سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 5514 - 2017 / 5 / 8 - 09:24
المحور:
القضية الفلسطينية
فلسطين تستعيد روحها
سليم نزال
مع اضراب الاسرى فى فلسطين عن الطعام اتذكر رواية عودة الروح لتوفيق الحكيم.و هى بالمناسبة كتبها و هو طالب فى فرنسا فى ثلاثينيات القرن الماضى.و الرواية و ان كانت تتمحور حول محسن و عمته زينب و اعمامه الذين يعيشون فى حى شعبى فى القاهرة و سنية التى يقع الجميع فى غرامها.الا ان هذه الاحداث الصغيرة تقع ضمن الجو العام لثورة العام 1919 فى مصر.و هى الثورة السلمية التى الهمت غاندى بفكرة استخدام الطاقات السلمية من اجل التغيير.
و انا اعتقد ان ثورة العام 1919 تعكس روح الشعب المصرى و نزعته الى العمل السلمى بدل العنف .
فكرة عودة الروح جاءت فى سياق حوار مع خبراء اوروبيين المستهترين بالفلاح المصرى الذى يسكن فى نفس البيت مع الجاموس و الغتم.و مفادها ان هذا الانسان رغم ما اصابه من ويلات و ما وصل اليه لم تنكسر لروحه و قد تعود فى اى وقت كما حصل بالفعل.
حاول الانكليز اساليب التفرقه لاضعاف المصريين و ذلك باللعب على ورقة المسلمون و الاقباط.كان رد الشعب المصرى ان صنعوا علما يتوسطه هلال و صليب.
الانتكاسات و ضياع البوصلة امر مزعج خاصة للجيل الذى عاش لسوء حظه مراحل التراجع و الانتكاسات الكبرى.
لعل اسوا ما حصل للقضية الفلسطينية فى الوقت الحاضر هو نوع من ضياع و نوع من تشتت عام طال كل شىء.
! هناك وقت للتشتت و الضياع و هناك وقت للحقيقة!
هناك وقت لاضاعة الجهود و الموارد البشرية و المادية فى صراعات مدمرة و هناك وقت للعقل و للتفكير الناضج.
اثناء الاحتلال الاسرائلى للبنان سارت امراة لبنانية و هى تضع خارطتى لبنان و فلسطين و صليبا فى عنقها و كانت تسير مرفوعة الراس امام الجنود الاسرائليين .
قلت للصديق الذى اخبرنى بذلك هذا المنظر الرائع يجعلنى افكر برواية توفيق الحكيم عودة الروح. و بالفعل بعد بضعة اعوام انطلقت الانتفاضة فى فلسطين!
ما نشهده الان هو شىء من هذا القبيل. فلسطين تستعيد روحها !
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