أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إلهام مانع - هذا من ذاك: عندما يدهس الرجل خلق الله في لندن














المزيد.....

هذا من ذاك: عندما يدهس الرجل خلق الله في لندن


إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ


الحوار المتمدن-العدد: 5470 - 2017 / 3 / 24 - 02:26
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أصمت أم اكتب؟
ما رأيكما عزيزتي القارئة، عزيزي القارئ؟

أقول ما أفكر به؟
أم ابتلع لِساني، وأغصُ بصمتي؟

لكن الصمت ليس خياراً. أليس كذلك؟
قلتها من قبل. وسأقولها كل مرة حتى تّملان من سماعها.
الصمتُ لم يعد خياراً.
إما أن نفكر ونحيا، ونقول الكلمة كما هي، كما تَنطقُ بها عقولنا، أو نُدفن أحياءا، ونعيشُ موتى، على هامش التاريخ.

سأقول إذن وأمري لله.

يوم أمس، الأربعاء، كنت اتابع ما حدث في لندن.
رجل في الخمسين من عمره. يقود سيارة يدهس بها خلق الله على جسر الويستمينيستر.
بشر من عشرة جنسيات. يمشون على جسر، في آمان الله، وهو يدهسهم، كأنه رسولٌ للكراهية. يحمل رسالة موت. يريد أن يقتل. يمحق بشراً ويكتم الحياة في أرواحهم.
لا لشيء إلا لأنه يعتقد أنه يجاهد في سبيل الله.
يدهسهم ولعله كان يهلل، الله اكبر.
ثم يِصطدم بجسر ويهرول جارياً ممسكا بسكين ليطعن به عباد الله.
ويفعل ذلك وهو يثق أنه سيدخل الجنة بفعله ذلك.
يؤمن فعلاً إن الله سيجزيه ثواباً لأنه يدهس ويسحل ويقتل ثم يطعن.
أليس هذا غريباً؟
يقتل وهو يعتقد انه يجاهد في سبيل الله.
يسحل وهو مؤمن إن ما يفعله سيفتح أبواب الجنة أمامه، ومعها سَبعين حورية عذراء(إشمعنى عذراء يعني) تنتظره على أحر من الجمر.

ستقولين لي عزيزتي القارئة هذا فعل فردي. لا يمثل رسالة السلام في ديننا.
وستقول لي عزيزي القارئ هذا نتيجة خطاب التطرف الذي تتبناه أقلية منحرفة من المسلمين وهم لا يَمتّون إلى الإسلام بصلة.

وسأرد عَليكما بأننا عندما نقول ما تقوَلانه ندفن رؤوسنا في الرمال. كالنعام، متعامية. نرفض أن ننظر إلى ما يحدث على أرض الواقع.
وأعرف والله أن الإنسان هو الذي يحول الدين إلى خطاب محبة أو رسالة كراهية وقتل.
لكني أصر عليكما أن تفتحا قناة دينية سلفية وتَستمعا إلى مايقوله شيوخها فيها.
ثم اعرج بِكما على أي مسجد قريب في ناصِيتكما، في بلداننا العربية أو داخل مجتمعاتنا المسلمة في أوروبا، واهمس لكما أسمعا ما يقوله الخطيب الإمام يوم الجمعة،
ثم ادور معكما على مدارس القرآن في أحيائنا وانظر معكما فيما تدسه في عقول أطفالنا.
وحبذا لو فتحتما مناهجنا الدينية وقرأتما ما نقول فيها.

هذا من ذاك.
هذا من ذاك.

قتلٌ وسحلٌ، ودعوةٌ للجهاد، لم تخرج من فراغ.
أسست لها قناعات دينية نحشو بها عقولنا منذ الطفولة.
كم منا يجرؤ أن يقول أن الجهاد دعوة إلى العنف؟
كم منا يجرؤ أن يسمى خطاب الفكر الديني بأنواعه المتفشية اليوم بأسمه، أعني خطاب كراهية؟
هل سمعتما خطاباً دينيا في مساجدنا يقول لكما إن الإنسان محبة، وأن علينا أن نقبل بالآخر كما هو/هي؟
إنسان.
بوذي، هندوسي، ملحد، يهودي، مسيحي بهائي، أحمدي، أيزيدي، …. نقبل به/ا كما هو؟ كما هي؟
نرفض الآخر سواء ان كان شيعيا أو سنياً، ونلوي شفاهنا ونحن نتحدث عن ذلك الآخر.
هل سمعتما إماماً أو خطيباً لايقول لكما إن العالم يريد أن يدمر الإسلام؟ لأنه دين عظيم!
واننا مضطهدون مساكين؟ بسبب ديننا الحنيف؟
حالة بارانويا جماعية، يسمونها بالفصحى جنون شك واضطهاد، حطت على عقولنا، تسكن فيها، وتزن عليها إن الجميع يكرهنا.

