أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - الطريق الى بودابست















المزيد.....

الطريق الى بودابست


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 5490 - 2017 / 4 / 13 - 13:19
المحور: سيرة ذاتية
    


ساكون الندى
ان كنت انت شعاع الشمس
فقط لكى اتحد بك!
شاعر مجرى

الى جانبى فى الطائرة جلست شابة رومانية و امراة نروجية.و حين تحدثت مع الشابة الرومانية التى تعمل فى السياحة شعرت انى لا استطيع اكمال الحديث معها.اعتقد ان لكل انسان رادار صغير يكشف فيه بعضا من الاخر المقابل له.لا اقول ان الرادار يعمل دوما بشكل مؤكد لكنى حين اتحدث مع شخص مزيف اشعر بهذا فى اغلب الاحيان.احب الحوارات العميقة مع من لهم تجارب و معارف فى الحياة.
تحدثت مع السيدة النرويجية العجوز التى فهمت انها كانت تعمل على سفينة.استغربت الامر و قلت لها امراة و كنت بحارة فى تلك الازمان قالت نعم و كنا مدللون لان معظم البحارة رجال .قلت انها فرصه لكى اسالها عن البلاد التى سافرت اليها من خلال العمل .فراحت تحدثنى و استغرق هذا تقريبا الطريق كله.
كنت مرهقا بالفعل لانى لم انم جيدا فى الليلة الماضية.فكان اول ما فعلته حين وصلت الفندق انى نمت بضعة ساعات بعمق .و حين استيقظت لم اكن اعرف اين انا .و هذا امر يبحصل عادة حين يسافر المرء الى بلد اخر.حين يستيقظ يظن انه فى بيته .لكنه يدرك حين يرى ان الاشياء التى حوله هى غير تلك التى يعرفها يعود لصياغة عالمه من جديد.كانت الساعة حوالى العاشرة و كنت اشعر بجوع شديد.توجهت الى المناوب فى مكتب الاستقبلال فقال لى يوجد مطعم على مسافة خمسة دقائق.ذهبت هناك طلبت طعاما و قلت للنادل اريد اولا فنجان قهوة لكى ادخن و انا بانتظار الطعام الهنغارى.
انا عادة افضل طعام البلد التى اذهب اليها .و هذا جزء من المعرفه و التعلم من ثقافة البلد كون الطعام جزء من الثقافة.و بالفعل تناولت طعاما هنغاريا فى النصف الاول من رحلتى لكنى لاحقا حين تعرفت على مطعم لطفى العربى صرت اكل طعاما عربيا .
مثلما لى عادة ان اقرا عن البلد التى ازمع السفراليها .اقرا عن تاريخها و عن بعض من ادابها و نظامها السياسى لكى اكون فكرة عن البلد.و قد اصبح هذا كله متاحا على شبكة الانتر نت .مثلما اقرا عن درجة الامان فيها خاصة و ان المرء زائر لا يعرف اى شىء.و استفيد عادة من كتابات اشخاص زاروا البلاد و كتبوا عن تجاربهم.

و عندما كنت فى رومانيا العام الماضى خطر ببالى ان اذهب الى مولدافيا و هى جمهورية مستقلة اكثر سكانها يتحدثون الرومانية.
و قرات عنها ما يجعلنى اغير راى .البلد غير امن للسواح الى حد كبير خاصة فى الليل.و الاطرف من هذا كله كما قرات ان البوليس قد يسالك عن جواز السفر و لن يعيده لك الا اذا دفعت له رشوة .قلت فى نفسى ان كان البوليس هكذا فكيف يكون الوضع مع غير البوليس .
ما اقوله الان ليس بالضرورة ما يحصل دوما لكنى هذا ما قرات لكن من المؤكد ان البلد فقير و الفساد الحكومى هائل و لذا لايستغرب المرء حصول مثل هذه الامور.
و الحقيقة التى لا بد من قولها انه كلكما كان البلد فقيرا تزداد فيه الجرائم و السواح عادة هدف سهل لللسرقة.

