أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ناجح شاهين - التدين: السياسة، والأخلاق والمصالح














المزيد.....

التدين: السياسة، والأخلاق والمصالح


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 5333 - 2016 / 11 / 4 - 13:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التدين: السياسة، الأخلاق، والمصالح
ناجح شاهين
من حسن المصادفات التاريخية أن هناك بلداً اسمه لبنان. لبنان الصغير كشف أشياء كثيرة كان من المحال أن نعرفها ونبرهن صحتها واقعياً: مثلاً كان من المحال أن نثبت بدون حروب الدولة العبرية ضد حزب الله أن هذه الدولة نمر في مواجهة الخراف العربية، لكنها تصبح كلباً عادياً عندما تواجه بالعزم والشجاعة والإبداع.
كذلك يقدم لنا لبنان الصغير فرصة نادرة لقراءة معنى الدين عندما ينتقل من النص المقدس إلى الرؤوس الدنيوية البشرية. كل فريق سياسي في لبنان، كل فريق تقريباً، ومن هو ليس كذلك يمكن إغفاله بسبب صغر حجمه، هو فريق مؤمن بالله على نحو معين. وكل فريق يظن إيمانه هو الإيمان الحق. وذلك يشمل المارونيين والأرثوذكس والبروتستنت والشيعة والسنة والدروز والعلويين، وقائمة يطول ذكر عناصرها.
لا يوجد بالطبع أية طريقة لأن يقتنع أي فريق بأن ما لديه هو شيء غير الحق، ولذلك فإن التجربة علمت اللبناني أن التسامح (=قبول الآخر مهما كان الاختلاف معه عميقاً من الناحية الدينية)، ووضع الإيمان جانباً لبعض الوقت هو المدخل إلى السلام ووقاية الوطن من إشعال حرب تأتي على الجميع.
حتى فرق المجاهدين في سوريا والعراق يكفر بعضهم بعضاً ولا يتفقون على النسخة الواحدة الوحيدة من "الفرقة الناجية" التي طالما تحدث عنها الكلاسيكي الأشعري المميز أبوحامد الغزالي. كل فريق يظن نفسه الفرقة الناجية، بينما البقية هم أعضاء في "الاثنتين وسبعين" فرقة الضالة. لذلك لا نستغرب أن القاعدة يمكن أن تكفر وليدتها "داعش" بينما هذه تكفر "النصرة" ...الخ ومهما يكن موقفنا من الغنوشي وتدينه الليبرالي فإن مما يسجل له –مع إغفال الدوافع السياسية- أنه رفض تكفير داعش بسبب بعض ممارساتها "الغاضبة". كلام يثير الغضب؟ لا بأس، لكنه مع ذلك رفض مبدأ التكفير.
عندما كنت صغيراً أعيش في إحدى قرى الخليل المتدينة والمحافظة، أذكر أن الناس كانوا متدينين جداً. وكانوا مستعدين لتنفيذ كلام شيخ الجامع حرفياً إذا تجنب أمرين: أولاً المبالغة في "تهديد" الذين يبيعون العنب لخمارة بيت جالا؛ ثانياً الإشارة، مجرد الإشارة إلى حق المرأة في الميراث. تعرفون أن بعض منظمات حقوق المرأة تنتقد عدم مساواة الإسلام بين المرأة والرجل في الميراث. في قرى الخليل لا يطيقون فكرة أن الإسلام خصص للمرأة جزءاً من الميراث. أذكر أن كبار الوجهاء، والمخاتير، والملاك كانوا يخرجون من المسجد بعد خطبة الجمعة وهم يشتمون الإمام. أحدهم يهدر: "إذا ما ببطل يتهبل ، وبشوف شغله منيح، بنروح على الأوقاف بنطرده، بنقول انو كان بحاول يساوي شغلات مع الولاد." الوجيه كان مستعداً أن يوجه للشيخ تهمة اللواط من أجل التخلص من تحريضه باتجاه حقوق النساء في الميراث.
الدين بوصفه نصاً نظرياً مفتوح على القراءات المختلفة، وهو مرن بما يكفي لكي يتم توظيفه في سياق الصراع السياسي الاقتصادي مثل أية ايديولوجية، ولذلك يمكن أن نقرأ في الدين موقفاً يعطي القداسة الأولى والأخيرة في هذه اللحظة لمحاربة "إسرائيل" مثلما يفعل حزب الله، بينما نجد قراءة أخرى أكثر انتشاراً تعطي القداسة الأولى والأسمى لمحاربة من يريد محاربة "إسرائيل" ويعده خطراً أشد من خطر "اليهود" والاستعمار الأمريكي والأطماع التركية. وهذا الفريق لا تنقصه الطرافة ولا قوة الحجة عندما يسمي حزب الله ب "حزب اللات"، كما أنه لا يفتقر إلى المال المتوافر بغزارة في الخليج، ولا إلى القوة المتوافرة أيضاً لدى تركيا و "إسرائيل" والولايات المتحدة. المشكلة أن التدين مرن تماماً، ولذلك يمكن له أن يتسع لأي موقف بما في ذلك المواقف التي تتحالف مع الاستعمار الكوني وأدواته المحلية.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدول معاناتي اليومية
- اعلان الاتحاد الفيدرالي بين سوريا والعراق ولبنان
- إفلاس السعودية في سياق الجهاد من أجل فلسطين
- الكمبرادور الفلسطيني: لايك كبيرة من اليسار
- هيلاري كلينتون: الرئيس الأمريكي المقبل
- اقعد مكانك يا حمار
- تدمير الجيش وتفكيك الدولة
- قراءة في منير فاشة
- رأس المال المحلي وفضيحة اختراق وعي -اليسار-
- عن الفيس بوك والاقتصاد و -تأميم- الكونغرس لأموال السعودية
- أزمة جامعة بيرزيت وعميد شؤون طلبتها
- أطفال المدارس الحيوانات
- الجهاد بين سوريا وأفغانستان
- خالد مشعل لم يعترف بإسرائيل ولكنه يعترف بها
- الدولة التركية عدو للعرب
- الاغتصاب بذريعة طريقة اللبس
- اليمن والقيس واليمن: ملاحم أم تاريخ؟
- الاقتصاد السياسي للشعوذة والتخريف في عصر السيسي
- رامز يلعب بالنار
- اسرائيل والخليج العربي وحماية القانون الدولي


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ناجح شاهين - التدين: السياسة، والأخلاق والمصالح