أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إلهام مانع - أريد هذا الرجل














المزيد.....

أريد هذا الرجل


إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ


الحوار المتمدن-العدد: 5455 - 2017 / 3 / 9 - 21:59
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


“أريد هذا الرجل"


لازلت اذكر يديه.
يوم نظرت إلى يديه.
كنت حينها في واشنطن، أكُمل درجة الماجستير بفضل منحة فولبرايت أمريكية. كان هذا قبل نحو ثلاثة وعشرين عاماً.
في سكن طلابي: المنزل الدولي للطلاب/ات.
وكنت رئيسة المجلس الطلابي للسكن.
ولذا كان من الطبيعي أن أتعرف عليه.
طالب سويسري.
أعز صديقة لي، ثيو، عرفتني عليه في الكافتيريا وقت الإفطار.
عرفتني عليه بهذه العبارة: "إلهام هذا توماس، من سويسرا، وقد عاش في اليمن".

عاش في اليمن!
رددت هذه العبارة لنفسي وأنا أنظر إلى يديه، حدقت فيهما وهلة، ورَفعت عيني إلى وجهه، وفي تلك اللحظة تحديداً عرفت انه رجلي.
لم يداخلني الشك لحظة.
رَجُلي.

لم يكن حباً من أول لحظة. رغم أنه كان ولا زال حب حياتي.
بل ثقة من أول لحظة.
وثقت به.
ولم اعرف رجلاً وثقت به دون تردد، إلا هو.
وثقت به حتى قبل أن أعرفه. أليس ذلك غريباً؟

كنت معه كما أنا.
لا تجميل، لا تزويق.
كما أنا.
رجلٌ يحترمني.
عرفت ذلك في لحظتها.
رجلٌ يحترم المرأة.
وكم من الرجال لدينا يحترمون المرأة؟ فعلأً؟


عاش في اليمن. عمل في الأمم المتحدة هناك.
ثلاث سنوات.
والعجيب أننا اكتشفنا فيما بعد أننا كدنا أن نلتقي ثلاث مرات في صنعاء في تلك الفترة، وفي كل مرة يحدثُ طارئٌ ما يمنع ذلك اللقاء.
وكان ذلك ضروريا.

لأني في تلك الفترة لم اكن مستعدة للارتباط. كنت أريد أن أكمل دراساتي العليا في الخارج. ولم يكن ذاك وقت الارتباط. معه او مع غيره. الدراسة اولا.
كنت أعرف ما أريد.

وهو غادر اليمن بعد ذلك وقرر أن يكمل الماجستير في جامعة يال، ببوسطن.
القدر أو لعلها الصدفة هي التي ارسلته إلى واشنطن، إلى ذلك السكن. في ذلك الصيف. بسبب صديق له في يال. قال له، إذا كنت تبحث عن سكن في واشنطن، عليك بالسكن الدولي للطلاب/ت.
فقرر توماس الذهاب إلى ذلك السكن.

ثم التقينا ذلك الصباح.
في تلك الكافتيريا.
ووقف أمامي ينظر إلي بعينيه الصادقتين.
وعرفت انه رجلي.
ولذا كان قراري واضحاً.
بعد أكثر من لقاء في السكن مع اخرين، لم أتردد.
اتصلت به وسألته إذا كان يرغب في الخروج معي لشرب القهوة. قلت له "أريد أن أتعرف عليك".
واذكر نبرات صوته، مندهشة، مترددة، وسعيدةاً في الوقت ذاته.
ثم رد علي "سأكون سعيداً بذلك.



وخرجنا. معاً.
وبعد ثلاث أشهر قررنا الإرتباط.
ألم أقل لكما أنه رجلي؟
وكان ولازال رجلي.
في الحلوة والمرة.
وفي الصحة … وفي المرض.