و الذى كتبه الدكتور صفاء تعليقا على مقالى الاول حول سرقته فى بودابست هو فى هذا الاطار كونه تعرض للسرقه .
و النرويجيين عادة من اكثر الشعوب عرضه لمثل هذه الامور كونهم تربوا فى مجتمع فيه قدر كبير من الثقة. و لذا فانهم عادة ما يقعون فى مشاكل خاصة الفتيات من النرويجيين فى بلاد يسهل خداعهم كونهم قابلين لتصديق ما يقال لهم.
من الظواهر الملفته للنظر فى بودابست رؤية الغجر يفترشون الارض فى داخل محطات المترو.و هو منظر سىء و غير صحى ابدا .
لا اعرف بالضبط نسبتهم لهنغاريا ذات العشر او اكثر بقليل مليونا .لكن سمعت انهم يشكلون من عشرة الى 15 بالمائة من مجموع السكان.
و يبدو ان غالبتهم يعيشون على هامش المجتمع و يمتهون مهن و اعمال وضيعة.حيث تنتشر بينهم المخدرات و البغاء الذى يراه المرء فى كل مكان من المدينة.و عندما كنت اذهب الى الدوان تاون ليلا كنت افاجا بحجم البغاء الموجود فى تلك البلاد و النساء ليسوا من الغجر فحسب بل مجريات عاديات.
و بالمناسبة فقد وجدت ان اطلاق العرب عليهم المجر هو ادق من التعبير بالانكليزية هنغاريا لانهم هم يسمون انفسهم المجر .
اما عن العنصرية فيبدو ان نسب العنصرية فيها نسبة عالية.و انا لست متخصصا فى المجر لكن اكتب انطباعات زائر و ما قراته .و لعل السبب يكمن فى ان البلاد خضعت لحكم شيوعى جعلهم منغلقين عن العالم .لانى لاحظت تلك الظواهر اشد فى البلاد الشيوعيه السابقة.و لما ذكرت هذا الامر لشيوعى عربى بدا يبرر و يدافع و لن اصدقه و اكذب عيونى .
كما ان الفقر لا بد ان له دور فى الشعور بالخوف من الاجانب خاصة انه يبدو لى ان لهم حساسية خاصة من المسلمين .و قد شاهدنا على شاشات التلفزيون ما قامت به صحافية مجرية عندما ركلت بقدمها لاجىء سورى.
هذا لا يعنى بالطبع تعميم الامر .فقد قابلت مجريا له قدر كبير من الاضطلاع على الثافة العربية و يكن لها الاحترام.

لكن من المؤسف ان صورة العرب فى الوقت الحاضر سلبية جدا فى اوروبا خاصة الشرقية منها .و العرب كما يعرف الجميع هم قلب الاسلام لان القران عربى و النبى عربى لذا فان صورة الاسلام كلها تتاثر حين يضعف العرب.هذا اضافة لللاعمال الارهابية التى يقوم بها مسلمون و التى تلعب دورا فى تشويه صورة العرب و المسلمون .ناهيك عن الضخ الاعلامى الصهيونى المعروف .

لكن ايضا هناك كما يبدو لى تاريخ من الحساسيات.فقد انطلق الاتراك المسلمون باتجاه اوروبا الشرقيه و احتلوا اجزاء كبيرة منهم و يبدو ان مثلث مقاومة الاتراك تركز فى رومانيا و هنغاريا و بولندة.
و على سبيل المثال نجحت قوات بولندية ليتوانية مشتركة من فك حصار الاتراك عن فيننا فى زمن سليمان القانونى و كان ذلك فى ذروة قوة الاتراك.
لكن لا شك ان عز الدولة المجرية التى يعتقد انها بدات من اجتماع قبائل سبعة كان فى ظل الامبراطورية النمساويه الهعنغارية التى ورثت بعضا من الثقافة الرومانية.
و انا بصراحة اشك انه كان من الممكن رؤية كل هذه الابنية العظيمة بجهد المجريين لوحدهم من دون النمسا.
كنت اسير فى الشارع من منطقة بلاها الى اورانيون و انا اتامل فى الناس العابرين اصوات الناس و اصوات الموسيقى و صخب الشارع و السيارة العابرة و انا افكر فى التاريخ و اقدار البشر.

خطر ببالى قصيدة جميلة لشاعر مجرى
ساكون الشجرة ان كنت انت الوردة
او الوردة ان كنت قطر الندى
او ساكون الندى
ان كنت انت شعاع الشمس
فقط لكى اتحد بك!



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم الاخير فى بودابست
- الصورة المفزعة!
- تاملات فى السياسة
- عن الكتب و القراءة!
- جيش الامل!
- حول الابداع
- ضرورة الاشتغال على المفاهيم المكونة للعقل!
- كانت اياما!
- عن زمن الحطينى!
- فى زمن فيلم امريكى طويل
- 134 على وفاة كارل ماركس
- موسم حلق الدقون!
- اللون البرتقالى: من لون الاضواء الجميله الى لون القتل!
- لكن من يسمع!
- فى بحر الحياة
- فلسطين فى القلب
- لقد تغير العالم كثيرا و فكر التخلف الدينى اخر حشرجة القبائل ...
- انتهى العالم القديم و العالم فى اكثر المراحل خطورة فى التاري ...
- الثوابت الوطنية اولا!
- فى فلسطين . الافة الكبرى هى وضع الايديولوجيا قبل الوطن ؟


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - الطريق الى بودابست