أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسناء الرشيد - ( ما جايسك ) .. ترنيمة في حضرة الروح














المزيد.....

( ما جايسك ) .. ترنيمة في حضرة الروح


حسناء الرشيد

الحوار المتمدن-العدد: 5561 - 2017 / 6 / 24 - 17:47
المحور: الادب والفن
    


هي المرة الثانية التي تستوقفني فيها إحدى قصائده بل تلفت انتباهي للدرجة التي لا أستطيع إبعاد فكرة الكتابة عنها عن تفكيري ، فما كان مني إلا أن جلبتُ أوراقي وقلمي كي أشرع بالكلام عمّا استوقفني في هذه القصيدة ..
ورغم أنها المرةُ الأولى التي أقومُ فيها بالكتابة عن شخصٍ ما من دون أن يكون لديه علمٌ بهذا ولكني قررتُ أن أخوض غمار هذه التجربة وأنشر الموضوع من دون أن أقوم بإبلاغ صاحب الأمر بما كتبتُ عنه فقد راق لي حقاً أن أستقبل ردّ فعله بطريقةٍ مباشرة على صفحتي العامة ..

بعد هذه المقدمة التي كان لا بد منها ، أودُّ أن أشير إلى أن مشاركة هذا الشاعر في مبادرة #صناع_الأمل كان من أهم الأسباب التي دعتني للكتابة عن قصيدته هذه تحديداً وليتهُ أسماها بأحد مشتقات هذا الأسم فأنا قد وجدتُ بين سطورها الكثير الكثير من الأمل فعلاً وكان أن استوقفتتي مشاركته كي تؤكد لي أن بعض الناس لايشبهون سوى أنفسهم ، وحين يكونون شعراءً أو كتّاباً مثلاً فأننا نجدُ انعكاس شخصياتهم الحقيقية واضحاً للغاية بين طيات أبياتهم وسطور كتاباتهم ، وباسم الخاقاني واحدٌ من أكثر الشعراء الذين كانوا حقّاً كمّا هم فعلاً ، فارساً بحقّ بكل ماتحمل تلك الكلمة من معنى ( وربما انعكست طريقتي في الكتابة على اختياري لبعض مفرداتي والألقاب التي قد أطلقها عليه ولكنني أكتبُ ما أراه أمامي حقاً وهذا رأيي الخاص بعيداً عن أي مجاملة لم يكُ لها مكانٌ بين سطوري مُذ شرعتُ بالكتابة ) ..

ولأبدأ من عنوان القصيدة الذي لم أفهم كنههُ في الوهلة الأولى لقراءتي لها ، فكان أن راسلتُ الشاعر وطلبتُ منه أن يشرح لي ما الذي يعنيه ب (( كحل أبيض )) ؟ _ذلك لأنني فعلاً قد لا أتقن أحياناً فك طلاسم اللغة الرمزية التي تزخرُ بها بعض القصائد _فأجابني حينها وكانت إجابتهُ مقنعةً للغاية بالنسبة لي فذلك الرماد ( أو كائناً ما كان اسمه ) ذلك الشيء المتبقي من ملامسة الأصابع لأجنحة الفراشة أسماهُ الشاعر بهذا الأسم الملفت للانتباه حقاً ويا لدهشتي حين أخبرني بالمعنى الكامن وراء هذا الأسم ، علماً أني وحين قرأته تبادر إلى ذهني معنىً آخر لم أخبرهُ به حينها ولكني سأتكلمُ عنه هنا (( فالكحل الأبيض هو كحلٌ موجودٌ فعلاً لدى العطارين وهو يستعمل لأغراض معالجة أمراض العين وأنا شخصياً كنتُ قد استخدمتهُ سابقاً لأني ممن يحبون استخدام الكحل العربي !! )) ولا أظنُ شاعرنا كان يدركُ هذا الأمر وإليه أقول ( أن كحل فراشاتك الرقيقة قد يمنح العيون بريقاً ولمعاناً يقاربُ ما تمنحهُ تلك الصورة الشعرية التي يتضمنها هذا الوصف تحديداً ) ..

ونجدُ في القصيدة منذ بدايتها ( مطلع القصيدة ) تكراراً لمفردة ( ما جايسك ) ، تلك المفردة التي يؤكدُ فيها الشاعر على عدم ملامسته لحبيبته وأنا أودّ التساؤل هنا : ألم يمسّ الشاعر حبيبتهُ حقاً أم أنهُ كان يطمعُ للمزيد من التقارب الجسدي بينهما ؟ خاصةً أن أبيات القصيدة تؤكد على تقاربهما الروحي :


((ما جايسك
بس رمشي مخمور ويه رمشك .. ))

و ..

