أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم بوتاني - عاد السلطان من أمريكا بخفي حنين














المزيد.....

عاد السلطان من أمريكا بخفي حنين


اكرم بوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 5526 - 2017 / 5 / 20 - 06:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدقائق التي شوهد فيها الرئيس الأمريكي ترامب مع رئيس تركيا كانت دقائق تفوح منها رائحة الإستخفاف بعقلية اردوغان ، فنحن لم نسمع ذات يوم بان الجيش التركي كان اقوى جيوش العالم فمن اين جاء الرئيس ترامب بهذه المقولة ان لم يكن يستخف فعقلية السلطان .
من المؤكد بأن اردوغان لم يستوعب ذلك الحديث تماما ، فالجيش التركي الذي امتدحه الرئيس الأمريكي ترامب كان ضمن جيوش خمسة عشرة دولة شاركت في الحرب مع الولايات المتحدة ضد كوريا الشمالية بقرار من الأمم المتحدة حين ذاك ، حتى ان تلك الحرب تسمى احيانا بالحرب المنسية ، وقد لايكون مستبعدا ان يكون ادورغان قد سأل العم (گوگل)عن تلك الحرب كما فعل كاتب هذه السطور ، فتعامل الغرب مع الدولة التركية التي كانت تدار من قبل الجنرالات العسكريين لن ولا يكون ذات التعامل مع تركيا التي يسيطر عليها حزب اسلامي حتى لو كان ذلك مجرد تسمية ، وما يجري من تهميش لتركيا من قبل الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية لا يصدقه اردوغان وحزبه ،وهذا ان دل على شئ فإنه يدل على ان اردوغان ليس الرجل السياسي الذي يفهم التقلبات السياسية التي تجري في المنطقة ، وإلا لكان يجاري التقلبات ويتماشى معها ليحافظ على مكانته ومكانة دولته ، خصوصا وإنه قد تمكن من تحجيم دور الجنرالات الذين قضوا على تطلعات الرئيس التركي الأسبق المرحوم توركت اوزال الذي تفهم الأوضاع السياسية لبلاده وحاول ان يحل القضية الكوردية بالعقل والمنطق لا بالآلة العسكرية والقتل والتدمير كما يفعل اردوغان ، فالسياسي الذي يتوهم بأنه سيد نفسه ولن يتقبل ان يجاري الاحداث وتقلباتها هو الذي يقود بلاده الى الهلاك والدمار ، صحيح ان مقتل توركت اوزال اثر على القضية الكوردية لأنه كان يحاول ان يجد الحلول العقلانية لإنهاء الصراع الكوردي التركي لكن مقتله لم ينهي المسألة الكوردية ، بينما العكس هو الذي حصل حيث تطورت القضية واصبحت قضية عالمية ، والذين يحاولون إنكار القضية هم الذين يحجبون شعاع الشمس بالغربال ، فمن الأجدى والأفضل لتركيا ان تتفهم مجريات الأحداث بصدق حيث لم يعد إنكار وجود الكورد الذين تجاوزوا الخمسين مليون نسمة ممكنا ، خصوصا وان التكنولوجيا الحديثة تنقل الحدث في لحظة وقوع الحدث والى العالم اجمع ، فلم يعد اخفاء الحقائق ممكنا كما كان من قبل ، وخير دليل على سرعة نشر الحدث ما شاهده العالم عبر الفضائيات كيف تصرف الحراس الشخصيين لاردوغان مع تظاهرة سلمية لكورد مقيمين في الولايات المتحدة الأمريكة وهذه التصرفات الغير أخلاقية تدل على وحشية النظام التركي ، فإذا كان هذا تصرفهم في الولايات المتحدة الأمريكية وهم ضيوف فيها ، فكيف يتوقع المرء أن يكون تصرفهم وهم في دولتهم الدكتاتورية ، وهذا ما دفع بأحد ابرز الشخصيات في الكونكرس الأمريكي ألا وهو السيد جون مكين ان يطالب بطرد السفير التركي من الولايات المتحدة ، واستدعي السفير التركي لدى وزارة الخارجية الأمريكية ، وهذا العمل الوحشي جاء كردة فعل للبرود الذي استقبل به اردوغان في الولايات المتحدة حيث كان يحلم السلطان قبل زيارته بأنه سيستقبل كشخصية تمسك اوراق اللعبة في الشرق الأوسط بأكمله ، وكثيرا ما كان يتفاخر قبل زيارته بانه سيطالب الرئيس ترامب بالتوقف عن مساعدة الكورد ، وكذلك سيطالب بتسليم عبدالله گولن وخابت آماله وذهبت احلامه ادراج الرياح وعاد الى تركيا بخفي حنين ، وكل ما تمكن من فعله هو انه زاد من تشويه صورة النظام التركي امام العالم بإعتداء ازلامه على متظاهرين عزل من ابناء الكورد ، والكورد لايستغربون هذا العمل لأنهم على دراية تامة بأخلاق الاتراك ، وهذا هو خلق الغالبية العظمى منهم اينما كانوا واينما نزلوا .
على تركيا ان لاتخلط الأوراق وأن تتصرف بعقلانية و حكمة فإتهام الكورد بالإرهاب لن ينفع تركيا ، ولن يغيير من الحقيقة شيئا ، فالكورد أصحاب قضية وأصحاب وطن تستعمرونه دون وجه حق والعالم وعلى رأسهم الأمم المتحدة تدرك ذلك ، وعلى اردوغان ان يتذكر بأن دور تركيا في الشرق الأوسط لم يعد كما كان عليه سابقا ، فالشرق الاوسط الجديد الذي رسمته الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها يتضمن دولة كوردية قوية لايتمكن اردوغان ولا حتى الولي الفقيه علي خامنئي من الوقوف ضد قيام تلك الدولة ، فمن الأولى بتركيا ان تجنح نحو السلم مع الكورد فكراهية الكورد والوقوف ضد تطلعاتهم بالقوة والعنف لن ينفع تركيا بقدر ما يضرها وتركيا تدرك ذلك اكثر من غيرها فهي التي حاولت وعلى مدى قَرْنٍ من الزمن صهر الكورد داخل المجتمع التركي من خلال القمع والتهجير لكنها لم تتمكن ، وهو ما سعى اليه صدام حسين ولم يتمكن ، فذهب هو وبقي الكورد ، وسيذهب اردوغان والخامنئي والأسد وسيبقى الكورد كأمة تأبى الإنصهار مع المجتمعات التي لا تتجانس معها ، وقيام الدولة الكوردية اصبح وشيكا فلا إمكان للعصا الأردوغانية ان توقف العجلة .


