أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مزهر شعبان - في مثل هذا اليوم .. سرق الحشد الثلاجة














المزيد.....

في مثل هذا اليوم .. سرق الحشد الثلاجة


محمد علي مزهر شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 5482 - 2017 / 4 / 5 - 15:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مثل هذا اليوم .... سرق الحشد الثلاجة
محمد علي مزهر شعبان
في مثل هذا من عام 2015 واذ حررت تكريت، لمن ادعوا أنها عصية وقلعة العتاة العصاة . والبديهية ان هناك منتصر وخاسر خائب . ولكل واحد لغة اعلان، بين انشودة نصر، وصولة فخر، وبين ادعاء خيبة باطل مخز، يصل الى احط واخس ما تنتج ألسن الاعلام الباهت .
على مر تاريخ المعارك وسجلها الدموي ، لم يتقاتل المتحاربون بمناديل ورقية او يتقاطفون بالورود . انها الحرب بين مهاجم يريد ان يصل الهدف بكل ما امتلك من قوة نار، وبين مدافع حين يدرك انه اوشك على الخسارة فيترك الارض محروقة ملغومة . هذه لغة الحرب حيث تنطوي في صفحاتها من يلتحف الارض بين ميت وجريح ، اخ وابن عم ورفيق درب . فلابد ان يكون عصف من الغضب قد هاج في صدور الحشود وهي تزحف نحو شاطيء القصور اللعينة، حيث لازالت الدماء ندية لشباب نحروا على ايد اثمة ،هم ذاتهم يقفون قصاد الحشد الان، لتكمل ما سقط من ألاف كمغدورين الى مئات جاؤا كمحررين .
هم هم ذاتهم اللذين ساقوا اولئك الفتية من " سبايكر" اللذين تجردت من قلوبهم طبيعة الانتماء للبشر الى اخس المخلوقات وارذلهم اخلاقا وادناهم احساسا بالانسانية . اوغاد عمً التعصب على بصيرتهم فكانت افئدتهم صبخاء جرداء من كل ما يمت للبشرية . عميٌ بلا هدى ولا رادع، وغلواء بغيض أطاح بالناموس وهدم ناموس الغاية من وجودنا كخلق اسوياء . وأودوا بالرسالة التي يتشدقون انهم ينتمون اليها الى منازل الذل والهوان ونظرة الازدراء . منذ ان قادها سيدهم ابو سفيان وامهم أكلة الكبود ... ضلالة عن محجة الحق ، واستقواء بباطل ،واصطفاف رهين على جثث واشلاء .
ان ما حدث في تكريت نصر لم يتوقعه المراهنون سواء ممن كان داخل المدينة او اولئك اللذين يسوقون للخسارة ويستحضرون كل ما اؤتي من عثرات امام هذه الحشود الواقعة على الموت . واذ تشتد المصارع فاذا بهم في خشية الرهبة من هذا الموج الزاحف المشحون غضبا لا لقتلاه فقط وانما لوطنه الذي اضحى سبية بيد وحوش الغاب . غضبا لوطن ضاعت هويته بين الاهواء المجندة ، اولئك من يقررون الموت في ملاهي عمان ونوادي الليل في ازقة العهر ودرابين بائعات الهوى.
وضعت حرب القذائف وازيز الرصاص اوزارها في تكريت في مثل هذا اليوم، واشتعلت حرب الالسن الدعية ، خشية ان تكشف اوراق القتله بعد حين، ومن ارادوا الهروب بدلوا جلاليب الرجولة الورقية ، ولبسوا اردية النساء ، وازيحت اللحى الكثة الشعثاء ، لتصطبغ الوجوه الكالحة باحمر الشفاه ، وتدهن صفحات الخدود بالدهون التي تتبرج بها العاهرات . واخرون اختفوا بين الصفوف المرحبه بهذا السيل الهائل من الجيوش ليكتسحوا الزبد فأختفوا واصطفوا على القارعة ، ولكن بقلوب أختفى بين جناباتها الحقد والغضب .وكأن هؤلاء المصطفون جميعهم ملائكة رحمة ، وانهم في مثوبة الخلاص وهم ذاتهم ذوات اثم ومضلة ووزر. الناس من اهل هذه المدينة بين مقتول وقاتل ، بين مظلوم وظالم ، يجدون قاتليهم في الامس ينعمون بالسلامة اليوم . والسؤال من قتل الجبور والعبيد ؟ من قتل اميمة جباره واهليها ؟ من نحر معارضيهم او من لم يبايعهم ويوالوهم ، مئات تتبعها مئات؟ اليس هؤلاء من أهل المدينة ، وهم ينظرون الى قاتليهم وان تخفوا عن معرفة الجيش وحشده القادم توا الذي لا يعرف عن هؤلاء الا بعض الاسماء ، اما من فقد ابيه واخيه وابن عمه يعرف ما كان يفعل هؤلاء ، فكان الثأر وفارة الدماء ، على من قتل الرجال واغتصب النساء . أليست هي ادوار ؟ كم من محال وبيوت اغتصبت من أصحابها من قبل الدواعش ،فكيف لا تكون ردة الفعل هي اول ما تكون بين الجار وجاره وبين المقتول وقاتله ؟ حتى يخرج المتقولون ، واولهم شرقية الدعي الملعون ، وتجار الحروب والمجون ، ان يتهموا حشدا بسرقة ثلاجة او حرق بيت ملغوم . علام تريدون ان تسرقوا النصر من اولئك الفتية والشيوخ اللذين باعوا ارواحهم طوعا وبلا ثمن لوطن ؟ علام تتهمون من عرض روحه ان يسرقها اللصوص لكي يسرق توافه ما ذكرتم وتتدعون ؟ هؤلاء قدموا ارواحهم دون ان يرجوا مقابل الا ثمنا غاليا هو حماية وطن وحب ارض وشهادة يرفعها امام التاريخ وخالقه .
لقد شاهدتموهم ونحن اياكم ، لم يعنفوا قط بامريء ظفروا به ،بل وسعت عواطفهم النبيلة وما اباحت من صفاء انفسهم ، ان يقول مقاتل الحشد الشعبي للمراءة التكريتيه ( تفضلي شرابا غذاءا .. انت اختي انتي عرضي انت شرفي ) لقد اغضوا عن ما فعلتموهم من قتل ونحر واباحت لكل المقدس واوصلتم البلد الى هذه الكوارث في جرائم الابادة .. هم يعرفون ان عقابكم عدالة مطلوبه ، ولكن العفو شيمة الكرماء يا لؤماء . وان حدث امر كما يدعي المتباكون ، فهو سلوك خارج السرب ، وان حق الحق تخيلوا ما عقابكم .... سرقة ثلاجة ام سرقت ارواح ؟



