أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناجح شاهين - رامز يلعب بالنار














المزيد.....

رامز يلعب بالنار


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 5201 - 2016 / 6 / 22 - 16:07
المحور: الادب والفن
    


"رامز بيلعب بالنار" سني أم شيعي؟
ناجح شاهين
ترددت في الكتابة، خشيت من إغضاب أخواتي وإخوتي الذين يجلسون بعد الإفطار مباشرة ليشاهدوا ما تقدمه ام بي سي بوصفها قناة رمضان بامتياز. هذا هو وقت الذروة التي لا نظير لها على امتداد السنة. فرصة حقيقية للقناة صاحبة "من سيربح المليون؟" و "أراب ايدول" لتثقف الناس على نطاق واسع بما تظنه ضرورياً لأمنهم النفسي والاجتماعي وما يسهم في نموهم العقلي والمعرفي والعلمي والانفعالي ليكونوا مواطنين أسوياء قادرين على بناء أوطانهم وأمتهم. لعل القراء لا يحتاجون إلى التذكير بأن هذه قناة المملكة السعودية الأهم. والمملكة تضطلع هذه الأيام بأدوار كبرى على صعيد حماية الدنيا والدين، وليس أدل على ذلك من حروبها الباهظة التكاليف في سوريا واليمن والعراق وليبيا والبحرين ضد الاستعمار الشيعي ورأس حربته المرعبة حزب الله. يضاف إلى بذل المال بسخاء في شراء الأرض من مصر وغيرها والعقارات المختلفة حول العالم.
ما الذي يميز السياسة السعودية هذه الأيام وسياسة "رامز بيلعب بالنار" خصوصاً؟ أولاً وقبل كل شيء الاستهانة والاستهتار بعقول الناس وقيمهم وأذواقهم. دعونا نقرأ قليلاً في رامز.
يأتي رامز كل ليلة، كل ليلة، وهو يصرخ بشكل أرعن وتهييجي مهنئاً المشاهدات والمشاهدين برمضان، ثم يصرخ على نحو فج مهدداً "الضحية" التي سوف تتعرض للويلات والثبور، مع السخرية بدون ذكاء من الضيف/ة ولكن مع مراعاة "الاتفاق" الموقع معه/ا لأن بعضهم مثل "صابر الرباعي" لم يقبل على ما يبدو أن يمس طرفه أبداً. بعد ذلك يدخل في كل حلقة في حوار بليد وممل مع طاقم البرنامج الذي تصادف أن يكون أجنبياً، وأمريكياً على الخصوص. وهؤلاء الذين يحضرون فقط لأن الأجنبي يكمل بهاء المشهد، يشاركون في الهتاف مع رامز هتافاً دالاً: "بالولعة، بالنار حنكمل المشوار". وهذا التناص مع شعار سياسي عربي معروف: "بالروح بالدم حنكمل المشوار" وخصوصاً مع مشاركة "أعاجم" لا يلفظون الكلام العربي بطريقة صحيحة إنما يشكل سخرية وانتقاصاً غير بريئين على الأرجح لشعار ثوري كلاسيكي بامتياز.
بالطبع تتكرر معطيات الحلقة ذاتها كل ليلة، وهو ما يفقدها أي جمالية فنية توقعية. تعتمد "الإثارة" في مثل هذا البرنامج على توقع الجمهور للصدمة أو الذعر الذي يتعرض له الضيف البطل خصوصاً عندما يكون "نجماً" أجنبياً أو عربياً مهماً. لكن ذلك لا يحدث أبداً على وجه التقريب، لأن الضيوف لم يوافقوا على ما يبدو على أن يمثلوا دور المذعور على نحو يمكن أن يهز صورتهم في عيون عشاقهم من المشاهدين. ومن هنا مثلاً بدا أن صابر الرباعي كان أكثر هدوءاً من الحاضرين كلهم، وكان جاهزاً لمد يد المساعدة لأي منهم.
