أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مزهر شعبان - ابا الحسن ... لازالوا يطبروك














المزيد.....

ابا الحسن ... لازالوا يطبروك


محمد علي مزهر شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 5552 - 2017 / 6 / 15 - 00:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ابا الحسن ... لا زالوا يطبروك
محمد علي مزهر شعبان

يقولون لا تمسك الماضي لهذه الامة، واتجه الى الحاضر الشاخص ... فأي حاضر هو امتداد تسقيه ذات المنابع، تتداوله الايام والنفوس، وكأن رئته لا تنتجت الا رياح الحقد . العبرة ليست في اعادة تاريخ مقتل، بل الحكمة، بين تاريخ المقتول والقاتل، مما عبأة نفس المقتول، من رحبة صدر اتسعت لتتغنى بها البشرية، قصاد عصبة اتخذت القتل والغيلة والغل . في تلك الليلة نحر الارهاب "الوجود النقي" اذ يفعل الختل مالا تفعل الشجاعة، والمكر في دروب عهر التفكير عن نصاعة السيرة والسريره، حيث يبادلون العقوق بالبر، والاحسان بالشر.
بين رجل ابتعد بروحه عن مطامع دنياه، وتجرد من شواذ وملذات جسده، وتحرر قلبه من وعثاء الاطماع، حتى غد عنصرا نادر الوجود والتفكير، من الصفاء والنقاء. يتوحد مع خالقه توحد من ادرك العدل في الوجود، دون حجاب، ولا اطماع في فردوس تبتاعه حركات، وتستجديه ادعاءات، انه الانصهار في الذات الالهية، والارتقاء بالبني ادمية الى السمو والرفعة . يقول جورج جرداق (ففي عبادته افتتان الشاعر في هيكل الوجود الرحب، صافي النفس ممتليء القلب حتى اذا انكشفت له جمالات هذا الكون)
واذ يطرح التعبد، فان رؤاه دون شك هي تمرد على عبادة الاخرين حين يصنفها بقوله ع: ان قوماعبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار. وان قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد . وان قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الاحرار . اذن هو ينشد الخير العميم، دون رهبة من نار، ولا طمعا في جنة، وانما العبادة التي ترتقي بالعمل الى حيث صلاح الانسان .
في تلك الليلة، كان يعلم ان ثمة في الجو كدر، او انه محتوم قدر، ثمة رائحة غدر، عظيم مثله يستقريء الاجواء، وابواب المؤمرات المغلقه لم تغب عن بصيرته النافذه، فسرها معلوم وان اختفى في خوالج الصدور، وما وراء الاكمة وبين جدران الحجرات . مخلوق وكأنه من سلالة الشمس، أضاءة البشرية بنور علمها وخلقها وشجاعتها واقدامها وانوار فكرها وعفتها وزهدها، حتى التفت حولها الارواح، وفدتها الاجساد، الا اؤلئك الحاقدون، يتامى الارستقراطية الاموية، أبوا بحسدهم وضياع دولة استعمارهم للفقراء، الا التألب والتأمر لاطفاء نورهم .
في هذه الليلة، يطبر رجل الورع والتقوى، اذ أسس لذاته العفاء، وركب مركب الزهد، وروض النفس على مالا تحتمل، حين تراودها الزخارف، وعرف ان وفرة المال فتنه، تغريها الاهواء في طمع الاغتنام غير المشروع، واستباحة الفجور . فجيشوا عليه الجيوش، وحملوا معهم باطل الادعاء، وكذوب الافتراء، ينهلون من دوحة الحقد، التي ظلت شجرته شائكه، تتفرع من كمائن احراش الفكر الجهنمي، حيات وعقارب، من جحور اهل الظلالة وقماقمها . عبيد لشهوة الدم، حبيسوا الكراهية، أذلة في سجل التاريخ، وان ربحوا معركة الغيلة، وصلح تصدره كاشف العوره، ابن الزرقاء، وغباء من نزع خاتم الاوصياء فلقد بقى ابن ابي طالب، الذي حاربوه بالبغضاء، فقابلهم بالحلم والمرؤة، وقاوموه بالعنف والاسنة والسيوف، فواجههم باريحية الواثق بصفاء قلبه من الضغينة . فحين ظفر بألد اعداءه " عبد الله بن الزبير ومروان بن الحكم وسعيد بن العاص" وهو يدرك ما حمل هؤلاء وما جيشوا، فيأمر اصحابه بالعفو عنهم . ولعل مغفل يقول : انه ليس بسياسي . والسؤال اين السياسيون اللذين فرضوا السطوة بالقبضات الحديديه ؟ نعم انتصروا في معركة ولكن خسروا التاريخ، وبقى ابن ابي طالب يمثل الفروسية باروع صورها ومعانيها والشهامة والترفع والسماحة والرقي . ، كان المنتصر الغافر، وليس المنتصر الظافر
مخلوق عجيب، في زمن البداوة طود راسخ، لم تزلزله اراجيفهم، لنفس ارتقت باطمئان الواثق، فهو الخصم العنيف حين البأس، لكنه العافي المترفق عند مقدره. لم تدركه الحيلة كسلوك، كما نمى في سجية انداده، لقد بلغ به الصدق مبلغا لعله اضاع الخلافة . وهو القائل ( والله ما معاوية بادهي مني، ولكنه يغدر ويفجر، ولولا كراهية الغدر، لكنت من ادهى الناس) . ويقول ع " علامة الايمان ان تؤثر الصدق حيث يضرك، على الكذب حيث ينفعك "
ابا الحسن ليس سيف ابن ملجم، ولا وجده وهيامه " بقطام" تلك الانثى الافعى المغرية، رغم سحرها ففي صدرها نار لا تطفأ، تلكم المراءة، رفافة الجمال، ساحرة اللحظ.... من قتلك، انها مجموعة الاهواء التي قابلتك من يوم بدر، مصطفة متخندقه وان تبدلت الحكومات، فانك مادمت حيا، ستوقف كل مشاريعهم، فمنهم واغلبهم ترك من الذهب ما يكسر بالفؤوس، ولان مخطط التدبير شيخ كنده،الاشعث بن قيس: حين صرخ النجاء النجاء، قد فضحك الصبح، تلك القرينة المقدمه ودلالة النتيجه . كل هؤلاء اجتمعوا لقتلك، لانك في الامة الخطأ .



#محمد_علي_مزهر_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبادي .... نزوة وجود ... في المحور الخطأ
- هوذا العقاب ... من جنس العمل
- ما الجديد في سقيفة الرياض ؟
- ترامب ... هل حان ميعاد القيامة
- عادل مراد ..... فريسة الدكتاتوريه
- أبا سفيان ... رفقا بالفقراء
- مؤتمر لحزب فتي .... ينشد الخلاص
- ايها القائد المقيد .. إمتلك الشجاعة
- في مثل هذا اليوم .. سرق الحشد الثلاجة
- أيها الذاهب للترشيح ... إقرأ هذه التعويذة
- منتخب أبدي .... وناخب مستجدي
- وداعا ... بغداد الحبيبه
- السعودية .. في انتظار فرصة الانقضاض
- أفيقوا .... أصحاب ( خردة المشاريع )
- حواراتنا كثيره ... أشدها النفاق...وأخطرها التظاهر
- في عيدك... أجراس نصر... وتيجان فخر
- وثيقة التسوية ... أكلتها أرضة المفخخات
- إعلام مأجور .... لخزائن موتور
- حلب .. اسقطت رهان الاقوياء
- البصرة ... ستقطع ضروعها .. ايها المتخمون


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مزهر شعبان - ابا الحسن ... لازالوا يطبروك