هل سمعتما خطاباً يقول لكما إن القتلَ حرامٌ في كل الأحوال.
في كل الأحوال.
لا يصنف الجهاد انواعاً.
لأن خطابنا “الكلاسيكي المداهن” يقول لكما لا نقتل إلا دفاعاً.
لا نقتل إلا دفاعا. هذا ما يقوله. ثم يلوي لسانه ويهمس لكما من وراء ستار: وهل نقف ساكتين عندما يكرهنا العالم؟

ولذا، فإن ذاك الإرهابي، الذي كان يدهس عباد الله على جسر، كان يفعل ذلك وهو مصر انه يدافع عن دين الله؟
أي دين يدافع عنه بالله عَليكما؟
الجهاد عنف.
وهو عنف غير مقبول.
ويجب أن نزيله وخطابه من قاموسنا الديني.
ليحل محله خطاب المحبة. والقبول بالأخر بلا شروط.
بلاشروط.
أقبل بك كما أنت.
وأحبك ايضاً.
نزيل الجهاد وجنون الإضطهاد من قاموسنا الديني، ليحل محلهما احترام للنفس ومقدرة على تحمل مسؤوليتها.
عندما ندرك أننا مسؤولون عن اقدارنا، سنكف عن لوم العالم على فشلنا.

إذن هذا من ذاك.
من فَّجر نفسه، وذاك الذي سحل بسيارته، لم يستيقظ يوماً ليقرر فجأة أنه سيقتل خلق الله.
بل فعل ذلك بعد أن تشرب بِخطابنا الديني.
خطاب لم يحط علينا من القمر.
لم تبتكره الولايات المتحدة وإسرائيل في مختبرات كيميائية.
صناعة محلية.
بالدمغة.
نحن من صنعناها.

هذا من ذاك.
الكراهية لا تفرخ إلا كراهية.
وتعاليم الجهاد لا تنتج إلا القتل.

إذن، يوم أمس كنت اتابع ما حدث في لندن.
رجل في الخمسين من عمره. يقود سيارة يدهس بها خلق الله على جسر الويستمينيستر.
يقتل خلق الله.
ووجدت نفسي اسألكما، أصمت أم اكتب؟
أقول ما أفكر به؟
أم ابتلع لِساني، وأغصُ بصمتي؟
ثم عدت أقول، إن صمتنا سيكون قبولا بجريمة ذاك الرجل.
لأن هذا من ذاك الذي نعرفه ونسكت عنه.
ولذا دونت بالقلم ما فكرت به.
وأمري لله.



#إلهام_مانع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زوجي مسيحي الديانة وأنا مسلمة، أين المشكلة؟
- أريد هذا الرجل
- -شيخ الأزهر: التعددية لا يمكن أن تتم إلا في أطار المواطنة ال ...
- لدينا مشكلة مع المرأة
- -ربٌ نقتل بإسمه، ورب نَقتلُه-
- اللي إختشوا ماتوا! عن ترامب وحقوق المواطنة لدينا
- لنسميَها بإسمها: السلفية ُالوهابية حركة ٌمتطرفة
- ماذا لو ألبسنا الحيوان النقاب؟
- مواجهة مع شهريار
- قال -أعياد كريسماس سعيدة- فطالبوا بقتله!
- -اليأس خيانة-
- صلينا للرحمن… هذا كل ما فعلناه
- خطبة الجمعة لصلاة مشتركة، القتها إلهام مانع
- محاكم التفتيش.... بدأت في تونس
- الرق في موريتانيا لا الرسول الكريم - من يخش من الموريتاني مح ...
- يحدث في اليمن: شكرا لكم اشقاؤنا العرب
- عن المثلية الجنسية - صعب هذا الحديث
- الطائفية ليست المحرك الرئيسي للضربات الجوية السعودية في اليم ...
- ماذا فعلت إسرائيل في صعدة؟
- -في الإنسانية نقف متحدين- نص خطاب قبول جائزة الشجاعة لقمة جن ...


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إلهام مانع - هذا من ذاك: عندما يدهس الرجل خلق الله في لندن