أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم بوتاني - تركيا في المستنقع السوري














المزيد.....

تركيا في المستنقع السوري


اكرم بوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 5395 - 2017 / 1 / 7 - 22:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لكي يكون لتركيا دورا مؤثرا في القضايا الاقليمية ، لابد ان تكون دولة مستقرة وخالية من المشاكل الداخلية ، اما انها تشن حربا لامبرر لها على الكورد فهذا لايمكنها من لعب اي دور اقليمي يذكر ، اما ادراج اسم تركيا في انهاء القتال في سوريا فهي لعبة روسية لغاية في نفس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، وتركيا لاتعدو سوى ريشة في مهب الرياح الروسية مع ذلك يتظاهر الرئيس التركي اردوغان بانه لاعب لايمكن الاستغناء عنه في المنطقة .
هناك فرق شاسع بين حقيقة قوة الدولة التركية الهشة والتي يقودها اردوغان نحو الانهيار ، وبين ما تتظاهر به تركيا من قوة غير موجودة الا في عقلية الرئيس التركي ، وهي العقلية التي بدأت تأخذه نحو الحكم الإستبدادي ، فسياسة اردوغان العدائية للكورد وتجييش الجيوش ضدهم سواءا داخل تركيا او خارجها ماهي الا للتلاعب بعواطف القوميين الاتراك ، لأن اردوغان يدرك تماما بان الفرد التركي قد تربى على كراهية وحقد الكورد منذ نعومة اظافره ، وقد ينجح الى حد ما في كسب ود القوميين الاتراك بتلك السياسة الدنيئة ، لكن في مقابل ذلك سيزداد الوعي القومي لدى الامة الكوردية بصورة عامة ، وعليه ستكون تركيا هي الخاسر الاكبر فالكورد سيزدادون تمسكا بقضيتهم العادلة من خلال تنامي الوعي القومي وهم بامس الحاجة الى ذلك لإستعادة وطنهم المستعمر من قبل الاتراك منذ ما يقارب المائة عام ،اما الامل الوحيد لوقف انهيار تركيا فهو في إمكانية ادراك الفرد التركي لما يذهب اليه اردوغان بالتلاعب بعواطفهم وهو امل ضعيف لأن الحقد على الكورد قد اعمى بصيرة الفرد التركي واردوغان يدرك ذلك تماما لأنه يمتلك ذات العقلية وذات التوجه .
لاشك ان اردوغان مضطرب اضطرابا حقيقيا وهو ما سهل على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عملية استدراج تركيا نحو المستنقع السوري ، وسوف تندم تركيا كثيرا فالمستنق الذي دخلته ليس بتلك السهولة التي يتوقعها اردوغان ، والكورد ليسوا فريسة ميتة لكي تكون طعما للنسر التركي وتكون اراضيهم وطنا للأتراك كما يشير الى ذلك اردوغان ، فعندما استفسر البعض من الاتراك عن ضحاياهم في سوريا رد عليهم اردوغان (بالتأكيد قلوبنا تتألم لأجل شهدائنا، ولكن يجب علينا أن نعلم بأن هذه الأراضي تحتاج لشهداء لتكون وطنًا لنا) ، وفي اول اختبار له في وطنه الجديد وفي مدينة الباب ، بدأ يتباكى ويتظاهر بانه يحارب الارهاب لوحده ، فاذا كان حلفاءه من تنظيم داعش هم الذين يسيطرون على الباب اذاقوه الامرين ليطالب بمساعدة الحلفاء فماذا سيكون مصير جيشه لو تحرك نحو مدينة منبج ثم الرقة ، وهي المناطق التي تسيطر عليها القوات الكوردية المدعومة من الولايات المتحدة الامريكية ، على الارجح بان تركيا ستتراجع وستكون معركة الباب هي معركتها الاولى والاخيرة ، فتركيا ليست بتلك القوة التي يصورها اردوغان للعالم ، وسيظهر ضعف تركيا وهزالة جيشها بصورة جلية و واضحة اذا ما تدخلت ايران على الخط ودعمت الفصائل الكوردية دعما مباشرا .
على تركيا ان تغير من سياستها تجاه الكورد في سوريا فبالامس القريب كان اردوغان يعادي اقليم كوردستان الجنوبي بنفس عقلية معاداته اليوم لكورد سوريا لكن سياسة الرئيس مسعود البارزاني الحكيمة اجبرته على ان يتحاور مع الكورد ومع شخصية الرئيس مسعود بعد ان كان كبرياء اردوغان يصفه بزعيم قبيلة واذا بزعيم القبيلة يفوق اردوغان بذكاءه وحنكته السياسية ويجبره على ان يستقبله استقبال رؤساء الدول ويجلس معه وامام انظاره علم كوردستان ، فليتعظ من هذه التجربة ويسرع بالتحاور مع الكورد السوريين ليستفاد منهم كما استفاد من اقليم كوردستان الجنوبي والا فليس من السهل عليه الخروج من المستنقع السوري الذي جره اليه القيصر فلاديمير بوتين .



#اكرم_بوتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية عروبة العراق لأجل غير مسمى
- أزمة عقلاء في حزب الدعوة
- اخر مهزلة لنوري المالكي العراقييون يريدون التغيير
- الدولة الكوردية حق مشروع....ولكن!
- حمار غني افضل من افلاطون مفلس
- ايها الكوردي عدوك في المرآة
- متى سينطق ابو الهول
- العرب السنة بين السندان والمطرقة
- تظاهرات تطالب بالكرامة و تظاهرات تطالب بالعبودية
- الأقليم السنّي ضمان لإنهاء ازمات المالكي
- اسقاط الحكومة واحالة المالكي الى القضاء بات واجبا وطنيا
- الملالي لايصلحون لحكم العراق
- القادة الكورد وثقافة التسامح
- النواب العراقيون ومزايا سياراتهم المصفحة
- الشعب هو الرهان الاقوى لإسقاط بشار
- هل تتجرأ دمشق في شن حرب على انقرة
- المالكي يضع اوراقه الطائفية على الطاولة
- لقد حان الوقت لنقول لا
- المالكي يريدها دكتاتورية
- انهيار المثلث السني


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم بوتاني - تركيا في المستنقع السوري