أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - التقارب الأرثوذكسي السني














المزيد.....

التقارب الأرثوذكسي السني


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 5397 - 2017 / 1 / 9 - 10:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التقارب الأرثوذكسي/السني
ناجح شاهين
للأسف لا نميل إلى قراءة السياسة والتاريخ بالاستناد إلى المفاهيم الدينية. وإلا كنا سنتحدث عن عودة الابن الضال الأرثوذكسي الروسي إلى جادة الصواب ليتحالف مع الممثل "الشرعي" للأرثوذكسية الإسلامية ألا وهو الإخوان المسلمون. لا يمكن أبداً أن يكون "الشيعة" أرثوذكس الإسلام: إنهم الهراطقة المنشقون الخارجون عن خط السنة والجماعة.
كذلك للأسف الشديد لا نقرأ ما يجري من صراعات بين الدول والتحالفات الإقليمية والكونية، وحتى أعمال الجماعات الثورية أو الإرهابية على هذا النحو. نحن نرى دائماً أن مصالح مادية حقيقية هي التي تحرك الدول والأفراد والتكتلات الإقليمية والدولية.
وعلى الرغم من إدراكنا للمأزق الذي يواجهه معسكر المقاومة (حزب الله وسوريا وإيران) في حال تناقض المصلحة الروسية مع استراتيجيات هذا المعسكر، فإننا في الوقت نفسه نرى بصيصاً من الأمل في أن يسهم ذلك "الشر" في انبعاث "خير" يتصل بتعمق وعي المواطن العربي المسيحي والمسلم والسني والشيعي والعلماني واليساري والقومي وصولاً إلى إدراك أن نواة المشروع المقاوم للاستعمار في هذه المنطقة يجسده في هذه اللحظة التاريخية التحالف السوري مع حزب الله وجمهورية إيران. وذلك بالطبع دون أن نكون من السذاجة بمقدار افتراض تماهي هذه القوى حرفياً. بل إننا نزعم أن التحالف الإيراني مع حزب الله ذاته لا يصل أبداً إلى درجة التماهي. ويجب أن يكون المرء جاهلاً بأبسط قواعد السياسة والاقتصاد حتى يتوهم أن البلد الواحد لا يوجد بداخله تناقضات تصل حد الصدام المسلح في أحيان كثيرة.
لقد وجد الرئيس الروسي –وهو ما كنا نخشاه طوال الوقت- أن الحرب في سوريا تستغرق وقتاً أطول بكثير مما يستطيع اقتصاده أن يحتمله. كنا منذ البداية نحلم ونأمل أن "تتورط" الصين في النزاع، وأن ترى مصالحها تتقاطع مع استراتيجيات محور المقاومة. القوة الاقتصادية الصينية العملاقة كانت تستطيع تحمل أعباء حرب استنزاف لا نهاية لها. أما روسيا المستنزفة بهبوط أسعار النفط فهي بالتأكيد لا تقدر على ذلك. ونستلهم درس التاريخ القاسي: إن الاتحاد السوفييتي بمكانته التي لا يطمح أي روسي الآن إلى مثلها لم يصمد أمام نهر "الجهاد" في افغانستان المدعوم بمال البترودولار والمنظم من قبل وكالة المخابرات المركزية.
وفي ظل هذا الضعف الروسي المفهوم والواضح بدا وكأن بوتين يسير على غير هدى ويتخبط بين مسار ومسار. أولاً كان واضحاً وما يزال حرص بوتين على مداهنة نتانياهو وصولاً حد التنسيق معه خشية أن يصطدم مع الطيران "الإسرائيلي". وقد رأى البعض في ذلك تحالفاً سرياً بين الروس والإسرائيليين في دعم الدولة السورية. وهو تفكير ساذج يستند إلى الرؤية الدينية فوق التاريخية المشار إليها أعلاه. أما فعلياً فقد كان التنسيق علامة ضعف روسية لا أكثر ولا أقل.
