أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ناجح شاهين - قيس وليلى وعذرية المراة














المزيد.....

قيس وليلى وعذرية المراة


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 5632 - 2017 / 9 / 6 - 13:25
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


قيس وليلى وعذرية المرأة
قد يكون تحرير فلسطين أو إنجاز الوحدة العربية أسهل من تحرير الرجل العربي من مشاعر الذل والهوان والعار التي يحسها عند تخيل شقيقته وهي تمارس الجنس.

ناجح شاهين
كنت طفلاً في الثانية عشرة أتلمس على نحو غامض معاني الحب والجنس والأنوثة والذكورة. كان ذلك ما يزال عالماً سحرياً غامضاً أعرفه عن طريق الشارع ورفاق السوء و"المنشورات السرية".
قرأت نصاً قصصياً لا أذكر الآن اسم مؤلفه يروي قصة "قيس وليلى" الأشهر ضمن قصص الحب العربية. أذكر أنني اختنتقت قهراً وأنا أقرأ كيف أبعد زوج ليلى فخذيها الواحد عن الاخر ليتمكن من الدخول بها. بالأحرى بلغة معاصرة واضحة ليتمكن من اغتصابها.
لم يكن اغتصاب ليلى هو سر انزعاجي الأساس، إنما كان كمدي وقهري التام ناجمين عن إحساسي بأن ليلى لم تعد صالحة للحب. في تلك اللحظة ماتت ليلى بالنسبة لي.
لا بد أن جزءاً كبيراً من القراء العرب –خصوصاً من الرجال- يتفهم مشاعري بشكل عميق: المرأة إذا "استعملت" من قبل رجل آخر، لا تعود صالحة للحب والزواج في صوره النموذجية المحترمة. ربما تصلح للزواج من عجوز يأخذها لترعى شيخوخته أو تصلح لبيع الهوى، أما الحب السامي النقي الجميل الرومانسي فقد ذهبت فرصته إلى الأبد بفعل أنها أصبحت "مستعملة".
في طفولتي أيضاً قرأت رواية ترجمها المنفلوطي مطلع القرن صاحبها فرنسي اسمه ألفونسو كار وفيها تخذل مجدولين حبيبها ستيفان وتتزوج من رجل آخر. عندما تثوب مجدولين إلى رشدها تعود لستيفان وتحاول أن تجدد حبل الود والوصال.
الحق أقول لكم: تمنيت قليلاً لو تتحقق النهاية السعيدة للحب، ولكنني كرهت بكل جوارحي أن يقبل ستيفان بالزواج من امرأة مستعملة. خطر ببالي: لو أنه يقيم معها علاقة عابرة ثم يتركها، المرأة المستعملة لا تعود صالحة للحب والزواج حتى وإن كانت قد "استعملت" في نطاق المؤسسة الشرعية التي يقرها الدين والمجتمع والقانون أي مؤسسة الزوجية.
من الواضح أن الفكرة عن قابلية جسد المرأة للتلوث بسهولة لم تكن فكرة عربية حصرية. في رواية الفضيلة أو بول وفرجيني المترجمة من قبل المنفلوطي أيضاً نجد البطلة تموت غرقاً إذا كان الثمن أن تخلع ملابسها كيما تتمكن من الخروج من السفينة التي حطمها البحر الهائج. ماذا سيتبقى لها من "شرف" إن قام المنقذ بلمس جسدها العاري؟ كيف يمكن لبول أن يقبل بها براحة وسعادة وقد تم انتهاك طهرها وشرفها؟
إن صابون الدنيا كله بدءاً بالصابون النابلسي التقليدي وصولاً إلى أحدث انواع الصابون الفرنسي والصيني لا يستطيع أن يزيل النجس عن جسد امرأة لمسها رجل.
بالطبع لا ينطبق الذي قلته على الذكور أبداً. كان يمكن لقيس أن "يضل" ويعاشر عشرات النساء، ثم يعود لليلى ويتوج حبهما العظيم بالزفاف والزواج. وكنت سأرضى وأبتهج وأشاركهما الفرحة. ربما حتى لو واصل قيس بعد الزواج شيئاً من المغامرات ما كنت لأنزعج على نحو جذري.
للأسف بمعنى ما لو كنت شقيق ليلى العامرية، فإنني لن أكون مبتهجاً ليلة دخلتها وإن يكن عريسها هو حبيب القلب قيس بالذات: في النهاية ستكون أختي عرضة للانتهاك الجنسي من رجل "غريب"، ولا بد أن مشاعر الرجل العربي النموذجي تكون هي القهر والمهانة التامة عند تخيل شقيقته بين ذراعي رجل آخر تمارس الحب بسعادة ورغبة. ولا بد أيضاً أن الممارسة الجنسية التي تقوم على دخوال القضيب في المهبل مؤلمة جداً بالنسبة للغالبية العظمى من الرجال العرب عندما يتخيلون محارمهم يخضعن لها.
الحق أقول لكم: قد يكون تحرير فلسطين أو إنجاز الوحدة العربية إو إنجاز الثورات الصناعية، أسهل من تحرير الرجل العربي من مشاعر الذل والهوان والعار التي يحسها عند تخيل شقيقته وهي تمارس الجنس أو بالأحرى وهي "تخضع" للفعل الجنسي.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطيب عرفة والتقرب إلى الله بذكر آل سعود
- الحرية والفلتان
- الثورة: التاريخ والاقتصاد السياسي
- ديكور حقوق الإنسان
- فضائية القدس والجهاد السعودي القطري
- قطر: نهاية أحلام الطفولة؟
- قطر: الأسطورة والواقع
- انتخاب ماكرون وكسر قدم ابنتي الصغيرة
- حدود الديمقراطية الليبرالية
- منتدى العائلات الثكلى
- حماس والتدريب على مبادئ الوضوء
- قضية فلسطين وقضية الأسرى وقضية الافراد
- عودة الفاشية
- ليبيا وسوريا بين ايديولوجيا اللبرلة واوهام الاصولية
- التعليم والكيماوي السوري
- المنظمات الأهلية وغسيل الدماغ الأوروبي
- التفكير الناقد/المنطقي عند الأطفال
- اللغة الانجليزية بين تل ابيب ورام الله
- كوريا الشمالية تمنع ارتداء الصليب
- اللغة العربية تتأرج بين موقع اللغة الأجنية والثانية


المزيد.....




- المزيد من الفتيات يرغبن في دراسة التكنولوجيا
- مراهق يُقنع الأطفال بممارسة الجنس في العالم الافتراضي من خلا ...
- نساء في البلديات: تضييق أبوي تكسره التجارب الناجحة
- امرأة تتعرض لاعتداء جنسي على متن طائرة أمريكية (صور)
- ريبورتاج: تكريما للمرأة الفلسطينية ..انطلاق فعالية -القدس عا ...
- اتحاد كرة القدم يحظر مشاركة المتحولات جنسياً في الدوري الانج ...
- دراسة تكشف العوامل الحاسمة في خفض احتمالات العقم عند النساء ...
- الأسيرة الإسرائيلية السابقة ميا شيم تؤكد واقعة تعرضها للاغتص ...
- آلة الحرب الروسية: وراء صنع الطائرات بدون طيار... استغلال لل ...
- الاتحاد الإنجليزي يمنع المتحولات جنسيا من المشاركة في منافسا ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ناجح شاهين - قيس وليلى وعذرية المراة