أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ناجح شاهين - فن الحب وعلم الثورة














المزيد.....

فن الحب وعلم الثورة


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 5013 - 2015 / 12 / 14 - 10:22
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


فن الحب وعلم الثورة
ناجح شاهين
أتمنى عشقاً خالص لله
وطيب فم خالص للتقبيل
وسيفا خالص للثورة
(مظفر النواب)
الثورة والحب في بلادنا يعاملان كما لو كانا أفعالاً، أو بالأحرى أحداثاً جنونية منفلتة من كل ضابط أو عقال. ولذلك فإن الثورة "تنفجر" أو "تندلع" مثلما البركان دون خطة واضحة، وتسير على غير هدى خبط عشواء إلى أجلها المحتوم. وقد لاحظنا كيف كان أجلها المحتوم في ثورة 1936، وفي انتفاضة ،1988 وفي حراك الشعوب في مصر وليبيا وتونس وسوريا حزيناً إلى درجة الفاجعة.
الحب أيضاً حدث مفاجئ لا علاقة له بالعقل. وتختصر فكرته ب "الوقوع في الحب" من النظرة الأولى أو ما أشبه. لا تفسير لما يجري على الأغلب. لكن مع بعض الصبر سوف يتضح أن ذلك الحب بدوره سيصل إلى نهايته المأساوية قريباً: مشكلة الأحلام أنها تنكسر لحظة تحققها بالذات.
قد يبدأ الحب بنظرة عذبة ساحرة أو بكلمة رقيقة. وربما يبدأ الحراك الثوري بفعل بطولي فردي، أو رد فعل "غاضب" على استفزاز قام به العدو من طراز جريمة جولدشتين في الحرم الإبراهيمي في العام 1996 أو حادثة المركبة في غزة 1988 أو دخول شارون إلى الأقصى في العام 2000. لكن بعد لحظة الانطلاق لا بد من وقود لمتابعة المسيرة، وإلا دخلنا في حالة المراوحة في المكان: لا يمكن للزخم الذاتي أن يستمر إلى ما لا نهاية، لأن هناك قوى مضادة تعمل ضد الانطلاقة الأولى لفعل الحب أو الثورة. روتين الحياة وتفاصيلها التافهة تأتي على توهج الحب، وفعل العدو المعاكس سوف يحتوي الحراك الثوري التلقائي ويطفئه ما لم يكن هناك خطة لرفده بمقومات الحياة والصمود.
لا بد إذن من تعهد نبات الحب والثورة بالرعاية وإلا ذوى وجف ومات. ولا يجوز أبداً الركون إلى أنه سيستمر من تلقاء ذاته متوهجاً. وعلى الرغم من التشابه بين الحالتين (أليس فعل الثورة في ذاته تجلياً للحب بمعنى من معانيه؟) فإن هناك اختلافاً يصب في مصلحة الحب بين الجنسين يرجع إلى قدرة هذه الأخير على الاعتماد على قوة الدفع الغريزي الجنسي. لذلك نلاحظ أن كثيراً من الأزواج ينفصلون عندما ينخفض مستوى الهرمونات في الدم، إذ "يكتشفون" فجأة أنهم لم يعودوا "يحبون" بعضهم بعضاً.
فعل الحب وفعل الثورة على الحقيقة يحتاجان إلى بناء مقصود بطريقة ذكية ومبداعة لمراكمة "المشروع" مع مراعاة التفاصيل الدقيقة المحيطة بجوانبه كلها في كل لحظة وموضع. وإذا لم يتم ذلك على نحو مبدع وخلاق، فإن ما نحصل عليه هو تجمد المشروع في أحسن الأحوال وانكفائه في أرذلها.
ليس الحب إذن معطى مضموناً في جيبنا بعد ولادته. بالعكس ليس أسهل من موته وهو في المهد. وليس الحراك الثوري، خصوصاً الشعبي منه مضموناً بمجرد أن يبدأ. لكن الناس في بلادنا –بما في ذلك النخب على ما يبدو- تظن العكس. سرعان ما يذوي الحب بعد الزواج بوقت قصير، وسرعان ما تخبو الانتفاضة وتتحول إلى فعل محدود يستطيع العدو التعايش معه بسهولة بعد انطلاقته بقليل.
لكن الأشد رعباً هو أن أي "واقعة" تتوقف عن النمو تغدو عبئاً يفكر الجميع في التخلص منه سراً وعلانية. ولذلك تبدأ المرأة ويبدأ الرجل في التفكير في كيفية وضع حد لعلاقة مرهقة لا تقدم شيئاً لإغناء الحياة وصبغها بالحيوية والسعادة. ولذلك أيضاً يبدأ الناس في انتظار انتهاء الحراك الثوري الذي لا يفعل شيئاً باستثناء "تنغيص" مسار حياتهم اليومية. أليس هذا ما حصل قبيل "أسلو" عندما مل الناس في فلسطين ويئسوا إلى حد الرضا بأي مخرج من الوضع المنغص الذي ما عاد يرجى منه شيئاً. لقد وصل الأمر بالناس حداً أن قوى "المعارضة" لم تتمكن من تجنيد مئة شخص ليتظاهروا ضد مشروع "أوسلو". وعندما اقتنع الناس بعد سنين أن ما حصل كان كارثة سياسية، كان الوقت قد فات.
لا بد من فعل شيء في هذه اللحظة، قبل أن تصل الأمور إلى وضع شبيه بما حصل في المرات السابقة.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوقفوا تعليم اللغة الإنجليزية
- بحلم يسكن في هافانا ، بفكر انو فرنسا معانا: ما الذي يجري في ...
- قراءة في خلفيات جنون الإرهاب
- -التهجيص- في السياسة والإعلام
- عريقات/نتانياهو وأزمة القيادة
- الخطاب الفلسطيني وتغطية المواجهات
- روسيا تقلب الطاولة على أمريكا ومن يدور في فلكها
- فانتازيا عيد النحر الأمريكي السعودي
- دائرة العنف الفلسطينية
- حضانة الطيرة المرعبة، وقرار الوزير العيسى
- الغزو الضفاوي ليافا/تل أبيب
- القانون لا يحمي المغفلين، ولكنه يحمي النصابين
- من يهودية الدولة إلى التطهير الكامل: المقاومة هي الحاجز الأخ ...
- أيديولوجيا الديمقراطية في خدمة الاستعمار والدمار
- حزب الله، أنصار الله ويسار الأجزة
- داعش والصهيونية: لماذا تنشران الفظائع؟
- بؤس المثقفين
- إلى عزمي بشارة 1: المقاومة لا قطر هي العدو المؤرق لإسرائيل
- فلسطين: نحو بطولة العالم في الجريمة؟
- نساء اف.ام والفردية الليبرالية لتفسير الاقتصاد


المزيد.....




- زعيم يساري أوروبي: حان وقت التفاوض لإنهاء حرب أوكرانيا
- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عملية بمجمع الشفاء الطبي في غزة ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى تخليد ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ناجح شاهين - فن الحب وعلم الثورة