لماذا اقص عَليكِما، عزيزي القاريء عزيزتي القارئة، هذه القصة الشخصية؟
تذكرتها وأنا أقرأ في بي بي سي مبادرة الصحفية المصرية إيمان عبدالمؤمن، "أريد هذا الرجل".
والتي قررت أن تتقدم لرجل أحبته على غير ما تجري العادة لدينا في المجتمعات العربية.
استوحت الفكرة من فيلم عربي قديم عن مسرحية للكاتب توفيق الحكيم، "اريد هذا الرجل".
واحترمت مبادرتها.
تماماً كما احترمت مقدرتها على تقديم الفكرة والترويج لها.
الرجل الذي سألته رد عليها بأنه مرتبط.
ولم تجد هي في ذلك ما يضير.
عندما تثق المرأة في نفسها، تدرك أنها قادرة على اختيار شريك حياتها، تماماً كما الرجل. وأن عليها أن تتوقع الرفض، تماماً كالرجل.
أبتسمت وأنا أقرأ عن مبادرتها، وأستمع إليها في التقرير التلفزيوني القصير لبي بي سي.
وتذكرت موقفي وأنا استمع إليها.

لم يكن توماس أول رجل في حياتي، تعرفت قبله على محامي ألماني.
ولم أثق به.
لكن توماس كان أول رجل اجتمع عليه قلبي وعقلي. معاً.
تلك اللحظة التي تنفست فيها الصعداء وأنا أحدق في يديه ثم وجهه جعلتني ادرك اني اخيراً وجدت من أريد.
وكان هو ما أريد.



#إلهام_مانع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -شيخ الأزهر: التعددية لا يمكن أن تتم إلا في أطار المواطنة ال ...
- لدينا مشكلة مع المرأة
- -ربٌ نقتل بإسمه، ورب نَقتلُه-
- اللي إختشوا ماتوا! عن ترامب وحقوق المواطنة لدينا
- لنسميَها بإسمها: السلفية ُالوهابية حركة ٌمتطرفة
- ماذا لو ألبسنا الحيوان النقاب؟
- مواجهة مع شهريار
- قال -أعياد كريسماس سعيدة- فطالبوا بقتله!
- -اليأس خيانة-
- صلينا للرحمن… هذا كل ما فعلناه
- خطبة الجمعة لصلاة مشتركة، القتها إلهام مانع
- محاكم التفتيش.... بدأت في تونس
- الرق في موريتانيا لا الرسول الكريم - من يخش من الموريتاني مح ...
- يحدث في اليمن: شكرا لكم اشقاؤنا العرب
- عن المثلية الجنسية - صعب هذا الحديث
- الطائفية ليست المحرك الرئيسي للضربات الجوية السعودية في اليم ...
- ماذا فعلت إسرائيل في صعدة؟
- -في الإنسانية نقف متحدين- نص خطاب قبول جائزة الشجاعة لقمة جن ...
- عن داعش ونظرية المؤامرة!
- إلى من هددني بالقتل: رسالة محبة!


المزيد.....




- مخطوفات ما بعد ميرا.. مسلسل “الهروب مع الحبيب”
- لأول مرة في التاريخ.. امرأة تتولى منصب رئيس جهاز MI6 في بريط ...
- الاعتذار وحده لا يكفي .. ورقة رصد حول وتحليل لخطابات الاعتذا ...
- نتنياهو يتوعد إيران بسبب -قتل النساء والأطفال-
- مصر.. جريمة اغتصاب سيدة معاقة تهز البلاد
- استقبل الآن تردد قناة كراميش 2025 الجديد على النايل سات لمتا ...
- فوق السلطة: طقوس اغتصاب أطفال تهز إسرائيل ونتنياهو متهم برعا ...
- أيهما أقوى ذاكرة: النساء أم الرجال؟ ولماذا؟
- ” سجلي فورًا متترديش” خطوات التسجيل في دعم ساند للنساء 1446 ...
- دور المرأة المقدسية في إدارة الجمعيات الخيرية -حين يصبح الع ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إلهام مانع - أريد هذا الرجل