[email protected]



#اكرم_بوتاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطوط الحُمر يضعها الرجال الصادقون
- اضلاع مثلث الإرهاب
- تركيا في المستنقع السوري
- نهاية عروبة العراق لأجل غير مسمى
- أزمة عقلاء في حزب الدعوة
- اخر مهزلة لنوري المالكي العراقييون يريدون التغيير
- الدولة الكوردية حق مشروع....ولكن!
- حمار غني افضل من افلاطون مفلس
- ايها الكوردي عدوك في المرآة
- متى سينطق ابو الهول
- العرب السنة بين السندان والمطرقة
- تظاهرات تطالب بالكرامة و تظاهرات تطالب بالعبودية
- الأقليم السنّي ضمان لإنهاء ازمات المالكي
- اسقاط الحكومة واحالة المالكي الى القضاء بات واجبا وطنيا
- الملالي لايصلحون لحكم العراق
- القادة الكورد وثقافة التسامح
- النواب العراقيون ومزايا سياراتهم المصفحة
- الشعب هو الرهان الاقوى لإسقاط بشار
- هل تتجرأ دمشق في شن حرب على انقرة
- المالكي يضع اوراقه الطائفية على الطاولة


المزيد.....




- مع زعيم أفريقي.. ترامب يشعل ضجة بفيديو أسلوب حديثه: اسمك وبل ...
- فرنسا وبريطانيا تعلنان لأول مرة عن تنسيق جديد في -الردع النو ...
- رسوم جمركية أمريكية جديدة على ثلاث دول عربية، وترامب يتوعّد ...
- هاربون ومصابون ومنسيون.. مهاجرون على حدود بولندا مع بيلاروسي ...
- الجيش الإسرائيلي يعترف بمقتل جندي في غزة خلال محاولة أسره
- أطباء: نقص الوقود يهدد بتحويل أكبر مستشفى في غزة إلى مقبرة
- حماس: نسعى لاتفاق شامل ينهي العدوان على غزة
- ممثلون للكونغو الديمقراطية وحركة -إم23- في قطر لبحث اتفاق سل ...
- روسيا ومؤامرة تسميم ذكاء الغرب الاصطناعي
- حكومة نتنياهو تقيم نموذجا مصغرا لإسرائيل الكبرى في الضفة


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم بوتاني - عاد السلطان من أمريكا بخفي حنين