(( ما جايسك
لاچن من أشتاگ اشم بچفوفي عطرك)) ..

وفي هذا البيت تحديداً نجد التأكيد على التقارب الروحي واضحاً للغاية ..

كما نجد الأمنيات الكثيرة التي يضجّ بها خيال الشاعر حين يقول :


(( هاك كل گلبي اليريدك
هاك اديه
وجيسني !!
وخلي كحل ابيض بديه
هاك اديه
ترگص بگلبي فراشاتك واصير من الفرح
بستان چني .. ))

وأظنني لم أكُ مخطئة فشاعرنا لا يرضيه القليل ، وهو يرغب بالكثير الكثير ، لدرجة أن سطور أبياته قد لا تسعُ رغباته العديدة ..

والصورة الأكثرُ تأثيراً في روحي ، تلك التي قمتُ بكتابة هذا الموضوع بسببها هي تلك التي يصفها الشاعر بطريقةٍ غايةٍ في التميز لدرجة أني لا أكادُ أمنع دموعي من الانهمار بسببها كلما قرأتها :

(( يا مفاتيح بحضن مسجون
مشتاگ لضواك
و تارس الحيطان بسمك !!
ترعش چفوفه ويغمض
يبوگ من عينه ويرسمك ! )) ..

كم عليّ أن أصفق ، أن أقف بدهشة وقفة استيعاب لتلك الصورةالكبيرة ؟ ولن أتمكن من وصفها حقاً أجزمُ بهذا ، فقط من جرّب ذلك الإحساس ( إحساس السجين المشتاق للخروج من زنزانته واللقاء بأحبابه)) .. هو فقط سيستطيعُ استيعاب وتفسير كل هذا الوجع الكبير ..

ختاماً ، ربما كان لديّ الكثيرُ لأقوله بعد ، ولكنني اكتفيتُ بما طرحت هنا فأنا لا أودّ الإطالة عليكم كما أني أودّ أن أذكر أني قمتُ بكتابة هذا الموضوع كقراءة خاصة للقصيدة لم أقصد منها إلا تبيان ما لفت انتباهي من صور رائعة كان لا بدّ من الكتابة عنها ..

وكي أستمر في ذات الأجواء فلا بد لي من أن أختم موضوعي هذا بالأبيات التي قام فيها الشاعر بإنهاء قصيدته :

(( اشتمني حيل
وگلي كل الرازقي يسلم عليك
وگلي كل هذا العطش مشتاگ
يتبده اعله اديك
هاك اديه
وجيسني .. ))


بقلمي / حسناء الرشيد



#حسناء_الرشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد وجيه .. سر قصيدتين
- ( الراهب ) .. قداسة الحب والشعر
- الناصرية .. - مزاجُ أنثى -
- نور السامرائي / فدعة بصرية
- (( قراءة في قصيدة من جيل البنفسج ))
- ميثم فالح .. قصيدة بغدادية ناضجة
- (( حسن عاشور بلم شعري على ضفاف كارون ))
- (( إلحاد ))
- (( اللادينية : أسباب - تاريخ ))
- - أيما صباح .. قيثارة الناصرية -
- صالون النواب الثقافي / خطوة في طريق إنجاح الشعر الشعبي
- إلحاد
- مهم للغاية
- (( صرخة ))
- { رسالتي الأخيرة .......إليه }
- { ترانيمٌ حائرة }
- { رسالةٌ ........ في الانتظار }
- ( دموعٌ .... تنزفُ بمرارة )
- { موعدٌ ...... معه }
- { تراتيلٌ ... لدموعٍ لم تجفّ بعد }


المزيد.....




- مصمم أزياء سعودي يهاجم فنانة مصرية شهيرة ويكشف ما فعلت (صور) ...
- بالمزاح وضحكات الجمهور.. ترامب ينقذ نفسه من موقف محرج على ال ...
- الإعلان الأول ضرب نار.. مسلسل المتوحش الحلقة 35 مترجم باللغة ...
- مهرجان كان: -وداعا جوليا- السوداني يتوج بجائزة أفضل فيلم عرب ...
- على وقع صوت الضحك.. شاهد كيف سخر ممثل كوميدي من ترامب ومحاكم ...
- من جيمس بوند إلى بوليوود: الطبيعة السويسرية في السينما العال ...
- تحرير القدس قادم.. مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 25.. مواع ...
- البعثة الأممية في ليبيا تعرب عن قلقها العميق إزاء اختفاء عضو ...
- مسلسل روسي أرجنتيني مشترك يعرض في مهرجان المسلسلات السينمائي ...
- عيد مع أحبابك في السينيما.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك أ ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسناء الرشيد - ( ما جايسك ) .. ترنيمة في حضرة الروح