من كوبنهاجن الى سكونا المحتلة فى السويد . نظرات فى تاريخ اسكندينافيا!

سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 5536 - 2017 / 5 / 30 - 19:33
المحور: سيرة ذاتية
    

نهضت مبكرا فى الصباح و نزلت الى مدخل البناية لكى اتمكن من التدخين حيث تمنع صاحبة الشقة التى اقمت بها ان ادخن.اشتريت قهوة باردة من محطة البنزين القريبة و جلست اتامل كوبنهاجن فى الصباح الباكر.لا احد فى الشارع فى هذا الوقت المبكر.مرت فتاة على دراجتها و هى تسير على مقربة من الكنيسة الواقعة على طرف الشارع. انه بالتاكيد الشعور بالامان ان تقود شابة دراجتها فى هذا الوقت المبكر .هبت رياح باردة ثم عبرت طيور سماء المكان.استدارات ثم تابعت طيرانها لامكنة لا اعرفها .
فى المقهى المجاور الذى كنت اتردد عليه سالت النادلة ان كانت تعرف شيئا عن 17 ايار الذى دشن ولادة اول دستور نرويجى اثناء الحكم او الاحتلال الدانماركى.ابتسمت و قالت لا اعرف .قلت مازحا كان اجدادك المحتلين و لا تعرفين؟ .فكرت يا لغرابة التاريخ ! لو سالت اى بريطانى عن بلفور ووعده اللعين لليهود لما عرف احد.لكن لا يوجد فلسطينى واحد لا يعرف اسم هذا الوغد الذى ادخل الكوارث الى بلادنا .الضحية لا ينسى اما الفاعل او احفاده فلا يتذكرون .

قبل عامين حصلت الدانمارك على تقييم دولى كاسعد شعب فى العالم. صودف يومها كنت التقى صديق نرويجى عمل طويلا فى حقل الصحافة المكتوبة .سالته عن رايه فى هذا التقييم و بالتحديد عن اسبابه ,خاصة ان المسافة بين النرويج و الدانمارك و السويد فيما يتعلق بالاقتصاد و السياسة و و التاريخ و المشتركات الثقافية كبيرة.كان من رايه اضافة لللاقتصاد الجيد ان الدانماركيين اكثر انفتاحا على اوروبا مقارنة بالنرويجيين .و هو على كل حال راى لا يقدم تفسيرا فى ظنى لاعتبار الشعب الدانماركى اسعد شعب فى العالم.على كل حال الموضوع يحتاج الى دراسة اعمق .
لو سالنى احد ماذا تعرف عن الدانمارك فان الرد السريع انى لا اعرف سوى هانز كريستيان اندرسن اهم روائى دانماركى فى العصر الحديث .قرات كتابه مغامرات فى حياتى الذى هو عبارة عن مذكراته التى يعكس فيها الحياة الثقافية و الاجتماعية فى الدانمارك فى القرن التاسع عشر.و الثانى سورين شيركيغور و هو فى اعتقدى اهم مفكر دانماركى فى العصر الحديث .

كنت فى القطار الذى يسير فوق جسر فوق البحر متجها من كوبنهاجن الى السويد و انا افكر بالتاريخ .لو لم يخسر الملك الدانماركى فريدريك الثالث المعركة مع السويد بقيادة ملكها المحارب تشارلز عام 1659 لتغير تاريخ المنطقة التى باتت تعبير جنوبى السويد بعدما كانت المقاطعات الشرقية من الدانمارك.كما لو لم تحصل مقاومة شرسة للجيش السويدى من قبل اهالى كوينهاجن بعد انهيار جيشهم لربما كانت كوبنهاجن الان جزءا من السويد .على كل حال لم تستسلم الدانمارك و ظلت تحاول استرداد المناطق المحتلة فى عدة حروب اشهرها حرب سكونيا لكن دون جدوى.الى ان جاءت اتفاقية استكهولم التى انهت الحلم الدانماركى باستعادة الاراضى المحتلة.
اما السويد فقد قامت بالغاء كل ما له علاقة بتاريخ الدانمارك فى المناطق المحتلة هذا على الرغم من ان طبيعة الارض و اسماء الامكنة دانماركية .بل لم يزل لغة و ثقافة السكان فى سكونيا اقرب للدانماركية من السويدية.لكن كل هذا بات من تاريخ مضى حيث حل عصر جديد بين البلدين الاسكاندنافيين .
كنت فى القطار انظر للبحر و انا افكر بالتاريخ الذى يصنعه بساطير الجنود كما قرات ذات مرة .و حين وصلت لاول مكان فى السويد وقف بوليس الحدود هناك يسالون عن جوازات السفر .قلت فى نفسى لو لم يخسر فريدريك الثالث المعركة لكنت الان لم ازل فى الاراضى الدانماركية !

#سليم_نزال (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات