أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إلهام مانع - قبلة سريعة














المزيد.....

قبلة سريعة


إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ


الحوار المتمدن-العدد: 5511 - 2017 / 5 / 4 - 22:41
المحور: الادب والفن
    



قبلته.
قبلة سريعة.
وقفت على اطراف اصابعها، ورفعت رأسها وقبلته.
قبلة سريعة.
وهو احتضنها بحب، ثم تركها ليَجلس في مقعده.
هي طالبة في الثانوية العامة.
وهو صديقها.

ونحن في مقاعدنا.
جمعٌ حولنا لازال يقف.
صخب وجلبة.
وأنا وزوجي في مقاعدنا.
ابتسمنا ونحن نتابع ذلك المنظر.
كان جميلاً.
عفوياً.
وطاهراً.
تعبيرا صادقاً عن لحظة حب.
انحنيت على زوجي وقلت له، “ما أجمله من منظر”.
ثم همست لنفسي، “والأجمل أنها قبلته وهي في آمان، لا تخشى أن يهجم عليها رجال حسبة، أو أن يُقبض عليهما ويزج بهما في السحن “لحماية الفضيلة”.
بسبب قبلة.

ولم يثر الأمر جلبة.
لم يثر الأمر لغطاً.
من كان في سننا، نظر إليهما ِبرفق ورأفة. ما أجمل الحب في ربيعه.

كنت مع زوجي نحضر حفلة موسيقية في مدرسة ابنتي.
هي في الثانوية العامة.
أسبوع كامل استغرق الإعداد للحفلة.
شارك فيها كل طلاب وطالبات المدرسة الثانوية من المستويات المتعددة فيها.

وكان حفلاً رائعا.
فرقة موسيقية منهم/ن ابدعت في العزف و مقطوعات الجاز.
غناءٌ منفرد.
غناءٌ جماعي.
اغاني من التراث السويسري.
أغاني بوب وجاز مشهورة.
ونحن نصفق لأبنائنا وبناتنا.

ولم يثر الأمر جلبة.
ولم يثر الأمر لغطاً.
كنا نعيش الموسيقي ونستمتع بجمالها.

وتدبرت في قبلتها.
في الأسلوب الطبيعي الذي تعامل به الحضور مع تلك اللحظة.
بإبتسامة هادئة.
ثم تدبرت في الخوف الذي نعيشه في مجتمعاتنا.
في كل ما له علاقة بالحب.
بالحميمية.
كله يتم في السر.
نخاف منه.
نتعامل معه برهبة.
نشوهه.
ليصبح عاراً نجساً.

كل ما يحدث هنا، يحدث لدينا، لكن في السر.
فمن هو المنافق إذن؟

أما هي، فقبلته. قبلة سريعة. وقفت على اطراف اصابعها، ورفعت رأسها وقبلته.
وهو احتضنها بحب، ثم تركها ليَجلس في مقعده.
يتابع حفلاً موسيقيا.
اعُدته فرقة من الطلاب والطالبات.
في مجتمع يحترم الإنسان و لا يخاف من الحب.



#إلهام_مانع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمس سنوات تكفي الحرية لرائف بدوي
- عن السعودية وإيران، حكاية أقصر حوار تلفزيوني أْجريته في حيات ...
- لو فكرتي ستكفرين
- عن دينا علي ونظام الولاية في السعودية
- عن مقتل إحسان الجرفي! عن الهوموفوبيا
- النظام الإلهي
- هذا من ذاك: عندما يدهس الرجل خلق الله في لندن
- زوجي مسيحي الديانة وأنا مسلمة، أين المشكلة؟
- أريد هذا الرجل
- -شيخ الأزهر: التعددية لا يمكن أن تتم إلا في أطار المواطنة ال ...
- لدينا مشكلة مع المرأة
- -ربٌ نقتل بإسمه، ورب نَقتلُه-
- اللي إختشوا ماتوا! عن ترامب وحقوق المواطنة لدينا
- لنسميَها بإسمها: السلفية ُالوهابية حركة ٌمتطرفة
- ماذا لو ألبسنا الحيوان النقاب؟
- مواجهة مع شهريار
- قال -أعياد كريسماس سعيدة- فطالبوا بقتله!
- -اليأس خيانة-
- صلينا للرحمن… هذا كل ما فعلناه
- خطبة الجمعة لصلاة مشتركة، القتها إلهام مانع


المزيد.....




- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إلهام مانع - قبلة سريعة