أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - التعليم والكيماوي السوري














المزيد.....

التعليم والكيماوي السوري


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 5490 - 2017 / 4 / 13 - 12:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعليم "الاختراع" في المدارس، والقصف الكيماوي على خان شيخون
ناجح شاهين
طلبت المعلمة من الصغيرات إحضار اختراع: "بكرة كل واحدة بتجيب معها اختراع".
على الرغم من خبرتي الكافية بما يجري في المدارس الفلسطينية إلا أنني لم أستطع إلا الدهشة حيال ذلك. قلت لابنتي اوروك: "انت بتمزحي، شو يعني اختراع في يوم واحد؟ ما المقصود بذلك؟"
واضح أن المعلمة تعني دلالة معينة بمفردة "اختراع". وذلك بالضبط على الأرجح هو ما قمنا به: اتصلت بزوجتي المعلمة وطلبت منها إحضار "اختراع" من "مخزن" مدرستها لتأخذه اوروك الى معلمتها. وقد تم ذلك بالفعل.
لا يلزم مثلما هو واضح لكي ندرب التلاميذ على التفكير والإبداع والتعلم المنتج إلا الأمر: كن فيكون. "كن مبدعاً ايها الصغير، هيا اخترع، وصمم قنبلة هيدروجينية في منزلك. وحافظ على دروسك مستظهرة عن ظهر قلب، ولا تفتح فمك بكلمة، ولا تهمس، ولا تعترض، ولا تطلب، ولا تناقش...الخ" طريقة فذة في الإبداع العلمي والمدرسي.
صديق عزيز علي اتصل به ابنه الذي يدرس في الغربة لكي نكتب له صفحة أو بعض صفحة عن لغة الورد وعلاقتها بالحياة. شيء يذكر بعبد الحليم حافظ والوردة البيضاء "بتئول روحي فداك"...الخ لا يستطيع الشاب المدرب على الاختراع مثلما تتدرب ابنتي الان أن يحضر صفحة من لدن العم "جوجل". لكن هذا ضروري فيما نحسب لكي تعيش في هذه الأوطان حالة سياسية اقتصادية مريعة لا يشبهها شيء. ألا ترون الى الحمق الذي يصل حد تفجير بيوت العبادة المسيحية والإسلامية والتضامن مع ترامب الذي يمثل هتلر في طبعة أمريكية، وتقبيل يديه عرفاناً وشكراً لإخلاصه في مشروع تدمير سوري واحتلالها؟
يؤمن كثير من "المحللين" العرب والفلسطينيين، ليس فقط من طائفة الذين يقبضون البترودولار، أن نظام الأسد قد قصف خان شيخون بالكيماوي.
بالطبع يمكن للمرء أن يكون متأكداً من ذلك إذا كان قد تعلم فنون الاختراع المذكورة أعلاه، وكذلك إذا كان يستمع مخدراً للجزيرة والعربية وسي ان ان وفوكس وبي بي سي ويورونيوز. سيرك إعلامي لطيف بالفعل.
لا يوجد أدلة مادية من أي نوع. لكن هذا غير مهم لأن نظام الأسد أكيد فعل ذلك. وقد فعل ذلك من قبل، وهو نظام مجرم بالطبع على حد تعبير أرسطو سبق له أن دمر تل الزعتر وحماة وجزر الواق واق. وخذ من هذا العقل المنبت الصلة بصيرورة التاريخ "وازرع بيتنجان" على رأي المثل الفلسطيني.
ترامب حسم الأدلة كلها بالقول إن بشار الأسد butcher (=جزار). يشهد الله أن الاستماع لترامب يرفه عن النفس الاكتئاب والضجر، ولكنه للأسف يشعر المرء أن البشرية تقترب في غبائها من مستوى مدهش بالفعل. كذلك قال ترامب إنه يتمزق ألماً وهو يرى الأطفال السوريين الجميلين يموتون بين أيدي آبائهم. لا داعي فيما نحسب للتعليق، ويعرف القارئ المحترم أن نتانياهو وأردوغان وسلمان وآل حمد ونهيان يتمزقون جميعاً ألماً لما يحدث في سوريا. وليس هنا موضع الكلام في هذا الهراء لا في مستوى الهزل ولا الجد.
النظام السوري يتمتع على الأرض بتفوق واضح، وهو لم يكن في حاجة إلى ضربة لا قيمة عسكرية لها من أي نوع لكي يستدعي على نفسه الحرب من الجوار الشقيق والبعيد الصديق ان كان سعوديا او تركيا او اسرائيليا او امريكيا أو فرنسيا ...واللائحة تطول.
نرجح ان الجيش السوري لم يقم باستخدام اية اسلحة كيماوية هو لا يملكها أصلاً. لكن إدانة سوريا تحصيل حاصل ولا تحتاج إلى سبب لأن المقصود هو تدمير سوريا وإخضاعها وإلحاقها بعالم "إسرائيل" في كرنفال الشرق الأوسط الجديد. ولأن المواطن العربي مدرب جيداً على الاختراعات التي تتم بدون أي جهد أو تحليل أو تفكير أو إعمال للعقل واليدين، فإن من السهل عليه أن يصدق أي شيء يتم ترويجه في الإعلام خصوصاً عندما يلاقي هوى في النفس ناجم عن ميول طائفية قروسطية لا تخفى على أحد.
لذلك يلزم فيما نحسب أن يظل المنطق والتكفير ونظرية المعرفة والبرهنة والتجريب كلها أنشطة محظورة في المدراس، وأن نبقى أوفياء لمهارة الطاعة والحفظ الصم لما يملى علينا كيما لا يشكل وعينا اي تهديد للفئات التي تنهب بلاد العرب وتبيعها رخيصة للمستعمر الأمريكي.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنظمات الأهلية وغسيل الدماغ الأوروبي
- التفكير الناقد/المنطقي عند الأطفال
- اللغة الانجليزية بين تل ابيب ورام الله
- كوريا الشمالية تمنع ارتداء الصليب
- اللغة العربية تتأرج بين موقع اللغة الأجنية والثانية
- دلع الولد بغنيك ودلع البنت بخزيك
- توظيف التكنولوجيا في التعليم
- الاقتصاد السياسي للأراب ايدول
- عبدالوهاب البياتي واراب ايدول
- أراب آيدول، والسيدة التي تلقي النفايات من سيارتها
- التعليم: المسافة بين الوعظ والممارسة
- أوقفوا العنف والتلقين في المدارس
- معنى كلمة يتبولون
- جنون الكون في حمالة الصدر
- استشهاد جندي اماراتي في اليمن
- الأيديولوجيا والهوية
- أفكار حول الفرق بين العلم والتعليم
- لو صرت وزيراً
- التقارب الأرثوذكسي السني
- انقاذ اللغة العربية وأمة العرب


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - التعليم والكيماوي السوري