#محمد_علي_مزهر_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الذاهب للترشيح ... إقرأ هذه التعويذة
- منتخب أبدي .... وناخب مستجدي
- وداعا ... بغداد الحبيبه
- السعودية .. في انتظار فرصة الانقضاض
- أفيقوا .... أصحاب ( خردة المشاريع )
- حواراتنا كثيره ... أشدها النفاق...وأخطرها التظاهر
- في عيدك... أجراس نصر... وتيجان فخر
- وثيقة التسوية ... أكلتها أرضة المفخخات
- إعلام مأجور .... لخزائن موتور
- حلب .. اسقطت رهان الاقوياء
- البصرة ... ستقطع ضروعها .. ايها المتخمون
- الصناعات الثقافية
- السليمانية على صفيح ساخن
- بين سيوف أل امية ...... ودماء أصحاب القضية
- فوز ترامب ... المفاجأة ... ام الاسباب الموجبه ؟
- الجنة ليست مرتعا ... لمن يبتاعها مجانا
- الحشد .. على ابواب تلعفر .. رغم انف تركيا
- اقتلوا ..... زينب
- أل سعود .... هل ادركتم سوء العواقب
- الموصل .... في المزاد


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مزهر شعبان - في مثل هذا اليوم .. سرق الحشد الثلاجة