أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - إلهام مانع - عن مقتل إحسان الجرفي! عن الهوموفوبيا














المزيد.....

عن مقتل إحسان الجرفي! عن الهوموفوبيا


إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ


الحوار المتمدن-العدد: 5484 - 2017 / 4 / 7 - 23:26
المحور: حقوق مثليي الجنس
    


عن مقتل إحسان الجرفي!
عن الهوموفوبيا

أِبنَهُ.
إحسان.
إنسان.
مَثلي.


فلذة كبده.
قتلوه.
ضربا.
هرسوا جسمه هرسا.
أربعة من البلجيكيين.
قتلوه.
في مثل هذا الشهر قبل خمس سنوات.
ضربا.
كَسروا ضلوعه. هَشموا رأسه. وقطَّعوا في جسمه.
غمسوا الكراهية التي تحرق قلوبهم في دمه.
ثم تركوه عارياً.
جثة. هامدة.

وهو لم يرتكب جريمة.
لم يؤذ إنسان.
كان إنسانا.
محبوباً.
خَيراً.
لايرَ سوى الخير في الإنسان.
لايرَ إلا الحب في الإنسان.

وهم لم يروا فيه سوى أنه "مختلف".
فقتلوه لأنه لا يشبههم.

كان مَثلياً.
وأبوه كان يعرف ذلك من طفولته.
كان أنثى في صورة ذكر.
وكان يحبه من كل قلبه.
يحبه من كل قلبه.
كما هو.
"فلذة كبدي". قالها للصحفي الذي تحدث معه في برنامج تلفزيوني على قناة المغرب تي فيه البلجيكية.
"فلذة كبدي. هو جزء مني، وامتداد لي.
وأحبه. كما هو".

وكان يخاف عليه.
كثيرا.
و ينتظر في الواقع هذا اليوم.
قلبُ الأب كان دليله.
"تخاف عليه لماذا؟"
يسأل الصحفي القدير.
فيرد عليه بأن مجتمعاتنا لا زالت تحبو، غير مستعده أن تقبل بالإنسان كما هو، بغض النظر عن ميوله الجنسية. لازالت غير مستعدة ان تتقبل فكرة أن حقوق الإنسان لا تتجزأ.

"نحن لازلنا مجتمع متخلف. إذا اختلفت مع فرضياته لايعترف بها. إذا كانوا يأكلون الصباح، وأنت تأكل في المساء، سُيخرجوك من المجتمع، لأنك لا تأكل كما يأكلون".

وكراهية المختلف، والمثليين والمثليات تحديدا، مغروسة في وجداننا.
وهي موجودة لدينا هنا كما انها موجودة هناك، وفي كل مكان.
الشاب الإنسان إحسان قُتل في بلجيكا.
قتلوه اربعة شباب. ثلاثة من بلجيكا وواحد من تركيا.

لكن إحسان لم يرتكب جريمة.
إحسان كان إنسان، كما خلقه ربه.
والرحمن يُحب خَلقه.
يُحبهم كما خلقهم. كما خلقهن.
نحن فقط نجد صعوبة في تقبل الإختلاف.
نحن فقط من يُجرم هذا الإختلاف.

بلجيكا دولة قانون.
المجرمون تمت محاكمتهم، حُكم علي بعض منهم بالمؤبد والبعض الآخر بثلاثين عاما.
وجنازة إحسان كانت مهيبة. حضرها جمع غفير من الجالية المغربية، كانوا يحبون إحسان، ومعهم حشد من بلجكيا، وتظاهر في الوقت نفسه بلجيكيون وبلجيكيات تضامناً مع أسرة إحسان وإدانة لجريمة قتله.
جريمة كراهية لا لبس فيها.
كراهية المثليين. الهوموفوبيا.

ووالد إحسان لم يرد أن تكون جريمة قتله سطور من ماء تكتب على تراب ثم تُمحي.
أرادها أن تكون عبرة. ورسالة.
فكرس حياته لمكافحة كراهية المثليين في بلجيكا وفي المغرب.
أسس جمعية لهذا الغرض، مؤسسة إحسان الجرفي، وكتب كتابا من أجل هذا الغرض.


إحسان.
إنسان.
مَثلي.
قتلوه.
ضربا.
لأنه لايشبهم.
لكنه لم يمت.
يعيش في قلب أبيه.
وفي قلوبنا.
نذكره كي نَعتبر.
كي نكف عن كراهية من لا يشبهنا.
كي لا نقتل. بإسم الكراهية.



#إلهام_مانع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام الإلهي
- هذا من ذاك: عندما يدهس الرجل خلق الله في لندن
- زوجي مسيحي الديانة وأنا مسلمة، أين المشكلة؟
- أريد هذا الرجل
- -شيخ الأزهر: التعددية لا يمكن أن تتم إلا في أطار المواطنة ال ...
- لدينا مشكلة مع المرأة
- -ربٌ نقتل بإسمه، ورب نَقتلُه-
- اللي إختشوا ماتوا! عن ترامب وحقوق المواطنة لدينا
- لنسميَها بإسمها: السلفية ُالوهابية حركة ٌمتطرفة
- ماذا لو ألبسنا الحيوان النقاب؟
- مواجهة مع شهريار
- قال -أعياد كريسماس سعيدة- فطالبوا بقتله!
- -اليأس خيانة-
- صلينا للرحمن… هذا كل ما فعلناه
- خطبة الجمعة لصلاة مشتركة، القتها إلهام مانع
- محاكم التفتيش.... بدأت في تونس
- الرق في موريتانيا لا الرسول الكريم - من يخش من الموريتاني مح ...
- يحدث في اليمن: شكرا لكم اشقاؤنا العرب
- عن المثلية الجنسية - صعب هذا الحديث
- الطائفية ليست المحرك الرئيسي للضربات الجوية السعودية في اليم ...


المزيد.....




- شيكاغو تخطط لنقل المهاجرين إلى ملاجئ أخرى وإعادة فتح مباني ا ...
- طاجيكستان.. اعتقال 9 مشبوهين في قضية هجوم -كروكوس- الإرهابي ...
- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...


المزيد.....

- الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم / ديارمايد كيليهير
- مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!- / خالد عبد الهادي
- هوموفوبيا / نبيل نوري لكَزار موحان
- المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية. / صفوان قسام
- تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم ... / لارا منصور
- المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية / أحمد محمود سعيد
- المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟ / ياسمين عزيز عزت
- المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي / مازن كم الماز
- المثليون والثورة على السائد / بونوا بريفيل
- المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير ... / سمر حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - إلهام مانع - عن مقتل إحسان الجرفي! عن الهوموفوبيا