أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - الانتصار اليتيم














المزيد.....

الانتصار اليتيم


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 5544 - 2017 / 6 / 7 - 16:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانتصار اليتيم

سليم نزال!

عاش جيلى الهزائم تلو الهزائم.عمرنا شاهدنا القدس و هى تسقط بيد المحتلين ثم شاهدنا بيروت و بغداد يحتلان.و قضينا العمر و نحن نسال و نقرا و نحاول ان نفهم السؤال المتواضع لماذا نهزم او السؤال الاقل تواضعا لمذا لا ننتصر.
لكنى فى ذكرى حزيران الحزين ساتحدث عن النصر الوحيد الذى شاهدته او عرفته فى حياتى.كان ذلك فى 25 ايار العام 2000 فى لبنان.و اذا كان الصديق العزيز استاذنا نعمة جمعة الذى كان حينها بجدارة رئيسا للمنظمة اللبنانية لحقوق الانسان ..فقد كان من عادتى ان ازوره فى مكتبه فى الصباح .و كان لنا حوارات عميقه فى الفكر و الثقافة و الادب و كانت عادة تمتد الى ساعات الظهر.

و الاستاذ نعمة حرم طوال فترة احتلال جنوبى لبنان من زيارة بلدته بنت جبيل الجنوبية .و الطريف ان الفلسطيين يسمونها بنت ام جبيل و لم افهم يوما لمذا اضافة ام على اسم البلدة.
فى صباح ال 25 ايار زرته فى مكتبه .كان اصوات الفرح تعم الشارع اللبنانى .اعلام لبنانية فى كل مكان و اناشيد فرح و كانت اغنية غابت شمس الحق لجوليا بطرس من اغانى تلك المرحلة . و حتى هذه اللحظه ما ان اسمع هذه الاغنية حتى استعيد ذكرى تلك الايام .كان الشعور بالفرح عارما و هو شعور لم اره قط فى حياتى سوى فى ذلك اليوم .

مررت فى الطريق على المكتبة التى كنت اتردد عليها و كان يربطى صداقة بصاحبة المكتبة مها التى توفيت بعد هذ التاريخ بعام . قالت لى مها كلمات لا انساها.قالت ان كل واحد منا يتمنى ان يكون من القرى المحتلة لكى يذهب اليها الان .كانت مها امراه ذات ثقافة و بخلفيه ماركسية .و كان لها طريقه طريفه عندما كنا نتحدث .فان ذكرت جملة اعجبتها كانت توقفنى و تقول هذه عبارة جميلة يا استاذ لا بد ان اسجلها .

و انا سعيد جدا ان مهى رات جنوبى لبنان يتحرر .فاحد اصدقائى الاعزاء و هو الاستاذ مصطفى شرف الدين ممن كان اول من خطب فى مهرجان ضد الاحتلال الاسرائيلى توفى قبل بضعة اشهر من انسحاب اسرائيل .كان الامر محزنا جدا عندما فكرت كم سيكون فرحا برؤية مهرجان الفرح .
استقبلنى الاستاذ نعمة و كانت مشاعر الفرح بادية على وجهه.قلت له مبروك استاذ الان صار بوسعك ان ترى بلدتك بعد طول غياب .قال فعلا لكن لربما على ان انتظر حتى الغد او بعده لكى اذهب .لكن بعد وقت قصير كان من الواضح انه كان فى حالة غليان عاطفى .ثم قال فجاة اتعرف ساذهب الان الى بلدتى !
مضيت و كانت شوارع مدينة صيدا تغص بسيارات الجنوبيين العائدين الى قراهم .كان منظرا لا يمكن للمرء ان يصفه . كان بحق اجمل منظر شاهدته فى حياتى حيث كان الجميع منفعلا بفرح .
اما انا فقد توجهت فى اليوم التالى الى عمق الجنوب .مررنا بلدة قانا و اوقفنا السيارة لكى اذهب لاشترى علبة سجائر .قالت صاحبة الدكان الفرحة و التى عرفت من لهجتى انى فلسطينى .عقبالكو ان تعودوا الى بلادكم ! شكرت المراة و تابعنا طريقنا حيث كان طابورا من الالاف السيارات .شاهدنا سيارات عسكرية مهجوره .شاهدنا حلقات دبكة و توزيع حلوى و فرح يعم الجميع .شاهدنا تاريخا يصنع .و شاهدنا بداية امل و رجاء للمستقبل .




#سليم_نزال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من كوبنهاجن الى سكونا المحتلة فى السويد . نظرات فى تاريخ اسك ...
- عن القطيعة المعرفيه بين المشرق و المغرب!
- الثقافة فى عالم مضطرب
- فطوم حيصبيص تقفل فندق صح النوم.تفرق العشاق و مضى كل فى سبيل ...
- على طريق الحرير
- فلسطين تستعيد روحها
- عندما يتغير العالم
- تاملات فى حياة فانيه
- الطريق الى بودابست
- اليوم الاخير فى بودابست
- الصورة المفزعة!
- تاملات فى السياسة
- عن الكتب و القراءة!
- جيش الامل!
- حول الابداع
- ضرورة الاشتغال على المفاهيم المكونة للعقل!
- كانت اياما!
- عن زمن الحطينى!
- فى زمن فيلم امريكى طويل
- 134 على وفاة كارل ماركس


المزيد.....




- روسيا تقدّم إعانات مالية للأمهات الصغيرات لزيادة معدلات المو ...
- رضيعة فلسطينية تموت جوعا بين ذراعي أمها في غزة المحاصرة
- تعيين سالم صالح بن بريك رئيسًا للحكومة في اليمن
- واشنطن تفرض رسوماً جديدة على قطع غيار السيارات المستوردة
- رئيسة المكسيك ترفض خطة ترامب لإرسال قوات أمريكية لمحاربة كار ...
- الزعيم الكوري يؤكد ضرورة استبدال دبابات حديثة بالمدرعات القد ...
- نائب مصري: 32% من سكان البلاد يعيشون تحت خط الفقر (فيديو)
- إعلام: الجيش السوداني يستهدف طائرة أجنبية بمطار نيالا محملة ...
- صحيفة -الوطن-: تعيين حسين السلامة رئيسا لجهاز الاستخبارات في ...
- من هو حسين السلامة رئيس جهاز الاستخبارات الجديد في سوريا؟


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - الانتصار اليتيم