المفروض أن من قام بالبرنامج قد فكر في أن الجمهور أكثر ذكاء من أن يتوهم أن هناك قانوناً يسمح بتعريض حياة الناس أو حتى أمنهم النفسي لتجربة قد تودي بها. ولذلك فإن البرنامج كان يجب أن ينطلق من واقعة أن الجمهور يعرف أن هذه حلقة مسجلة مثل أي مسلسل ولا بد لإنجاحها من أن يقوم الضيوف/الأبطال بتمثيل الرعب والذعر على نحو ممتع مثلما نضحك في الكوميديا من البطل الخائف ونحن نعرف أنه يمثل. أما إحضار ممثلين تحت زعم أنهم لا يعرفون، ليمثلوا دور الشجاعة عوضاً عن دور الخوف، فقد قلب التوقع الفني رأساً على عقب.
رامز بيلعب بالنار عمل تافه ينضم إلى تفاهات ام بي سي التي تروجها السعودية في حربها ضد العقل العربي والإسلامي على السواء. ونأمل بصدق أن لا يكون الجمهور العربي الشيعي من مشاهدي ام بي سي لعل ذلك يسهم في إنقاذ جزء من الجمهور من براثن تتفيه العقل والذائقة الجمالية والقدرة على السواء. لنتذكر أن العقل الضحل السهل الانقياد وصفة لتأبيد التبعية والانحطاط والتطرف عن طريق تغييب المهارات الفكرية الضرورية لبناء ثقافة ثورية مبدعة لكي نخرج من النفق. المعضلات التي تواجهنا ضخمة على نحو لا شبيه له فيما مضى، والتفاهة هي عدو خطير لمشروع الثورة. لقد اقتحموا المواطن بثورات الربيع الوهمية وامتصوا طاقته ووجهوها نحو أهداف دون كيشوتيه غير واقعية من قبيل بناء الديمقراطية في بلاد لم تنجز بعد المواطنة. كأننا نقوم بتربيع الدائرة.
اليوم تطلق السعودية بالاستناد إلى ضعف قدرات المواطنين الفكرية وحش التطرف الطائفي الذي يسمح بأن يكون حزب الله هو العدو والصهيونية هي الحليف. أرأيتم؟ إن السعودية وخليجها يلعبون بالنار، ولكن برامج مثل رامز بيلعب بالنار واراب ايدول تساهم في خلق مواطن "أهبل" تنطلي عليه سفاهات السياسة السعودية على الرغم من مباشرتها الفجة. كيف لا وهو ينتظر كل ليلة أن يشاهد التفاصيل الغبية ذاتها "لرامز بيلعب بالنار"؟ هكذا يتم تأهيله ليشاهد كل يوم التفاصيل الفجة ذاتها لمسلسل الخطر الشيعي من القنوات الشقيقة العربية والجزيرة. وكل عام ورامز/ام بي سي/السعودية ينعمون بالتفاهة والحمق والفجاجة مع لمسات أمريكية/اسرائيلية لا تخطئها العين.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسرائيل والخليج العربي وحماية القانون الدولي
- المثلية (اللوطيون والسحاقيات) والتحالف الكوني-الاقليمي ضد سو ...
- الدول الفاشلة، الدول الريعية، والدول الوظيفية في الوطن العرب ...
- لماذا تفشل الدولة السورية في القضاء على الإرهاب؟
- الطب والمشافي بين الإهمال ونقص المعرفة
- الديمقراطية= حكم الأغنياء عن طريق الهيمنة الناعمة
- تدمير العراق وتفجير محل العجولي
- حزب الله ليس إرهابياً
- أسئلة الامتحانات في المدارس الفلسطينية
- الديمقراطية الأمريكية والدكتاتورية السورية
- الخبز وفوضى السوق ودلال رأس المال
- الاقتصاد السياسي للطقس وكرة القدم
- كوريا الشمالية والسعودية: مقارنة
- فن الحب وعلم الثورة
- أوقفوا تعليم اللغة الإنجليزية
- بحلم يسكن في هافانا ، بفكر انو فرنسا معانا: ما الذي يجري في ...
- قراءة في خلفيات جنون الإرهاب
- -التهجيص- في السياسة والإعلام
- عريقات/نتانياهو وأزمة القيادة
- الخطاب الفلسطيني وتغطية المواجهات


المزيد.....




- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناجح شاهين - رامز يلعب بالنار