أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ناجح شاهين - الاغتصاب بذريعة طريقة اللبس














المزيد.....

الاغتصاب بذريعة طريقة اللبس


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 5217 - 2016 / 7 / 8 - 01:24
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الاغتصاب بذريعة طريقة اللبس
ناجح شاهين
فتاة في التوجيهي يقوم سائق متزوج في منتصف الثلاثينيات، ومعروف للأهل، بإيصالها للمدرسة مع عدد من زميلاتها. وفي أحد الأيام يستغل أنها كانت بمفردها ويأخذها إلى منطقة نائية، ويشرع في اغتصابها. شجاعة الفتاة ومقاومتها وصراخها حال دون نجاحه في إكمال المحاولة حتى "نهايتها السعيدة" بالنسبة له، و"نهايتها الكارثية" نفسياً وجسدياً واجتماعياً بالنسبة لها.
تقدمت الأم بالمعلومات اللازمة لأجهزة الأمن. لكن هذه الأجهزة لم تقم بإلقاء القبض عليه على الرغم من مضي وقت طويل. وتعتقد الأم أن قرب السائق مقترف الجريمة من مراكز قوى معينة يحميه من الاعتقال. وعبر الوسطاء تأتي رسالة فحواها أن الصغيرة لم تكن ترتدي الزي الشرعي. إذن، والاستنتاج للأم وليس لنا: "هذا يعطيه حق الاغتصاب."
بالطبع ذلك عذر وقح وسمج حتى لو لقي شيئاً من التعاطف من أنصار الزعي الشرعي. حريتي وأمني الجسدي والنفسي ليسا مرهونين بارتدائي لأي زي، وليس لأحد الحق فيما نحسب في الاعتداء علينا مهما كان وضعنا. حتى لو كنت معتوهاً بالكامل فإن ذلك لا يسوغ لك الاعتداء علي بأي شكل. أنا إنسانة كاملة الإنسانية لا يحق لأحد مسها جسدياً أو مادياً بأي أذى. على الأقل هذا من ناحية الكلام النظري.
لكن الكلام النظري في حاجة إلى من يدعمه عملياً. ذهبت الأم بشجاعة إلى الشرطة لتشتكي. هناك تعرضت الأم التي ترتدي الشرعي، لحسن الحظ، للتحرش من رجال الأمن.
أرأيتم كيف أن جواب السؤال أعلاه قد توافر على الفور؟ إن الشرعي لا يحمي أحداً من التحرش، كما أن التعري ليس مسوغاً أخلاقياً ولا قانونياً ولا اجتماعياً للاعتداء على أي شخص في جسده أو اي شيء يخصه.
ماذا تفعل الأم بعد أن حاولت –وما تزال- الاستنتجاد بأجهزة الدولة التي يفترض أن واجبها حماية الفرد من اعتداء الآخرين؟ ماذا يحصل مع الناس عندما يطلبون حماية الجهاز المكلف بالحماية ولا يفعل؟
بحسب هوبز والمدرسة الليبرالية أيضاً، فإن وظيفة الدولة الوحيدة تقريباً هي حماية أمن الناس وحياتهم وممتلكاتهم من اعتداء الآخرين. فإذا فرطت الأجهزة في هذا الدور لأي سبب، فإننا نعود إلى الغابة حيث تشتعل "حرب الكل ضد الكل".
وقد شاهدنا حرب الكل ضد الكل في يعبد، ونابلس، وسعير، وبيت لحم، وغزة طوال أيام الشهر الفضيل وحتى أول أيام العيد. وكتب الأستاذ مينا الحصري: "كان شرطيان في رام الله "أيام الاحتلال" يضبطان الوضع تماماً. اليوم مع وجود ما يزيد على مئة الف رجل أمن، فإننا نعيش في الغابة."
وهناك في الوطن الان مئات المنظمات النسوية التي تجتمع في الفنادق الفخمة تحت إشراف الممول الذي يرطن الإنجليزية أو الفرنسية، ولكن ذلك لا يفيد الأم التي "تريد حلاً فعلياً" وتريد عقوبة حقيقية للمعتدي على ابنتها.
المنظمات النسوية الناعمة لا تفعل شيئاً على ارض الواقع على الإغلب، وتكتفي بالنشرات والبيانات الفضفضاضة التي تصدر كلما تم عقد لقاء ممول في قاعة فخمة.
هل حان الأوان لنفكر في الحماية الشعبية، ولكن ليس فيما يخص التنمية، وهي الفكرة التي ابتكرها عادل سمارة، وإنما نوسع هنا فكرته لتعني حماية المواطن-الإنسان من اعتداءات الجريمة بأنواعها: النصب والاحتيال والتحرش والسرقة والاغتصاب، ولكن عن طريق تكوين خلايا ولجان شعبية أشبه بأيام الانتفاضة الأولى.
قد يكون هذا أسلم من أن يأخذ كل منا القانون في يده، وينتقم من خصمه مباشرة، فنصل إلى فوضى "خناقة" لا تقل همجية عن فوضى داعش المنجزة أمريكياً وخليجياً في العراق وسوريا وليبيا.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمن والقيس واليمن: ملاحم أم تاريخ؟
- الاقتصاد السياسي للشعوذة والتخريف في عصر السيسي
- رامز يلعب بالنار
- اسرائيل والخليج العربي وحماية القانون الدولي
- المثلية (اللوطيون والسحاقيات) والتحالف الكوني-الاقليمي ضد سو ...
- الدول الفاشلة، الدول الريعية، والدول الوظيفية في الوطن العرب ...
- لماذا تفشل الدولة السورية في القضاء على الإرهاب؟
- الطب والمشافي بين الإهمال ونقص المعرفة
- الديمقراطية= حكم الأغنياء عن طريق الهيمنة الناعمة
- تدمير العراق وتفجير محل العجولي
- حزب الله ليس إرهابياً
- أسئلة الامتحانات في المدارس الفلسطينية
- الديمقراطية الأمريكية والدكتاتورية السورية
- الخبز وفوضى السوق ودلال رأس المال
- الاقتصاد السياسي للطقس وكرة القدم
- كوريا الشمالية والسعودية: مقارنة
- فن الحب وعلم الثورة
- أوقفوا تعليم اللغة الإنجليزية
- بحلم يسكن في هافانا ، بفكر انو فرنسا معانا: ما الذي يجري في ...
- قراءة في خلفيات جنون الإرهاب


المزيد.....




- سلطنة عُمان: الشرطة تقبض على 30 شخصا بينهم 21 امرأة وتكشف ما ...
- وفاة امرأة تبلغ 82 عاما في إيطاليا نتيجة إصابتها بعدوى فيروس ...
- دعم نسائي جزائري.. منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بقيمة 8 ...
- وفاة الأمير النائم بعد 20 عاما في الغيبوبة.. مآسي الشباب الر ...
- المرأة بين وعي الواقع ولاوعي السلطة الذكورية
- باكستان: مشروع قانون لإلغاء الإعدام بجرائم الخطف وتعرية النس ...
- ألمانيا تلقي القبض على ليبي متهم باغتصاب وتعذيب معتقلات في س ...
- رصدتهما الكاميرا متعانقين.. امرأة تغطي وجهها والرجل يختبئ في ...
- كاميرا في حفل كولد بلاي تضع رجلا وامرأة في ورطة
- حصان يتسبب بمقتل امرأة اثناء عملها


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ناجح شاهين - الاغتصاب بذريعة طريقة اللبس