- و-الدُعاة- هو ترويج للفكر الإسلاموي السياسي


إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ


الحوار المتمدن-العدد: 5650 - 2017 / 9 / 25 - 13:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



خبر أورده موقع سي إن إن الناطق بالعربية.
"القرضاوي ينشر صورة له مع داعية طُرد من عمان بعد مهاجمته السعودية".

سي إن إن الناطقة بالعربية لديها عادة غريبة.
تتابع أخبار "الدعاة" و"الشيوخ" وتروج لشُخوصهم، وفي أحيان تدافع عن مواقفهم.
كأنها في مهمة.
كأن هناك من يمول مثل هذا "التبييض".

لا تفعل الشيء نفسه مع حقوقيين وحقوقيات في المنطقة.
لاتفعل الشيء نفسه مع مبدعين ومبدعات في المنطقة.

لا.

تركز على من تسميهم الدعاة والشيوخ.

أليس ذلك غريبا؟

والأغرب أنها تفعل ذلك كما لو كانت تتحدث عن نجوم.

مرت فترة كانت تروج لشخص الشيخ الإسلاموي المتطرف عبدالعزيز الطريفي، ذاك الذي يروج لكسر جماجم الكفار، وزواج الطفلات. تتابع مقولاته ومزحاته كما لو كان ما يقوله قبس من نور. وتنشرها أخباراً "رئيسية".
ثم صمتت عن الطريفي و"تبييضه".
اضطرت في الواقع إلى ذلك، بعد أن أشار البعض إلى تاريخه الظلامي. فالرجل معروف هو وفكره.

ثم عادت من جديد.
مع شيوخ اخرين.

اليوم تحدثنا عن الشيخ الإسلاموي المتطرف يوسف القرضاوي. شيخ الإخوان المسملين. ذاك الذي يقف داعما لداعية طُرد من عمان: "بعد محاضرة ألقاها أمام كلية العلوم الشرعية الثلاثاء 19 سبتمبر/ أيلول الجاري، هاجم فيها المملكة العربية السعودية وشكك فيها بقرار مقاطعة قطر."

ليست سي إن إن العربية وحملاتها التبييضية هي ما تهمني.

ما يهمني هو مفهوم الدعاة. ذاك الذي تستخدمه سي إن إن العربية.
ذاك الذي دخل على قاموسنا اللغوي منذ بدأ الإسلام السياسي عمله منذ الستينات ونشر خطابه بدعم من دول الخليج.

"الدعوة" والدعاة".


مفهوم الدعوة كما يروج له الإسلام السياسي وشيوخه الإسلامويين يقول لنا إن مجتمعاتنا غير مسلمة، وأن هناك من يحاول ان يعيدها إلى "الإسلام الصحيح". و"الدعاة" هم لذلك "رجال صالحون" يسعون إلى هداية هذه المجتمعات!
ينتشر في المجتمعات كنبات جهنمي، يقضي على كل صور الأسلام المتعددة المحلية.
هل نسيتم ما فعله في مجتمعاتنا العربية؟
هل نسيّتن ما يفعله اليوم في إندونيسيا وماليزيا؟

هي إستراتيجية أساسية للفكر الإسلامي السياسي، بصورة المتعددة، الإسلام الأصولي المتطرف الوهابي او الديوباندي، أو الإسلام السياسي في أشكاله المتعددة، إخوان مسلمين، أو الجماعة الإسلامية الجنوب آسيوية أو ميلي جوروز التركية.

الإسلام السياسي يقول لنا إن هناك "إسلام واحد"، إسلامه هو.
وأن التعددية في الدين الحنيف غير موجودة.
وأن علينا لذلك أن نعود إلى "الهدى".
إلى الطريق الذي يصوره لنا.
إلى إسلامه.
إسلام مجتزئ. ينظر إلى الدين من خرم إبرة، ويُصر إن ما يراه هو الإسلام. ويؤكد أن الإسلام هو رسالة عنف، الجهاد أساسها. ثم يبشرنا بأن الإسلام سيحكم العالم ولذا علينا ان ننشره بالدعوة أولا… وفي الوقت المناسب بالسلاح.