بعد ذلك جاء التحالف بين بوتين وترامب، وهو تحالف لا يقوم على أسس مفهومة سياسياً، ونكاد نجزم بأنه شيء من قبيل "تعلق الغريق بالقشة" بعد أن فشل بوتين في إقناع الصين بالانضمام الفاعل إلى مجهوده الكوني لخلق قطب دولي مكافئ للولايات المتحدة. ولسنا نظن على الرغم من تقديرنا لبراعة بوتين، أنه أو غيره قادرون على تغيير سياسة الولايات المتحدة التي لا ترتبط بوجود نيكسون أو أوباما أو بوش أو ترامب أو أياً كان. السياسة الأمريكية ثابتة و "الجهاد" الأمريكي مستمر ضد العالم كله بغرض إخضاعه، وضد العرب بغرض تفتيتهم أكثر وتكريس "إسرائيل" دولة عظمى وحيدة ومهيمنة في المنطقة. لذلك نظن أن "حلم" بوتين يشرف على نهايته ما لم يدخل متغير جديد بحجم الصين ليسند المركب الروسية المثقوبة.
آخر ما اضطر إليه بوتين هو التوصل إلى تفاهمات مع تركيا حاول أن يجر إليها إيران مع التضحية بحزب الله وسوريا بدرجة أو بأخرى. وهنا كشف الروس حدود قوتهم التي لا تكفي لاستمرار دعم سوريا في مواجهة حرب كونية شاملة يشارك فيها قوى تمتلك فائضاً لا ينضب من المال والسلاح والمجاهدين والخبرات من قبيل الخليج كله بزعامة قطر والسعودية والولايات المتحدة واسرائيل وتركيا، وفيض من المجاهدين الذين يزحفون إلى سوريا من كل فج عميق في آسيا وأوروبا وأفريقيا وأمريكا. هكذا تنازل بوتين للأتراك عن أرض لا يملكها في شمال سوريا وقام بفعل رمزي يتمثل في مشاركة طيرانه في قصف داعش في الباب لمصلحة تركيا. وإذا كانت تركيا ترى الشر الأكبر في الأكراد ولا يهمها بقية الكون ما دام حلمها في التحول إلى دولة إقليمية كبرى يتعثر، فإن بوتين لا يريد سوى تقليم أظافر "الإرهاب" الإسلامي الخطير جداً في روسيا وما جاورها من بلاد سوفييتية سابقة.
فقط قوة التحالف الإيراني مع سوريا وحزب الله هي الضمان لردع بوتين عن التخلي نهائياً عن معسكر المقاومة وعقد تحالفات تحفظ ماء وجهه مع أي كان بما في ذلك الولايات المتحدة والسعودية. وقد يكون على الفكر الوهابي أن يبدأ من الآن في تجهيز الفتاوى اللازمة لتسويغ التحالف بين "الأرثوذكس" والسنة، وقد حاولنا مساعدتهم في ذلك عن طريق تذكيرهم بأن السنة هم "أرثوذكس" الإسلام بلا مجادلة، ولذلك فقد يكون تحالفهم مع روسيا الإرثوذكسية أسهل دينياً من تحالف الشيعة معها.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انقاذ اللغة العربية وأمة العرب
- محو التفكير في المدارس
- افيغدور ليبرمان وجرائم النظام السوري في حلب
- أردوغان وأوباما وداعش: نهاية شهر العسل؟
- المرأة في عيون الذكر العربي
- أمريكا ملاك الموت
- معركة حلب بين البطولة السورية والنفاق الأمريكي/الأوروبي
- التنمية تحت الاحتلال
- دي ميستورا السني وجورج بوش الشيعي
- الطاقة الإيجابية والشيوخ والحلول الوهمية
- أهمية مؤتمر فتح
- كنت محظوظاً: كانت امي لا تقرأ
- اراب ايدول ومسلسل الإنجازات الفلسطينية
- خطاب وزير التعليم في السلطة الفلسطينية
- ترامب يعتدل باتجاه السياسة الأمريكية المعتادة
- على هامش سيرك -ترامب/كلينتون-
- بين كلينتون وترامب
- حصة الرياضة لتحفيز الطلبة
- التدين: السياسة، والأخلاق والمصالح
- جدول معاناتي اليومية


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - التقارب الأرثوذكسي السني