هو إسلام دَاعشي لكن في حُلة ملُونة مبتسمة.

ما يدعو إليه هو فكر وأيديولوجية شمولية، تكتسي بعباءة من الدين وحلة من الكهنوت، ثم تقول لنا هذا هو الدين.
أيديولوجية شمولية تقتل الإنسان فينا.
تقُسم البشر إلى فئات، وتقول لنا إن "المسلم الحق"، هو من اختاره الرحمن بالخلافة.
لاتفهم معنى دولة مواطنون ومواطنات.
فالدولة دولة دينية، والمواطنة محكومة بالدين كما يفهمه. ولذا فالمواطنة درجات، يقف على قمتها "إسلاموي سني (أو شيعي في صورته السياسية) وذكر".


لعل الوقت قد حان أن نسمي الأشياء بأسمائها.
ما تسمونهم "دعاة" هم "عمال سياسيون" يروجون لفكر سياسي شمولي، والقرضاوي على رأسهم.
والدعوة هي أداة استخدمها ولايزال يستخدمها الإسلام السياسي والأنظمة التي تدعمها، خليجية او غير خليجية.

أقول هذا تمهيدا لسلسلة سأبدأ فيها عن الإسلام السياسي "الغير العنيف" الذي دمر مجتمعاتنا وقسمها بفكر شمولي قتل الإنسان فينا.
أبدأ فيها بعد إنتهائي من كتاب أعكف عليه الآن عن هذه الظاهرة.
بعدها أعود إليكما، عزيزي القارئ عزيزتي القارئة.
كي أتنفس بالكلمات معكما.



#إلهام_مانع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرتد لايُقتل ولو طارت عنزة! عن السبسي والأزهر وداعش
- لايجوز الترحم على الإنسان؟ علي الربيعي يقول لنا أن لانترحم ع ...
- إبنتي والريف السويسري
- مسجدٌ يحبُ الإنسان عن المسجد الإنساني
- الوقوف حداداً ليس من ثقافتنا
- أشربُ النبيذ
- رمضان شهر صوم، لمن يريد !
- في عُمرِ سلمى عن مانشيستر
- -دم مختلط-
- اللهم رمل نسائهم، اللهم يتم أطفالهم
- قبلة سريعة
- خمس سنوات تكفي الحرية لرائف بدوي
- عن السعودية وإيران، حكاية أقصر حوار تلفزيوني أْجريته في حيات ...
- لو فكرتي ستكفرين
- عن دينا علي ونظام الولاية في السعودية
- عن مقتل إحسان الجرفي! عن الهوموفوبيا
- النظام الإلهي
- هذا من ذاك: عندما يدهس الرجل خلق الله في لندن
- زوجي مسيحي الديانة وأنا مسلمة، أين المشكلة؟
- أريد هذا الرجل


المزيد.....




- الداخلية السورية: خلية جاءت من مخيم الهول وفجرت الكنيسة بدمش ...
- -سرايا أنصار السنّة- تتبنى الهجوم على الكنيسة في دمشق
- خبراء: فلسطين قضية محورية في تجديد الأمة الإسلامية
- مفتي القاعدة السابق يروي تفاصيل خلاف بن لادن والملا عمر
- تفجير الكنيسة يُفجع عائلة سورية.. ومناشدة للشرع
- “ماما جابت بيبي” استقبل دلوقتي تردد قناة طيور الجنة 2025 Toy ...
- أضبطها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ...
- لليوم الـ12: الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيا ...
- “سلي طفلك الأن” تردد قناة طيور الجنة الجديد عبر النايل سات و ...
- الأزهر: من مسجد الفاطميين إلى جامعة إسلامية عريقة


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلهام مانع - -الدعوة- و-الدُعاة- هو ترويج للفكر الإسلاموي السياسي